إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدروس المستفادة من الأحداث الجارية في العالم .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدروس المستفادة من الأحداث الجارية في العالم .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
    أيها الأخوة المؤمنون: إن لله في خلقه آيات ثلاث:
    له آيات كونية هي خلقه، وهذه ثابتة واضحة، السير في التفكر في آيات الله الكونية آمن وثابت، ولا مشكلة أبداً وتفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا.
    وإن لله في خلقه آيات تكوينية، أي أفعاله، زلزال، صواعق براكين، حروب أهلية، اجتياح، تدمير، حروب، هذه أفعاله.
    وله في خلقه آيات قرآنية: كلامه، أمر واضح كالشمس، خلقه وأفعاله وكلامه.
    تفكروا في خلقه ما شئتم، الطريق سالك وآمن إلى الله، ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا، لكن الله جل جلاله أمرنا أن ننظر في أفعاله، لكن ظان ننظر في أفعاله في ضوء أقواله.
    الحقيقة التفكر في أفعال الله من دون أن تستنير بأقواله طريق فيه ألغام كثيرة، تجد شعوب كثيرة مقهورة مضطهدة جاهلة، وشعوب غارقة في الآثام والمعاصي والإباحية وكل أنواع الفجور وهي قوية ومستعلية، إن نظرت إلى أفعاله من دون أن تهتدي بأقواله في مطب كبير جداً، النظر في خلقه من دون قيد أو شرط، لكن النظر في أفعاله يحتاج إلى أن تستنير بأقواله، تنظر إلى أفعاله من خلال أقواله، ولأن المسلم يعيش كغيره من الناس، هناك أحداث طبعاً هذا هو الدرس الثالث الذي لم أستطع أن أفك فيه عن الموضوع الساخن الذي حولنا، موضوع مصيري.
    قد يأتي قصف يدمر بلداً مسلماً بأكمله، وهناك بلاد إسلامية عديدة جداً معرضون للقصف ومستهدفون، لذلك حتى في هذا الدرس الثالث لم أستطع أن أنفك عن هذا الحدث الضخم الذي ألم بالعالم كله، لكن كما أقول دائماً هناك ألف منبر إعلامي صحيفة مجلة محطة فضائية.... القائمون على هذه المنابر لهم أن يقولوا ما شاؤوا، ولكنك إذا دخلت إلى بيت من بيوت الله لا يمكن إلا أن تستمع إلى ما في الكتاب والسنة من تفسير لما يجري، هنا مقيدون بمنهج، هنا مقيدون بحكم شرعي، هنا مقيدون بالوحيين الكتاب والسنة، هنا لا نستطيع أن نقول كلمة إلا وفق الكتاب والسنة، لكن لأن هذا الحدث ساخن جداً ولا يعفى أحد من التأثر به، عدو أو صديق، ولأن مستقبله خطير جداً لابد من أن نبقى بهذا الحدث والموضوع الساخن
    أيها الأخوة: الإنسان من دون وحي وأنا أقول هذا مراراً كالذي يملك عيناً حادة البصر من دون نور، حكمه حكم الأعمى، والعقل البشري من دون وحي يدمر صاحبه، أول وهم كبير تلاشى أن القوة هي كل شيء وأن القوة هي التي تصنع الحق عند هؤلاء، وأنه ما من حصن لك كأن تكون قوياً، وقد غاب عن هؤلاء الأقوياء ما في القرآن الكريم من تعقيب على هذه المقولة قالت عاد:
    ﴿وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾
    (سورة فصلت)
    لمجرد أن تقول أنه ليس هناك من هو أقوى مني، سيريك الله جل جلاله أن قوتك لاشيء أمام قوته، لذلك هذه الآية:
    ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾
    (سورة الحشر)
    درس لنا، درس لكل مسلم على مستوى فردي، لا تقول أنا متفوق أنا متمكن أنا عندي مال لا تأكله النيران، أنا مركزي قوي جداً في هذه الوظيفة، حينما تقول أنا قوي تقع في مطب كبير، وقد يرتكب الذي يدعي هذه القوة حماقة ما بعدها حماقة، ويرتكب خطأ ما بعده خطأ، الحقيقة الله عز وجل أمرنا أن ننظر في أفعاله، أمرنا أن نتفكر في خلقه.
    ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
    (سورة آل عمران)
    وأمرنا أن ننظر في أفعاله.
    ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)﴾
    (سورة الأنعام)
    الذين كذبوا بالوحي وكذبوا بالدين وآمنوا بالدنيا فقط ونظروا بعين واحدة وعينهم في الحياة الدنيا فقط، هؤلاء كيف أن الله يأتيهم من حيث لم يحتسبوا، وكيف أن الله يقذف في قلوبهم الرعب، القصص التي نسمعها عن انتشار الرعب والزعر في هذه البلاد العقل لا يصدقها طائرة ضخمة جداً متوجهة من لوس أنجلوس إلى كندا فيها راكب يدخن، طلب منه أن يطفئ سيجارته فأبى، فخافوا منه، فرجعت الطائرة بعد أن أمضت ساعتين من الطيران وحلقت إلى جانبها طائرتان عسكريتان خوفاً من أن تتجه إلى جهة، هاتف يأتي إلى مطار فرنسا أنه يوجد قنبلة تغلق أبواب المطار تلغى الرحلات كلها، ساعتان تعطلت فيها حركة الطيران، والله أنا أستمع كل يوم إلى خبر لا يصدق يعيق حركة مطار عشر ساعات، راكب عنده دعابة جاءت المضيفة قال: هل يوجد إرهابي ؟ قالت: لا، قال: أنا إرهابي، وألغيت الرحلة وأخذوه على التحقيق ثلاث ساعات ! قال: أنا أمزح لا يوجد شيء من هذا.
    فيا أيها الأخوة: أنا أريد أن أستفيد من هذا الذي وقع، يوجد آيات، والإنسان يقرأ الآيات فلا ينتبه إليها، إياك أن تقول من أشد مني قوة ؟ لا على مستوى جماعي ولا على مستوى فردي ولا على مستوى صاحب حرفة، لأنك تكون أول تاجر تصبح آخر تاجر، أنا أول مدرس تصبح آخر مدرس، أنا أول طبيب، يوجد طبيب تفوق تفوقاً يفوق حد الخيال طبيب نسائي، و ذاع صيته واعتز بعلمه أثناء ولادة أراد أن يقطع المشيمة فقطع الرحم، وقطع الأمعاء، ولولا أنه أسعف هذه المريضة غلى مستشفى أخرى لسحبت منه شهادته، قائد فوج في الحج تفوق تفوقاً كبيراً فقدم له كتاب شكر، أذاع هذا الكتاب في الأوساط الدينية، في العام القادم كان فوجه أسوأ فوج ! إياك أن تقول أنا، الصحابة الكرام وفيهم رسول الله قالوا: لن نغلب من قوة فغلبوا في حنين.
    ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ﴾
    (سورة التوبة)
    إذاً أنا أيها الأخوة: أدعوكم إلى التأمل فيما جرى لا في ضوء التحليلات التي تسمعونها، لأن الإعلام الغربي خطير جداً، ورد ذكره في القرآن الكريم، من يذكر الآية ؟ الإعلام الغربي أخطر سلاح بيد الغرب قال تعالى:
    ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾
    (سورة غافر)
    على لسان فرعون، أنت لا تستمع إلى خبر إلا إذا كان مستهدفاً من قبله حتى تتحطم معنويات المسلم حتى يخاف حتى يستسلم حتى يقعد، أنت إعلامك قرآني، فأول شيء من اعتمد على القوة وحدها فقد أخطأ الهدف، يجب أن تعتمد على الله وأن تسعى أن تكون قوياً.
    ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾
    (سورة الأنفال)
    أما هؤلاء الذين بلغوا ذروة النجاح في القوة لأنهم اغتروا، إذاً قوتهم كانت سبب تدميرهم، لذلك الآن يطرح في الإعلام أن القوة وحدها لا تكفي لابد من أن يكون مع القوة حكمة، ولولا الحكمة مع القوة لكانت القوة مدمرة لصاحبها، أنا أرى أن درس بدر وحنين درسان خطيران في حياة المسلمين، لمجرد أن تقول أنا يتخلى الله عنك، لمجرد أن تقول الله يتولاك الله.
    ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾
    (سورة التوبة)
    وفي بدر:
    ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾
    (سورة آل عمران)
    أول درس نستفيده أن القوة وحدها لا تكفي، وأنها قد تؤدي إلى الغرور ومع الغرور الحمق.
    النبي عليه الصلاة والسلام بالحكمة التي منحها الله إياها حوّل أعدائه إلى أصدقاء، والإنسان من دون حكمة يحول أصدقائه إلى أعداء، وأنا هذا أعده مقياس دقيق، إذا كنت متفوقاً في تحويل كل صديق إلى عدو أنت بعيد عن حكمة الله بعد الأرض عن السماء، وإذا كنت متفوقاً في تحويل العدو إلى صديق فأنت تملك حكمة لا تقدر بثمن.
    الشيء الثاني: أنه لا ينفع حذر من قدر هكذا قال عليه الصلاة والسلام مهما كنت محتاطاً مهما غطيت كل الثغرات تغطية تامة، لا ينفع حذر من قدر، ولكن ينفع أن تستعين بالله، فكلما أخذت احتياطات مشددة.
    أنا أذكر قصة لا أنساها مضحكة: أخ عنده مزرعة ودعا أصدقائه إليها، فجاؤوا قبله والمزرعة لها باب كبير وشامخ وعليها قفل كبير وحائطان، أين يجلسون ؟ صعدوا فوق الباب وتمزقت ثيابهم، والبطيخة انكسرت، فلما دخلوا إلى المزرعة لم يجدوا لها سوراً، وكان بالإمكان أن يدخلوها من طرف آخر مشياً، فنحن نفكر بهجوم بعيد جداً درع صاروخي، أي صاروخ يأتينا قبل مئات الكيلو مترات تصطاده الصواريخ تنتقل إلكترونيا، فالذي يعتد بقوته قد يؤتى من حيث لا يحتسب، هذا درس بليغ لنا.
    لا ينفع حذر من قدر ولكن ينفع الدعاء مما نزل ومما لم ينزل، الدرس الثاني إذاً القوة مدمرة من دون حكمة، المقولة التي سمعتها هناك كثيراً أثناء زياراتي أن القوة تصنع الحق.
    أنا كنت أقول الحق ما جاء به الوحيان ولكنه يحتاج إلى قوة، الآن يقال وأنا سمعت هذا بأذني أن القوة وحدها لا تكفي، لابد لها من حكمة، فإن لم يكن معها حكمة فهي قوة مدمرة، هذا درس لنا، لماذا أمرنا بدفع الزكاة؟ قال تعالى:
    ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾
    (سورة التوبة)
    تطهرهم من ماذا ؟ قال: تطهر الفقير من الحقد، والغني من الشح، أنت مستحيل أن تعيش وحدك وأن تأكل وحدك وأن ترتدي أجمل الثياب وحدك، أن تأتي لأولادك بكل ما لذّ وطاب، وأن تتغافل عن من حولك، الفقراء الجائعون المحتاجون، فإن لم تفعل غرست فيهم الحقد، وهذا الحقد سوف يصبح قوة مدمرة، ولا أبالغ إن ما تعانيه البشرية من هؤلاء المحرومين من دون إيمان عميق يمتلئون حقداً، ففي ظلم عام، ألم يقل عليه الصلاة والسلام:
    ((عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا ))
    (مسند الإمام أحمد)
    ألم يقل عليه الصلاة والسلام:
    (( موت كعقاس الغنم، لا يدري القاتل لما يقتل ولا المقتول فيما قتل ))
    (ورد في الأثر)
    ألم يقل عليه الصلاة والسلام:
    (( يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه.))
