أنا ملحد !!
الإنسان في الدنيا لا يملك إلا نفسا واحدة، يعتبرها المؤمن سلعته للنجاة، فهي ثمن الجنة، وثمن الهروب من النار "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"، ولله در القائل: العاقل لا يرى لنفسه ثمنا إلا الجنة، وليس أحدٌ على ظهرها يحيا مرتين دون الانتقال من دار الدنيا، وإنما هي نفس واحدة إذا راحت فلا أخرى، وهي "أي النفس" لا تشترى، وإنما هي دقائق وثواني، هي أنفاس، تنقضي فإذا انقضت فالنقلة، وعلى أن الإنسان يعيش في هذه الحياة الدنيا مرة واحدة تواتر الجميع، باختلاف الألسنة واللهجات، وتباين الأفكار والتوجهات.
وإن إطلاق العنان للعقل يتعقل ويفكر ويغدو ويروح ويذهب ويؤوب فيه نصيب كبير واقع في التشهي، "شهوة التفكر"، شهوة أن أتعقل من غير قيود، ولا ضوابط، وهذه الشهوة لا ترعى أغاليط وقعت فيها، ولا محاذير تخطتها، ولا عجائب أتت بها، ولا تناقضات وقعت فيها، ولا أي شيء من هذا، إنما هي أفكار وأفكار لإشباع شهوة "إطلاق التفكر".
ونحن "المؤمنين" نؤمن أن الشيطان عدو الإنسان، وأن الشيطان عمله في إغواء بني آدم، وأن من طرائقه التي قعد فيها لابن آدم هذا الطريق، فلا يكاد يهدأ، ولا يبرح يغوي، ولا يزال يخترع من سبل التزيين، حتى يكاد يتوافق مع العابد ويزين له الخير حتى يجعله يزيد في الخير والعبادة ويزيد حتى يوقعه في البدع.
وباب الشهوات باب كبير، وعمل الشيطان فيه يشغل شيئاً كبيراً من عمله، فإذا ابتعد الإنسان عن الانضباط بأصول أو ثوابت، أو ابتعد عن علم يخرجه عن حد الجهل، أو طعنت سكاكين الكسل في نشاطه فغلبته المعضلات في طريق التفقه والتعلم، فإن الشيطان لا يدعه هكذا وإنما "ملفه" جاهز، "يا بني لا تحزن إنك مفكر"!
وإلى هذا أشار نبينا –صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا يزال الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته"
فيتفكر "جاهلاً"، ويتعقل "مجنوناً"، ويدون "خائباً"، ويفتي "مفترياً"، وينصح "تائها"، فيضل ويبني بيده سدوداً أمام رجوعه من ضلاله -والعياذ بالله-
ومسألة الاقتداء أصبحت أحد المسائل التي يتكأ عليها أولئك فيما ذهبوا إليه، وأضحت ذريعة للتفلت والخروج عن الحدود، في غياب إبهار شباب الأمة بتذكيرهم بقادتهم أو حتى صناعة قيادات تستحق أن ينبهر بها شباب الأمة، وقد وجد الشباب هالات براقة، ومشاعل متوهجة حول أسماء "لا أفكار" قد سبقوا في طريق الغواية، يسمعون أنبائهم ليل نهار، ويطالعون كلماتهم، وقد أخفى الإعلام والمسوقون لهم ضلالهم، وعفن ما صنعوا، ونهايتهم .. راح الشباب يقارن، ويقايس، فمنهم من يفيء ومنهم من يهوي نسأل الله السلامة.
أب، أم، "نت"، أصدقاء، تعليم، شارع، قانون، كل هذه المؤثرات أضحت إلى الإفساد أقرب منها إلى المنافع، سبحان ربي! والأب والأم لا يلتزمان التدين، ولا يلزمان العبادة، ولا يُلزمان سواء السبيل، فقط هي القواعد المزاجية لدى كليهما يزنون عليها أفعال أولادهم، فعليها يقايسون خطأهم من صوابهم، وانحرافهم من استقامتهم، وتلك قاصمة لو تدري، فشيء كبير من شخصية الأبناء تتشكل على معايشة الأب والأم، فانظر في "الملحدين" اليوم وارجع إلى البيوت!؟ فستحمد أن نهايته كانت الإلحاد وفقط.
