بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم
ثُمَّ أما بعد
الثبات في ظل المتغيرات والشهوات .
لعل من الصعب في هذا الزمن الثبات على الحق , والاستمرار فيه مع وجود الشهوات المُعّمية للعين في حال رؤيتها , ومن يتمالك نفسه ويردعها عن تلك أصبحَ كما قيل
( القابض على دينه كالقابض على الجمر )
فلا بد للإنسان أن يعمل بشيء لأجل الإبتعاد عن شيء أخر
فمن أراد الثبات لا بد له الحرص أولا على القرآن الكريم , وملازمته في حياته جُلها , فالقرآن الكريم هو حبل الله , من تمسكَ به أنجاه الله , ومن تركه هلك والنار مُستقر له
قال الله تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )
وإذا الإنسان اتبع هدي النبي , وما أنزله النبي صلى الله عليه وسلم من الله تبارك وتعالى , سيصبح مع اللذين لا تؤثر عليهم تلك الشهوات المُغريه
كما قال تعالى ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً )
ولابد لنا من أخذ الأنبياء والصحابه الكرام والتابعين الأخيار قدوه لنا فيما فعلو ضد الشهوات أللتي قابلوها , وكيف نجو منها وثبتو على ما هم عليه , وأنهم لم يتزعزعوا عن الدين , فهذا حقاَ هو الثبات وخير ثبات
فمن سمع تلك القصص , سيثبت قلبه , ويقتدي بهم وبما فعلو
والدليل على ذلك قوله تعالى ( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين )
ومن قصص القرآن في الثبات عند الشهوات كثيره
لاننسى قصة نبينا يوسف عليه السلام , فلقد عرضت عليه إمرأه نفسها , فأبى خوفاً من الله , والخوف من الوقوع في الحرام
فما بعد هذه الشهوه شهوه , ترك شهوته وثبتَ على الحق , وفضل الأخره على ملذة الدُنيا , أراد الجنه وأبتعد عن النار , أراد السعاده وفر من الشقاء
قال تعالى ( و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)
وهناك الكثير الكثير من القصص في القرآن
والصحبة لها دور مهم في اتجاه الشخص , وإعانته على الابتعاد عن الشهوات و المتغيرات , فالصاحب إما يصحبك للجنه وستنعم فيها بحياة
لم تعشها من قبل , أم في النار وشقاء وعذاب عظيم لم تراهُ من قبل
(إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )).
وليكثر الإنسان في الدعاء لنفسه في الثبات على الحق , وعدم الابتعاد عنه , واجتناب كل ما هو محرم , فالدعاء وسيله من وسائل الثبات , والإبتعاد عن الشهوات وليردد دوما ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
ولابد لنا من وقفة تأمل في
الجنة وما سينتظرنا فيها , والنار وما سينتظرنا فيها
لابد لنا من الاختيار هما خياران لا ثالث لهما
إما في الجنة ونعيم لا يفنى , أم في النار وشقاء دائم
أترككم مع مقاطع لكبار المشايخ ينصحون ويوجهون ويستنكرون فتابعوها
http://www.youtube.com/watch?v=uKQsC...layer_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=TFcsz...layer_embedded
وقبل الختام هذه أبيات لكبير الشعراء أبو العتاهية
تخفف من الدنيا لعلكَ أنْ تنجُو .. فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَ المسلَكُ النهجُ
رأيت خراب الدار يحليهِ لهوهَا .. إذا اجتمع المِزمارُ والطّبلُ والصَّنج
تعليق