Tweet
أفضل أيام الدنيا (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد :
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء . رواه البخاري وأبو يعلى وابن حبان والضياء والترمذي واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما .
أيها الأحبة في الله نحن أصبحنا على بعد أيام قلائل من أفضل أيام الدنيا ، ألا وهي الأيام العشر الأول من ذي الحجة ، فالعشر الأول من ذي الحجة ولا شك هي أفضل أيام الدنيا ، فعند البزار وقال الهيثمي : رجاله ثقات وصححه الألباني من حديث جابر رضي الله عنه أنه -صلى الله عليه وسلم - قال : "أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعنى عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب".
فهذه الأيام المفضلة أصبحنا على وشك مواقعتها ، فتعالوا بنا إلى وقفات قبل إدراكها، فهي حقًا تحتاج منا هذه الوقفات ، إذ أن الذي يخسرها مغبون خسران أعاذنا الله وإياكم من ذلك .
• فضلها
وأما الحديث عن فضل هذه الأيام سيكون على محورين رئيسين ....
الأول : فضل هذه الأيام في نفسها .
الثاني : فضل العمل في هذه الأيام .
ربما يتعجب بعض إخواننا من هذا التقسيم ، ويتساءل وما الفرق ؟
والجواب ... أن الله سبحانه وتعالى ملك كل شيء ومليكه يعز من يشاء بفضله ، ويذل من يشاء بعدله ، ويغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء ، فهو الذي له الخلق والأمر سبحانه وبحمده ، وإن الله تعالى فضل بعض الأيام على بعض بقدرته ، فهناك من الأيام أيام فضلها الله في نفسها لكنه جل ذكره لم يفضل العمل فيها ، ومثال ذلك :ليلة النصف من شعبان ، فهذه من الليالي التي جعل الله لها فضل كبير ، كما جاء في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- : "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " رواه ابن ماجة وحسنه الألباني رحمه الله .
فهذا الحديث يدل على فضل هذه الليلة ، ومع ذلك فإن العمل في هذه الليلة ليس له فضل خاص بل هو كمثله في بقية الليالي ، بل إن اختصاص هذه الليلة بقيام أو اختصاص نهارها بصيام يعد من الابتداع .
وأيام أخرى جعل الله له فضلًا في نفسها وفضلًا أخر للعمل فيها ، ومثال ذلك :شهر رمضان المبارك ، فإن أيامه لها فضلٌ لا يخفى ، كما أن العمل فيها له فضل كبير .
فمن هذه النوعية من النفحات ، الأيام العشر الأول من ذي الحجة .
أولًا : فضل الأيام العشر الأول من ذي الحجة في نفسها
فها فضل كبير ، ومكانة عظمى ، ومنزلة عالية يجدر بالمريد أن ينتبه له ، ويشحذ همته من أجله ، ويُعْمِل نشاطه لنيله
1. هي أفضل أيام الدنيا
كما في الحديث المتقدم ، قال -صلى الله عليه وسلم- : (أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعنى عشر ذي الحجة ...) ، وقد نقل ابن القيم طيب الله ثراه عن شيخه ابن تيمية رحمه الله مقارنة يفاضل فيها بين هذه الأيام والعشر الأخيرة من رمضان المبارك بلغنا الله إياه ، قال : وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل ، فأجاب فيها بالتفصيل الشافي ، فمنها : أنه سئل عن تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر أو العكس فأجاب بما يشفي الصدور فقال أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة
ومنها : أنه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟
فقال : أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا ، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة ، وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية ، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء ، التي كان رسول الله يحييها كلها ، وفيها ليلة خير من ألف شهر ، فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة ... انتهى (بدائع الفوائد 3/683) ط . مكتبة نزار مصطفى الباز _ مكتبة مكة . الطبعة الأولى .
قال الإمام ابن كثير : وبالجملة، فهذا العشر قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، ففضله كثير على عشر رمضان الأخير؛ لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك، من صيام وصلاة وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه .
وقيل: ذاك أفضل لاشتماله على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل. وبهذا يجتمع شمل الأدلة، والله أعلم..انتهى (تفسير القرآن العظيم 5/416) ط.دار طيبة . الطبعة الثانية .