وتعليمنا "مصنع" الجهل، و"حقل" الفساد، و"مزرعة" التأخر، في الكتب دونوا كل شيء إلا ما فيه صلاح النشء واستقامة الشباب، علموهم كل شيء إلا ما فيه الافتخار بالدين، والعبادة، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، خبئوا عنهم طريقة الدين في الصناعة والتجارة والإصلاح عموماً، فبدا الشاب موتورا لا يرى لدينه أثر وقد عجز أو عن النظر.
وقوانينا التي لا ترعى حقاً لمستحقه، ولا تنصر مظلوماً على ظالمه، ولا تردع خارجاً عن حدود الدين، سهلت من عملية الانفكاك عن الثوابت، ورحبت بنشر الكفريات، فكم من محفل "للسخافة" حمل في طياته إنكارا للآيات؟، وكم من ندوة عقدت للعيب فيما سلف من تاريخنا الذي يشهد له العالم؟، وكم من ساعة عبر الأثير حملة تشويهاً لماضينا الذي فيه عزنا؟، ومع ذلك القانون عن ذلك مكبل عاجز، بل سامح مرحب، ومعين ومساعد-فالله أسأل أن ينتقم من الظالمين-.
كل هذه كانت في سكة أولئك إلى الإنكار، وهو ليس التبرير بقدر قصد الإصلاح فيما بعد، وكيف أبرر جريمة مجرم؟، وكيف أجمل صورة "قبيح"، وكيف آسى على ظالم مفتري، كيف أصدق كذاب دجال؟، لم تثنه الآيات والنذر، ولا النعم والوقائع والأحداث، ولا عظيم ما خلق الله من السماوات والأراضين "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"؟ عن الشهادة لله بالوحدانية، فعمد إلى الإنكار ظالماً آثماً مجرماً "كافراً".
مما يطالب به الإنسان "المسلم" أن يكون في دينه على يقين أنه الحق، ولا يصلح أن يكون مرتاباً شاكاً في أمره فهذه من عظائم الأمور، وفي الحديث "ثلاثة لا تسأل عنهم(أي عن عذابهم): ..... ورجل شك في أمر الله".
فإذا كان كذلك فوجب عليه أن يحسن الظن بالله، ومن إحسان الظن بالله؛ إحسان الظن بدينه وبنبيه وبكتابه؟!
فيحسن الظن بالإسلام "دين الله" ، وإحسان الظن بالإسلام أن يكون "المسلم" على يقين أن ما ألقى "ظالم" شبهة في أمر الدين إلا مردودة، ولا حجة إلا مدحوضة، ولا فكرة إلا موءودة، ولا استطال لافتراء قرن إلا كسر، ولا انتفش لكذب على الدين ريش إلا حلقته أنامل أهل الحق، فإذا وقع في صدره شيء؛ فإنه لا يبادر إلى التصديق وإنما إلى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وهكذا مريد النجاة، وطالب النجدة، يسعى في طلب الدواء ليشتفي، يبذل أموالا وأموالا، ويبحث عن ملاذٍ وعلاجٍ، فكيف بمن علم أن الأمر أمر جنة ونار؟
فأولى به وأولى أن يطلب ذلك عن أهله، وعند العالمين به، فإن وجد فاللهم لك الحمد، وإلا أعاد البحث حتى يصل إلى الحق.
وأنا حالف بالله –غير حانث- أنه ما من شبهة لملحد إلا وانبرى لها بفضل الله من فندها وردها!
فلا حجة ولا عذر.
وقد علمنا أن منشأ الشبهات إنما هو مجرد سوء فهم، أو تقديم وتأخير، أو كذب وتضليل، أو إخفاء وتزوير، فو الله قتلت شبهٌ فقط بمجرد النظر لحظة في كتب من كتب الفروع!، ومن الشبه ما قُتل على لسان صبي صغير، فسبحان الله في حال مصر على النار بلا مقابل، لعمر الله هو الحمق ذاته.
فإلى شباب أمتي اطلبوا الشفاء مما نزل بكم من العلل حيث يطلب الشفاء.
وأحسنوا الظن بالإسلام فقد رضيه الله ليعبد به.
وظاهروا أصحاب الأهواء فمثلهم كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، ولا أصول.
والله أسأل أن يمن علينا وعليكم بالسلامة والعافية من الضلال والانحلال وأن يثبت قلوبنا على الهدى حتى نلقى النبي-صلى الله عليه وسلم- على الحوض.
بقلم
عمرو صالح الأزهري
11/10/2012
الإنسان في الدنيا لا يملك إلا نفسا واحدة، يعتبرها المؤمن سلعته للنجاة، فهي ثمن الجنة، وثمن الهروب من النار "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"، ولله در القائل: العاقل لا يرى لنفسه ثمنا إلا الجنة، وليس أحدٌ على ظهرها يحيا مرتين دون الانتقال من دار الدنيا، وإنما هي نفس واحدة إذا راحت فلا أخرى، وهي "أي النفس" لا تشترى، وإنما هي دقائق وثواني، هي أنفاس، تنقضي فإذا انقضت فالنقلة، وعلى أن الإنسان يعيش في هذه الحياة الدنيا مرة واحدة تواتر الجميع، باختلاف الألسنة واللهجات، وتباين الأفكار والتوجهات.
وإن إطلاق العنان للعقل يتعقل ويفكر ويغدو ويروح ويذهب ويؤوب فيه نصيب كبير واقع في التشهي، "شهوة التفكر"، شهوة أن أتعقل من غير قيود، ولا ضوابط، وهذه الشهوة لا ترعى أغاليط وقعت فيها، ولا محاذير تخطتها، ولا عجائب أتت بها، ولا تناقضات وقعت فيها، ولا أي شيء من هذا، إنما هي أفكار وأفكار لإشباع شهوة "إطلاق التفكر".
ونحن "المؤمنين" نؤمن أن الشيطان عدو الإنسان، وأن الشيطان عمله في إغواء بني آدم، وأن من طرائقه التي قعد فيها لابن آدم هذا الطريق، فلا يكاد يهدأ، ولا يبرح يغوي، ولا يزال يخترع من سبل التزيين، حتى يكاد يتوافق مع العابد ويزين له الخير حتى يجعله يزيد في الخير والعبادة ويزيد حتى يوقعه في البدع.
وباب الشهوات باب كبير، وعمل الشيطان فيه يشغل شيئاً كبيراً من عمله، فإذا ابتعد الإنسان عن الانضباط بأصول أو ثوابت، أو ابتعد عن علم يخرجه عن حد الجهل، أو طعنت سكاكين الكسل في نشاطه فغلبته المعضلات في طريق التفقه والتعلم، فإن الشيطان لا يدعه هكذا وإنما "ملفه" جاهز، "يا بني لا تحزن إنك مفكر"!
وإلى هذا أشار نبينا –صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا يزال الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته"
فيتفكر "جاهلاً"، ويتعقل "مجنوناً"، ويدون "خائباً"، ويفتي "مفترياً"، وينصح "تائها"، فيضل ويبني بيده سدوداً أمام رجوعه من ضلاله -والعياذ بالله-
ومسألة الاقتداء أصبحت أحد المسائل التي يتكأ عليها أولئك فيما ذهبوا إليه، وأضحت ذريعة للتفلت والخروج عن الحدود، في غياب إبهار شباب الأمة بتذكيرهم بقادتهم أو حتى صناعة قيادات تستحق أن ينبهر بها شباب الأمة، وقد وجد الشباب هالات براقة، ومشاعل متوهجة حول أسماء "لا أفكار" قد سبقوا في طريق الغواية، يسمعون أنبائهم ليل نهار، ويطالعون كلماتهم، وقد أخفى الإعلام والمسوقون لهم ضلالهم، وعفن ما صنعوا، ونهايتهم .. راح الشباب يقارن، ويقايس، فمنهم من يفيء ومنهم من يهوي نسأل الله السلامة.
أب، أم، "نت"، أصدقاء، تعليم، شارع، قانون، كل هذه المؤثرات أضحت إلى الإفساد أقرب منها إلى المنافع، سبحان ربي! والأب والأم لا يلتزمان التدين، ولا يلزمان العبادة، ولا يُلزمان سواء السبيل، فقط هي القواعد المزاجية لدى كليهما يزنون عليها أفعال أولادهم، فعليها يقايسون خطأهم من صوابهم، وانحرافهم من استقامتهم، وتلك قاصمة لو تدري، فشيء كبير من شخصية الأبناء تتشكل على معايشة الأب والأم، فانظر في "الملحدين" اليوم وارجع إلى البيوت!؟ فستحمد أن نهايته كانت الإلحاد وفقط.
