إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

    إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

    (1) هل حان الآن موعد تجديد الدعوة؟

    (2) ( هل جَاءَ الدّوْرُ العَمَلِي لِلْدّعْوَةِ، فننفر إِلَيْهِ )؟

    (3) إلى أين سنرجع نحن بعد استلام أصحاب المناصب السياسية مناصبهم في البلاد؟ أو هل سنتغل ونستثمر جرأتنا في الأحداث السياسة بالجرأة والتضحية في الدعوة إلى الله؟ أم سنرجع إلى الوراء بعد انتهاء الأحداث؟
    رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية


  • #2
    رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

    (1) هل حان الآن موعد تجديد الدعوة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
    فمنذ سنين طويلة في الدعوة والتعلم في البلدان تتضح بعض الأمور القاصرة التي نُسيت ولا يفعلها ولا يحفزها ولا يتبناها أحد إلا قليلاً.
    1 ـ نجد أن الدعوة تقوم على الأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية.
    تشمل تحفيظ القرآن وإقامة الدروس العلمية والندوات والخُطب والرحلات والأنشطة الرياضية.
    2 ـ وحينما يَجتمع المًحَاضر للدرس أو المؤتمر ، يعرض محاضرته على المستمعين ، يشرح فيها حديثاً أو تفسيراً لآية أو بياناً للأمور المستجدة ، وهذا أمر طيب لا شك فيه وينبغي القيام عليه وتفعيله والاهتمام به ، وكذلك في الدروس العلمية والندوات والمحاضرات ، نجد أن الذي يأتي لهذه المحاضرات هم المُتدينون وقليل من عامة الناس ، وتُلقَى عليهم أموراً يعرفونها وربما سمعوا أكثر منها ، وهذا ـ أي إقامة الدروس والندوات والمحاضرات ـ أمر طيب لا شك فيه وينبغي القيام عليه وتفعيله والاهتمام به.
    3 ـ إلا أنه يَنبغي ترتيب وإضافة وحذف وتعديل وإطالة وتعميم وربط وتجديد العمل الدعوي ، حتى نستغل الوسائل التي أُضيفت ولا نضيعها ، ونحاول استثمارها ونشرها والإضافة عليها .
    4 ـ فمثلاً ظهرت لنا قنوات فضائية إسلامية تتبنى منهج أهل السنة والجماعة وتتقارب الجهود نحوها .
    فيظهر الشيخ في بلدة كذا مع الشيخ من بلدة أخرى بنفس الحديث ونفس الفكرة.
    5 ـ فالمقترح أن نستفيد من مؤتمر شامل على قناة فضائية ثم ننشر ما توصل إليه هذا المؤتمر في جميع البلدان ولا نحاول تكراره في كل بلدة. وإن كان تكراره لا يُنقص من إيجاد الفائدة والثواب ، إلا أنه لا بد من تجديد للدعوة.
    6 ـ فمن اسمها ( دعوة ) أي تدعوا إلى ما تعتقد وتريد أنْ يجتمع الناس عليه ، ولا أعظم من الدعوة إلى الله لهداية الناس . قال تعالى: ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)) ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((عجب ربنا من أقوام يقادون إلى الجنة بالسلاسل)).
    7 ـ فمن غير المعقول أن يُكَرَّس مجهود الدعوة كلها إلى الأفراد الذين عرفوا الدعوة وأحبوها ولا نهتم بالناس الذين لا يعلمون عنها شيئاً وينفرون منها.
    8 ـ ومن غير المعقول أن يكون جُلّ خطابك إلى أبناء دعوتك ولا تهتم بإيجاد خطاب جديد إلى من تتمنى أن يهديهم الله.