2. هن الأيام المعلومات
فهذه الأيام المباركات ، هي الأيام المعلومات التي هي أيام الخير والبركة وشهود المنافع ، قال تعالى : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ....".[ الحج : 27_28].
صح عن ابن عباس من طريق شعبة فيما رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم أنه قال : الأيام المعلومات: أيام العشر .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ويروى مثله عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني، وإبراهيم النَّخعي. وهو مذهب الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل .
3. شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم
فأعظم الزمان عند الله تعالى الأشهر الحرم ، قال سهيل بن صالح : عن أبيه عن كعب قال : اختار الله الزمان و أحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم و أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة و أحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول و رواه بعضهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة و رفعه ، قال ابن رجب ولا يصح ذلك ..انتهى ( لطائف المعارف ص467) ط. دار ابن كثير . الطبعة الخامسة .
4. أقسم الله بهذه الأيام
وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الأيام ، ومعلوم أن الله سبحانه لا يقسم إلا بما هو عظيم عنده ، فقال تعالى : "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ". [ الفجر : 1_2] .
قال الإمام ابن كثير طيب الله ثراه : المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام) -يعني عشر ذي الحجة – قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ، قال:"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"
وقيل: المراد بذلك العشر الأول من المحرم، حكاه أبو جعفر ابن جرير ولم يعزه إلى أحد .
وقد روى أبو كُدَيْنة، عن قابوس بن أبي ظِبْيان، عن أبيه، عن ابن عباس:" وَلَيَالٍ عَشْرٍ " قال: هو العشر الأول من رمضان.
والصحيح القول الأول؛ قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عَيَّاش بن عقبة، حدثني خَير بن نُعَيم ، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر ) قال الأرناؤوط : هذا إسناد لا بأس برجاله وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.
بل إن العلماء اختلفوا في المراد بالفجر المقسم به في هذه الآية ، فمنهم من قال أنه أراد به جنس الفجر ، وقيل : طلوع الفجر ، وقيل : صلاة الفجر ، وقيل بل أريد به فجر معين وهو فجر اليوم الأول من أيام عشر ذي الحجة ..
5. هي من جملة الأربعين التي واعدها الله موسى -عليه السلام-:
قال تعالى : " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ " [الأعراف : 142 ] .
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير : يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل، بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه موسى، عليه السلام، وإعطائه التوراة، وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة.
قال المفسرون: فصامها موسى، عليه السلام، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة ، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر أربعين.
وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة.
قاله مجاهد، ومسروق، وابن جريج. وروي عن ابن عباس. فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى، عليه السلام، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ". [المائدة:3] .
وروى عبد الرزاق في المصنف عن مجاهد قال : ما من عمل في أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة ، وهي العشر التي أتمها الله لموسى "
6. فيها فريضة الحج
فهذه الأيام المباركة تشتمل على واحدة من أعظم الفرائض ، ألا وهي فريضة الحج ، هذا الركن الكبير والعظيم ، فالحج به تكفر الذنوب ، وفيه تشهد المنافع ، وفيه أداء لحق من حقوق الله ، وفيه إتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، وبه تغفر الذنوب ، وبه الأمان والرحمة والهداية ، وفيه كل خير وفضل ..
7. بها يوم عرفة
ويوم عرفة هو أعظم أيام الله على الإطلاق ، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدا فقال : أي آية : قال : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا " [المائدة:3] .
فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه و المكان الذي نزلت فيه : نزلت و رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم بعرفة يوم الجمعة .
فهذا اليوم في الحقيقة عيد لأهل الإسلام ، إذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي
فيوم عرفة له فضائل عدة منها :
• ففيه تم الدين وكملت الرسالة
كما سبق في حوار عمر مع اليهودي ، وقال ابن عباس : نزلت في يوم عيدين ، يوم جمعة ويوم عرفة .
• وأنه عيد لأهل الإسلام
كما سبق أيضًا في الحديث ، قال ابن رجب في لطائف المعارف : لكنه عيد لأهل الموقف خاصة و يشرع صيامه لأهل الأمصار عند جمهور العلماء .
• وهو الشفع الذي أقسم الله به
قال تعالى : " وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ". [ الفجر :3 ].
قال بعض العلماء أن الشفع هو يوم عرفة والوتر هو يوم النحر .
