السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بِكم إخوانى وأخواتى فى موقع الطريق إلى الله
الحقيقه رئيت على موقع إسلام واى مقالات رائعه للشيخ كارم السيد
رائعه بصراحه قولت أنقل لكم المقالات ولكى تقرؤها قررت بفضل الله اجعل الموضوع متجدد
كل يوم مقاله مثلاً أو مقالاتين ..إلخ
المقاله الأولى بأسم
وَظُلْمُ الأحِبَّةِ جَهْلٌ وَغَيّْ
لماذا لا يدرس المرء الزواج بمثل هذه الكيفية ولا يعيره تلك الأهمية؛ وكأنهم لا يكادون يصدقون أنه قد أتى ابنتهم زوج لينقذها من وصم العنوسة وحال الكآبة والعبوس..
طلبني رجل تجاوز الستين من عمره لأكون بينه وبين امرأته التي تصغره بثلاثين عاماً حَكَماً وواعظاً ومصلحاً؛ إذ إنه قد ألقى عليها يمين الطلاق جزماً.
ولما جلست إليهما وسمعت منها ما لديها مما تأخذه على زوجها منذ سنواتٍ ثمانية هي عمر زواجهما أوجعت قلبي لا سيما، وكان مما قالت في مواجهته لما سألتها إن كانت تعرف ذلك الخلق عنه من قبل الزواج؟ فتأسفت قائلة: "لقد خدعتني لحيته!".
والحق أني أعرف عنه معلومات تؤكد ما قالته وتدعم ما تشكت منه، ولكنني تعجبت من امرأة تتزوج رجلاً وقد سبق لها الزواج وتأذت من تجربتها كيف تغفل ويغفل أولياؤها عن البحث والتحري والتثبت والتدقيق في زواج جديد؟؟
ولقد كنت أرقبه طيلة الجلسة وأراه وهو يتلون ويقاطع ويجادل ويماري ولا يرفع عينه من الأرض "لف ودوران"؛ فهو يعرف أني أعرف أنه مخطئ في حقها وربما لم يتخيل أنه لمجرد أنه استأذنها في استضافتي كشيخ على صلة به شخصياً أنني لن أميل إليه أو أقف إلى جواره لكونه على خطأ.
أو أنها ستستحيي أن تذكر حقيقة وجيعتها ومر مصيبتها وشدة فجيعتها فلن تفضحه وقد حضر معه شيخ معرفة.
ولذلك فلقد آثرت أن أبادرها بالسؤال أول الجلسة: تعرفين أن لي علاقة بزوجك؟ قالت: "نعم".
تقبلين بحضوري ووجودي واطلاعي على ما بينكما من خلاف؟
قالت: "أجل؛ لأني أظن أنك لن ترضى بالظلم لي لأني كأختك".
قلت: بل أنت أختي وهو أخي وأنا لا أعرف أياً منكما إلا من خلال ما أرى منكما وأسمع، وما خفي عني فهو مجهولٌ وغيبٌ، الله أعلم به. ومضت الجلسة على النحو الذي لخصته سلفاً.
ثم لما طال أمد الجلسة وأذن الفجر وانصرفت على وعدٍ بلقاءٍ ثانٍ لتكون قد أعادت تفكيرها في أمرها وهل تصر على عدم الرجوع إليه أم تراجع نفسها وتصبر على بلواها، في حين يراها هو مذنبة مخطئة وهو الصبور عليها الرحيم بها رغم ما أذهلني مما حكت وشكت وأظهرت من بلاياه معها كما كان مع سابقتها، رغم أنها قد أكدت لي أنها تحبه وترى فيه صفات جميلة وتحفظ له مواقف جيدة، لكن هناك فارقا بين المواقف العابرة والسمات السائدة.
ملحوظة مهمة: تبين لي من كثير من تلك المواقف أن هناك جهلاً شديداً عند أكثر الناس بأمور الشريعة وأحكامها فيما يتعلق بالزواج والطلاق، والرجعة وحدود التعامل بين الزوجين وماذا يجوز له ولها من تصرفات حال وقوع الطلاق، وأنه لا يحق له إخراجها من بيتها ولا يحق لها الخروج من بيتها حتى انقضاء العدة!
ولقد أكد لي صدقها في حكايتها تجارب مشابهة كنت قد شهدتها واستدعيت حكماً بينه وبين الشاكين فيها، كما أنني نظرت إليه لأرى وجهه وانفعالاته وتعبيراته وهي تقص ما تقص وتحكي ما تحكي وتشكو مما تجد فلم أرَ أي إنكار ولا رفض بل الإقرار والتصديق والصمت الرهيب وعدم الاعتراض على أية كلمة!
