(( حمــلة لا للتعصب بين الجماعات ))
اخوانى الشباب
اننا الان مع موضوع يتألم منه القلب وتدمع منه العين
ما هذا الذى يحدث الان بين العاملين للاسلام ؟؟
تفرق ،،،، سب ،،،، تفسيق ،،،، تبديع ،،، والكل يتهم الاخر
كنا ايام مبارك وامن الدولة معذورون حيث كان التحريش بين الجماعات على اشده
ولكن
الان لسنا معذورون فى هذا التفرق والتعصب والتشرذم
الناظر الان على الساحة الدعوية يجد ان الكل يدعى انه هو فقط على الجادة وما عداة مخطأ
هذا الامر دعانى الى الكتابة عن التعصب الاعمى بين الجماعات
فجعلت العنوان (( حملة لا للتعصب الاعمى بين الجماعات ))
إنّ أشدّ ما يفتك بعضد الأمة ويفتّ ساعدها هو:
التعصب للرأي أوالمذهب أو الجماعة
بحيث لا يرى المرء إلاّ شخصه ولا يرى إلاّ وجهة نظره ولا يفتح عقله لوجهة نظر سواها، والعجيب أنّ بعض هؤلاء المتعصبين يبنون في كثير من الأحيان آراءهم ومناهجهم على غير دعائم أو أدلة من القرآن الكريم أو السنة المطهرة يدعمون بها فكرتهم أو رأيهم.
وهذا الغلو في التقليد قد ذمّه الله تعالى في القرآن الكريم وعابه على المشركين بقوله: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون، ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاء ونداء، صم، بكم، عمي، فهم لا يعقلون} (سورة البقرة، 170-171).
فالله تعالى ما تعبّدَنا بقول فلان أو رأي علان، إنما تعبدنا بما جاء في كتابه وما صح عن نبيه صلّى الله عليه وسلّم، ذلك أنّ الواجب على المسلم أن يقصد الحق ويتبعه حيث وجده ويعلم أنّ من اجتهد منهم فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر لاجتهاده، وخطأه مغفور له، ولا يجوز أن يعتقد أحد بأنّ قول أو فعل شيخه مسدّد ومؤيّد بحيث ينظر إلى كل من يخالفه بأنّه آثمٌ أو ضالٌّ أو شاذ....
وإنّما الأصل في المسلم الناضج أن يعرض قول أو فعل شيخه على الكتاب والسنة، فإن وافقه أخذ به وإن خالفه نصحه، وإن كان قول شيخه ممّا لا خلاف فيه بين أهل العلم دعا إليه وإلى العمل به، وأما إن كان من المسائل ذات الإجتهاد والنظر، فليس له أن ينكر إجتهاد غيره أو يعيب عليه..
اخوانى الافاضل
التعصب للفئة أو الحزب أو الجماعة التي ينتسب إليها الفرد والانتصار لها بالحق والباطل، وإضفاء صفة العصمة والقداسة عليها، وذكر مزاياها ومحاسنها، ومهاجمة غيرها بذكر عيوبها وسيئاتها، فيعظـِّم حزبه ويحتقر غيره، وقد تكون هذه العصبية المقيتة للجماعة ذريعة للوقوع في الجماعات الأخرى، أو لاستباحة أعراضهم بالغيبة والبهتان، وكذا تتبع العورات، واشتغال كل جماعة بعيوب الأخرى، فيكون التنازع والفشل وتضيع الجهود، وتمرض القلوب.
وقد ظهرت هذه الآفات للأسف الشديد في داخل العمل الإسلامي، بل بين أبناء الصحوة الإسلامية المعاصرة، مما أدى إلى حدوث تصدع شديد بين أبناء الصحوة، وفساد عريض لذات البين، وانتشار لأمراض خطيرة في الساحة الإسلامية من تعظيم أبناء الجماعة للأعمال الدعوية التي تهتم بها جماعتهم، واحتقار الأعمال الدعوية التي يقوم بها الآخرون، كما سبق أن بينا.
ومن ذلك ظهور آفة من الآفات الخطيرة ألا وهي عقد الولاء والبراء على الأسماء والأشخاص، فمن كان ينتسب إلى جماعتنا أو إلى شيخنا فهو معنا وإلا فهو علينا من دون النظر إلى عقيدة الرجل وفكره وزنة ذلك بالكتاب والسنة، فما كان موافقاً لهما كان مقبولاً، وما كان مخالفاً لهما فمردود على صاحبه كائناً من كان.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم تخلص الساحة الإسلامية من الأخلاق الجاهلية التي تحول بين العاملين بها وبين الوصول إلى الغاية المنشودة والهدف المقصود.
والذين كانوا يعيبون على الجماعات الإسلامية المعاصرة أنها مزقت الصف الواحد بهذه الأسماء هم الذين يتعصبون اليوم للمشايخ أكثر من تعصب أفراد الجماعات لأسماء الجماعات المختلفة.
والذي ينبغي أن يربى عليه أبناء الصحوة الإسلامية أنه لا قداسة لأحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن كلاً يؤخذ من قوله ويرد كائنا من كان، ومهما كانت درجة الشيخ العلمية ومكانته الدعوية فإنه غير معصوم، ولا يمكن تنزيل كلامه منزلة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، فكل داعية وكل عالم، بل كل عالم بلغ درجة الاجتهاد المطلق له زلَلَـه وخطؤه، ولم يكتب الله العصمة لأحد بعد نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فالتعصب لأسماء الجماعات والأحزاب -ومن نفس الجنس التعصب للأفراد- هو من الشر العظيم الذي ينبغي أن نتخلص منه.
تابعوا معنا
مظاهر التعصب للجماعة والحزب فى الحلقة القادمة
تعليق