الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفريضة المعتَدَى عليها
1ـ وماذا يريد الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ؟
إنهم يريدون الخير لجميع المسلمين ، ويحزنون لتفريط الناس في حق من حقوق الله تعالى أو حقوق عباده.
إنهم يهتمون بالناس ويخافون عليهم .
2ـ وماذا يريد الأعداء بهم ؟
إنهم يريدون المكر والوقيعة بهم .
إنهم يريدون تشويه ما يقومون به من الخير .
3ـ إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
وهل لا يقدر الناس على النصح بالقول الآن ؟
وهل لا يقدر الإنسان منا اليوم على نصح الناس بترك المعاصي والابتعاد عنها والإقبال على الله عز وجل بالقول والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والمطوية الصغيرة النافعة .
4ـ إن مجمل ما قام به الأنبياء والرسل عليهم السلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)،
ولم يعذب أحدٌ من الأنبياء ولا الرسل الناسَ بسبب إعراضهم عنه وترك العمل بكلامه ، ولكن
(أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) ، (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ) .
فهل نترك الاقتداء بهؤلاء الأنبياء والرسل في طريقة نصحهم للناس وتمني الخير لهم.
5ـ إن تقليدنا للأنبياء والرسل في نصحهم للناس وتمني الخير لهم واجب شرعي علينا نحن المسلمين القيام به
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ).
6ـ إن قوله تعالى :( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) يصور لنا صورة الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم التي لا بد من الاقتداء بها والسير على نهجها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7ـ إن الذي تأذى من النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحقيقة هم الأنبياء والرسل والصالحون وأهل النصح والإرشاد ، وآيات القرآن تشهد وتؤكد ذلك:
(قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَإِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَوَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَفَكَذَّبُوهُ) ، (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا) ،(قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) ، (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَوَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَفَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ، (وإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا) ، (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) ، (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) ، (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) ، (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) ،(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)......إلخ.
ـ وليس الذي يتأذى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم أهل المعاصي ،
ـ وليس الأمر كما يشيعه الإعلام والأفراد الذين لم يتحملوا هذه الأمانة العظيمة ...
8ـ إن الذي يُقدم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُقدم على طريق مشى فيه الأنبياء والمرسلون والصالحون سنوات وسنوات وصلت مع بعضهم ألف سنة إلا خمسين عاما....
ونحن نريد أن يستجيب الناس لنا في خمسة دقائق فقط....
9ـ إن الذي يريد أن يهتدي الناس ويسمع له في يوم وليلة عليه أن يكفّ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
10ـ إنه لا بد من الجمع بين العلم والدعوة والنصيحة حتى يستقيم فِعل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.
11ـ فلا تعتدوا على هذه الفريضة ، وحسنوا صورتها .... ينجيكم الله بنهيكم عن السوء ، ويهتدي على أيديكم الناس ، ويحمد فِعلكم المجتمع...
د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل
تعليق