لشد ما أتعسني هذا الموقف، وما أكثر تلك المواقف التي تجعل المرء يتصاغر أمام الناس وأمام نفسه ومن قبل هذا كله أمام ربه سبحانه وتعالى..! إذا كان المرء يعلم خطاياه، ويبصر خفاياه، ويدرك بلاياه فإما أن يتوب إلى ربه ويرجع إلى مولاه وإما أن يستر على نفسه ولا يتحامق.
أمّا أن يتظاهر بأنه التقي النقي الأبي الفتيّ حتى وهو مفضوح مكشوف من ومع وأمام أقرب الناس إليه وأعلم الناس به..! فاللهم استرنا ولا تفضحنا...
ثم ما الذي يجعل المرء ساكتاً عن حرماته خانعاً لمشكلاته صابراً على بلياته؟
ثم جاءني اتصال منها أفاضت فيه وأرهقت سمعي وقلبي بما زادته من بليات وجدتها منه ومن أبنائه من زوجته السابقة، حتى لقد أصبحت تخشى على نفسها وولدها الصبي -من زوج قبله- من ابنه. وبرغم أنها شكت تصرفات ابنه معها ومع ولدها إليه مراراً ولكنه لم يحرك ساكناً..! ثم استحلفتني بالله لو أن هذه هي حال زوج أختي فماذا أنا فاعل؟
الجواب لا شك فيه عندي...
ثم تنحيت بقية اليوم منغص العيش، مكدّر الفكر، مشغول البال بما بلغني منها عنه، وهي عندي صادقة لسابق معرفتي به، جعلت أفكر وأتأمل في تلك الحالة التي لا أرى لها علاجاً شافياً ولا دواءً كافياً، ولا رداً مرضياً لكلا الطرفين؛ ما دامت الرؤى لديهما متناقضة والمصالح متضاربة متعارضة، والأفهام مختلفة تمام الاختلاف؛ فإذا ما أعملت جانب النصح المجرد عن الحسم والجزم صبرتها ونصحتها ببذل الجميل وتحمل العبء الثقيل، إن لم يكن لنفسها وظروفها فلينعم ولدها منه براحة في بيت من أبوين وألا يذوق ما يذوقه أخوه لأمه من قهر زوج الأم واجتراء أخيه من أبيه عليه.
وإن حسمت الأمر اتفاقاً مع ما أراه من سماته وسماتها وما أعرفه عنه وعن أسرته، وما تخوفت هي منه وأبدته من آلامها وارتيابها كانت العاقبة أن تخرج من عصمته، وتنجو من قبضته، وترتاح من بذاءته، وتأمن على نفسها وولديها منه ومن ولده -فيما تظن- لكنها تبقى وحيدة تنفق ما تبقى من عمرها لتربي ولديها، وتنفق عليهما لا سيما وهي تعلم أنه لن ينفق عليها إلا أقل القليل.
وإن هي أقبلت على الزواج للمرة الثالثة أملاً في رحمة ربها وفضله وعطائه، عسى أن يكتب لها زوجاً تقياً نقياً ليس كالمخادع الأول (إمام المسجد) الذي لم يرع الله فيها ولم يتقه، وأذلها وألجأها إلى العمل وبذل ماء وجهها لتعينه على ديونه التي لم تنتفع منها بشيء، ولا أصابت منها حظاً سوى الهم والغم وملاحقة الدائنين لها، بعد أن تخفى وهرب المحروس بسلامته هرباً من الأحكام الغيابية تراكاً زوجته وهي بعد عروس ولما يتبين حملها.
ثم لما أمضت من العمر بضع سنين إذا بها ترفض الخطاب رغم كفاءتهم ومحبتهم وإقبالهم عليها، وما ذلك إلا لتخوفها من تكرار التجربة المريرة، فلما أكثروا عليها أبت إلا زوجاً كبيراً في السن ليحميها ويتقِ الله فيها، فأتاها من حسبته كذلك ولم يتبين لها منه ما يسوؤها، غير أنها لم تكد تنعم بالحياة وتهنأ حتى كشر الزوج لها عن أنيابه وغير لها ثياب التقى وارتدى سربال الإذلال.
فإن هي أقبلت على الزواج من ثالث فلا ريب أنها قد تضطر اضطراراً إلى التضحية بحضانة ولدها من زوجها المشكو، وهذا غالباً لن يكون حباً منه لولده بقدر ما سيكون عنداً وبغياً عليها؛ فلقد جربت عليه إهماله للولد ورفضه لمزيد إنجاب؛ بل لقد حاول مراراً وتكراراً أن يجبرها على إسقاطه جنيناً لولا أنها تمسكت بالطفل مخافة الوقوع في معصية ربها وحباً في الإنجاب.
