الداعية وإدارة الذات ... نفس لهوها التعب
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أحد الدعاة إلى الله: اتصلت بي إحدى الأخوات تطلب عناوين للمراسلة الدعوية، وكانت باستمرار تطلب مني كميات كثيرة من الكتب والمطويات وبعدد من اللغات، كان يَصلُني منها كل أسبوع عشرات الرسائل مجهزة للإرسال، يقول: تعجبت من همَّتها، واستمرارها وعدم انقطاعها من هذا العمل لسنواتيقول: ومع الأيام اكتشفتُ أمرًا عجيبًا، اكتشفتُ أن هذه المرأة صاحبة الهمَّة والنشاط امرأة بدون أطراف، ولا تستطيع أن تتحرك، فهي
تُحْمل وتُنزَّل من على سريرها، وذلك من آثار حادث حريق تعرضت له، وإذا بها قد استقدمت خادمتين، فأحسنت تعليمهما على هذا المشروع، وبتوجيهاتها من على فراشها وسريرها، تنطلق مئات الرسائل لكل مكان في العالم في الشهر.كانت تشعر بالسـرور وهي تقرأ الردود بالتأثر والهداية بعد الضلال، فماذا لو علم أصحاب الردود أن سبب إنقاذهم ودلالتهم على الخير وهدايتهم؛ هي امرأة مُقعدة لا تستطيع نفعًا حتى لنفسها؟!
فانظر إلى تلك المرأة الصالحة، التي لا تعرف معنى المستحيل في طريقها إلى النفس الأبية، تلك النفس التي تلهو بالتعب والكد في سبيل الله، فلم تخضع للعقبات، ولم تستجب للمعوقات.[حتميات خادعة:وما أن تخطو خطوتك الأولى نحو "نفس لهوها التعب"، حتى تعترض طريقك حتميات ما أنزل الله بها من سلطان، تحاول أن تطفئ جذوة الحماسة، وتثبط من روح التحدي لديك[
]ولكنك من أصحاب النفس الأبية ـ وهذا عهدي بك ـ، ولذا فإنك ستجتاز هذه الحتميات الوهمية ولن تقع في شراكها إن شاء الله.د1.
]إنا وجدنا آباءنا على أمة
وتقضي تلك الحتمية بأن أجدادنا هم المسئولون عما وصلنا إليه، فقوانين الوراثة هي السبب، فقد يكون أحدهم ذو مزاج متقلب وسريع الغضب، ويعلل ذلك بأن طبيعة عائلتي هي السبب في تلك العصبية التي تنتابني، لقد كان أجدادي من ذوي الطباع الحادة، وهو ما يظهر في تحليل سائل الـ الخاص بي، وانتقل ذلك لي عبر أجدادي من جيل إلى جيل
وكأن لسان حال هؤلاء يقول إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}
ولا ريب في أن هذه حتمية خادعة لا أساس لها من الصحة، والدليل في قصة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول
]رضي الله عنه
فقد كان صحابيًّا جليلًا دافح عن الإسلام وبذل في سبيله الغالي والنفيس، بخلاف والده عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في المدينة، وهو الذي حكى القرآن مقالته: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} \
][المنافقون: 8
]فلم تكن قوانين الوراثة قيدًا يُجبر الصحابي عبد الله على أن يكون مثل أبيه في النفاق، بل كان على النقيض تمامًا2]هكذا تربينا .. هكذا تعلمنا: وبموجب هذه الحتمية؛ فإن التربية هي المسئولة عما نحن عليه الآن، فتجارب الصبا والطفولة تركت آثارًا في شخصيتنا وتوجهاتنا لا يمكن محوها. [
']ولا يمكن لعاقل أن ينكر أثر التربية، خاصة تأثير الوالدين والمعلمين، ولكن هل علمت
خبر الوليد وأبي حذيفة، ابني عتبة بن ربيعة؟
']إنهما رجلان ولدا في نفس البيت، لنفس الأب، ورضعا من نفس المعين التربوي، كان أبوهما عتبة بن ربيعة كافرًا، ومات على كفره يوم بدر، وفي نفس المعركة، كان أحدهما وهو أبو حذيفة في معسكر الإيمان، بينما أخوه الآخر الوليد في معسكر الكفر.[فهل حالت التربية أن تجعل أبا حذيفة من صحابة النبي [/]رضي الله عنه[
] وأبوه رأس من رؤوس الكفر في قومه ومحارب شرس للإسلام والمسلمين؟! بل هل وقفت تلك التربية عائقًا أمام مفارقة أبي حذيفة الدنيا شهيدًا في سبيل الله مضحيًا بنفسه في سبيل الإسلام يوم 3.التلوث البيئي:
وهي تخبرك بأن البيئة المحيطة بك هي السبب في وضعك الحالي، وكما يقول بعض الناس اليوم: انظر إلى الواقع والمجتمع المحيط، بطالة وتدني مستوى المعيشة، وضعف الإنتاج، والتخلف العلمي والثقافي، والبيئة السلبية التي تقف أمام كل نفس أبية
يقول أحد الدعاة إلى الله: اتصلت بي إحدى الأخوات تطلب عناوين للمراسلة الدعوية، وكانت باستمرار تطلب مني كميات كثيرة من الكتب والمطويات وبعدد من اللغات، كان يَصلُني منها كل أسبوع عشرات الرسائل مجهزة للإرسال، يقول: تعجبت من همَّتها، واستمرارها وعدم انقطاعها من هذا العمل لسنواتيقول: ومع الأيام اكتشفتُ أمرًا عجيبًا، اكتشفتُ أن هذه المرأة صاحبة الهمَّة والنشاط امرأة بدون أطراف، ولا تستطيع أن تتحرك، فهي
تُحْمل وتُنزَّل من على سريرها، وذلك من آثار حادث حريق تعرضت له، وإذا بها قد استقدمت خادمتين، فأحسنت تعليمهما على هذا المشروع، وبتوجيهاتها من على فراشها وسريرها، تنطلق مئات الرسائل لكل مكان في العالم في الشهر.كانت تشعر بالسـرور وهي تقرأ الردود بالتأثر والهداية بعد الضلال، فماذا لو علم أصحاب الردود أن سبب إنقاذهم ودلالتهم على الخير وهدايتهم؛ هي امرأة مُقعدة لا تستطيع نفعًا حتى لنفسها؟!