    (ورد في الأثر)
    كم مأساة جرت في العالم ولم يعبأ بها الإعلام الغربي ؟ هل تذكرون برا وندا بإفريقيا ذبح خمسمائة ألف، لكن هم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على ستة آلاف، بجنوب أفريقيا ذبح خمسمائة ألف في يومين، حتى أن مياه النيل أصبحت حمراء ! في الصرب ذبح عشرة آلاف من المدنين ودفنوا في مقابر جماعية، لو ذهبت إلى أن أعدد ما يجري في العالم من مآسي في هوريشيما والنكزاكي تك قتل ثلاثمائة ألف بثلاث ثواني بقنبلتين ذريتين ! أينما ذهبت تجد مذابح حروب... الحرب العالمية الثانية خمسين مليون قتيل، فيوجد مآسي كبيرة، هذا المظلوم لابد من أن يحقد، وإذا حقد لا يملك شيئاً يخاف عليه، هنا قوته.
    قصة قديمة: أذكر مرة إنساناً عمل عملاً استشهادياً في الأرض المحتلة وقتل سبعة عشر إسرائيلياً، وكان وقتها وزير الدفاع أنزّه هذا المجلس عن ذكر اسمه، فلما دخل إلى مجلس النيابي عندهم ضجّ النواب و بدأوا يقرعونه فقال كلمة بليغة: ماذا أفعل بإنسان جاء ليموت ؟ القوة أين تكمن أن هذا الذي تهدده أن تقتله هو جاء طواعية، هذا الذي جاء ليموت يهدد أكبر قوة في العالم.
    فلذلك أيها الأخوة ك عندما قال سيدنا علي: كاد الفقر أن يكون كفراً، فأنت أيضاً أيها الأخ درس ثاني لا تتمتع بالحياة وحدك وزّع، أطعم من حولك، ألبس من حولك، لا تكن أناني، أنا أعتقد حب الذات والأثرى يجب أن يعيش هذا المجتمع برفاه ما بعده رفاه، الطائرة الخاصة شيء طبيعي جداً، اليخت الخاص طبيعي جداً، مستوى المعيشة يفوق حد الخيال الرقم فلكي، تجد الرجل معه ملايين، كل فرد له سيارة، لا يوجد بيت فوق بيت بكل أمريكا ! كله فلل، والمساحات الخضراء أضعاف مساحة البيوت، و المسابح المدفأة، والمركبات الفارهة، والأسعار الرخيصة، والحاجات الميسورة، إذا كان في الأرض جنة فهي هناك، لكنهم ليسوا إنسانيين، بل هم عنصريون، بمعنى أنهم يمتعون شعبهم فقط على حساب بقية الشعوب، فأنت حينما تأكل وحدك وتسكن وحدك وتتمتع بالحياة وحدك هذا الطرف الآخر سوف يحقد، وليس عنده شيء يخاف عليه، سوف يغدو قنبلة لك، هذا بالعمق، طبعاً لا يعنينِ من فعل هذا قبل أن تأتي التحقيقات، لكن يوجد ظلم عام بالأرض.
    إخواننا الكرام: توجد مقولة دقيقة جداً والله سمعتها منذ عشرين سنة: بدأت الحرب بالإنسان وانتهت بالإنسان، ماذا يفعل سلاح نووي تملكه أعظم دولة أمام إنسان إذا أراد أن يموت ؟ فسبب مشكلة لا تنتهي، أنا لا يعنين في هذا الدرس لا أسماء بلاد ولا أسماء شعوب ولا أسماء دول، عنيني حقائق مطلقة، أنا كمسلم رأيت وسمعت حدث كبير بالعالم قد يكون أكبر حدث كان له أثر كبير، يعنيني كيف أفهم هذا الحدث من كتاب الله، لذلك الله عز وجل عادل، يعطي الإنسان قوة، ويعطي الضعيف قوة من نوع آخر.