    9 ـ أتعجب كيف نجح الشيخ حسن البنا رحمه الله، في الاهتمام بالناس في المقاهي ومحاولة توصيل الدين لهم بالجلوس معهم ومخاطبتهم في أصول الإسلام كالصلاة، وتحبيبهم في الدين وطلب هدايتهم، ولم يكن هناك يومئذ لا وسائل حديثة كالإنترنت والحاسوب الإليكتروني والموبايل وانتشار الدعوة وكذلك القنوات الإسلامية.
    10 ـ ولم نَسير نحن في هذا الطريق الذي رسمه لنا الشيخ حسن البنا رحمه الله، والذي صوَّره لنا وماذا فعل فيه وكيف أقبل الناسُ عليه؟
    11 ـ لا بد من نزول المشائخ والدعاة وطلاب العلم من الأماكن العالية والأبراج إلى الشارع ، ومن لغة طلبة العلم إلى الدعوة للناس. اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ((وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً)).
    12 ـ لا بد من الذهاب إلى المقاهي والدخول إليها ووعظ الناس فيها.
    لا بد من نصح الشباب الواقفين على النواصي وفي الطرقات للخير والصلاة والصلاح والفلاح وتقوى الله عز وجل.
    وكذا الحال في الجامعات.
    13 ـ لا بد من الاهتمام بالناس ومحاولة جذبهم لطاعة ربهم بالنصح لهم، قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة: لله ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم)).
    14 ـ لا ننتظر مجلساً للشعب ولا حاكماً إسلامياً حتى يَأتِي ويقول لنا : افعلوا الخير للناس، انصحوهم.
    15 ـ بل علينا أن نتحرك من الآن ، علينا أن نغوص في الناس لنبشرهم ونخوفهم ، نبشرهم برضا الله عنهم في طاعتهم له، ونخوفهم بسخط الله عليهم في معصيتهم له.
    16 ـ علينا معاشر العلماء والدعاة وطلاب العلم والمشائخ والمُرَبُّون وكل من أراد النصيحة للمسلمين أن نجدد الدعوة بأن نضيفَ لها جانباً جديداً ألا وهو: تعميم النصح لجميع المسلمين ((تفعيل الدعوة العملية)).
    17 ـ وليس المقصود أنْ يترك العلماء والدعاة إلى الله وطلاب العلم والمربُّون دروسهم وتربيتهم وتعليمهم للناس، وإنما لا بد من فِعلِ هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله به في القرآن: (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر )).
    لا بد أن يقوموا عمليّا بالنصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم ، وأن يدعواالشباب إلى ذلك ، ويحضوهم على النصح لكل مسلم ، ولا يخافون في الله لومة لائم. حتى يتخذهم الشباب قدوة حسنة لهم.
    18 ـ فبذلك نكون قد حاولنا تكميل وسائل الدعوة إلى الله عز وجل: الدرس والخطبة والمحاضرة والموعظة والرسالة والكتاب والشريط والاسطوانة والدعوة العملية ((عَلِمُوا وَعَلَّموا وَعَمِلُوا)).
    19 ـ علينا أن نفعل كما فعل أبو ذر رضي الله عنه حينما أسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى قومه وعرض عليهم الإسلام فأسلموا كلهم.
    20 ـ علينا أن نحاول ونحاول ونحاول في التحرك نحو هؤلاء الناس ونهتم بهم ونعطيهم جزءاً من الوقت حتى نكون سبباً في هدايتهم إلى الحق والهدى ، كلٌّ حسب استطاعته : بتوزيع ورقة للدعوة إلى الصلاة أو بتذكر الآخرة أو بالترغيب في الجنة والتخويف من النار، وبالخطاب مع الناس في الطرقات ووعظهم...إلى غير ذلك.
    21 ـ وعند ذلك يكون لنا الأجر العظيم. قال صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)). بل قد يكون ذلك فاضلاً ومفيداً ـ عند شخص ـ من أن يحضر الندوة ولا يكملها ويخرج من وسطها لتأخره عن موعد آخر أو لتطويل المُحاضِر أو لغير ذلك.
