Tweet
أطوار حتى الدمار
على مشارف المخاطر، كل يومٍ يجد جديد، بين حادث وواقعة، بين مصيبة وكارثة، بين تقلب وتغير، كل هذا في الطريق، حتى يقترب وتحوم حولنا، وكل ذلك ليس بمنبه عند كثير.
ديننا لم يأتي لنظل على حالتنا الأولى، لم يأتي ليبقى الخب خبا، والجبان جبانا، والعاجز عاجزا، إنما جاء لصناعة الإنسانية كما ينبغي أن تكون، جاء لحمل الإنسان أن يحترم أدميته، ويراعي طبيعته، ويهتم بنفسه، جاء ليدل الإنسان إلى مواطن الأنوار، واللحاق بالأخيار، والشراكة في الإعمار.
في أيامنا عجب عجاب، بداية حل الإشكالات هو أن تقع، وطريقة الخلاص من الإحن هو نزولها، وبداية السلامة من المصائب هو حلولها، غريبة هي هذه الحالة، لم يرض بها أبدا عاقل حصيف، وقد كان الأُول لذلك مستوعبين، فها هو من نترضى عليه وعلى والده حذيفة بن اليمان كان يقول: كان الناس يسألون رسول لله -صلى الله عليه وسلم- وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، وقيل لأمير المؤمنين الفاروق عمر : إن فلانا لا يعرف الشر؟
فقال: أجدر أن يقع فيه.
ولله در من قال:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر أجدر أن يقع فيه.
تلكم صناعة الإسلام، ومميزات القيادة، وقوم أصلحهم الله للنصرة ابتداءا، يمتلكون حلولا للمشاكل المفترضة، ويتسائلون بينهم عن مخارج للمحالات، ويتسامرون بالتفكر بوأد ما لا يمكن حصوله من المتاعب.
فإن وقعت كانوا لذلك مستعدين سلفا، فلا يتحيرون في إختيار رؤوس، ولا يشتتون بكثرة الآراء .. فلله درهم.
ونحن كم سبقت أمامنا نذر، وفي طريقنا منبهات كافية لهداية الحيارى على ما سوف يقع، ولكن علت سكاكين الغفلة أجساد اليقظة بالطعن حتى السكون بلا حركة، واصطفت خناجر الغياب وموات القلب في مشهد النفاق للتكبير أربعا على الحضور وحياة القلب ... فاللهم لطفاً.
إذا سكتت أو كسرت أو توقفت أو انشغلت أو تملقت فتلك مصيبة:
يا دعايات الفضيلة؛ ما بال شموسكم طمستها نقاط وهج لا تصلح أن تنير خطوات سالك في ظلام حالك؟!
ويا منابر الأراء؛ ما بال أصواتكم سكتت عن مهلكات وملمات؟!
أها هنا يحذر الناصحون؟ أهاهنا يكف المصلحون؟ أها هنا يبتعد العارفون؟ فمن لها ولوائها لمن يكون!
يا مصانع الرجال مالي أرى آلاتك معطلة بلا حركة، حتى خرج مخنثون، يعبئون، يلعبون، يضحكون، يلهون؟
فإن بداية النهاية، وختام الحكاية، وإنتهاء الرواية يكون وقت أن ينتفي في الناس من يأخذ الأمر بقوة، ويقبل على الإصلاح مقداماً حريصاً، قوياً مستيقناً.
يا كرام يتبعكم ألوف، وتعلوا بعلو أنوفكم أنوف، حرام على مثلكم سريان الخوف، أو الاختباء في ظلم الكهوف، سحقا لمن أراد العلى في طريق راحة وسبيل مألوف!، أنبئوني سنة من إن كان لكم فيه أثر معروف؟!
على أشواك العزة داست أرجل تدفعها كفوف، وفي جدران الكرامة حفرت حروف!
فياناصحا بالحق في بيع القضية أو التنازل أو قبول المقايضة دمار عصر، ولعنات عصور، تلك طريقة مجربة، فعلى مر الأيام أثبتت الصحائف أنذالا وأنذالا.
صناعة التغيير غير موقوف على "الأقوياء"
الدمار! لمن ظن ذلك حتما!، فالتغيير لا يشترط أن تحمله أيادٍ ضخمة، ولا أجسادٍ عاتية، بل علمنا من أنباء الأولين أن أقواما بسط الله لهم في القوة فأبوا إلا القهر تحت إنتقام الله منهم!
وعلمنا أيضا أن "هدهدا" غير ملكاً ، ودابة الأرض دلت أمماً.
المؤمن لا يعرف المستحيل "لا حول ولا قوة إلا بالله".
الهروب من الواقع صنعة الفاشلين لا القادة:
واعجبا لمن يصدع الأدمغة، بإضافة الألقاب قبيل اسمه وبعيده أنه المصلح الداعية، وفي ذات الوقت يريد أن يصل مرتاحاً، يهرب من الناس إن رأى فيهم معرفة قليلة، أو أجسادا عليلة، أو أموالا ضئيلة، فأين الإصلاح إذا لم تصلح، وأين التغيير إذا لم تغيير ؟ ما وظيفتك إذا أصلح الناس أنفسهم؟
ما عملك إذا أردت أن ينقذ الناس أنفسهم من الغرق في بحار التقهقر والانحطاط، ألست تدعي مهارة الصيد؟!
أجيبوا أهل الحق، وأنصفوهم بسماعهم، وانزلوا لما معهم إذا اتضح.