    من التعليقات اللطيفة أن وحيد القرن عندهم قال: أيعقل أن ألقِ صاروخ بلغت كلفته مليوني دولار على خيمة بلغت كلفتها عشرة دولارات ؟ قوة الضعيف لا شيء عنده يخاف عليه، كلها بيوت من اللبن والخيم لا يوجد هدف اضربوا كما شئتم، الضعيف عنده قوة، أحياناً قوته كامنة في ضعفه توجد حكمة إلهية كبيرة جداً، والإنسان المتغطرس يخشى أن يأتي إليه تردد عشرة أيام يخشى، فلذلك بدأت الحرب بالإنسان وانتهت بالإنسان، فمقابل القوى العاتية الجبارة مقابل التفوق التكنولوجي في الأسلحة يوجد إنسان يحب أن يموت في سبيل الله.
    أعتقد في عام تسعة وستون كان هناك كتاب للمرحلة الثانوية مقرر كتاب مشهور اسمه معذبو الأرض وكان كتاب درّسناه لإنسان مفكّر إفريقي، محور الكتاب أن العنف لا يلد إلا العنف، وكل إنسان يتاح له أن يؤذي، قبل يومين دخل إنسان إلى البرلمان السويسري وقتل ستة عشر شخصاً، لم يقولوا عنه إرهابي قالوا: عنده مشكلة نفسية ! انحياز لا يحتمل، هذا يعني أي إنسان ممكن أن يؤذي، مهما تحصنت، قد يؤتى الإنسان من مأمنه، فلذلك الحياة تستقيم بالعدل، متى يزول العنف ؟ إذا زال الظلم فقط مهما تحصنت وأخذت احتياطات مشددة، الله عز وجل قد يأتي إلى هذا المتغطرس من مأمنه، يؤتى الحذر من مأمنه.
    أنا أقول دائماً أيها الأخوة: الطبيب الناجح إذا رأى ارتفاع حرارة من الخطأ الفادح أن يعطي المريض خافضات للحرارة فقط، يجب أن يبحث عن أصل الداء، أصل الداء يوجد التهاب، ما لم يعالج الالتهاب أن تزيل العرض هذا شيء سطحي جداً، وأنا أو قل لكم الآن: ما يجري في العالم لا يزال بضربة انتقامية، العنف لا يزال بعنف مثله، قتل الأبرياء لا يعالج بقتل أبرياء، بل إن قتل الأبرياء إذا كان علاجاً لقتل أبرياء سيوقع شرخاً في العالم لا حدود له، يجب أن تبحث عن سبب هذا العنف سببه ظلم عام على مستوى الشعوب لا على مستوى الأفراد.
    أيها الأخوة: هناك نقطة دقيقة جداً الإنسان لو لم يرتدي ثياباً شكله لا يحتمل، الله عز وجل جملنا بالثياب، يواري السوء سوءاتنا، و الإنسان حينما يكيل بمكيالين لا يحتمل أبداً، لا يحتمل لو أب يعامل ابنته غير ما يعامل زوجة ابنه، البنت مغفور ذنبها، أما الكنه تعامل بقسوة بالغة، يكيل بمكيالين، أحياناً إنسان يعامل ابنه يتمناه أن يكون طبيب يدفع له ملايين الليرات دروس خاصة، لكن إذا عنده صانع يتيم وطلب منه الذهاب قبل ربع ساعة من نهاية الدوام ليلتحق بمدرسة ليلية لا يسمح له، لأنه بنظره عندما يتعلم يخرج عنه، وكل إنسان يكيل بمكيالين ساقط من عين الله بشكل عام، أنا كنت مرة بمحل تجاري في صانع وفي ابن محل أقمشة حمّل الصانع أول توب وثاني توب وثالث توب لم يعد يحتمل قال: لم أعد أستطع، قال له: أنت شاب، ابنه حمل توب واحد قال له: بابا انتبه لظهرك ! كم هذا الموقف بشع ! كل إنسان يكيل بمكيالين تحتقره وتلعنه، والدنيا كلها تلعنه، ينذبح ثلاثمائة ألف بالشيشان يقولون: شأن داخلي، تصبح مشكلة بأندونيسيا يقول: حقوق الإنسان، لماذا هنا حقوق إنسان وهنا شأن داخلي ؟ يعتدي المعتدي نقول للمعتدى عليه اضبط نفسك، والمعتدي ندعمه.
    الحقيقة العالم كله يشكو من الكيل بمكيالين، يصبح حدث منطقة تجد الدول كلها تجمعت، يصيب منطقة ثانية كثيراً من المآسي تحت التعتيم الإعلامي فالطرف الشارد عن الله يكيل بمكيالين.
    سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال: والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، مكيال واحد.
    ((عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ))
    لذلك أيها الأخوة: ازدواج المعايير مشكلة كبيرة جداً، نحن لا يعنينا الأمور الكبيرة، يعنينا أنت بحياتك اليومية في معاملتك لأصهارك وبناتك وأولادك لا تكيل بمكيالين، مكيال واحد مقياس واحد، كلما كلت بمقياس واحد علوت في نظر الناس، وكلما كلت بمقياسين سقطت من عين الله.
    وأقول لكم مرة ثانية وهذه والله قناعتي: قتل الأبرياء لا يقبله أحد لكن لا يعالج بقتل أبرياء، والعنف لا يعالج بالعنف، يعالج بالعدل.
    الفكرة الثالثة في هذا الدرس دقيقة جداً: الله عز وجل حينما يسمح لهذا الحدث أن يقع بصرف النظر عن مشروعية فاعلية، هذا الذي تحدث عن السيدة عائشة ورماها بالزنى عمله مشروع ؟ أجيبوني ؟ لا، قال:
    ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) ﴾
    (سورة النور)
    لكن لماذا سمح الله به ؟ لحكمة كبيرة جداً فقال:
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ﴾
    (سورة النور)
    توجد آيتان، الآية الأولى:
    ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ﴾
    توحيدياً، والآية الثانية:
    ﴿لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)﴾
    عدلاً معنى ذلك التوحيد لا يلغي العدل، الفكرة دقيقة، مريض جاء للإسعاف والطبيب يقرأ جريدة وأمام ممرضة يغازلها، الآن انتظر فمات المريض، إذا قال المريض مات بأجله يعاقب عليها، هو مات بأجله، لكن التوحيد لا يلغي العدل والمسؤولية، لأن هذا الذي حدث حدث بمشيئة الله وسمح الله به، ليس معنى هذا أن الذين فعلوه مغطون لا هذا موضوع ثاني، سآتيكم بالأدلة، لكن حينما يسمح الله لمثل هذه الأحداث أن تقع الهدف هو الفرز، بهذا الحدث كشف كل شيء، كشف العالم فريقان: حق وباطل، بدر كشف المؤمنون، بالخندق ماذا قال ضعاف الإيمان ؟:
    ﴿مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً (12)﴾
    (سورة الأحزاب)
    ماذا فعل أقوياء الإيمان ؟ قال:
    ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) ﴾
    (سورة الأحزاب)
    هذا يعني أنه فرز، لذلك:
    ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)﴾
    (سورة الأحزاب)
    بالخندق فرزوا، وبأحد فرزوا وبحنين فرزوا، وبالهجرة فرزوا، ونحن نفرز كل يوم، حق وباطل، أحياناً جامعوا الأموال قد يأخذون أموال هؤلاء بالباطل فضعاف الإيمان يلجئون للبنوك، ما جرى في هذا البلد من خطأ جسيم من قبل جامعي الأموال كان فرزاً للناس، ضعيف الإيمان قال: البنك أأمن ولم يعبأ بتحريم الله له، فأنا أرى أنه ما من حدث يقع إلا وفيه فرز للمؤمنين، وهذا فيه فرز، نحن جميعنا مؤمنين والحمد لله، رواد المساجد كثر، صار الحادث الذي خاف مما سوى الله مشرك، الذي خاف من الله وحده مؤمن، قال:
    ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ﴾
    (سورة آل عمران)
    هذا فرز، من يخاف من الله وحده هذا المؤمن الموحد، من الذي يخاف مما سوى الله، من هذه القوى الجبارة ؟ هذا مشرك.
    ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) ﴾
    ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)﴾
    (سورة آل عمران)
    في الفكرة الثانية موضوع الفرز، مثل هذه الأحداث الكبرى سمح بها من أجل أن يفرز الناس إلى فريقين، دققوا في هذه الآية هذه قالتها عاد الثانية.
    ﴿وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾
    (سورة فصلت)
    ماذا رد الله عليهم ؟ قال:
    ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾
    وهذه الآية تنطبق انطباقاً تاماً على ما جرى، الإمام الشافعي له كلمة رائعة قال: أنا على حق وخصمي على باطل وقد يكون محقاً، احتمال أي إنسان يتوهم أن الحق معه دائماً وكل من سواه على باطل إنسان أحمق، أصغي للآخرين، قرأت من يومية كلمة أعجبتني: إن أردت أن تعزل إنسان عزل تام حتى يختل توازنه توجد طريقتين أن تضعه في المنفردة هذه واضحة، والطريقة الثانية: أن تحيطه بالمنافقين، كلما قال كلمة صدقوه، هذا عزلته عزل كامل، نوع من أنواع العزل، كل من حولك منافق، كلما قلت كلمة صدقوك لمصلحة يريدونها منك، فهذا عزل عن الحقيقة، لذلك عود نفسك أن تستمع للنقد الجارح، عود نفسك تقبل النقد وتدرس النقد، عود نفسك أن تكون جريء وتتفهم الحقيقة المرة، فكل إنسان لا يسمع إلا ما يحلو له، إنسان معزول منتهٍ.
    طبعاً أنا مضطر أن أروي هذه الطرفة لأنها تحل مشكلة كبيرة: العالم الجليل الشيخ نور الدين الحسني معروف كان مع إخوانه في نزهة في الغوطة والبستان مسقي فيه طين، جاء إنسان بعيد عن كل أنواع اللياقة راكب بغل، فيسير سير يرمي بالطين على طرفي الطريق، والشيخ يمشي مع إخوانه وهو من كبار شيوخ الشام، فنبهوه انتبه انتبه لكن اتسخت ملابسه من الأعلى إلى الأسفل، فقام أخ فقتله حتى كاد أن يميته، فشّ قلب الحاضرين كلهم، سأله الشيخ: هل هذا صحيح ؟ ليس مغطى شرعاً ! قال ما أفلح قوم لا سفيه لهم.
