اخوانى الافاضل
سنناقش اليوم قصة قد تكون واقعية بالفعل من حيث احتمالية حدوثها ، سنفترض هنا أنها حدثت واننا نناقش واقعة حقيقية .
نقرأ معا القصة .
ثم لنر المواقف التى سيتخذها الأعضاء من هذا الشاب
برجاء التمعن فى القصة وقرائتها بهدوؤوووووووء
الى القصة :--------------
سنناقش اليوم قصة قد تكون واقعية بالفعل من حيث احتمالية حدوثها ، سنفترض هنا أنها حدثت واننا نناقش واقعة حقيقية .
نقرأ معا القصة .
ثم لنر المواقف التى سيتخذها الأعضاء من هذا الشاب
برجاء التمعن فى القصة وقرائتها بهدوؤوووووووء
الى القصة :--------------
قلّبت الورقة الفاخرة بين كفيها وهي تعيد قراءتها للمرة الثالثة أو ربما الرابعة هذه الظهيرة .. تملكتها مشاعر متضاربة غلبت عليها الحيرة الشديدة .. هي تعرفه سابقا ، لم تكن تنتظر منه مثل هذه الرسالة ..
لعلها كانت تُكبره عن السقوط في مثل هذه الهفوة التي سقط فيها ، فهي تراه شابا ملتزما حسن الخلق دائب الحركة والنشاط ، نشاطه الجامعي كله يصب في اتجاه الدعوة إلى الدين والأخلاق ، يحاول ربط الطلاب بدينهم وأخلاقهم وتراثهم عبر الأنشطة الكثيرة التي يقوم بها مع زملائه .. يملك ناصية الكلمة يوجهها حيث شاء فيملك قلوب زملائه جميعا .. هذا هو ..
لكن ماذا دفعه إلى كتابة هذه الرسالة التي لم تتوقعها منه أبدا ؟
ظلت الحيرة والدهشة تسيطر على مشاعرها بعد عودتها من الجامعة حتى الليل ، لم تفارقها الحيرة في ساعات النوم فسيطر عليها الأرق ، وفي الصباح كانت قد عزمت أمرها بعدما لجأت لله في ركعتين خاشعتين قبل صلاة الفجر تسأله أن يلهمها الصواب .. ثم جلست إلى مكتبها وسطّرت هذه الرسالة :
أخي المحترم
لقد كانت نظرتي لك نظرتي إلى أخ أكبر ، وإن لم يكن فرق السن بيننا يسمح بتلك النظرة فنحن زملاء عام دراسي واحد ، غير أنني كنت أكبر فيك روحك الداعية وعملك الدائب ، كنت أراك أكبر من الهفوات والصغائر .. فلم أكن أتوقع منك مثل هذا السقوط في التفكير ، والتهافت في الشعور ، فضلا عن الفعل والعمل ..
كنت أراك مشغولا بهموم دينك وأمتك .. مشغولا حتى عن نفسك التي بين جنبيك ، فإذا بك بهذه الهفوة .. تسقط من شاهق ، تلتفت لأمر نفسك وهواك أكثر بكثير من أمر أمتك الثكلى ..
فهل هذا يرضيك من نفسك حتى تظن أنه يرضيني ؟
وماذا ظننت بي ؟
هل أنا مجرد سلوى تتسلى بها عن عذابات واقعك ومهام حاضرك ومستقبلك تلهو بها عن أحزانك لتهرب بالنظر إليّ في أحلام هروبية لا ترضى أي فتاة حرة عزيزة ؟
أخي .. أعرف أن الإيمان يزيد وينقص ، وأن لكل إنسان شرّة وفترة ، ولعل ما فكرت به وأقدمت عليه جاء في لحظة من لحظات الضعف والفترة ..
غير أني أربأ بك أن تستمر في هذا الضعف والتدني ..
لا أريد أن أكون قاسية عليك ، لكنني أريد أيضا أن أقول لك معنى أراه في الحب .. الذي تحدثت عن ألفاظه في رسالتك ، وما أراك إلا غافلا أو متغافلا عنه ، أو متأثرا بما يثار حول هذه الكلمة النبيلة الراقية في كل محيط حولنا ، في الإعلام والسينما والرواية والقصة والقصيدة والحوارات البينية ، حتى كادت الكلمة تفقد معناها السامي ، فإذا بها في أفواه هؤلاء جميعا تتحول إلى أقرب شيء بالكلمة النابية المستهجنة ، حتى لتستحي الفتاة العفيفة من النطق بها في أي محيط ، ولو قصدت منها أنواع وأشكال أخرى غير المعنى الذي يراد له أن يكون وحيدا في الأذهان والعقول ..
