السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع.
أنا فتاة لقد تعرفت على شاب عن طريق النت، ولقد جرى بيننا أحاديث بالهاتف والماسنجر، وأرسلت له صورتي وهو أيضا، ولقد كنت أعلم من قبل أن الحب الشريف الذي يؤدي إلى الزواج يجوز، لكن علمت الآن أن هذه العلاقة لا تجوز وأن الذي فعلته خطأ كبير، ولقد قلت له أنني التزمت ولا أريد أن أكلمه بالهاتف، ولقد عاهدت نفسي أنني لن أكلمه بالهاتف ولن أرسل له صوري، فأنا نادمة كثيرا على ذلك، وقد أحببته لأنه بادرني من البداية بأنه سيتزوجني وإلا لما كنت تكلمت معه، وقد قال لأبيه أنه يريدني وقال لي أنه موافق علي.
أنا لا أكلمه بالهاتف ولا هو يتصل علي، ولكن قال أننا سنتواصل عبر الماسنجر حتى نستطيع الزواج، فماذا أفعل فأنا في حيرة من أمري، فماذا أفعل؟ هل أستطيع التواصل معه عبر الماسنجر إلى أن يأتي ويخطبني أم هذا الأمر حرام ولا يجوز؟ أم أترك هذا الشاب؟، فأنا لا أريد أن يغضب على ربي، ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابه
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته، وأن يوفقك لما يُحبه ويرضاه، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك أقول لك ابنتي الكريمة الفاضلة: أولاً بما أن العلاقة بينكما قد استمرت فترة وبلا شك صار بينكما نوع من الميل القلبي والحب والتعلق، فإذا كان هذا الشاب جادًا وصادقًا فعلاً في الارتباط بك ومقتنعًا بأنك تصلحين أن تكوني زوجة له فإنه حتى وإن توقفت لن يضره ذلك في شيء، فهو يعرف أخلاقك ويعرف قيمك ومتعلق بك ويرى أنك مناسبة له، وفي هذه الحال لو أنك أخبرته بالتوقف من أجل محبة الله ورسوله وخوفا من الوقوع في الحرام أعتقد أنه سوف يستجيب بإذن الله تعالى.
فعليك بارك الله فيك أن تخبرينه بأنه حتى الاتصال عبر الماسنجر أيضًا غير جائز شرعي، لأنه ليس بينكما أي ارتباط شرعي، وإنما إذا أراد ذلك فعليه أن يتقدم لعقد العقد الشرعي، وفي تلك الحال تصبحين زوجة له من حقك أن تتكلمي معه بالهاتف وأن تتكلمي معه بالماسنجر، وأن تتواصلي معه، وأن ترسلي له صورك، وأن ترينه مباشرة وأن يراك، فكل هذا جائز شرعًا، أما الآن – يا بنيتي – هذا الذي بينكما لا يسمى إلا أنه معصية، فهو ليس زواجًا وليس في معنى الزواج، وإنما هذا مجرد تعارف بينك وبينه، إلا أنه لم يوافق مراد الشرع، وخالف شرع الله تعالى، وقطعًا أنت تعلمين يقينًا أن هذه الأمور لو علمها أهلك لن يقبلونها أيضًا، فوالده قد علم بأنه بينك وبينه علاقة ومائة بالمائة أنه قد مدحك أمامه وأنك إنسانة صالحة وأنك محترمة، فوافق والده على الارتباط بك، أما أهلك فأنت لم تتحدثي عنهم ولم تذكري هل هم يعرفون أم لا يعرفون؟ وأنا أرجح أنهم لم يعرفوا عما دار شيئًا، وإن عرفوا فقطعًا هم قد عرفوا قدرًا بسيطًا من الحقيقة، وفي هذا خيانة حقيقة للأسرة وخيانة لثقة الوالد فيك وخيانة لإخوانك الذين يرون أنك صالحة وأنك بعيدة عن مثل هذه العلاقات المحرمة.
وعليه فإني أقول لك: اتركي هذا الأمر نهائيًا، وأخبريه بأن هذا لا يجوز شرعًا، وبما أنه حرام فنحن لم ولمن نتواصل بأي صورة من صور التواصل، ولك عندي عهد الله تعالى أن أظل على عهدي معك حتى تتقدم لي بطريقة شرعية.