    لكن آخر فكرة في هذا الدرس وهي من أهم أفكاره قوله تعالى:
    ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾
    (سورة الممتحنة)
    الآية واسعة جداً، لو فرضنا دائرة أو مؤسسة فيها مسلم وغير مسلم، المسلم كذب عمل تصريح كاذب أو لم يتقن عمله أو أهمل، والكافر كان منضبط، ماذا فعل المسلم بهذا الكافر ؟ أوهمه أنه على حق، وأن كفره هو الحق، وأن هذا الذي فعله المسلم ينطلق من إسلامه، فحينما تجعل كافر يتشبث بكفره ويعتز به ويرتضيه ويتوهم أنه هو الأصل وأن هذا الدين الذي فعله المسلم دين باطل، يكون الكافر تشبث بكفره بسبب خطا المجرم هذا الموضوع ليس له علاقة بما يجري، له علاقة بأعمالنا اليومية، أتقن عملك، فإذا يوجد إنسان غير مسلم ورآك لا تتقن عملك يعزو عدم الإتقان إلى دينك لا إلى ذاتك، إذا أديت تصريحاً كاذباً وأنت مسلم ووقع هذا التصريح بيد غير مسلم يعزو كذبك إلى إسلامك، فأنت جهدك الكبير ألا تسبب حرجاً للمسلمين وألا تسبب حرجاً لهذا الدين العظيم، وهذا الدعاء الشهير القرآني:
    ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾
    أيها الأخوة: آخر شيء أقوله في هذا الدرس: لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن لكل واقع حكمة، بصرف النظر عن الموقع كان حكيماً أو لم يكن حكيماً، والحكمة التي تستنبط من كل واقع متعلقة بالخير المطلق، والله عز وجل يوظف الشر النسبي إلى الخير المطلق، ونحن نرجو الله سبحانه وتعالى من أعماق قلوبنا أن يحفظ لنا بلادنا، ويحفظ لنا من معنا، وأولادنا وذرياتنا، وأن يحفظ بلاد المسلمين جميعاً من كل سوء وأن يتولى الله سبحانه وتعالى الدفاع عنا كما وعدنا، إن الله يدافع عن الذين آمنوا، لكن كما قلت: هذا اسمه حادث فرز، الهجرة فرز الخندق فرز حنين فرز أحد فرز، وكل حدث كبير هو فرز بالحقيقة، والله عز وجل يلهمنا الصواب، والفهم الصحيح، نحن هنا في بيت من بيوت الله، ولا ينبغي أن يلقى فيه إلا ما جاء في الوحيين من الكتاب والسنة، والحمد لله رب العالمين.
    سؤال: يقول أخ: ما قولك بالمثل الذي لا يخاف من الله خاف منه ؟
    جواب: لا شيء فيه، إذا إنسان لا يخاف الله هذا يعني أنه شرير فخذ حذرك منه.
    سؤال: أخ يقول: أنا شاب غافل عن الله، وأشكو مرض البعد عن الله فأرجو منك نصيحة تغيرني إلى شاب من أهل الله، وقد كنت بعثت لك عدة أوراق أسألك فيها وأنت لا تجيبني، فأرجو الإجابة.
    جواب: بالدين لا يوجد شيء أن تقول كلمتين فتصبح لله، يحتاج إلى إرادة قوية، وإلى متابعة وإلى التزام، لكن لا يوجد عندنا دواء سحري أن يكون غافل شارد مشتت يقول هذا الدعاء فيصبح ولي لا يوجد عندنا كهذا الشيء أبداً، عندنا من يبحث عن الحقيقة فيحضر دروس العلم،يستمع بوعي إلى ما قيل فيها، يطبقها، النبي الكريم كان يقول إذا دخل إلى المسجد: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج منه يقول: اللهم افتح لي أبواب فضلك، جاء إلى بيت الله وتلقى التعليمات من الوحيين الكتاب والسنة وخرج من بيت الله ليعمل بما سمع، فلما الإنسان يؤدي الصلوات أداء متقن، ويغض بصره عن محارم الله، ويغض أذنه عن الغناء، ويضبط لسانه عن كل غيبة ونميمة وعن كلام فاحش ويؤد الحقوق ويكسب المال الحلال دون أن يشعر يجد نفسه مع الله، شيء سهل جداً، الله عز وجل قريب:
    ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)﴾
    (سورة الأعراف)
    استقم على أمر الله وأحسن إلى خلقه، تجد نفسك مع الله.
    ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) ﴾
    (سورة الكهف)
    والحمد لله رب العالمين
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم
يعمل...
X