أرى الحب بين الرجل والمرأة لا يتحقق بنظرة ولا بعدة نظرات ، فإن الحب المبني على الشكل الظاهري ما هو إلا هوى نفس إن لم يكن شهوة جسد .. لكن الحب بمعناه الحقيقي لا يتحقق إلا بتفاهم الأرواح وتناغم الأفكار وهو ما لا يمكن التحقق منه إلا في ظروف مغايرة تماما لظروف الدراسة الجامعية أو الجيرة أو غيرها ..
لقد كنت آمل من شاب مثلك أن يعلي قيمة الحب عن أي تفاهة أو سفاهة ممكن أن تلحق بها ..
وما زلت آمل أن تسعد برسالتي الرافضة العاتبة أكثر من سعادتك لو كنت وافقتك لما ترغب وأجبتك لما تريد .. لأن هذا الرد في النهاية انتصار لقيم الإنسانية الراقية بداخلك ، وارتفاع للإيمان في قلبك أن ينقص إلى حد يصعب معه الارتفاع ..
أخي المحترم
أرجو أن تقرأ سطوري هذه بإمعان وتفقه ، وأن تعيد إليّ شعورا فقدته فيك ، هو شعور الإكبار والاحترام ، فلا أنت نلت بدلا منه شعورا تافها لا أراه إلا وهما ، ولا أنت أبقيت على نظرتي الأولى إليك ، فأرجو أن تعيد إليّ هذه النظرة المحترمة إياك باحترامك لنفسك ، المكبرة لما تقوم به من عمل وجهد بإكبارك لهذا العمل ورفعك إياه فوق كل رغبة أو هوى ..
ولتعلم أخي أنه ما كان أسهل علي إذ قرأت رسالتك أن أمزقها ولا ألق لها بالا أو أعيرها اهتماما .. ثم لا يكن هناك رد ولا تعقيب ..
لكني أشفقت أن تسقط من نظر نفسك دون أن يكون لك أمل يعيدك إلى مكانتك الأولى ، فتحاملت على نفسي وكتبت إليك هذه السطور .. لتنهض بعد سقوط ، وترتفع بعد هبوط ، وتصعد بعد انحدار .. داعية الله تعالى لك ولشباب الأمة أن يجعلوا كلمة الله هي العليا في نفوسهم لتعلو في واقعهم ..
أختك
لعلها كانت تُكبره عن السقوط في مثل هذه الهفوة التي سقط فيها ، فهي تراه شابا ملتزما حسن الخلق دائب الحركة والنشاط ، نشاطه الجامعي كله يصب في اتجاه الدعوة إلى الدين والأخلاق ، يحاول ربط الطلاب بدينهم وأخلاقهم وتراثهم عبر الأنشطة الكثيرة التي يقوم بها مع زملائه .. يملك ناصية الكلمة يوجهها حيث شاء فيملك قلوب زملائه جميعا .. هذا هو ..
لكن ماذا دفعه إلى كتابة هذه الرسالة التي لم تتوقعها منه أبدا ؟
ظلت الحيرة والدهشة تسيطر على مشاعرها بعد عودتها من الجامعة حتى الليل ، لم تفارقها الحيرة في ساعات النوم فسيطر عليها الأرق ، وفي الصباح كانت قد عزمت أمرها بعدما لجأت لله في ركعتين خاشعتين قبل صلاة الفجر تسأله أن يلهمها الصواب .. ثم جلست إلى مكتبها وسطّرت هذه الرسالة :
أخي المحترم
لقد كانت نظرتي لك نظرتي إلى أخ أكبر ، وإن لم يكن فرق السن بيننا يسمح بتلك النظرة فنحن زملاء عام دراسي واحد ، غير أنني كنت أكبر فيك روحك الداعية وعملك الدائب ، كنت أراك أكبر من الهفوات والصغائر .. فلم أكن أتوقع منك مثل هذا السقوط في التفكير ، والتهافت في الشعور ، فضلا عن الفعل والعمل ..
كنت أراك مشغولا بهموم دينك وأمتك .. مشغولا حتى عن نفسك التي بين جنبيك ، فإذا بك بهذه الهفوة .. تسقط من شاهق ، تلتفت لأمر نفسك وهواك أكثر بكثير من أمر أمتك الثكلى ..