    22 ـ لا بد أن نستغل القنوات الفضائية الدينية في الدعوة: بمخاطبة رؤساء هذه القنوات بعمل برامج لمخاطبة الجالسين في المقاهي وأخذ الحوارات معهم بلطف ولين لهدايتهم . وكذلك الحال بضرورة عمل برامج تخاطب عامة المجتمع المسلم ـ حتى إذا تمكنَّا من هذه المرحلة ندخل على مرحلة أخرى وهي مخاطبة غير المسلم بالتي هي أحسن.
    23 ـ وأن نستغلها أيضاً بالاستماع إلى الدروس والندوات والمؤتمرات فيها ، وبتوزيع البيانات على البلدان والمساجد باستغلال الإنترنت ، وبالتطبيق العملي للدعوة بالنزول إلى الشارع لدعوة الناس إلى الصلاة والعبادة وزرع الجانب الديني عندهم.
    24 ـ فمثلاً عند الذهاب إلى الصلاة بإمكان الواحد منّا أن ينصح الواقفين والجالسين في الطرقات من الشباب ومن غيرهم بالذهاب إلى الصلاة برسالة يوزعها عليهم أو بورقة فيها تذكرة للصلاة والترغيب في فعلها والترهيب من تركها، وكذلك يمر على المقاهي ويدخل فيها ويوزع عليهم ذلك أو ينصحهم ، كذلك الحال مع من يسب الدين ويشرب الدخان ومن ينظر إلى الحرام ...إلى غير ذلك.
    25 ـ وذلك مع اجتماعنا في المسجد في كل شهر أو شهرين لنستمع إلى درس أو مؤتمر نخرج منه بتوصيات ومقترحات ، وربّما تكون لغة المؤتمر مقتصرة على أصحاب الدعوة، والحاضرين فيها هم الناس المعروفين بالحضور ثم ينفض الجمع ولا يحدث أي تغيير عمليّ.
    26 ـ وبذلك أيضاً نكون قد أَشْرَكْنَا جانباً كبيراً من أهل الدعوة في الدعوة إلى الله تعالى...
    27 ـ فلا بد من الاستفادة من الوسائل الحديثة والتجديد والإقبال على الناس وفتح قنوات الاتصال معهم وتطبيق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بشمولها بكلامه وأفعاله...
    بخطبته وبدرسه ، وباختلاطه بالناس ، وبأمره ونهيه ، وباهتمامه ببيته وأهله...بكل ذلك.
    28 ـ لا بد من ترتيب وربط العمل الدعوي بعضه ببعض : فيكون المسلم الملتزم طالباً للعلم ، داعياً إلى الله ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، يفقه أمور دينه ودنياه.
    29 ـ لا بد من إضافةٍ وتجديدٍ للدعوة : بضرورة التفاعل مع المجتمع ومخاطبة العوام بأسلوب يفهمونه.
    30 ـ لا بد من حذف كافة المُسَمَّيات بين الجماعات واجتماعهم على جماعة واحدة ((فالإسلام يجمعنا)).
    31 ـ لا بد من تعديل حدود الدعوة : بعدم اقتصارها على مسجد يُدَرّس فيه العلم والدعوة وتقام فيه الخطبة، إلى الخروج بالدعوة إلى جميع جوانب الحياة : في المسجد والمحال والمقاهي والمدارس والجامعات والأماكن الحكومية...
    32 ـ لا بد من تعميم الدعوة : على جميع المسلمين بتحركهم إلى إخوانهم المسلمين لنصيحتهم بما علموه من الدين ولو شيئاً قليلاً ، ولا يشترط أن يكون متديناً طالب علم بل كل حسب علمه واستطاعته.
    33 ـ لا بد من إطالة الوقت : في الاهتمام بالأمور المتعلقة بالمجتمع وعدم انتظار حصد النتائج قريباً.
    لا سيما ونحن في مرحلة جديدة قَلَّمَا توجد في أي مكان وفي أي زمان......
    نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى.
    رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

    تعليق


    • #3
      رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

      (2) ( هل جَاءَ الدّوْرُ العَمَلِي لِلْدّعْوَةِ، فننفر إِلَيْهِ )؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
      ـ كلما أصلحتَ شيئا في كليتك، أو في مدرستك، أو مكان عملك، أو في بيتك أو في شارعك أو في مسجدك...، وكلما أمرتَ بالمعروف أو نهيتَ عن منكرٍ...اعلم أنك ترفع من قدر الأمة الإسلامية ، تدريجيًا إلى أن تصل إلى درجة يرهبها الكثير والقليل في الأرض. قال تعالى:( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ).
      ـ حان الآن موعد تجديد الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، قال تعالى:( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ).
      ـ حان الآن التطبيق العملي للدعوة إلى الله تعالى بعد السنوات الطويلة في الاستعداد العلمي.
      ـ حان الآن التصدر من كل صاحب علم، وليس من العالم وطالب العلم فحسب، قال r:( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ).
      ـ حان الآن الجهر بالدعوة بين الناس وليس في المساجد فقط. ( فمن غير المعقول أن يرفع الخطيب والمحاضر صوته في المسجد ثم إذا خرج إلى الشارع لا يلتفت إلى الناس ينصحهم ويعظهم، وكأن دوره قد انتهى عند إلقاء كلمته أو خطبته، وليس هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شيء ).
      عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ r أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ r قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ:( لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا ) وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ.
      ـ حان الآن نزع الخوف من قلوبنا وزرع الإيمان في قلوب إخواننا الذين ينتظرون منا النصيحة ليهتدوا على أيدينا. قال تعالى عن أصحاب النار يوم القيامة:( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ).
      ـ حان الآن أن نرفع صوت الحق بأن نقول نحن ومن يقف معنا :( لَقَدِ ابْتَعَثَنَا اللَّهُ لِنُخْرِجَ الْعِبَادَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِبَادِ إِلَى عِبَادَةِ رَبِّ الْعِبَادِ، وَمِنْ جَوْرِ الْأَدْيَانِ إِلَى عَدْلِ الْإِسْلَامِ، وَمِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى سَعَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ). هذه مهمتنا..من يحمل كلمة الله U إلى الأرض إن تخلى عنها المسلمون؟ إنها أمانة ثقيلة جدًا في أعناقنا؛ فهم يُفتنون عن الحق بحالنا...
      ـ ولو حسبنا عملنا الدعوي تجاه جميع الناس مسلمهم وكافرهم (والمسلم منهم: إما متدين وإما غير متدين) لوجدنا أن عملنا الدعوي الذي نعمله ينحصر أغلبه بل جلّه على المتدين فقط .
      ـ فلمن الدعوة إذن ؟ هل لأصحاب الدعوة ؟ أم لمن يسمع عنك أنك متعصب متشدد متذمت فتحاول هدايته وتصحيح ما لديه من مفاهيم خاطئة ؟
      ـ إن النبي r كان يدعوا قوماً كفاراً فأسلموا ، ونحن لا نستطيع أن ندعوا قوماً عصاةً مسلمين مثلنا !!
      ـ لا بد من الإقبال على الناس والنصح لهم في الفرصة التي منحنا الله إياها .
      ـ وإليكم هذا النموذج الحيّ على الدعوة العملية:
      قال الشيخ حسن البنا رحمه الله:
      ( وجاء الدور العملي بعد هذا الاستعداد العلمي، فعرضتُ عليهم أن نَخرج للوعظ في القَهاوي، فاسْتَغربوا ذَلك وعَجبوا منه، وقالوا: إنّ أصحابَ القهاوي لا يَسمحون بذلك ويُعارضون فيه لأنه يُعطل أشْغَالهم، وإنّ جُمهورَ الجَالسين على هذه المَقَاهِي قومٌ مُنصَرفونَ إلى ما هُم فيه، وليس أثقل عليهم من الوعظ، فكيف نتحدثُ في الدِّينِ والأخلاقِ لقوم لا يُفكرونَ إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه؟؟ وكنتُ أخالفهم في هذه النظرة، وأعتقدُ أنّ هذا الجمهورَ أكثر استعداداً لسماعِ العِظَاتِ منْ أيّ جُمهورٍ آخر حتى جُمهور المسجد نفسه. لأنّ هذا شَيء طَريف وجديد عليه، والعِبْرَة بِحُسن اختيارِ المَوْضُوع، فلا نتعرضُ لما يَجْرَح شُعُورهم، وبطريقة العَرْض فتعرض بأسلوب شائقٍ جذابٍ، وبالوقتِ فلا نطيل عليهم القول.
      ولما طال بنا الجدل حول هذا الموضوع قلتُ لهم: ولم لا تكون التّجربة هِيَ الحَدّ الفَاصِل في الأمْر؟ فقَبِلُوا ذلك وخَرَجْنَا، فبدأنا بالقهاوي الواقعة بميدان صلاح الدين، وأول السيدة عائشة ومنها إلى القهاوي المنتشرة في أحياء طولون إلى أن وصلنا من طريق الجبل إلى شارع سلامة، والسيدة زينب، وأظنني ألقيتُ في هذه الليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها ما بين خمس دقائق إلى عشرة.
      ولقد كان شُعُور السّامعين عجيباً، وكانُوا يُنْصِتُونَ في إصْغَاءٍ ويستمعون في شَوْقٍ، وكانَ أصحاب المقاهي يَنظرون بغرابةٍ أول القول، ثم يَطلبون المزيد منه بَعْدَ ذلك، وكان هؤلاء يُقسِمُونَ بعد الخطبة أنّنَا لا بد أنْ نَشرب شيئاً أو نطلب طلبات، فكُنّا نَعتذر لهم بِضِيقِ الوقتِ، وبأنّنَا نَذَرْنَا هذا الوقتَ لله فلا نريد أن نضيِّعَهُ في شيء. وكان هذا المعنى يؤثر في أنفسهم كثيراً، ولا عجب فإن الله لم يرسل نبياً ولا رسولا إلا كان شعاره الأول ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً )، لِمَا لهذه الناحية العفيفة من أثر جميلٍ في نفوس المدعوين.
      لقد نجحت التجربة مائة في المائة، وعُدْنَا ونَحْنُ سُعَدَاء بهذا النجاح، وعزمنا على استمرار الكفاح في هذه الناحية. وكنا نتعهد الناس بالموعظة العملية على هذه الطريقة في كثير من الأحيان ).
      رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

      تعليق


      • #4
        رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

        (3) إلى أين سنرجع نحن بعد استلام أصحاب المناصب السياسية مناصبهم في البلاد؟ أو هل سنتغل ونستثمر جرأتنا في الأحداث السياسة بالجرأة والتضحية في الدعوة إلى الله؟ أم سنرجع إلى الوراء بعد انتهاء الأحداث؟

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد:
        1 ـ إلى أين سيرجع العلماء والدعاة والمربين والمشائخ وطلاب العلم وأهل الدعوة بعد ترك السياسة لمن انتخبهم الشعب المصري ؟
        2 ـ لا بد من مسار جديد للدعوة والعلم والبحث والتأليف وخدمة الدين .
        3 ـ لا بد ـ وبكل صراحة ـ وضع مبادئ أساسية لكل العاملين بالدعوة إلى الله لإخراج جيل مسلم يتسلم القيادة في كل ميادين الحياة ( في الدعوة والعلم والاقتصاد والزراعة والتجارة والصناعة والرياضة والثقافة ).
        4 ـ لا نرجع ـ بل يحرم علينا الرجوع ـ إلى المسجد للاقتصار على تدريس كتاب في الفقه أو العقيدة أو الحديث فحسب ، وإنما ننطلق من المسجد لتكوين شخصية للمسلم الذي يقود الأمة الإسلامية ليس في النواحي الدينية فحسب وإنما الدنيوية التي لا تتعارض مع ثوابت الأمة الإسلامية .
        5 ـ إن هذه الثورة المباركة ليست على كل شيء باطل فحسب ، وإنما على الساكتين على الباطل أيضاً فيقال لهم بعد الثورة : لا حجة لكم عند الله تعالى في ترك النصح وتبيين الحق في كل شيء، قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) (النساء:97).
        6 ـ إن تربية الجيل الجديد على الاهتمام بالنواحي الدينية فقط، أو النواحي السياسية فقط لهو الظلم بعينه الذي حاربناه في أيام الثورة ، وطالبنا بعدم رجوعه أبداً .
        7 ـ إن الخروج بين الناس الذين أعْطوا أصواتهم في الانتخابات للإسلاميين لموعظتهم بالحسنى والرفق واللينلهو الأمر الطبيعي الذي استعاده المسلمون إلى حظيرتهم بعد أن شوهه أعداء الإسلام وخوفوا الناس منه ، أن الإرهابيين هم المتدينون ، فأصبح الناس كلهم إرهابيين .
        8 ـ إن جلوس العلماء والدعاة إلى الله تعالى ومشاورتهم بعضهم البعض في تنظيم المرحلة القادمة لهو فريضة عليهم ، لأنهم يبنون جيلاً جديداً .
        9 ـ إن الأمة الإسلامية لا تنتصر بالسياسة وحدها وإنما بكل طاقات أبنائها: بالمجاهدين في سبيل الله، وبالفُقَهَاء، وبالمُحَدِّثينَ، وبالزُهَّاد، وبالآمِرينَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَاهينَ عَنِ الْمُنْكَر، وبأهل السياسة الشرعية، فعندما ينطلق كل فرد من أبنائها في كل ما يوفقه الله له من الخير وخدمة الدين يصبح الاعتدال والتوازن في كل شيء، لا يتحمل أحد ثغرة مفقودة في الإسلام، فيسير الإسلام للأمام ويقود الله النصر للمسلمين على أيدي أبنائه قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:14).
        10 ـ فيضعف الجهل، ويعود للعلم طلبته وعلماؤه ويقوى وينتشر بين الناس، ويقبل الناس على العلماء ويحترمونهم ويوقرونهم.
        11 ـ ويقل المنكر والفساد، ويعظم الناس شعائر الله (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: من الآية32).
        12 ـ ويقبل الشباب على الخير والعلم، ويتركوا الدخان والمسكرات ورفقاء السوء . ويعرض الناس عن مشاهدة الحرام والاستماع إليه .
        13 ـ نريد بديلاً لجلوس الشباب على النواصي وفي الطرقات، وذهابهم إلى النوادي الليلية والسينما، ومشاهدتهم الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية، والإكثار من مشاهدتهم مباريات كرة القدم المحلية والعالمية، وجلوسهم في المقاهي، ومقاهي الانترنت وصالات البلياردوا، ...
        14 ـ نريد حلولاً مرنة عمليةً سهلةً لإيجاد البديل لهداية الشباب وتقبلهم للدعوة، فلا بد من سد هذه الثغرة من أناس مخلصين يريدون خدمة الدين وهداية الناس لرب العالمين .
        15 ـ نريد إرجاع قراءة كتب السنن الستة البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه في المساجد والتفاف الناس حولها .
        16 ـ نريد الإكثار من حلقات تحفيظ القرآن في المساجد .
        17 ـ نريد تعليم المسلمين السياسة الشرعية حتى يكونوا على دراية بها .
        18 ـ نريد تفعيل الدعوة العملية بين الملتزمين حتى تكون كذهابهم إلى صلاة الجماعة أي تكون أمراً عاديا .
        19 ـ نريد وعظ الناس في المقابر عند الذهاب بالجنازة إلى هناك .
        20 ـ نريد دعوة الشباب إلى إقامة أنشطة رياضية وعلمية وثقافية وتربوية يحضرها المتخصصون في هذه المجالات .
        21 ـ نريد دعوة الشباب إلى القراءة وتنمية مصادر معلوماتهم .
        22 ـ نريد الاهتمام بتوعية التجّار إلى ما يخصّهم من معاملات تجارية وترك المحرم منها .
        23 ـ نريد الاهتمام بالإكثار من توزيع المطويات والملصقات والكتيبات على عامة الناس .
        24 ـ وهكذا معاشر من يريدون خدمة الدين من العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله والمربين والقراّء والمشائخ وكل من أحب الإسلام لا نعرف نحن الرجوع، ولكن الصعود إلى مرحلة جديدة نقر لأنفسنا بالتقصير والخطأ، تاركين وراءنا مرحلة الاستضعاف، متطلعين إلى مرحلة التمكين بإذن الله .
        اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
        (آمين)
        رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

        تعليق


        • #5
          رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

          بارك الله فيكم أخي الحبيب
          والله كلام مهم جدا
          لا بد من إعادة هيكلة الدعوة الإيجابية على الأرض الواقعية تماشيا مع الواقع الجديد
          د.ناصر العمر |
          إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

          تعليق


          • #6
            رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

            بارك الله فيك أخي
            وسلمت يداك ياغالي
            أرجو من الجميــ مسامحتــي ــــــع

            تعليق


            • #7
              رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

              وفيكم بارك الله ،
              رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

              تعليق


              • #8
                رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

                بارك الله فيك وجزاك خيراً وجعل كل ما كتبت فى ميزان حسناتك
                أشهد الله أنى أحبك فى الله
                اللهم إنى أسالك أن تعجل بقتل الكلب النصيرى فإنه لا يعجزك

                لاتنسونى من صالح الدعاء

                تعليق


                • #9
                  رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

                  كلام سليم لابد من اعادة التهيئة
                  بارك الله فيك وجعل كل كلمة فى ميزان حسناتك
                  وجزاك ربى خيراً
                  اللهم إنك تعلم حاجتي وغني عن سؤالي فاقض يارب حاجتي وأمن روعتي
                  2/2/2012 فى هذا اليوم دخلت المنتدى وفى 1/10/2013 خرجت من المنتدى بلا رجعة
                  فاى احد اخطأت فى حقه اعتذر لك وللجميع جزاكم الله خيراً .. استودعكم الله .. أحبكم فى الله
                  www.pylon-group.com/e-seb7a

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

                    عظم الله أجركم
                    رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إلى الآن لم نشعر بتغير الدعوة بعد الثورة.

                      يا من أكثرتم علينا في القول بأن الرئاسة والحكومة ليست لهما رؤية مستقبلية في الاقتصاد ونحوه .... هل ستمر الفترة الرئاسية للرئيس مرسي ( الأربع سنوات ) بسرعة وتنقضي .... بدون رؤية جديدة للدعوة إلى الله تعالى وتغيير أسلوبها .....
                      هل نتحرك في الدعوة إلى الله اليوم عفويا بدون رؤية ولا تنظيم للمستقبل ....؟!
                      رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

                      تعليق

                      يعمل...
                      X