تأملت هذه القصة التي أعلم تمام العلم أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وجعلت أفكر بيني وبين نفسي:
كيف وإلى متى سنظل نأخذ الناس بحسن الظن المطلق عن دراسة الجدوى، والاستفادة من الخبرات والتجارب الواقعية سواء التي يعيشها المرء نفسه أو يسمع عنها من غيره؟
ليس عيباً أن يكون المرء طيباً صافياً يصدق ما يسمع ويحسن الظن بغيره؛ لكن لا يجمل أبداً أن يتخذ قراراً مصيرياً له عواقبه والتي تتجاوز الفرد نفسه وتترتب عليه التزامات وحقوق وقيود، دون أن يمهل نفسه الوقت الكافي ويعمل الفكر ويبذل الوسع في تحصيل أقصى درجات اليقين، ولا يألوا جهداً في سبيل ذلك ما استطاع.
إننا نعلم أن أي إنسان يقدم على مشروع أو دراسة أو عمل أو شراكة فإنه يدرسه جيداً ويفكر فيه مليًّا، ويسأل أهل الخبرة والتجربة ويستشير أهل الفهم والعلم به ويعكف على النظر في عقباته واحتمالات الخسارة فيه، قبل احتمالات المكاسب ويضع الخطط البديلة والسبل العديدة ويكفل له التغطية الكافية من مال وخلافه حتى لا يضيع عمره هباءً منثوراً ويهلك ماله ويبقى هو من بعده ملوماً محسوراً.
فلماذا لا يدرس المرء الزواج بمثل هذه الكيفية ولا يعيره تلك الأهمية؛ وكأنهم لا يكادون يصدقون أنه قد أتى ابنتهم زوج لينقذها من وصم العنوسة وحال الكآبة والعبوس.
كما أن هناك أيضاً رجال وشباب -بالأخص- لا يلقون بالاً في الزواج إلا للمظهر والجمال والحب الخيال ككثير من البنات، فتكون العاقبة الأكيدة الخصام والنكد والبؤس والشقاء، وينهدم البيت تحت أول ضغطة من كفِّ المعاناة اليومية، وينهار البنيان الهش ولا يقوى على مواجهة أخف ريح من المشكلات الزوجية.
وربما تطورت الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك كالخيانات الزوجية وربما القتل، وأحسن الأحوال أن يقع الطلاق ويضيع الأبناء، وفي أتون تلك الحالة ومثيلاتها وما استغرق الفكر من الهموم وجدتني لا أرى غمضاً ولا أعرف نوماً لا سيما وقد أضافت تلك المشكلة مزيداً من البلاء على العقل والقلب مع ما هو متراكم من حال البلاد وهم الانتخابات وما عساه يكون من الرئيس القادم.
كتبت هذه الكلمات ملخصاً ما دار خلال اللقاء والاتصال:
ابن الأزهر ومحبه
الشيخ/ أبو أسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
أهلا بِكم إخوانى وأخواتى فى موقع الطريق إلى الله
الحقيقه رئيت على موقع إسلام واى مقالات رائعه للشيخ كارم السيد
رائعه بصراحه قولت أنقل لكم المقالات ولكى تقرؤها قررت بفضل الله اجعل الموضوع متجدد
كل يوم مقاله مثلاً أو مقالاتين ..إلخ
المقاله الأولى بأسم
وَظُلْمُ الأحِبَّةِ جَهْلٌ وَغَيّْ
لماذا لا يدرس المرء الزواج بمثل هذه الكيفية ولا يعيره تلك الأهمية؛ وكأنهم لا يكادون يصدقون أنه قد أتى ابنتهم زوج لينقذها من وصم العنوسة وحال الكآبة والعبوس..
طلبني رجل تجاوز الستين من عمره لأكون بينه وبين امرأته التي تصغره بثلاثين عاماً حَكَماً وواعظاً ومصلحاً؛ إذ إنه قد ألقى عليها يمين الطلاق جزماً.
ولما جلست إليهما وسمعت منها ما لديها مما تأخذه على زوجها منذ سنواتٍ ثمانية هي عمر زواجهما أوجعت قلبي لا سيما، وكان مما قالت في مواجهته لما سألتها إن كانت تعرف ذلك الخلق عنه من قبل الزواج؟ فتأسفت قائلة: "لقد خدعتني لحيته!".
والحق أني أعرف عنه معلومات تؤكد ما قالته وتدعم ما تشكت منه، ولكنني تعجبت من امرأة تتزوج رجلاً وقد سبق لها الزواج وتأذت من تجربتها كيف تغفل ويغفل أولياؤها عن البحث والتحري والتثبت والتدقيق في زواج جديد؟؟
ولقد كنت أرقبه طيلة الجلسة وأراه وهو يتلون ويقاطع ويجادل ويماري ولا يرفع عينه من الأرض "لف ودوران"؛ فهو يعرف أني أعرف أنه مخطئ في حقها وربما لم يتخيل أنه لمجرد أنه استأذنها في استضافتي كشيخ على صلة به شخصياً أنني لن أميل إليه أو أقف إلى جواره لكونه على خطأ.
أو أنها ستستحيي أن تذكر حقيقة وجيعتها ومر مصيبتها وشدة فجيعتها فلن تفضحه وقد حضر معه شيخ معرفة.
ولذلك فلقد آثرت أن أبادرها بالسؤال أول الجلسة: تعرفين أن لي علاقة بزوجك؟ قالت: "نعم".
تقبلين بحضوري ووجودي واطلاعي على ما بينكما من خلاف؟
قالت: "أجل؛ لأني أظن أنك لن ترضى بالظلم لي لأني كأختك".
قلت: بل أنت أختي وهو أخي وأنا لا أعرف أياً منكما إلا من خلال ما أرى منكما وأسمع، وما خفي عني فهو مجهولٌ وغيبٌ، الله أعلم به. ومضت الجلسة على النحو الذي لخصته سلفاً.
ثم لما طال أمد الجلسة وأذن الفجر وانصرفت على وعدٍ بلقاءٍ ثانٍ لتكون قد أعادت تفكيرها في أمرها وهل تصر على عدم الرجوع إليه أم تراجع نفسها وتصبر على بلواها، في حين يراها هو مذنبة مخطئة وهو الصبور عليها الرحيم بها رغم ما أذهلني مما حكت وشكت وأظهرت من بلاياه معها كما كان مع سابقتها، رغم أنها قد أكدت لي أنها تحبه وترى فيه صفات جميلة وتحفظ له مواقف جيدة، لكن هناك فارقا بين المواقف العابرة والسمات السائدة.
ملحوظة مهمة: تبين لي من كثير من تلك المواقف أن هناك جهلاً شديداً عند أكثر الناس بأمور الشريعة وأحكامها فيما يتعلق بالزواج والطلاق، والرجعة وحدود التعامل بين الزوجين وماذا يجوز له ولها من تصرفات حال وقوع الطلاق، وأنه لا يحق له إخراجها من بيتها ولا يحق لها الخروج من بيتها حتى انقضاء العدة!
ولقد أكد لي صدقها في حكايتها تجارب مشابهة كنت قد شهدتها واستدعيت حكماً بينه وبين الشاكين فيها، كما أنني نظرت إليه لأرى وجهه وانفعالاته وتعبيراته وهي تقص ما تقص وتحكي ما تحكي وتشكو مما تجد فلم أرَ أي إنكار ولا رفض بل الإقرار والتصديق والصمت الرهيب وعدم الاعتراض على أية كلمة!
لشد ما أتعسني هذا الموقف، وما أكثر تلك المواقف التي تجعل المرء يتصاغر أمام الناس وأمام نفسه ومن قبل هذا كله أمام ربه سبحانه وتعالى..! إذا كان المرء يعلم خطاياه، ويبصر خفاياه، ويدرك بلاياه فإما أن يتوب إلى ربه ويرجع إلى مولاه وإما أن يستر على نفسه ولا يتحامق.
أمّا أن يتظاهر بأنه التقي النقي الأبي الفتيّ حتى وهو مفضوح مكشوف من ومع وأمام أقرب الناس إليه وأعلم الناس به..! فاللهم استرنا ولا تفضحنا...
ثم ما الذي يجعل المرء ساكتاً عن حرماته خانعاً لمشكلاته صابراً على بلياته؟
ثم جاءني اتصال منها أفاضت فيه وأرهقت سمعي وقلبي بما زادته من بليات وجدتها منه ومن أبنائه من زوجته السابقة، حتى لقد أصبحت تخشى على نفسها وولدها الصبي -من زوج قبله- من ابنه. وبرغم أنها شكت تصرفات ابنه معها ومع ولدها إليه مراراً ولكنه لم يحرك ساكناً..! ثم استحلفتني بالله لو أن هذه هي حال زوج أختي فماذا أنا فاعل؟
الجواب لا شك فيه عندي...
ثم تنحيت بقية اليوم منغص العيش، مكدّر الفكر، مشغول البال بما بلغني منها عنه، وهي عندي صادقة لسابق معرفتي به، جعلت أفكر وأتأمل في تلك الحالة التي لا أرى لها علاجاً شافياً ولا دواءً كافياً، ولا رداً مرضياً لكلا الطرفين؛ ما دامت الرؤى لديهما متناقضة والمصالح متضاربة متعارضة، والأفهام مختلفة تمام الاختلاف؛ فإذا ما أعملت جانب النصح المجرد عن الحسم والجزم صبرتها ونصحتها ببذل الجميل وتحمل العبء الثقيل، إن لم يكن لنفسها وظروفها فلينعم ولدها منه براحة في بيت من أبوين وألا يذوق ما يذوقه أخوه لأمه من قهر زوج الأم واجتراء أخيه من أبيه عليه.