فهل هذا يرضيك من نفسك حتى تظن أنه يرضيني ؟
وماذا ظننت بي ؟
هل أنا مجرد سلوى تتسلى بها عن عذابات واقعك ومهام حاضرك ومستقبلك تلهو بها عن أحزانك لتهرب بالنظر إليّ في أحلام هروبية لا ترضى أي فتاة حرة عزيزة ؟
أخي .. أعرف أن الإيمان يزيد وينقص ، وأن لكل إنسان شرّة وفترة ، ولعل ما فكرت به وأقدمت عليه جاء في لحظة من لحظات الضعف والفترة ..
غير أني أربأ بك أن تستمر في هذا الضعف والتدني ..
لا أريد أن أكون قاسية عليك ، لكنني أريد أيضا أن أقول لك معنى أراه في الحب .. الذي تحدثت عن ألفاظه في رسالتك ، وما أراك إلا غافلا أو متغافلا عنه ، أو متأثرا بما يثار حول هذه الكلمة النبيلة الراقية في كل محيط حولنا ، في الإعلام والسينما والرواية والقصة والقصيدة والحوارات البينية ، حتى كادت الكلمة تفقد معناها السامي ، فإذا بها في أفواه هؤلاء جميعا تتحول إلى أقرب شيء بالكلمة النابية المستهجنة ، حتى لتستحي الفتاة العفيفة من النطق بها في أي محيط ، ولو قصدت منها أنواع وأشكال أخرى غير المعنى الذي يراد له أن يكون وحيدا في الأذهان والعقول ..
أرى الحب بين الرجل والمرأة لا يتحقق بنظرة ولا بعدة نظرات ، فإن الحب المبني على الشكل الظاهري ما هو إلا هوى نفس إن لم يكن شهوة جسد .. لكن الحب بمعناه الحقيقي لا يتحقق إلا بتفاهم الأرواح وتناغم الأفكار وهو ما لا يمكن التحقق منه إلا في ظروف مغايرة تماما لظروف الدراسة الجامعية أو الجيرة أو غيرها ..
لقد كنت آمل من شاب مثلك أن يعلي قيمة الحب عن أي تفاهة أو سفاهة ممكن أن تلحق بها ..
وما زلت آمل أن تسعد برسالتي الرافضة العاتبة أكثر من سعادتك لو كنت وافقتك لما ترغب وأجبتك لما تريد .. لأن هذا الرد في النهاية انتصار لقيم الإنسانية الراقية بداخلك ، وارتفاع للإيمان في قلبك أن ينقص إلى حد يصعب معه الارتفاع ..
أخي المحترم
أرجو أن تقرأ سطوري هذه بإمعان وتفقه ، وأن تعيد إليّ شعورا فقدته فيك ، هو شعور الإكبار والاحترام ، فلا أنت نلت بدلا منه شعورا تافها لا أراه إلا وهما ، ولا أنت أبقيت على نظرتي الأولى إليك ، فأرجو أن تعيد إليّ هذه النظرة المحترمة إياك باحترامك لنفسك ، المكبرة لما تقوم به من عمل وجهد بإكبارك لهذا العمل ورفعك إياه فوق كل رغبة أو هوى ..
ولتعلم أخي أنه ما كان أسهل علي إذ قرأت رسالتك أن أمزقها ولا ألق لها بالا أو أعيرها اهتماما .. ثم لا يكن هناك رد ولا تعقيب ..
لكني أشفقت أن تسقط من نظر نفسك دون أن يكون لك أمل يعيدك إلى مكانتك الأولى ، فتحاملت على نفسي وكتبت إليك هذه السطور .. لتنهض بعد سقوط ، وترتفع بعد هبوط ، وتصعد بعد انحدار .. داعية الله تعالى لك ولشباب الأمة أن يجعلوا كلمة الله هي العليا في نفوسهم لتعلو في واقعهم ..
أختك
بعد قراءتك للقصة
لنطرح بعض الأسئلة :
(1) ما موقفك من هذا التصرف الذى فعله الشاب ؟
(2) برأيك : ماهو التصرف الأمثل الذى كان يفترض يسلكه فى هذا الموقف ؟
(3) الرسالة التى كتبتها الأخت : قاسية أم حاسمة أم هادئة ؟
(4) هل تقتنع بمبررات الأخت لكتابة الرسالة ، ألم يكن الأولى أن تمتنع عن الرد الذى ربما كان فاتحة لسلسلة أخرى من الخطابات لشرح المواقف ووجهات النظر ؟
(5) ألم يراودك هذا التصرف من قبل ؟ - وهذا السؤال اختيارى
منتظر منكم الرد على الاسئلة
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليق