Tweet
أفضل أيام الدنيا (2)
==================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:
فبعد أن ذكرت شيئا من فضل العشر الأول في نفسها في السطور الماضية، نتكلم عن فضل العمل في هذه الأيام المباركات.
فهي أيام فضلها الله في ذاتها، كذا جعل اختصاصها بأعمال صالحة له فضل عظيم عنده جل وعلا، وأي فضل؟؛ في الحديث الذي تقدم "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه العشر".
ما من أيام : ليس هناك أيام.
العمل الصالح: أي العمل الذي يتوفر فيه الإخلاص "أن يريد الإنسان بالعمل وجه الله فقط، ولا يرجو ثوابا عليه من غير الله تعالى" إذ بغير الإخلاص يحبط العمل، كذا الإتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ بدون المتابعة يرد العمل على صاحبه بلا كرامة.
والعمل الصالح "فرض أو سنة أو مباح توفرت فيه نية خير".
أحب إلى الله تعالى من هذه العشر: عجزت رؤوس الأقلام عن المتابعة كما اعتادت في وصف هذه الجملة، كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد تحفيز أصحابه على فعل كان يقول لهم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخ فـ...." فيبادر الصحابة مسرعين، فما بالك وقد أنبأ بهذا النبأ، أن الله تعالى يحب أن يراك تعمل عملا صالحا، يحب أن تعبده بعمل صالح في هذه الأيام العشر الأول من ذي الحجة!
أي محفز هذا، والله إن لم تكن إلا هذه لتأخذ بتلابيب قلبك، وناصيتك إلى الأعمال الصالحات فلا محفز أخر.
الله يحب أن تعمل عملا صالحا، خالقك ورازقك وسيدك رب العالمين يحب أن تجتهد في هذه الأيام، يا الله لو علمناها كما ينبغي، علمها الاولون فطاروا إلى فداء دين الله بأرواحهم لا يؤخرهم أن اشتدت الأمر، وقامت الحروب على ساقها، وظهر بريق السيوف، بل أقبلوا مسرعين إلى ما يحب الله ويرضاه.
فهل من مشمر لما يحب الله؟!، هل من مقبل إلى ما يحب الله؟!
فالعمل في الأيام العشر الأول من ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من العمل في بقية الأيام، حتى وإن كان قيمة العمل ما تكون، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- أطلق القول كما ترى، أي أي عمل صالح في هذه الأيام يحبه الله أكثر من أي عمل في غيرها؟
وفيه يقول بعض العلماء: أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد.
فالعمل في هذه الأيام بنص كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- أحب إلى الله من أي عمل فيما سواها.
فتعجب الصحابة من قول النبي –صلى الله عليه وسلم- فسألوا: ولا الجهاد؟
قال: ولا الجهاد، ثم استثنى نوعا واحدا وهو " أن يخرج رجل من بيته بنفسه وماله في سبيل الله ولا يرجع من ذلك بشيء" فهذا عمل لا يفضله شيء.
فإذا علمت هذا وقد بقي من الوقت على انطلاقة العشر ما قد علمت، فما أعددت –يرحمك الله-
وإن أردت مشورة في الإعداد؛ فلا أجد أجّل من أن تستقبل هذه الأيام، بالتوبة إلى الله تعالى!
أن تعلنها الآن توبة إلى ربك من كل عصيان، ومن كل مرادة تزاحم مراد الرحمن، ومن كل خدمة لا تقرب من الجنان، ومن كل محبة لرياسة لا تبعد عن النيران، ومن كل خروج عن استقامة نبينا العدنان.
آن أن نتوب إلى الله تعالى فقد بقي في العمر مجهول، وقد أوشك ضحى الوقت أن يزول، فمع كل نفس أعلنها "تبت إلى الله" لعلك تنعم بالقبول!
واصدق الله تعالى يصدقك، فالله جل وعلا مطلع على السرائر، ولا تخفى عنه خافية، وما خطت إليه قدم صادقة قدر شبر إلا وفق الله خطاها، وما سارع مسارع في مرضاته إلا يسر له وفتح عليه –سبحانه- لا تضيع عنده الأجور، ولا يظلم عنده أحدٌ.
وانشغل بالخيرات –يرحمك الله- وحافظ على الثواني والدقائق لا تذهب هدرا، ولا تمضي سودا، ولا تروح من غير ثمن، فنهاية ذلك الحسرة يوم اللقاء.
وما أكثر أبواب الخير لو عكفت، قرآن وصلاة وقيام وإنفاق وإفشاء سلام وزيارة مرضى واتباع جنائز وذكر الله و و
فاسع في الخيرات في هذه الأيام –نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ولا تزول شموس العشر إلا وقد غنمنا منها ما يقربنا إليه سبحانه وتعالى "
عمرو صالح الأزهري
==================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:
فبعد أن ذكرت شيئا من فضل العشر الأول في نفسها في السطور الماضية، نتكلم عن فضل العمل في هذه الأيام المباركات.
فهي أيام فضلها الله في ذاتها، كذا جعل اختصاصها بأعمال صالحة له فضل عظيم عنده جل وعلا، وأي فضل؟؛ في الحديث الذي تقدم "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه العشر".
ما من أيام : ليس هناك أيام.
العمل الصالح: أي العمل الذي يتوفر فيه الإخلاص "أن يريد الإنسان بالعمل وجه الله فقط، ولا يرجو ثوابا عليه من غير الله تعالى" إذ بغير الإخلاص يحبط العمل، كذا الإتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ بدون المتابعة يرد العمل على صاحبه بلا كرامة.
والعمل الصالح "فرض أو سنة أو مباح توفرت فيه نية خير".
أحب إلى الله تعالى من هذه العشر: عجزت رؤوس الأقلام عن المتابعة كما اعتادت في وصف هذه الجملة، كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد تحفيز أصحابه على فعل كان يقول لهم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخ فـ...." فيبادر الصحابة مسرعين، فما بالك وقد أنبأ بهذا النبأ، أن الله تعالى يحب أن يراك تعمل عملا صالحا، يحب أن تعبده بعمل صالح في هذه الأيام العشر الأول من ذي الحجة!
أي محفز هذا، والله إن لم تكن إلا هذه لتأخذ بتلابيب قلبك، وناصيتك إلى الأعمال الصالحات فلا محفز أخر.
الله يحب أن تعمل عملا صالحا، خالقك ورازقك وسيدك رب العالمين يحب أن تجتهد في هذه الأيام، يا الله لو علمناها كما ينبغي، علمها الاولون فطاروا إلى فداء دين الله بأرواحهم لا يؤخرهم أن اشتدت الأمر، وقامت الحروب على ساقها، وظهر بريق السيوف، بل أقبلوا مسرعين إلى ما يحب الله ويرضاه.
فهل من مشمر لما يحب الله؟!، هل من مقبل إلى ما يحب الله؟!
فالعمل في الأيام العشر الأول من ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من العمل في بقية الأيام، حتى وإن كان قيمة العمل ما تكون، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- أطلق القول كما ترى، أي أي عمل صالح في هذه الأيام يحبه الله أكثر من أي عمل في غيرها؟
وفيه يقول بعض العلماء: أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد.
فالعمل في هذه الأيام بنص كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- أحب إلى الله من أي عمل فيما سواها.
فتعجب الصحابة من قول النبي –صلى الله عليه وسلم- فسألوا: ولا الجهاد؟
قال: ولا الجهاد، ثم استثنى نوعا واحدا وهو " أن يخرج رجل من بيته بنفسه وماله في سبيل الله ولا يرجع من ذلك بشيء" فهذا عمل لا يفضله شيء.
فإذا علمت هذا وقد بقي من الوقت على انطلاقة العشر ما قد علمت، فما أعددت –يرحمك الله-
وإن أردت مشورة في الإعداد؛ فلا أجد أجّل من أن تستقبل هذه الأيام، بالتوبة إلى الله تعالى!
أن تعلنها الآن توبة إلى ربك من كل عصيان، ومن كل مرادة تزاحم مراد الرحمن، ومن كل خدمة لا تقرب من الجنان، ومن كل محبة لرياسة لا تبعد عن النيران، ومن كل خروج عن استقامة نبينا العدنان.
آن أن نتوب إلى الله تعالى فقد بقي في العمر مجهول، وقد أوشك ضحى الوقت أن يزول، فمع كل نفس أعلنها "تبت إلى الله" لعلك تنعم بالقبول!
واصدق الله تعالى يصدقك، فالله جل وعلا مطلع على السرائر، ولا تخفى عنه خافية، وما خطت إليه قدم صادقة قدر شبر إلا وفق الله خطاها، وما سارع مسارع في مرضاته إلا يسر له وفتح عليه –سبحانه- لا تضيع عنده الأجور، ولا يظلم عنده أحدٌ.
وانشغل بالخيرات –يرحمك الله- وحافظ على الثواني والدقائق لا تذهب هدرا، ولا تمضي سودا، ولا تروح من غير ثمن، فنهاية ذلك الحسرة يوم اللقاء.
وما أكثر أبواب الخير لو عكفت، قرآن وصلاة وقيام وإنفاق وإفشاء سلام وزيارة مرضى واتباع جنائز وذكر الله و و
فاسع في الخيرات في هذه الأيام –نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ولا تزول شموس العشر إلا وقد غنمنا منها ما يقربنا إليه سبحانه وتعالى "
عمرو صالح الأزهري
تعليق