لا بد لنا أن نكون ماءا جاريا
ـ وليس تعلم أصول الفقه لذاته ، ولكنه وسيلة عظيمة توصل إلى الفهم والفقه والاستنباط للأحكام الفقهية من الكتاب والسنة .
ـ وليس تعلم وحفظ القرآن للاقتصار على تلاوته فحسب وإنما العمل به وتطبيق أحكامه.
ـ وليس تعلم العلم الشرعي لشغل الأوقات بالعبادة وأخذ الثواب عليه فحسب ، وإنما لتعليمه وتوصيله للناس ، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث (من تعلم العلم وعلمه) ، وتوعد وذم في أكثر من حديث (من تعلم العلم وكتمه).
ـ ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الالتزام بمستوى ومكان معين في تعليم العلم .... فلم يقتصر على المسجد ...وإنما في البيت والطريق والسوق.....وفي كل مكان...
ـ وبدت شخصيته شخصية مرنة محبوبة معروفة بين جميع الناس .... ليس لطلاب العلم فحسب ...وإنما للعالم والجاهل ، والكبير والصغير ، ومن لديه وقت في تعلم العلم ومن ليس عنده وقت في تعلمه.
ـ فأنتج جيلا لم يحددوا لهم مكانا ليعلموا الناس فيه العلم واكتفوا بهذا المكان....وإنما انتشروا أيضا في كل بقاع الأرض يحصدون البشر ويهدونهم كالزرع إذا استوى فيجمع.
ـ وحينما ينطلق جماعة من الناس بين الناس ، منظمة بغير نظام .... لا يستغلون إقبال الناس عليهم في تعليمهم وهدايتهم ... فقط تجميعهم...
ـ وحينما تمكث جماعة من الناس بعيدة عن الناس ، منظمة هي الأخرى بغير نظام ... لا يستغلون ما معهم من العلم لإقبال الناس عليهم وهدايتهم ... ولكن لمن يأتي إليهم فقط.
ـ وعندما يظهر شخص لديه من العلم القليل ما لا بأس به ، ينتشر بين الناس بأسلوب عادي طبيعي مثلهم ويجلس معهم.... يقبل الناس عليه إقبالا كبيرا ملفتا...فإذا سلك هذا الشخص هذا المسلك ونجح ...أفلا يكون هذا النجاح مدعاة لأن يسكك هاتين الجماعتين مسلكه ....؟!
ـ لا بد لنا أن نكون ماءا جاريا لكسب الناس والتواجد معهم ، وليس فقط من يريد أن يتعلم يأتي إلينا وتشويه صورتنا يستخدمه الأعداء على أعلى مستوى وأحدث تقنية ، وليس فقط نجذب الأشخاص إلينا لتكثير سوادنا وهم لا يفقهون شيئا عن الدين .
تعليق