القوي يقول : أحاول ، والضعيف يقول : لا فائدة.
1ـ عندما يتقدم الشخص منا ليبدأ رحلته الفريدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ...يجد العقبات والعقبات الواحدة تلو الأخرى...2ـ فهو يقول : اليوم أبدأ بنح الناس للذهاب إلى الصلاة...فيتفاجأ أن الأمر كبير وكبير وكبير...إنها ليست مقصورة على ترك اثنين أو ثلاثة أشخاص للصلاة...إن الأمر ترك الجموع الغفيرة للصلاة، وشرب الجموع الغفيرة للدخان ، وتبرج الجموع الكبيرة من النساء ، وانتشار الفحش من القول ....
3ـ فما أن رأى ذلك وتحدث مع البعض بشأن ذلك ...وقال له ما رأيك؟ سكت ولم يتكلم بشيء...فيقول له: أأنصحهم ؟ فيقول له على استحياء: نعم.
4ـ فإن كان هذا الأخ على الجادة ـ أسأل الله أن نكون منهم ـ قام وبذل وضحى وأنفق ...، وإن كان ضعيفا قال: لا فائدة ، أنت تضيع وقتك مع أناس لا فائدة منهم ، ولا يستحقون كل هذه التضحية.
5ـ وهو في الحقيقة معذور، فهل يأمر بالصلاة أمر ترك شرب الدخان أم بترك الفحش من القول أم بمخاطبة النساء بترك التبرج والسفور...أم ....
6ـ وإذا بدأ استغربه الناس، واستغربه المتدينون .....، وربما ردوه..، وربما أعرضوا عنه ، وربما سخروا منه، وربما ضايقوه بالكلام ، واستخفوا بكلامه
7ـ ولكنه رجل مسلم قرأ القرآن وعرف الله ورسوله ، ويقول الله عز وجل :(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )،(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
8ـ ولكنه ربما طال عليه الوقت ولم يجد المناصر والمعين...حتى من أبناء دعوته...فيسأل نفسه : هل هو مخطىء بأن فعل أمرا لم ينتشر فعله بين المخلصين؟ هلا أراح نفسه وأخذ كتابا من العلم فقرأه ، أو اجتهد في تحفيظ إنسان للقرآن ، أو اهتم بإمامة الناس للصلاة .....وكل ذلك حسن لا غبار عليه.
9ـ ولكنه سمع كلام الله ورسوله الذي أمر كما أمر غيره بأن يتعاون على البر والتقوى ولا يتعاون على الإثم والعدوان ،
10ـ ولكن ما يفعله وما يتكبد العناء والمشقة من أجله هو الأجر الذي كافأه الإسلام عليه فمن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها.
11ـ وعليه أن يتضرع إلى الله بالدعاء أن يجعله للمتقين إماما.
والقوي يقول أحاول لنصرة الإسلام حتى وإن كلفه هلاك نفسه أو ماله
وماذا استفاد النبيي صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا إلا رضى الله عز وجل.
وماذا استفاد النبيي صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا إلا رضى الله عز وجل.
تعليق