رحلة الهروب من ... " إلا "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
مالك يا شهر شعبان ؟!، أي رسالة تريد أن تبلغنا إياها ؟، أيامك الأيام تمر كما تسيل الماء من السقاء ، وحالنا مع الارتواء من خيراتك يشاكل الباحث عن الماء في الصحراء .
ساعاتك تمر كأنها اللحظات ، والنتيجة لا يقطع منها ورق بل وريقات ، رويدك وعلى رسلك يا شهر الخير ، فالأحداث قد حبست نفوس كثيرة ، واستهواتها حتى بلغت بها النسيان ، ووصلت بها إلى الشتات ...
سبحان الله على الرغم من سماع الأخبار عن ما تحمل بين طياتك من مخاطر ، إلا أنك ترى جمودا في الخواطر !، أليس قد كتبت الأفاق تُدري الجميع وتنبئهم أن أعمالهم ترفع إلى الله في شعبان ! يالله ، كم من عين عمشت بكاءا بعد سماع الخبر ؟
وكم من نفس شحب لونها ارتعادا بعد بلوغ الأثر ؟
وكم من جسم هزل خوفا بعد وصول العبرات والعبر ؟
كم وكم من هيئوا النفوس للختام ؟ ، أيا ترى مجاز مع أهل الصلاح أم موقوف مع اللئام ؟ كم من نفوس تملكها الخجل والحياء على كل معروض من الحرام ؟ ، أو قلة الزاد التي قيدت الأيادي في صفحات الأيام ؟
شعبان يا شعبان على رسلك ! خفف الخطى ، وهدئ المضي !
أوقف تتابع المخـــــــــــــــــــــــــــاطر ، وقد رأيت من تبلد المشاعر ، وانصراف الضمائر .
يا الله ، ماذا يحل بعد أيام ؟؟
إنها ليلة يطلع فيها رب الأنام ، إلى قلوب العالمين ، ففائز من سلم ، فال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ "
أيـــــــــــــا عاقلا بكم بعت مثل هذا ، أيــــــــــا خبيرا في حسابات البنوك بئيسا في حسابات تقربك من ملك الملوك ، أي بصيرة ؟ وأي ضمير يحمل على التفريط ، تالله إنه سبيل توريط ، وسوء تخطيط .
فكر بعمق أعد النظر .. هذا سيل غفران قد انهمر ، على تل ذنوب مستقر ، وبحر خطايا مستمر ، فاستدعي ما مضى واطلب النظر ... هذه فرصة لمحو السيئات ، ولستر مافات ، فإ ياك والالتفات !!
إهرب من " إلا " الاستثناء إلى بحر العموم ، إلى جموع أهل المغفرة ، تخلص من الشرك : نعم ! أنت تخلص من الشرك ، تخلص من الثقة إلا في الله ، ومن التوكل إلا على الله ، ومن التحاكم إلا لشرع الله ، ومن الحب إلا في الله ، ومن البغض إلا في الله ، ومن الدعاء إلا لله .. تخلص من كل مرغوب إلا الله ، ومن كل محبوب إلا الله ، ومن كل معبود إلا الله ، ومن كل مرادة تزاحم مراد الله .......... انطلق إلى التوحيد خالصا .
إلى الصلح انطلق ، إلى العفو فامض ، إلى التسامح فسارع ، إلى الصفح تعال .. آن تذويب المشاحنات ، آن الخلاص مما يعكر صفو العلاقات ، أيهــــــــــــــــــــــــــا المتشاحنون هلموا فتمسكوا بسكين الوصال ثم اجتمعوا على الخصام واضربوا ...
نسأل الله الغفران .
كتبه
عمرو صالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
مالك يا شهر شعبان ؟!، أي رسالة تريد أن تبلغنا إياها ؟، أيامك الأيام تمر كما تسيل الماء من السقاء ، وحالنا مع الارتواء من خيراتك يشاكل الباحث عن الماء في الصحراء .
ساعاتك تمر كأنها اللحظات ، والنتيجة لا يقطع منها ورق بل وريقات ، رويدك وعلى رسلك يا شهر الخير ، فالأحداث قد حبست نفوس كثيرة ، واستهواتها حتى بلغت بها النسيان ، ووصلت بها إلى الشتات ...
سبحان الله على الرغم من سماع الأخبار عن ما تحمل بين طياتك من مخاطر ، إلا أنك ترى جمودا في الخواطر !، أليس قد كتبت الأفاق تُدري الجميع وتنبئهم أن أعمالهم ترفع إلى الله في شعبان ! يالله ، كم من عين عمشت بكاءا بعد سماع الخبر ؟
وكم من نفس شحب لونها ارتعادا بعد بلوغ الأثر ؟
وكم من جسم هزل خوفا بعد وصول العبرات والعبر ؟
كم وكم من هيئوا النفوس للختام ؟ ، أيا ترى مجاز مع أهل الصلاح أم موقوف مع اللئام ؟ كم من نفوس تملكها الخجل والحياء على كل معروض من الحرام ؟ ، أو قلة الزاد التي قيدت الأيادي في صفحات الأيام ؟
شعبان يا شعبان على رسلك ! خفف الخطى ، وهدئ المضي !
أوقف تتابع المخـــــــــــــــــــــــــــاطر ، وقد رأيت من تبلد المشاعر ، وانصراف الضمائر .
يا الله ، ماذا يحل بعد أيام ؟؟
إنها ليلة يطلع فيها رب الأنام ، إلى قلوب العالمين ، ففائز من سلم ، فال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ "
أيـــــــــــــا عاقلا بكم بعت مثل هذا ، أيــــــــــا خبيرا في حسابات البنوك بئيسا في حسابات تقربك من ملك الملوك ، أي بصيرة ؟ وأي ضمير يحمل على التفريط ، تالله إنه سبيل توريط ، وسوء تخطيط .
فكر بعمق أعد النظر .. هذا سيل غفران قد انهمر ، على تل ذنوب مستقر ، وبحر خطايا مستمر ، فاستدعي ما مضى واطلب النظر ... هذه فرصة لمحو السيئات ، ولستر مافات ، فإ ياك والالتفات !!
إهرب من " إلا " الاستثناء إلى بحر العموم ، إلى جموع أهل المغفرة ، تخلص من الشرك : نعم ! أنت تخلص من الشرك ، تخلص من الثقة إلا في الله ، ومن التوكل إلا على الله ، ومن التحاكم إلا لشرع الله ، ومن الحب إلا في الله ، ومن البغض إلا في الله ، ومن الدعاء إلا لله .. تخلص من كل مرغوب إلا الله ، ومن كل محبوب إلا الله ، ومن كل معبود إلا الله ، ومن كل مرادة تزاحم مراد الله .......... انطلق إلى التوحيد خالصا .
إلى الصلح انطلق ، إلى العفو فامض ، إلى التسامح فسارع ، إلى الصفح تعال .. آن تذويب المشاحنات ، آن الخلاص مما يعكر صفو العلاقات ، أيهــــــــــــــــــــــــــا المتشاحنون هلموا فتمسكوا بسكين الوصال ثم اجتمعوا على الخصام واضربوا ...
نسأل الله الغفران .
كتبه
عمرو صالح
تعليق