وإن حسمت الأمر اتفاقاً مع ما أراه من سماته وسماتها وما أعرفه عنه وعن أسرته، وما تخوفت هي منه وأبدته من آلامها وارتيابها كانت العاقبة أن تخرج من عصمته، وتنجو من قبضته، وترتاح من بذاءته، وتأمن على نفسها وولديها منه ومن ولده -فيما تظن- لكنها تبقى وحيدة تنفق ما تبقى من عمرها لتربي ولديها، وتنفق عليهما لا سيما وهي تعلم أنه لن ينفق عليها إلا أقل القليل.
وإن هي أقبلت على الزواج للمرة الثالثة أملاً في رحمة ربها وفضله وعطائه، عسى أن يكتب لها زوجاً تقياً نقياً ليس كالمخادع الأول (إمام المسجد) الذي لم يرع الله فيها ولم يتقه، وأذلها وألجأها إلى العمل وبذل ماء وجهها لتعينه على ديونه التي لم تنتفع منها بشيء، ولا أصابت منها حظاً سوى الهم والغم وملاحقة الدائنين لها، بعد أن تخفى وهرب المحروس بسلامته هرباً من الأحكام الغيابية تراكاً زوجته وهي بعد عروس ولما يتبين حملها.
ثم لما أمضت من العمر بضع سنين إذا بها ترفض الخطاب رغم كفاءتهم ومحبتهم وإقبالهم عليها، وما ذلك إلا لتخوفها من تكرار التجربة المريرة، فلما أكثروا عليها أبت إلا زوجاً كبيراً في السن ليحميها ويتقِ الله فيها، فأتاها من حسبته كذلك ولم يتبين لها منه ما يسوؤها، غير أنها لم تكد تنعم بالحياة وتهنأ حتى كشر الزوج لها عن أنيابه وغير لها ثياب التقى وارتدى سربال الإذلال.
فإن هي أقبلت على الزواج من ثالث فلا ريب أنها قد تضطر اضطراراً إلى التضحية بحضانة ولدها من زوجها المشكو، وهذا غالباً لن يكون حباً منه لولده بقدر ما سيكون عنداً وبغياً عليها؛ فلقد جربت عليه إهماله للولد ورفضه لمزيد إنجاب؛ بل لقد حاول مراراً وتكراراً أن يجبرها على إسقاطه جنيناً لولا أنها تمسكت بالطفل مخافة الوقوع في معصية ربها وحباً في الإنجاب.
تأملت هذه القصة التي أعلم تمام العلم أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وجعلت أفكر بيني وبين نفسي:
كيف وإلى متى سنظل نأخذ الناس بحسن الظن المطلق عن دراسة الجدوى، والاستفادة من الخبرات والتجارب الواقعية سواء التي يعيشها المرء نفسه أو يسمع عنها من غيره؟
ليس عيباً أن يكون المرء طيباً صافياً يصدق ما يسمع ويحسن الظن بغيره؛ لكن لا يجمل أبداً أن يتخذ قراراً مصيرياً له عواقبه والتي تتجاوز الفرد نفسه وتترتب عليه التزامات وحقوق وقيود، دون أن يمهل نفسه الوقت الكافي ويعمل الفكر ويبذل الوسع في تحصيل أقصى درجات اليقين، ولا يألوا جهداً في سبيل ذلك ما استطاع.
إننا نعلم أن أي إنسان يقدم على مشروع أو دراسة أو عمل أو شراكة فإنه يدرسه جيداً ويفكر فيه مليًّا، ويسأل أهل الخبرة والتجربة ويستشير أهل الفهم والعلم به ويعكف على النظر في عقباته واحتمالات الخسارة فيه، قبل احتمالات المكاسب ويضع الخطط البديلة والسبل العديدة ويكفل له التغطية الكافية من مال وخلافه حتى لا يضيع عمره هباءً منثوراً ويهلك ماله ويبقى هو من بعده ملوماً محسوراً.
فلماذا لا يدرس المرء الزواج بمثل هذه الكيفية ولا يعيره تلك الأهمية؛ وكأنهم لا يكادون يصدقون أنه قد أتى ابنتهم زوج لينقذها من وصم العنوسة وحال الكآبة والعبوس.
كما أن هناك أيضاً رجال وشباب -بالأخص- لا يلقون بالاً في الزواج إلا للمظهر والجمال والحب الخيال ككثير من البنات، فتكون العاقبة الأكيدة الخصام والنكد والبؤس والشقاء، وينهدم البيت تحت أول ضغطة من كفِّ المعاناة اليومية، وينهار البنيان الهش ولا يقوى على مواجهة أخف ريح من المشكلات الزوجية.
