Tweet
اسعافات قبل شعبان (2)
2. تدري ما شعبان ؟
كما ختمت في الكلمات الفائتة فقلت :" شعبان من النفحات "
نعم شهر شعبان من النفحات ومن الأوقات التي لها فضل ويكفي لمعرفة ذلك مجاورته لشهر رمضان فالشيء يعظم بما يصاحبه !
وكان النبي صل الله عليه وسلم يكثر في شعبان من الصوم حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ...
فهذا مما يدل على عظم شهر شعبان .. فشهر شعبان من نفحات الله تبارك وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ويحمل هذا الشهر خطرين عظيمين يجب الانتباه لهما جيدا ..
الأول : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُأل عن كثرة صيامه في هذا الشهر قال : ذاك شهرٌ بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس وفيه ترفع الأعمال إلى الله ، وأحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم .
هذا الأول .. فالأعمال ترفع إلى الله وتعرض عليه في شهر شعبان فيفترق الناس فريقين إما مجاز قد قبل عمله ، وإما موقوف قد حبط عمله ورد في وجهه .
أمر ينشط له الكسلان ، ويستيقظ له النومان ، وينتبه له من لحق به الغشيان ، الأعمال تعرض على الرحمن ؟!
أعمالي أنا ! أي عمل ؟! الصلاة ؟! صلاة الفجر التي قصرت فيها ؟ أم ماذا ؟
أخلاقي ، وصدقتي ، وصدقي ، وسعي في الخير ... زادي قليل !! يا الله فكيف لو رده الله ؟ عملي لا يبلغني فكيف إذا انتفى !
تعرض عليه أعمالي ؟
نظرٌ للحرام ، كلام في الأعراض ، أكل السحت ، خيانة خداع ، تشويه ، سيجارة ..... يا الله ...
يا للخجل والحياء من الله تعالى ، عبيد أنعم الله بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأكرمه وتفضل عليه ، وأعطاه وآواه وأطعمه وسقاه ، وعلمه وأعقله ... ثم بعد يتلبس بالعصيان ، ويواقع ما يوجب الحرمان ؟؟ فلم ؟؟
أين الحياء من قلة العمل وكثرة العصيان والكسل .. قال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا، استحيا الله منه وهو مذنب .
تراه يقبلني ويقبل عملي ، تلك جائزة قد أعيت العابدين بحثا ، ورجاءا ، وتضرعا ، وعملا ..
أن يقبل الله الركعات والسجدات، وفضائل العمل هذا الخير كله ، جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
الخطر الثاني : هو رمضان الذي يتلوه ، فإن شعبان شهر العبور إلى خير الشهور ، فحالك في شعبان دليل عليه في رمضان ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم في شعبان حتى يفوق صيامه الصيام في المحرم على الرغم من أنه بأبي هو وأمي قد أخبرنا أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر المحرم .. فعلل بعض أهل العلم ذلك بأن الصيام في شعبان بمثابة التمرين لرمضان .
هذان خطران يستحقا التأهب ! والاستعداد !
يتبع <<<
بقلم
عمرو صالح
2. تدري ما شعبان ؟
كما ختمت في الكلمات الفائتة فقلت :" شعبان من النفحات "
نعم شهر شعبان من النفحات ومن الأوقات التي لها فضل ويكفي لمعرفة ذلك مجاورته لشهر رمضان فالشيء يعظم بما يصاحبه !
وكان النبي صل الله عليه وسلم يكثر في شعبان من الصوم حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ...
فهذا مما يدل على عظم شهر شعبان .. فشهر شعبان من نفحات الله تبارك وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ويحمل هذا الشهر خطرين عظيمين يجب الانتباه لهما جيدا ..
الأول : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُأل عن كثرة صيامه في هذا الشهر قال : ذاك شهرٌ بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس وفيه ترفع الأعمال إلى الله ، وأحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم .
هذا الأول .. فالأعمال ترفع إلى الله وتعرض عليه في شهر شعبان فيفترق الناس فريقين إما مجاز قد قبل عمله ، وإما موقوف قد حبط عمله ورد في وجهه .
أمر ينشط له الكسلان ، ويستيقظ له النومان ، وينتبه له من لحق به الغشيان ، الأعمال تعرض على الرحمن ؟!
أعمالي أنا ! أي عمل ؟! الصلاة ؟! صلاة الفجر التي قصرت فيها ؟ أم ماذا ؟
أخلاقي ، وصدقتي ، وصدقي ، وسعي في الخير ... زادي قليل !! يا الله فكيف لو رده الله ؟ عملي لا يبلغني فكيف إذا انتفى !
تعرض عليه أعمالي ؟
نظرٌ للحرام ، كلام في الأعراض ، أكل السحت ، خيانة خداع ، تشويه ، سيجارة ..... يا الله ...
يا للخجل والحياء من الله تعالى ، عبيد أنعم الله بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأكرمه وتفضل عليه ، وأعطاه وآواه وأطعمه وسقاه ، وعلمه وأعقله ... ثم بعد يتلبس بالعصيان ، ويواقع ما يوجب الحرمان ؟؟ فلم ؟؟
أين الحياء من قلة العمل وكثرة العصيان والكسل .. قال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا، استحيا الله منه وهو مذنب .
تراه يقبلني ويقبل عملي ، تلك جائزة قد أعيت العابدين بحثا ، ورجاءا ، وتضرعا ، وعملا ..
أن يقبل الله الركعات والسجدات، وفضائل العمل هذا الخير كله ، جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
الخطر الثاني : هو رمضان الذي يتلوه ، فإن شعبان شهر العبور إلى خير الشهور ، فحالك في شعبان دليل عليه في رمضان ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم في شعبان حتى يفوق صيامه الصيام في المحرم على الرغم من أنه بأبي هو وأمي قد أخبرنا أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر المحرم .. فعلل بعض أهل العلم ذلك بأن الصيام في شعبان بمثابة التمرين لرمضان .
هذان خطران يستحقا التأهب ! والاستعداد !
يتبع <<<
بقلم
عمرو صالح
تعليق