وأيضًا هو الشاهد الذي أقسم الله به في سورة البروج فقال : " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ "
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ " يوم القيامة "وَشَاهِدٍ "يوم الجمعة. وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه ، "وَمَشْهُودٍ" يوم عرفة". رواه الترمذي
• وهو أفضل الأيام
كما عند ابن حبان وصححه الأرناؤوط من حديث جابر رضي الله عنه وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال : "وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة".
وذهب الجمهور إلى أن أفضل الأيام هو يوم عرفة وهو أفض من يوم النحر الذي قال فيه النبي-صلى الله عليه وسلم: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه العلامة الألباني رحمه الله من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه .
• فضل صيام يوم عرفة
فصيام يوم عرفة فضل كبير ، ومنزلة عظيمة ، ففيه تكفير لذنوب سنتين السنة الماضية والسنة الباقية ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم : "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده "رواه الإمام مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه .
• وقيل أن يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر
قال ابن رجب في لطائف المعارف : أنه يوم الحج الأكبر عند جماعة من السلف ومنهم عمر وغيره ، وخالفهم آخرون ، وقالوا : يوم الحج الأكبر يوم النحر ، وروي ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .
• وهو يوم المغفرة ويوم العتق من النار
ففي صحيح الإمام مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ؟ ) رواه مسلم .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : " إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي آتوني شعثًا غبرًا " قال الأرناؤوط : إسناده لا بأس به .
وفي صحيح ابن حبان عن جابر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة "
قال : فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ ، قال : " هن أفضل من عدتهن جهادا في سيبل الله ؟ " وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة ) قال الأرناؤوط : حديث صحيح إسناده قوي .
• صيام يوم عرفه ... ساعة = شهرين ..
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟. .. وذكر الحديث بطوله، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( صيام يوم عرفة ، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسـنة التي بعده )) رواه مسلم
• الدعاء يوم عرفه
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " قال الألباني في الصحيحة : وجملة القول: أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد . والله أعلم .
يتبع إن شاء الله
بقلم
عمرو صالح الأزهري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد :
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء . رواه البخاري وأبو يعلى وابن حبان والضياء والترمذي واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما .
أيها الأحبة في الله نحن أصبحنا على بعد أيام قلائل من أفضل أيام الدنيا ، ألا وهي الأيام العشر الأول من ذي الحجة ، فالعشر الأول من ذي الحجة ولا شك هي أفضل أيام الدنيا ، فعند البزار وقال الهيثمي : رجاله ثقات وصححه الألباني من حديث جابر رضي الله عنه أنه -صلى الله عليه وسلم - قال : "أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعنى عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب".
فهذه الأيام المفضلة أصبحنا على وشك مواقعتها ، فتعالوا بنا إلى وقفات قبل إدراكها، فهي حقًا تحتاج منا هذه الوقفات ، إذ أن الذي يخسرها مغبون خسران أعاذنا الله وإياكم من ذلك .
• فضلها
وأما الحديث عن فضل هذه الأيام سيكون على محورين رئيسين ....
الأول : فضل هذه الأيام في نفسها .
الثاني : فضل العمل في هذه الأيام .
ربما يتعجب بعض إخواننا من هذا التقسيم ، ويتساءل وما الفرق ؟
والجواب ... أن الله سبحانه وتعالى ملك كل شيء ومليكه يعز من يشاء بفضله ، ويذل من يشاء بعدله ، ويغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء ، فهو الذي له الخلق والأمر سبحانه وبحمده ، وإن الله تعالى فضل بعض الأيام على بعض بقدرته ، فهناك من الأيام أيام فضلها الله في نفسها لكنه جل ذكره لم يفضل العمل فيها ، ومثال ذلك :ليلة النصف من شعبان ، فهذه من الليالي التي جعل الله لها فضل كبير ، كما جاء في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- : "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " رواه ابن ماجة وحسنه الألباني رحمه الله .
فهذا الحديث يدل على فضل هذه الليلة ، ومع ذلك فإن العمل في هذه الليلة ليس له فضل خاص بل هو كمثله في بقية الليالي ، بل إن اختصاص هذه الليلة بقيام أو اختصاص نهارها بصيام يعد من الابتداع .