وربما تطورت الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك كالخيانات الزوجية وربما القتل، وأحسن الأحوال أن يقع الطلاق ويضيع الأبناء، وفي أتون تلك الحالة ومثيلاتها وما استغرق الفكر من الهموم وجدتني لا أرى غمضاً ولا أعرف نوماً لا سيما وقد أضافت تلك المشكلة مزيداً من البلاء على العقل والقلب مع ما هو متراكم من حال البلاد وهم الانتخابات وما عساه يكون من الرئيس القادم.
كتبت هذه الكلمات ملخصاً ما دار خلال اللقاء والاتصال:
وَظُلْمُ الأحِبَّةِ جَهْلٌ وَغَيّْ
1. شَكَتْ مِنْهُ ظُلْماً وَقَهْراً إليّْ *** وَظُلْمُ الأحِبَّةِ جَهْلٌ وَغَيّْ
2. وَتَسْأَلُ: ما الحُكْمُ فِيْنَا وَهَلْ؟ *** وَبِالأَمْسِ أَلْقَى يَـمِيناً عَلَيّْ
3. تُـحِبِّيْنَهُ؟ إِيْ وَرَبِّ الوَرَى *** وَيَضْرِبُنِي كُلَّمَا قُلْتُ: أَيّْ
4. كَذُوبٌ عَلَى سِنِّهِ يَفْتَرِي *** وَمَا غَارَ يَوْماً فَهَلْ ذَاكَ حَيّْ
5. لَهُ مِنْ سِوَايَ ابْنُهُ وَابْنَةٌ *** وَمِـمَّـنْ تَوَلَّـى صَغِيْرٌ لَدَيّْ
6. وَهَذَا ابْنُهُ يَبْتَغِي فِعْلَةً *** وَأُقْصِيهِ عَنِّـي وَيَصْبُو إِليّْ
7. وكَمْ قُلْتُ: صَهْ، وَامْنَعَنَّ الوَلَدْ *** فَلَمْ يُصْغِ يَا وَيْـحَهُ مِنْ دَنيّْ
8. يَـخَافُ ابْنَهُ؛ بِئْسَ مِنْ أُسْرَةٍ *** وَتِلْكَ ابْنَةُ الزَّوْجِ تَعْصِي الوَلِـيّْ
9. وَكَمْ مَرَّةٍ أَوْقَعَتْ بَيْنَنَا *** وَتَعْصِي أَبَاهَا؛ فأينَ الْـحَيِيّْ؟
10. تَبَرَّجُ وَالْعِطْرُ قَدْ فَاحَ مِنْ *** مَلابِسِهَا،كَيْفَ يَرْضَى التَّقِيّْ؟!
11. يُسِيءُ مُعَامَلَتِي غَالِباً *** وَيَضْرِبُ بِالكَفِّ أَوْ أَيِّ شَيْ
12. ويَشْتِمُنِي وَسْطَ أَهْلِي وَلا *** يُرَاعِي الْمَـوَدَّةَ، لَيْسَ الْـوَفِـيْ
13. وَلا اهْتَمَّ يَوْماً بِـحَالِ ابْنِنَا *** وَيَضْرِبُ طِفْلِيَ ضَرْبَ الغَبِـيّْ
14. وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا فَلا *** رَضِيْتُ وَلَوْ كَانَ أَغْنَى غَنِـيّْ
15. حَشِيْشَتُهُ أُنْسُهُ دَائِماً *** وَيلْبَسُ للنَّاسِ ثَوْبَ الْوَلِـيّْ
16. وكَمَ ْأَهْمَلَ الْبَيْتَ لَـمْ يَرْعَهُ *** وَلا أَظْهَرَ الْـخَـوْفَ يَوْماً عَلَيّْ
17. وكَمْ قَالَ لِـي أَهْلُهُ فَارِقِي *** وَأَهْلِي فَأَخْشَى ضَيَاعَ الصَّبِيّْ
18. وكَمْ حَاوَلَ الزَّوجُ إِسْقَاطَهُ *** وَأَرْفُضُ قَتْلاً إذ الْـحَمْلُ حَيّْ
19. وَيَـحْرِمُنِي الْـحَمْلَ مِنْ بَعْدِهِ *** وَحُلْمُ الأُمُومَةِ باقٍ لَدَيّْ
20. وكَمْ مَرَّةٍ جَاءَ أَهْلُ التُّقَى *** لِيَنْصَلِحَ الحَالُ فِيهِ وَفِـيّْ