وتعليمنا "مصنع" الجهل، و"حقل" الفساد، و"مزرعة" التأخر، في الكتب دونوا كل شيء إلا ما فيه صلاح النشء واستقامة الشباب، علموهم كل شيء إلا ما فيه الافتخار بالدين، والعبادة، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، خبئوا عنهم طريقة الدين في الصناعة والتجارة والإصلاح عموماً، فبدا الشاب موتورا لا يرى لدينه أثر وقد عجز أو عن النظر.
وقوانينا التي لا ترعى حقاً لمستحقه، ولا تنصر مظلوماً على ظالمه، ولا تردع خارجاً عن حدود الدين، سهلت من عملية الانفكاك عن الثوابت، ورحبت بنشر الكفريات، فكم من محفل "للسخافة" حمل في طياته إنكارا للآيات؟، وكم من ندوة عقدت للعيب فيما سلف من تاريخنا الذي يشهد له العالم؟، وكم من ساعة عبر الأثير حملة تشويهاً لماضينا الذي فيه عزنا؟، ومع ذلك القانون عن ذلك مكبل عاجز، بل سامح مرحب، ومعين ومساعد-فالله أسأل أن ينتقم من الظالمين-.
كل هذه كانت في سكة أولئك إلى الإنكار، وهو ليس التبرير بقدر قصد الإصلاح فيما بعد، وكيف أبرر جريمة مجرم؟، وكيف أجمل صورة "قبيح"، وكيف آسى على ظالم مفتري، كيف أصدق كذاب دجال؟، لم تثنه الآيات والنذر، ولا النعم والوقائع والأحداث، ولا عظيم ما خلق الله من السماوات والأراضين "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"؟ عن الشهادة لله بالوحدانية، فعمد إلى الإنكار ظالماً آثماً مجرماً "كافراً".
مما يطالب به الإنسان "المسلم" أن يكون في دينه على يقين أنه الحق، ولا يصلح أن يكون مرتاباً شاكاً في أمره فهذه من عظائم الأمور، وفي الحديث "ثلاثة لا تسأل عنهم(أي عن عذابهم): ..... ورجل شك في أمر الله".
فإذا كان كذلك فوجب عليه أن يحسن الظن بالله، ومن إحسان الظن بالله؛ إحسان الظن بدينه وبنبيه وبكتابه؟!
فيحسن الظن بالإسلام "دين الله" ، وإحسان الظن بالإسلام أن يكون "المسلم" على يقين أن ما ألقى "ظالم" شبهة في أمر الدين إلا مردودة، ولا حجة إلا مدحوضة، ولا فكرة إلا موءودة، ولا استطال لافتراء قرن إلا كسر، ولا انتفش لكذب على الدين ريش إلا حلقته أنامل أهل الحق، فإذا وقع في صدره شيء؛ فإنه لا يبادر إلى التصديق وإنما إلى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وهكذا مريد النجاة، وطالب النجدة، يسعى في طلب الدواء ليشتفي، يبذل أموالا وأموالا، ويبحث عن ملاذٍ وعلاجٍ، فكيف بمن علم أن الأمر أمر جنة ونار؟
فأولى به وأولى أن يطلب ذلك عن أهله، وعند العالمين به، فإن وجد فاللهم لك الحمد، وإلا أعاد البحث حتى يصل إلى الحق.
وأنا حالف بالله –غير حانث- أنه ما من شبهة لملحد إلا وانبرى لها بفضل الله من فندها وردها!
فلا حجة ولا عذر.
وقد علمنا أن منشأ الشبهات إنما هو مجرد سوء فهم، أو تقديم وتأخير، أو كذب وتضليل، أو إخفاء وتزوير، فو الله قتلت شبهٌ فقط بمجرد النظر لحظة في كتب من كتب الفروع!، ومن الشبه ما قُتل على لسان صبي صغير، فسبحان الله في حال مصر على النار بلا مقابل، لعمر الله هو الحمق ذاته.
فإلى شباب أمتي اطلبوا الشفاء مما نزل بكم من العلل حيث يطلب الشفاء.
وأحسنوا الظن بالإسلام فقد رضيه الله ليعبد به.
وظاهروا أصحاب الأهواء فمثلهم كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، ولا أصول.
والله أسأل أن يمن علينا وعليكم بالسلامة والعافية من الضلال والانحلال وأن يثبت قلوبنا على الهدى حتى نلقى النبي-صلى الله عليه وسلم- على الحوض.
بقلم
عمرو صالح الأزهري
11/10/2012
تعليق