معادلة الخبيئتين!!
ما من عبدٍ إلا وله أسرار من المأثم، يتمنى أن يسترها الله عليه مدى الحياة فلا يعلم بها أحد!! سواء كانت هذه الأسرار مما قد وقع في الماضي وتاب لله منه، أو لا يزال قائماً على بعضها، ويحاول مجاهدة نفسه؛ سعياً للتوبة منها!!
وكما لا يخفى على أحد؛ فإن الفضيحة (مصيبة) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني الخزي والهوان والمذلة والاستحقار، فضلاً عن كونها تترك في النفس جرحاً غائراً، لا يتوقف نزفه بمرور الأيام، إلا أن يشاء الله!!
من أجل ذلك؛ كان لزاماً على العبد أن يفكر ملياً في ثلاثة أمور هامة، قبل الإقدام على فعل المعصية، وهي :
· الدافع وراء المعصية.
· أسباب العجز عن مقاومة المعصية.
· عواقب تلك المعصية.
ولو رجعنا خطوة إلى الوراء (قبل وقوع تلك الفضيحة) لوجدنا أن هناك ميزان، بإمكانه عون العبد على تصحيح المسار من جهة، وتأخير نزول تلك العواقب الوخيمة من جهة أخرى!! وهذا الميزان يتمثل في إيجاد العبد خبيئة من الخير له، بحيث يسعى وسعه ألا يعلم بها أحد إلا الله تعالى، كما أن له خبيئة من السوء يحرص على سترها من للناس!!
فخبيئة الخير هذه – على قلتها – أشد على الشيطان من أي عمل آخر!! لأنها تروض العبد على الإخلاص لله رب العالمين، وهذا أثقل ما يواجهه الشيطان من بني آدم : (إلا عبادك منهم المخلصين) ولربما تكون سبباً للعبد فيما يلي :
· وضع قدمه على أولى خطوات الإخلاص والمراقبة التي تعينه على الإقلاع عن المعاصي، وتهون عليه مجاهدة النفس الأمارة بالسوء!!
· تأخر عنه العقوبة وتستجلب له رحمة الله تعالى؛ لأن رحمته سبحانه سبقت غضبه، وقد وسعت كل شيء، وتأبى سعتها فضيحة من أخلص لله تعالى في تقربه!!
· التوفيق للطاعة برحمة الله تعالى، والابتعاد شيئاً فشيئاً عن فعل المعاصي، حيث اقتضت رحمة الله تعالى أن الطاعة تدعو أختها!!
· تثقل ميزان حسناته في مواجهة ميزان سيئاته، مما قد ينفع العبد يوم القيامةويرحج كفة خيره على شره!!
اللهم عاملنا بما أنت أهله . . ولا تعاملنا بما نحن أهله
إنك أهل التقوى وأهل المغفرة
تعليق