21. وَلَكِنَّهُ لا يَرَى عَيْبَهُ *** وَيَزْعُمُ: إِنِّـي الْـحَبِيبُ الْوَفِـيّْ
22. وَأَسْكُتُ عَنْهَا إذا خَالَفَتْ *** وَأَحْلُمُ رَغْمَ السُّلُوكِ الغَبِـيّْ
23. وَتَطْلُبُ مَا تَشْتَهِي يَأْتِـها *** وَلَـمْ تَرْضَ عَنِّـي وَإِنِّـي الرَّضِيّْ
24. وَإِنِّـي الشَّفُوقُ الرَّقِيقُ الْـخَلُو *** قُ وَإِنِّي الْعَطُوفُ العَفِيفُ النَّقِـيّْ
25. وكَمْ فِـيَّ مِنْ زَلَّةٍ وَابْتِلا *** وَلَكِنَّنِـي الْمُسْتَقِيمُ الأَبِـيّْ
26. فَإِنْ قُلْتُ: طَلِّقْ أَهَذَا حَرَامٌ؟ *** وَيَغْضَبُ رَبُّ الْعِبَادِ العَلِيّْ؟
27. فَقُلْتُ: اصْبِري وَاعْمَلِي صَالِـحاً *** لِيُصْلِحَهُ اللهُ نِعْمَ الْوَلِـيّْ
28. أَتَرْضَى لأُخْتِكَ زَوْجاً كَذَا؟ *** فَلا ثُمَّ لا، ذَاكَ أَمْرٌ جَلِيّْ
29. أَلا يَا أَخَا الدِّيْنِ فَاسْمَعْ إِذاً *** لَقَدْ خَابَ عَبْدُ الْـهَوَانِ الشَّقِيّْ
30. إذَا الْمَرْءُ لَـمْ يَرْعَهَا –أَهْلَهُ- *** وَلـَمْ يَـحْفَظِ الزَّوْجَ فَهْوَ الْعَيِيّْ
31. وإِكْرَامُهُ الأهْلَ فَضْلٌ لَهُ *** وَعَطْفٌ وَرِفْقٌ وكَفٌّ نَدِيّْ
32. وَإِنْ خَالَفَتْ فَاتَّـخِذْ وَاعِظاً *** وكُنْ أَنْتَ مَعْهَا الصَّبُورَ الذَّكِيّْ
33. فَحَزْمٌ إذَا الْـحَـزْمُ فِـي وَقْتِهِ *** وهَجْرٌ وَهَذا الدَواءُ الْـخَـفِـيّْ
34. وإِنْ أَعْرَضَتْ فَابْعَثَنْ حَاكِماً *** وَمِنْ أَهْلِهَا- يَكْتُمَانِ الْـخَبِـيّْ
35.وإلا فَفَارِقْ وَلا تَظْلِمَنْ *** سَيُغْنِيكُـمَا اللهُ فَهْوَ الغَنيّْ
1. شَكَتْ مِنْهُ ظُلْماً وَقَهْراً إليّْ *** وَظُلْمُ الأحِبَّةِ جَهْلٌ وَغَيّْ
2. وَتَسْأَلُ: ما الحُكْمُ فِيْنَا وَهَلْ؟ *** وَبِالأَمْسِ أَلْقَى يَـمِيناً عَلَيّْ
3. تُـحِبِّيْنَهُ؟ إِيْ وَرَبِّ الوَرَى *** وَيَضْرِبُنِي كُلَّمَا قُلْتُ: أَيّْ
4. كَذُوبٌ عَلَى سِنِّهِ يَفْتَرِي *** وَمَا غَارَ يَوْماً فَهَلْ ذَاكَ حَيّْ
5. لَهُ مِنْ سِوَايَ ابْنُهُ وَابْنَةٌ *** وَمِـمَّـنْ تَوَلَّـى صَغِيْرٌ لَدَيّْ
6. وَهَذَا ابْنُهُ يَبْتَغِي فِعْلَةً *** وَأُقْصِيهِ عَنِّـي وَيَصْبُو إِليّْ
7. وكَمْ قُلْتُ: صَهْ، وَامْنَعَنَّ الوَلَدْ *** فَلَمْ يُصْغِ يَا وَيْـحَهُ مِنْ دَنيّْ
8. يَـخَافُ ابْنَهُ؛ بِئْسَ مِنْ أُسْرَةٍ *** وَتِلْكَ ابْنَةُ الزَّوْجِ تَعْصِي الوَلِـيّْ
9. وَكَمْ مَرَّةٍ أَوْقَعَتْ بَيْنَنَا *** وَتَعْصِي أَبَاهَا؛ فأينَ الْـحَيِيّْ؟
10. تَبَرَّجُ وَالْعِطْرُ قَدْ فَاحَ مِنْ *** مَلابِسِهَا،كَيْفَ يَرْضَى التَّقِيّْ؟!