عمرو صالح الأزهري
على مشارف المخاطر، كل يومٍ يجد جديد، بين حادث وواقعة، بين مصيبة وكارثة، بين تقلب وتغير، كل هذا في الطريق، حتى يقترب وتحوم حولنا، وكل ذلك ليس بمنبه عند كثير.
ديننا لم يأتي لنظل على حالتنا الأولى، لم يأتي ليبقى الخب خبا، والجبان جبانا، والعاجز عاجزا، إنما جاء لصناعة الإنسانية كما ينبغي أن تكون، جاء لحمل الإنسان أن يحترم أدميته، ويراعي طبيعته، ويهتم بنفسه، جاء ليدل الإنسان إلى مواطن الأنوار، واللحاق بالأخيار، والشراكة في الإعمار.
في أيامنا عجب عجاب، بداية حل الإشكالات هو أن تقع، وطريقة الخلاص من الإحن هو نزولها، وبداية السلامة من المصائب هو حلولها، غريبة هي هذه الحالة، لم يرض بها أبدا عاقل حصيف، وقد كان الأُول لذلك مستوعبين، فها هو من نترضى عليه وعلى والده حذيفة بن اليمان كان يقول: كان الناس يسألون رسول لله -صلى الله عليه وسلم- وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، وقيل لأمير المؤمنين الفاروق عمر : إن فلانا لا يعرف الشر؟
فقال: أجدر أن يقع فيه.
ولله در من قال:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر أجدر أن يقع فيه.
تلكم صناعة الإسلام، ومميزات القيادة، وقوم أصلحهم الله للنصرة ابتداءا، يمتلكون حلولا للمشاكل المفترضة، ويتسائلون بينهم عن مخارج للمحالات، ويتسامرون بالتفكر بوأد ما لا يمكن حصوله من المتاعب.
فإن وقعت كانوا لذلك مستعدين سلفا، فلا يتحيرون في إختيار رؤوس، ولا يشتتون بكثرة الآراء .. فلله درهم.
ونحن كم سبقت أمامنا نذر، وفي طريقنا منبهات كافية لهداية الحيارى على ما سوف يقع، ولكن علت سكاكين الغفلة أجساد اليقظة بالطعن حتى السكون بلا حركة، واصطفت خناجر الغياب وموات القلب في مشهد النفاق للتكبير أربعا على الحضور وحياة القلب ... فاللهم لطفاً.
إذا سكتت أو كسرت أو توقفت أو انشغلت أو تملقت فتلك مصيبة:
يا دعايات الفضيلة؛ ما بال شموسكم طمستها نقاط وهج لا تصلح أن تنير خطوات سالك في ظلام حالك؟!
ويا منابر الأراء؛ ما بال أصواتكم سكتت عن مهلكات وملمات؟!
أها هنا يحذر الناصحون؟ أهاهنا يكف المصلحون؟ أها هنا يبتعد العارفون؟ فمن لها ولوائها لمن يكون!
يا مصانع الرجال مالي أرى آلاتك معطلة بلا حركة، حتى خرج مخنثون، يعبئون، يلعبون، يضحكون، يلهون؟
فإن بداية النهاية، وختام الحكاية، وإنتهاء الرواية يكون وقت أن ينتفي في الناس من يأخذ الأمر بقوة، ويقبل على الإصلاح مقداماً حريصاً، قوياً مستيقناً.
يا كرام يتبعكم ألوف، وتعلوا بعلو أنوفكم أنوف، حرام على مثلكم سريان الخوف، أو الاختباء في ظلم الكهوف، سحقا لمن أراد العلى في طريق راحة وسبيل مألوف!، أنبئوني سنة من إن كان لكم فيه أثر معروف؟!
على أشواك العزة داست أرجل تدفعها كفوف، وفي جدران الكرامة حفرت حروف!
فياناصحا بالحق في بيع القضية أو التنازل أو قبول المقايضة دمار عصر، ولعنات عصور، تلك طريقة مجربة، فعلى مر الأيام أثبتت الصحائف أنذالا وأنذالا.
صناعة التغيير غير موقوف على "الأقوياء"
الدمار! لمن ظن ذلك حتما!، فالتغيير لا يشترط أن تحمله أيادٍ ضخمة، ولا أجسادٍ عاتية، بل علمنا من أنباء الأولين أن أقواما بسط الله لهم في القوة فأبوا إلا القهر تحت إنتقام الله منهم!
وعلمنا أيضا أن "هدهدا" غير ملكاً ، ودابة الأرض دلت أمماً.
المؤمن لا يعرف المستحيل "لا حول ولا قوة إلا بالله".
الهروب من الواقع صنعة الفاشلين لا القادة:
واعجبا لمن يصدع الأدمغة، بإضافة الألقاب قبيل اسمه وبعيده أنه المصلح الداعية، وفي ذات الوقت يريد أن يصل مرتاحاً، يهرب من الناس إن رأى فيهم معرفة قليلة، أو أجسادا عليلة، أو أموالا ضئيلة، فأين الإصلاح إذا لم تصلح، وأين التغيير إذا لم تغيير ؟ ما وظيفتك إذا أصلح الناس أنفسهم؟
ما عملك إذا أردت أن ينقذ الناس أنفسهم من الغرق في بحار التقهقر والانحطاط، ألست تدعي مهارة الصيد؟!
أجيبوا أهل الحق، وأنصفوهم بسماعهم، وانزلوا لما معهم إذا اتضح.
عمرو صالح الأزهري
تعليق