وبهذه الطريقة خرجت نفسك من الحرام، ووضعت نفسك على الطريق الحلال، وينبغي عليك التوبة إلى الله تبارك وتعالى من هذه العلاقة المحرمة التي استمرت لفترة من الزمن، وكذلك أيضًا تنصحينه بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، حتى لا يغضب عليك ولا عليه المولى جل جلاله.
وهناك أمر آخر أريد أن أنبهك إليه - ابنتي عائشة – وهو أن من شؤم المعصية الحرمان من المحبوب، فلو استمرت هذه العلاقة المحرمة فقد يترتب عليها أن الله لا يجعله من نصيبك ولا يجعلك من نصيبه، ويحول بينكما، وبذلك تُحرمان أحب شيء في حياتكما، أما لو تركتما الاتصال الآن من أجل الله تعالى فإنه كما هو معلوم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وأن من عفّى نفسه عن شيء في الحرام ناله في الحلال.
فأنا أنصحك بالتوقف نهائيًا وإخباره بذلك، وأنصحك أنت وهو بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، وعقد العزم على أن لا تعودوا لمثل هذه العلاقة، ومن الممكن أن يكون بينك وبينه وعد بأن تكوني له، وإن كان هذا في الواقع ليس مُلزمًا لك، لأن أمرك ليس في يدك، وإنما أمرك في يد الأسرة وفي يد الوالد، لأن الزواج – يا بنيتي – ارتباط أسرة بأسرة وعائلة بعائلة، وقد يكون هذا الأخ مناسباً لك من جميع الوجوه إلا أن والدك يرفضه، لأنه ليس كما يُريد، وفي تلك الحال حتى هذا الاتفاق أرى أنه أيضًا غير ملزم بالنسبة لك، ولو أنك لم تذكريه لكان ذلك خير.
ولكن حتى لا يعز عليه ويعتقد بأنك قد تخليت عنه نهائيًا فقولي له (أنا سأظل إن شاء الله تعالى على عهدي معك، وما دمت تسير في طاعة الله وفي الحلال، ولكن إن تقدم لي أحد فأنا لا أستطيع أن أقول لوالدي لا، وفي تلك الحال يمكن أن أقبل بذلك حتى تتقدم في الوقت المناسب).
أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوفقك لكل خير، وأن يمنّ عليك بزوج صالح يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
المصدر
http://www.islamweb.net/consult/inde...ils&id=2115168
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع.
أنا فتاة لقد تعرفت على شاب عن طريق النت، ولقد جرى بيننا أحاديث بالهاتف والماسنجر، وأرسلت له صورتي وهو أيضا، ولقد كنت أعلم من قبل أن الحب الشريف الذي يؤدي إلى الزواج يجوز، لكن علمت الآن أن هذه العلاقة لا تجوز وأن الذي فعلته خطأ كبير، ولقد قلت له أنني التزمت ولا أريد أن أكلمه بالهاتف، ولقد عاهدت نفسي أنني لن أكلمه بالهاتف ولن أرسل له صوري، فأنا نادمة كثيرا على ذلك، وقد أحببته لأنه بادرني من البداية بأنه سيتزوجني وإلا لما كنت تكلمت معه، وقد قال لأبيه أنه يريدني وقال لي أنه موافق علي.
أنا لا أكلمه بالهاتف ولا هو يتصل علي، ولكن قال أننا سنتواصل عبر الماسنجر حتى نستطيع الزواج، فماذا أفعل فأنا في حيرة من أمري، فماذا أفعل؟ هل أستطيع التواصل معه عبر الماسنجر إلى أن يأتي ويخطبني أم هذا الأمر حرام ولا يجوز؟ أم أترك هذا الشاب؟، فأنا لا أريد أن يغضب على ربي، ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابه
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته، وأن يوفقك لما يُحبه ويرضاه، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك أقول لك ابنتي الكريمة الفاضلة: أولاً بما أن العلاقة بينكما قد استمرت فترة وبلا شك صار بينكما نوع من الميل القلبي والحب والتعلق، فإذا كان هذا الشاب جادًا وصادقًا فعلاً في الارتباط بك ومقتنعًا بأنك تصلحين أن تكوني زوجة له فإنه حتى وإن توقفت لن يضره ذلك في شيء، فهو يعرف أخلاقك ويعرف قيمك ومتعلق بك ويرى أنك مناسبة له، وفي هذه الحال لو أنك أخبرته بالتوقف من أجل محبة الله ورسوله وخوفا من الوقوع في الحرام أعتقد أنه سوف يستجيب بإذن الله تعالى.
