السلامُ عليكُم و رحمة الله و بركاتُه
كانَت النَفس كالشابة المُراهِقة تَلهو ورآء أحلامُها دون أدنى تَفكير ..
في كُل يَومٍ يَمُر كانَت تتشبّث بالحيآآآة أكثَر فأكثَر ..
كانَت تنسى كَثيراً أن مَع كُل دقة للثانية بعد مُنتصَف الليل تَبعِدها عَن الميلاد و تُقَرِبها إلى المَوت ..
كانَت تستَخِف بصغائر الذِنوب ، و تتحدَث بِكُل ثِقة أن الله لَن يُدخِلنا جهنَم بسببها ..!!
طائشة مَجنونة لِعُنفوان شبابها ..
و الرَوح كانَت عاجِزة مُسِنة تَجلِس في الفِراش ، لتَنظُر على النَفس المُراهِقة العنيفة مِن بَعيد ..
لا تقوى على الحراك لِتُنقِذها مِن طيشَها ، و لا تستَطيع قَتل نفسها كي لا ترى أذى في نفسها ..!
ظلَت تبكي دِموعاً هادئة و فقَط ..
تُحاوِل الحراك ، فتعجز و تلزَم الفِراش ..
تضَع رأسها أسفل وِسادَتها مُختَبئة كي لا ترى جِنون النَفس ، و نهايَتها التي تتوقَعها مأساوِية دائماً ..
تَدعو الله أن يُهَديء مِن تِلك النَفس ، و يُنزِل عليها السَكينة كي لا تَسكُن " الجَحيم " ..!
و مرَت الأيام يوماً بَعد يَوم ، شَهر بَعد شَهر ، سنة بَعد سنة ..
تزداد الرَوح عجزاً ، و تزداد النَفس عِنفواناً ..!
كانَت تُزيد من تمَرُدها و قسوَتها على " الروح " ، فتَصمُت روحَها خوفاً مِن اللاشيء ، خوفاً مِن الوَهم ، و الدُنيا التي لَن تبقى لأحد أبداً ..
حتى أشرقَت الشَمس ، و أرسلَت ضوءها الذهبي إلى الروح لتُحييها مِن جَديد ..
إستيقظَت الروح كَكُل يوم خامِلة كَسولة ، لا تعلَم إين ذهبَت النَفس ، و متى ستَعود ..
كانَت لا تتسائل قَد تعودَت ترَنُحها هذا بين دِروب الحياة المُختَلِفة ..
لكن..\
في هذا اليوم شعرَت الروح بِحُزن عميق بدآخِلها ، كان قَوي بالفِعل حتى النفس لَم تستَطِع ان تستَحوِذ عليها في تِلك المرة ..!!
مرَت الساعات في بُطء شديد ، حتى عَلِمت الروح أن هُناك روحاً أخرى قَد تركَت الدُنيا و صعدَت إلى السمآء عِند " الرحمن " ..
لَم تنفَعها نفسها حينَها بلهوها و عنفوانَها و طيشها و جنونَها ..!
نزَل هذا الخَبر كصاعِقة على الروح صديقَتنا ..!
بكت كَثيراً ، وإنتحبَت و سالَـت دِموع لا نهاية لَها .. لا تعلَم لِم و كيف و على ماذا ؟!
إنها لَم تُخالِط هذه الرَوح مِن قبل ، لا تعلَمها ، لَم تقرأ حروفَها ، و لم تمتَزِج بِها قَط ..
لَكِنها وضعَت نفسها في مكانَها ، فتسائلت إين سأكون ؟؟
" جنة " ، " نار " ، ثواب أم عِقاب ..
ظلَت تنتَحِب كَثيراً ، و تَصرُخ بأعلى صَوت تَملُكه .. حتى هدأت قَليلاً ..
و عِندَما جاءت النفس بَعد نِهاية جولَتها بين الأوهام و الأحلام ، المعاصي و الذِنوب ..
لَم تَصمُت الروح تِلك المرة ..!
لَم تتكاسَل ، و تُخَبيء رأسَها خجلاً من تصرفات النَفس المُشينة ..
بَل أعطاها الله قِوة غير عادِية ، جعلَتها تَقِف و تَصمُد .. و تُمسِك بالنَفس لتُعاتِبها على ما فعلَتُه بِها كَثيراً ..
لتَقسوا عليها و تُعَنِفها ، لتأخُذها مِن يَدها بشِدة و تُقَيِدها حتى تتهذَب ..
و لِأوَل مرة تتخلَص النَفس مِن تمَرُدها و غرورَها ، و الخيلة الكاذِبة و تَبكي ، لتعتَرِف بأنَها مُخطِئة و مُذنِبة .. لَكِنها مُتعَبة أيضاً ..
و تحتاج الرَوح لِتَكون مرفأ لَها ، و حَضن دافيء بَعد كُل هذا العناء ..
و لأن الرَوح مُنذ أن خلَقها الله هادئة و حَنونة ، قبلت إعتذار النَفس بَعد أن وعدَتها بالتوازُن و الإستقرار ..
و البدء مَعها في العالَم الأبيض ، لأنها قَد افتقدت الطُهر و النقآء كَثيراً ..
تحابا و إمتزجا مع بعضَهُما مرة اُخرى و صارا إثنان في واحِد ..
لَكِن لَم يَنسوا أبداً تِلك الروح التي صعدَت إلى السمآء بالشُكر و الثناء ..
كَتبوا إليها رسائل شُكر كَثيراً لإنَها كانَت سبب بَعد إرادة الله في إعادة هذا التوازُن و الإستقرار ..
و أرسلوها إلى السمآء كي تَصِل إلى تِلك الروح الطاهِرة في أمان ..
