Tweet
سوف أسبق شهواتي!!
النفس تهوى، والقلب يزداد فيه الإيمان أو يضعف!!
ولكنَّ نظرة إلى هذا الأفق البعيد، تتبدد معها كل مغريات الشهوات، مهما تعددت ألوانها!! ومهما كان تأثيرها على القلب، ووقعها على تلك النفس الضعيفة!!
إنها تلك النظرة التي تتفحص فيها من حولك، وقد دخلت الجنة برحمة الله تعالى، حيث ذهب عنك الخوف كله، وتبدد لديك القلق كله!! وتناثرت عنك الهموم جميعها!!
فلم يبق لك إلا التقلب في ألوان النعيم بجميع أشكاله!!
تسأل فلا تجد إلا ما يرضيك!!
ترغب؛ فلا تجد إلا ما يشفي صدرك، وفوق رغباتك يعطيك!!
تبحث عن الزمن، فلا تجد له أثراً إلا مزيداً من ألوان المتع تسعدك وترويك!!
تكاد تطير فرحاً، فتهفو عليك من رياح السعادة ما يفوق بهجتك ويرضيك!!
هذه هي الجنة . . مزيجٌ من نعيمٍ مختلطٌ بالنعيم!!
كلما استشعرت أجواءها بصدق، كلما أزلت عن نفسك وسخ المعاصي!!
إذ كيف لعاقل أن يقارن بين القصور والمزابل؟!
إن تلك الأجواء التي تبعث بأشواقك بعيداً؛ حيث مواطن السعادة الحقيقية!! وتلك المقارنات التي تكشف عن عينك غفلات الشهوات الدنية!! لهي سبيلك إلى النجاة بإذن الله، وذلك حين تزيل عن نفسك وساوس الوهم القصير الزائل، بأشواق ومتع الأمل الدائم!! فتدخل مع الزمن في سباق جديد، يجعلك تقفز على أيام المعاناة والغربة بأشواق اللذة والمتعة في جنان الله!! فتهون عليك المعاناة، وتمضي بك الأيام سريعاً شوقاً إلى مرضاة الله!!
وحين تقف على باب الجنة بإذن الله، سوف تنحدر من عينك دمعة!!
فتسألها ما ذاك . . فتقول لك : هكذا أفلحت في أن تسبق شهواتك؛ بشدة شوقك لبلوغ هذه اللحظة!! فهنيئاً لك يا عبد الله ألوان النعيم . . وهل من فرحة أجدر بدموع الفرح من تلك اللحظة؟!
إن أشواق اليقين ببلوغ النعيم؛ لهي مركب نجاتك في بحر المعاناة، والتي يمكنك على ظهرها أن تسبق شهواتك بإذن الله!!
تعليق