فانظر إلى تلك المرأة الصالحة، التي لا تعرف معنى المستحيل في طريقها إلى النفس الأبية، تلك النفس التي تلهو بالتعب والكد في سبيل الله، فلم تخضع للعقبات، ولم تستجب للمعوقات.[حتميات خادعة:وما أن تخطو خطوتك الأولى نحو "نفس لهوها التعب"، حتى تعترض طريقك حتميات ما أنزل الله بها من سلطان، تحاول أن تطفئ جذوة الحماسة، وتثبط من روح التحدي لديك[
]ولكنك من أصحاب النفس الأبية ـ وهذا عهدي بك ـ، ولذا فإنك ستجتاز هذه الحتميات الوهمية ولن تقع في شراكها إن شاء الله.د1.
]إنا وجدنا آباءنا على أمة
وتقضي تلك الحتمية بأن أجدادنا هم المسئولون عما وصلنا إليه، فقوانين الوراثة هي السبب، فقد يكون أحدهم ذو مزاج متقلب وسريع الغضب، ويعلل ذلك بأن طبيعة عائلتي هي السبب في تلك العصبية التي تنتابني، لقد كان أجدادي من ذوي الطباع الحادة، وهو ما يظهر في تحليل سائل الـ الخاص بي، وانتقل ذلك لي عبر أجدادي من جيل إلى جيل
وكأن لسان حال هؤلاء يقول إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}
ولا ريب في أن هذه حتمية خادعة لا أساس لها من الصحة، والدليل في قصة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول
]رضي الله عنه
فقد كان صحابيًّا جليلًا دافح عن الإسلام وبذل في سبيله الغالي والنفيس، بخلاف والده عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في المدينة، وهو الذي حكى القرآن مقالته: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} \
][المنافقون: 8
]فلم تكن قوانين الوراثة قيدًا يُجبر الصحابي عبد الله على أن يكون مثل أبيه في النفاق، بل كان على النقيض تمامًا2]هكذا تربينا .. هكذا تعلمنا: وبموجب هذه الحتمية؛ فإن التربية هي المسئولة عما نحن عليه الآن، فتجارب الصبا والطفولة تركت آثارًا في شخصيتنا وتوجهاتنا لا يمكن محوها. [
']ولا يمكن لعاقل أن ينكر أثر التربية، خاصة تأثير الوالدين والمعلمين، ولكن هل علمت
خبر الوليد وأبي حذيفة، ابني عتبة بن ربيعة؟
']إنهما رجلان ولدا في نفس البيت، لنفس الأب، ورضعا من نفس المعين التربوي، كان أبوهما عتبة بن ربيعة كافرًا، ومات على كفره يوم بدر، وفي نفس المعركة، كان أحدهما وهو أبو حذيفة في معسكر الإيمان، بينما أخوه الآخر الوليد في معسكر الكفر.[فهل حالت التربية أن تجعل أبا حذيفة من صحابة النبي [/]رضي الله عنه[
] وأبوه رأس من رؤوس الكفر في قومه ومحارب شرس للإسلام والمسلمين؟! بل هل وقفت تلك التربية عائقًا أمام مفارقة أبي حذيفة الدنيا شهيدًا في سبيل الله مضحيًا بنفسه في سبيل الإسلام يوم 3.التلوث البيئي:
وهي تخبرك بأن البيئة المحيطة بك هي السبب في وضعك الحالي، وكما يقول بعض الناس اليوم: انظر إلى الواقع والمجتمع المحيط، بطالة وتدني مستوى المعيشة، وضعف الإنتاج، والتخلف العلمي والثقافي، والبيئة السلبية التي تقف أمام كل نفس أبية
تعليق