الحَمدُللهِ الذي هدانا إلى هذا و ما كُنا لنهتدي لولا هدانا الله ..
..........................
في كُل يَومٍ يَمُر كانَت تتشبّث بالحيآآآة أكثَر فأكثَر ..
كانَت تنسى كَثيراً أن مَع كُل دقة للثانية بعد مُنتصَف الليل تَبعِدها عَن الميلاد و تُقَرِبها إلى المَوت ..
كانَت تستَخِف بصغائر الذِنوب ، و تتحدَث بِكُل ثِقة أن الله لَن يُدخِلنا جهنَم بسببها ..!!
طائشة مَجنونة لِعُنفوان شبابها ..
و الرَوح كانَت عاجِزة مُسِنة تَجلِس في الفِراش ، لتَنظُر على النَفس المُراهِقة العنيفة مِن بَعيد ..
لا تقوى على الحراك لِتُنقِذها مِن طيشَها ، و لا تستَطيع قَتل نفسها كي لا ترى أذى في نفسها ..!
ظلَت تبكي دِموعاً هادئة و فقَط ..
تُحاوِل الحراك ، فتعجز و تلزَم الفِراش ..
تضَع رأسها أسفل وِسادَتها مُختَبئة كي لا ترى جِنون النَفس ، و نهايَتها التي تتوقَعها مأساوِية دائماً ..
تَدعو الله أن يُهَديء مِن تِلك النَفس ، و يُنزِل عليها السَكينة كي لا تَسكُن " الجَحيم " ..!
و مرَت الأيام يوماً بَعد يَوم ، شَهر بَعد شَهر ، سنة بَعد سنة ..
تزداد الرَوح عجزاً ، و تزداد النَفس عِنفواناً ..!
كانَت تُزيد من تمَرُدها و قسوَتها على " الروح " ، فتَصمُت روحَها خوفاً مِن اللاشيء ، خوفاً مِن الوَهم ، و الدُنيا التي لَن تبقى لأحد أبداً ..
حتى أشرقَت الشَمس ، و أرسلَت ضوءها الذهبي إلى الروح لتُحييها مِن جَديد ..
إستيقظَت الروح كَكُل يوم خامِلة كَسولة ، لا تعلَم إين ذهبَت النَفس ، و متى ستَعود ..
كانَت لا تتسائل قَد تعودَت ترَنُحها هذا بين دِروب الحياة المُختَلِفة ..
لكن..\
في هذا اليوم شعرَت الروح بِحُزن عميق بدآخِلها ، كان قَوي بالفِعل حتى النفس لَم تستَطِع ان تستَحوِذ عليها في تِلك المرة ..!!
مرَت الساعات في بُطء شديد ، حتى عَلِمت الروح أن هُناك روحاً أخرى قَد تركَت الدُنيا و صعدَت إلى السمآء عِند " الرحمن " ..
لَم تنفَعها نفسها حينَها بلهوها و عنفوانَها و طيشها و جنونَها ..!
نزَل هذا الخَبر كصاعِقة على الروح صديقَتنا ..!
بكت كَثيراً ، وإنتحبَت و سالَـت دِموع لا نهاية لَها .. لا تعلَم لِم و كيف و على ماذا ؟!
إنها لَم تُخالِط هذه الرَوح مِن قبل ، لا تعلَمها ، لَم تقرأ حروفَها ، و لم تمتَزِج بِها قَط ..
لَكِنها وضعَت نفسها في مكانَها ، فتسائلت إين سأكون ؟؟
" جنة " ، " نار " ، ثواب أم عِقاب ..
ظلَت تنتَحِب كَثيراً ، و تَصرُخ بأعلى صَوت تَملُكه .. حتى هدأت قَليلاً ..
و عِندَما جاءت النفس بَعد نِهاية جولَتها بين الأوهام و الأحلام ، المعاصي و الذِنوب ..
لَم تَصمُت الروح تِلك المرة ..!
لَم تتكاسَل ، و تُخَبيء رأسَها خجلاً من تصرفات النَفس المُشينة ..
بَل أعطاها الله قِوة غير عادِية ، جعلَتها تَقِف و تَصمُد .. و تُمسِك بالنَفس لتُعاتِبها على ما فعلَتُه بِها كَثيراً ..
لتَقسوا عليها و تُعَنِفها ، لتأخُذها مِن يَدها بشِدة و تُقَيِدها حتى تتهذَب ..
و لِأوَل مرة تتخلَص النَفس مِن تمَرُدها و غرورَها ، و الخيلة الكاذِبة و تَبكي ، لتعتَرِف بأنَها مُخطِئة و مُذنِبة .. لَكِنها مُتعَبة أيضاً ..
و تحتاج الرَوح لِتَكون مرفأ لَها ، و حَضن دافيء بَعد كُل هذا العناء ..
و لأن الرَوح مُنذ أن خلَقها الله هادئة و حَنونة ، قبلت إعتذار النَفس بَعد أن وعدَتها بالتوازُن و الإستقرار ..
و البدء مَعها في العالَم الأبيض ، لأنها قَد افتقدت الطُهر و النقآء كَثيراً ..
تحابا و إمتزجا مع بعضَهُما مرة اُخرى و صارا إثنان في واحِد ..
لَكِن لَم يَنسوا أبداً تِلك الروح التي صعدَت إلى السمآء بالشُكر و الثناء ..
كَتبوا إليها رسائل شُكر كَثيراً لإنَها كانَت سبب بَعد إرادة الله في إعادة هذا التوازُن و الإستقرار ..
و أرسلوها إلى السمآء كي تَصِل إلى تِلك الروح الطاهِرة في أمان ..
الحَمدُللهِ الذي هدانا إلى هذا و ما كُنا لنهتدي لولا هدانا الله ..
..........................
تعليق