فعليك بارك الله فيك أن تخبرينه بأنه حتى الاتصال عبر الماسنجر أيضًا غير جائز شرعي، لأنه ليس بينكما أي ارتباط شرعي، وإنما إذا أراد ذلك فعليه أن يتقدم لعقد العقد الشرعي، وفي تلك الحال تصبحين زوجة له من حقك أن تتكلمي معه بالهاتف وأن تتكلمي معه بالماسنجر، وأن تتواصلي معه، وأن ترسلي له صورك، وأن ترينه مباشرة وأن يراك، فكل هذا جائز شرعًا، أما الآن – يا بنيتي – هذا الذي بينكما لا يسمى إلا أنه معصية، فهو ليس زواجًا وليس في معنى الزواج، وإنما هذا مجرد تعارف بينك وبينه، إلا أنه لم يوافق مراد الشرع، وخالف شرع الله تعالى، وقطعًا أنت تعلمين يقينًا أن هذه الأمور لو علمها أهلك لن يقبلونها أيضًا، فوالده قد علم بأنه بينك وبينه علاقة ومائة بالمائة أنه قد مدحك أمامه وأنك إنسانة صالحة وأنك محترمة، فوافق والده على الارتباط بك، أما أهلك فأنت لم تتحدثي عنهم ولم تذكري هل هم يعرفون أم لا يعرفون؟ وأنا أرجح أنهم لم يعرفوا عما دار شيئًا، وإن عرفوا فقطعًا هم قد عرفوا قدرًا بسيطًا من الحقيقة، وفي هذا خيانة حقيقة للأسرة وخيانة لثقة الوالد فيك وخيانة لإخوانك الذين يرون أنك صالحة وأنك بعيدة عن مثل هذه العلاقات المحرمة.
وعليه فإني أقول لك: اتركي هذا الأمر نهائيًا، وأخبريه بأن هذا لا يجوز شرعًا، وبما أنه حرام فنحن لم ولمن نتواصل بأي صورة من صور التواصل، ولك عندي عهد الله تعالى أن أظل على عهدي معك حتى تتقدم لي بطريقة شرعية.
وبهذه الطريقة خرجت نفسك من الحرام، ووضعت نفسك على الطريق الحلال، وينبغي عليك التوبة إلى الله تبارك وتعالى من هذه العلاقة المحرمة التي استمرت لفترة من الزمن، وكذلك أيضًا تنصحينه بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، حتى لا يغضب عليك ولا عليه المولى جل جلاله.
وهناك أمر آخر أريد أن أنبهك إليه - ابنتي عائشة – وهو أن من شؤم المعصية الحرمان من المحبوب، فلو استمرت هذه العلاقة المحرمة فقد يترتب عليها أن الله لا يجعله من نصيبك ولا يجعلك من نصيبه، ويحول بينكما، وبذلك تُحرمان أحب شيء في حياتكما، أما لو تركتما الاتصال الآن من أجل الله تعالى فإنه كما هو معلوم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وأن من عفّى نفسه عن شيء في الحرام ناله في الحلال.
فأنا أنصحك بالتوقف نهائيًا وإخباره بذلك، وأنصحك أنت وهو بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، وعقد العزم على أن لا تعودوا لمثل هذه العلاقة، ومن الممكن أن يكون بينك وبينه وعد بأن تكوني له، وإن كان هذا في الواقع ليس مُلزمًا لك، لأن أمرك ليس في يدك، وإنما أمرك في يد الأسرة وفي يد الوالد، لأن الزواج – يا بنيتي – ارتباط أسرة بأسرة وعائلة بعائلة، وقد يكون هذا الأخ مناسباً لك من جميع الوجوه إلا أن والدك يرفضه، لأنه ليس كما يُريد، وفي تلك الحال حتى هذا الاتفاق أرى أنه أيضًا غير ملزم بالنسبة لك، ولو أنك لم تذكريه لكان ذلك خير.
ولكن حتى لا يعز عليه ويعتقد بأنك قد تخليت عنه نهائيًا فقولي له (أنا سأظل إن شاء الله تعالى على عهدي معك، وما دمت تسير في طاعة الله وفي الحلال، ولكن إن تقدم لي أحد فأنا لا أستطيع أن أقول لوالدي لا، وفي تلك الحال يمكن أن أقبل بذلك حتى تتقدم في الوقت المناسب).
أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوفقك لكل خير، وأن يمنّ عليك بزوج صالح يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
المصدر
http://www.islamweb.net/consult/inde...ils&id=2115168
تعليق