وأيام أخرى جعل الله له فضلًا في نفسها وفضلًا أخر للعمل فيها ، ومثال ذلك :شهر رمضان المبارك ، فإن أيامه لها فضلٌ لا يخفى ، كما أن العمل فيها له فضل كبير .
فمن هذه النوعية من النفحات ، الأيام العشر الأول من ذي الحجة .
أولًا : فضل الأيام العشر الأول من ذي الحجة في نفسها
فها فضل كبير ، ومكانة عظمى ، ومنزلة عالية يجدر بالمريد أن ينتبه له ، ويشحذ همته من أجله ، ويُعْمِل نشاطه لنيله
1. هي أفضل أيام الدنيا
كما في الحديث المتقدم ، قال -صلى الله عليه وسلم- : (أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعنى عشر ذي الحجة ...) ، وقد نقل ابن القيم طيب الله ثراه عن شيخه ابن تيمية رحمه الله مقارنة يفاضل فيها بين هذه الأيام والعشر الأخيرة من رمضان المبارك بلغنا الله إياه ، قال : وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل ، فأجاب فيها بالتفصيل الشافي ، فمنها : أنه سئل عن تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر أو العكس فأجاب بما يشفي الصدور فقال أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة
ومنها : أنه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟
فقال : أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا ، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة ، وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية ، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء ، التي كان رسول الله يحييها كلها ، وفيها ليلة خير من ألف شهر ، فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة ... انتهى (بدائع الفوائد 3/683) ط . مكتبة نزار مصطفى الباز _ مكتبة مكة . الطبعة الأولى .
قال الإمام ابن كثير : وبالجملة، فهذا العشر قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، ففضله كثير على عشر رمضان الأخير؛ لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك، من صيام وصلاة وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه .
وقيل: ذاك أفضل لاشتماله على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل. وبهذا يجتمع شمل الأدلة، والله أعلم..انتهى (تفسير القرآن العظيم 5/416) ط.دار طيبة . الطبعة الثانية .
2. هن الأيام المعلومات
فهذه الأيام المباركات ، هي الأيام المعلومات التي هي أيام الخير والبركة وشهود المنافع ، قال تعالى : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ....".[ الحج : 27_28].
صح عن ابن عباس من طريق شعبة فيما رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم أنه قال : الأيام المعلومات: أيام العشر .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ويروى مثله عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني، وإبراهيم النَّخعي. وهو مذهب الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل .
3. شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم
فأعظم الزمان عند الله تعالى الأشهر الحرم ، قال سهيل بن صالح : عن أبيه عن كعب قال : اختار الله الزمان و أحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم و أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة و أحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول و رواه بعضهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة و رفعه ، قال ابن رجب ولا يصح ذلك ..انتهى ( لطائف المعارف ص467) ط. دار ابن كثير . الطبعة الخامسة .
4. أقسم الله بهذه الأيام
وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الأيام ، ومعلوم أن الله سبحانه لا يقسم إلا بما هو عظيم عنده ، فقال تعالى : "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ". [ الفجر : 1_2] .
قال الإمام ابن كثير طيب الله ثراه : المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام) -يعني عشر ذي الحجة – قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ، قال:"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"
وقيل: المراد بذلك العشر الأول من المحرم، حكاه أبو جعفر ابن جرير ولم يعزه إلى أحد .
وقد روى أبو كُدَيْنة، عن قابوس بن أبي ظِبْيان، عن أبيه، عن ابن عباس:" وَلَيَالٍ عَشْرٍ " قال: هو العشر الأول من رمضان.
والصحيح القول الأول؛ قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عَيَّاش بن عقبة، حدثني خَير بن نُعَيم ، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر ) قال الأرناؤوط : هذا إسناد لا بأس برجاله وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.
بل إن العلماء اختلفوا في المراد بالفجر المقسم به في هذه الآية ، فمنهم من قال أنه أراد به جنس الفجر ، وقيل : طلوع الفجر ، وقيل : صلاة الفجر ، وقيل بل أريد به فجر معين وهو فجر اليوم الأول من أيام عشر ذي الحجة ..
5. هي من جملة الأربعين التي واعدها الله موسى -عليه السلام-:
قال تعالى : " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ " [الأعراف : 142 ] .