11. يُسِيءُ مُعَامَلَتِي غَالِباً *** وَيَضْرِبُ بِالكَفِّ أَوْ أَيِّ شَيْ
12. ويَشْتِمُنِي وَسْطَ أَهْلِي وَلا *** يُرَاعِي الْمَـوَدَّةَ، لَيْسَ الْـوَفِـيْ
13. وَلا اهْتَمَّ يَوْماً بِـحَالِ ابْنِنَا *** وَيَضْرِبُ طِفْلِيَ ضَرْبَ الغَبِـيّْ
14. وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا فَلا *** رَضِيْتُ وَلَوْ كَانَ أَغْنَى غَنِـيّْ
15. حَشِيْشَتُهُ أُنْسُهُ دَائِماً *** وَيلْبَسُ للنَّاسِ ثَوْبَ الْوَلِـيّْ
16. وكَمَ ْأَهْمَلَ الْبَيْتَ لَـمْ يَرْعَهُ *** وَلا أَظْهَرَ الْـخَـوْفَ يَوْماً عَلَيّْ
17. وكَمْ قَالَ لِـي أَهْلُهُ فَارِقِي *** وَأَهْلِي فَأَخْشَى ضَيَاعَ الصَّبِيّْ
18. وكَمْ حَاوَلَ الزَّوجُ إِسْقَاطَهُ *** وَأَرْفُضُ قَتْلاً إذ الْـحَمْلُ حَيّْ
19. وَيَـحْرِمُنِي الْـحَمْلَ مِنْ بَعْدِهِ *** وَحُلْمُ الأُمُومَةِ باقٍ لَدَيّْ
20. وكَمْ مَرَّةٍ جَاءَ أَهْلُ التُّقَى *** لِيَنْصَلِحَ الحَالُ فِيهِ وَفِـيّْ
21. وَلَكِنَّهُ لا يَرَى عَيْبَهُ *** وَيَزْعُمُ: إِنِّـي الْـحَبِيبُ الْوَفِـيّْ
22. وَأَسْكُتُ عَنْهَا إذا خَالَفَتْ *** وَأَحْلُمُ رَغْمَ السُّلُوكِ الغَبِـيّْ
23. وَتَطْلُبُ مَا تَشْتَهِي يَأْتِـها *** وَلَـمْ تَرْضَ عَنِّـي وَإِنِّـي الرَّضِيّْ
24. وَإِنِّـي الشَّفُوقُ الرَّقِيقُ الْـخَلُو *** قُ وَإِنِّي الْعَطُوفُ العَفِيفُ النَّقِـيّْ
25. وكَمْ فِـيَّ مِنْ زَلَّةٍ وَابْتِلا *** وَلَكِنَّنِـي الْمُسْتَقِيمُ الأَبِـيّْ
26. فَإِنْ قُلْتُ: طَلِّقْ أَهَذَا حَرَامٌ؟ *** وَيَغْضَبُ رَبُّ الْعِبَادِ العَلِيّْ؟
27. فَقُلْتُ: اصْبِري وَاعْمَلِي صَالِـحاً *** لِيُصْلِحَهُ اللهُ نِعْمَ الْوَلِـيّْ
28. أَتَرْضَى لأُخْتِكَ زَوْجاً كَذَا؟ *** فَلا ثُمَّ لا، ذَاكَ أَمْرٌ جَلِيّْ
29. أَلا يَا أَخَا الدِّيْنِ فَاسْمَعْ إِذاً *** لَقَدْ خَابَ عَبْدُ الْـهَوَانِ الشَّقِيّْ
30. إذَا الْمَرْءُ لَـمْ يَرْعَهَا –أَهْلَهُ- *** وَلـَمْ يَـحْفَظِ الزَّوْجَ فَهْوَ الْعَيِيّْ
31. وإِكْرَامُهُ الأهْلَ فَضْلٌ لَهُ *** وَعَطْفٌ وَرِفْقٌ وكَفٌّ نَدِيّْ
32. وَإِنْ خَالَفَتْ فَاتَّـخِذْ وَاعِظاً *** وكُنْ أَنْتَ مَعْهَا الصَّبُورَ الذَّكِيّْ
33. فَحَزْمٌ إذَا الْـحَـزْمُ فِـي وَقْتِهِ *** وهَجْرٌ وَهَذا الدَواءُ الْـخَـفِـيّْ
34. وإِنْ أَعْرَضَتْ فَابْعَثَنْ حَاكِماً *** وَمِنْ أَهْلِهَا- يَكْتُمَانِ الْـخَبِـيّْ
35.وإلا فَفَارِقْ وَلا تَظْلِمَنْ *** سَيُغْنِيكُـمَا اللهُ فَهْوَ الغَنيّْ
ابن الأزهر ومحبه
الشيخ/ أبو أسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
تعليق