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير : يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل، بما حصل لهم من الهداية، بتكليمه موسى، عليه السلام، وإعطائه التوراة، وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة.
قال المفسرون: فصامها موسى، عليه السلام، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة ، فأمره الله تعالى أن يكمل بعشر أربعين.
وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة.
قاله مجاهد، ومسروق، وابن جريج. وروي عن ابن عباس. فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى، عليه السلام، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ". [المائدة:3] .
وروى عبد الرزاق في المصنف عن مجاهد قال : ما من عمل في أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة ، وهي العشر التي أتمها الله لموسى "
6. فيها فريضة الحج
فهذه الأيام المباركة تشتمل على واحدة من أعظم الفرائض ، ألا وهي فريضة الحج ، هذا الركن الكبير والعظيم ، فالحج به تكفر الذنوب ، وفيه تشهد المنافع ، وفيه أداء لحق من حقوق الله ، وفيه إتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، وبه تغفر الذنوب ، وبه الأمان والرحمة والهداية ، وفيه كل خير وفضل ..
7. بها يوم عرفة
ويوم عرفة هو أعظم أيام الله على الإطلاق ، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدا فقال : أي آية : قال : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا " [المائدة:3] .
فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه و المكان الذي نزلت فيه : نزلت و رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم بعرفة يوم الجمعة .
فهذا اليوم في الحقيقة عيد لأهل الإسلام ، إذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي
فيوم عرفة له فضائل عدة منها :
• ففيه تم الدين وكملت الرسالة
كما سبق في حوار عمر مع اليهودي ، وقال ابن عباس : نزلت في يوم عيدين ، يوم جمعة ويوم عرفة .
• وأنه عيد لأهل الإسلام
كما سبق أيضًا في الحديث ، قال ابن رجب في لطائف المعارف : لكنه عيد لأهل الموقف خاصة و يشرع صيامه لأهل الأمصار عند جمهور العلماء .
• وهو الشفع الذي أقسم الله به
قال تعالى : " وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ". [ الفجر :3 ].
قال بعض العلماء أن الشفع هو يوم عرفة والوتر هو يوم النحر .
وأيضًا هو الشاهد الذي أقسم الله به في سورة البروج فقال : " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ "
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ " يوم القيامة "وَشَاهِدٍ "يوم الجمعة. وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه ، "وَمَشْهُودٍ" يوم عرفة". رواه الترمذي
• وهو أفضل الأيام
كما عند ابن حبان وصححه الأرناؤوط من حديث جابر رضي الله عنه وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال : "وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة".
وذهب الجمهور إلى أن أفضل الأيام هو يوم عرفة وهو أفض من يوم النحر الذي قال فيه النبي-صلى الله عليه وسلم: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه العلامة الألباني رحمه الله من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه .
• فضل صيام يوم عرفة
فصيام يوم عرفة فضل كبير ، ومنزلة عظيمة ، ففيه تكفير لذنوب سنتين السنة الماضية والسنة الباقية ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم : "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده "رواه الإمام مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه .
• وقيل أن يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر
قال ابن رجب في لطائف المعارف : أنه يوم الحج الأكبر عند جماعة من السلف ومنهم عمر وغيره ، وخالفهم آخرون ، وقالوا : يوم الحج الأكبر يوم النحر ، وروي ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .
• وهو يوم المغفرة ويوم العتق من النار
ففي صحيح الإمام مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ؟ ) رواه مسلم .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : " إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي آتوني شعثًا غبرًا " قال الأرناؤوط : إسناده لا بأس به .
وفي صحيح ابن حبان عن جابر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة "
قال : فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ ، قال : " هن أفضل من عدتهن جهادا في سيبل الله ؟ " وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة ) قال الأرناؤوط : حديث صحيح إسناده قوي .
• صيام يوم عرفه ... ساعة = شهرين ..
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟. .. وذكر الحديث بطوله، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( صيام يوم عرفة ، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسـنة التي بعده )) رواه مسلم
• الدعاء يوم عرفه
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " قال الألباني في الصحيحة : وجملة القول: أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد . والله أعلم .
يتبع إن شاء الله
بقلم
عمرو صالح الأزهري
تعليق