بل تستطيع ..
من الكلمات التي يبادر إليها الكثير من الناس كلمة " لا أقدر ، لا أطيق ، لا أستطيع " وسحبوها على كل شيء ، وكل مهمة تسند إليهم ، في الدنيويات يتحججون بها ويعيشون بها واهمين عدم القدرة وقلة الطاقة في كل عمل ، قد ألجأهم إليها الكسل ، ووجههم إليها حب الخمول ، وطبع النفس في الميل إلى الراحة .
لا أخفيكم أني لا أجيد معالجة " النفسويات " كما يفعل أهل الطب النفسي أوغيرهم ممن لهم اختصاص بهذا المجال ... لذا تعالوا لنرى الصنف الثاني الذي يكثر استخدام هذه الكلمة !
رجل اعتاد ذنبا ، أو تعود معصية ، أو يعيش في مخالفة ، يـأوي إليها ، ويتردد عليها ، ثم إذا كنت ناصحه ، أو جائك يستنصحك تنطلق منه كلمة " مش قادر " لا أستطيع أن أتركها ...
والجواب بلا تردد : بل تستطيع !
انظروا معي إلى هذا الحوار في هذا المكان
انه حوار أهل الإيمان مع أهل النفاق على الصراط
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ ... ألم نكن نجالسكم ونناكحكم ونتوارث منكم ، ألم تسمعوها منا قبل إذا لقيناكم " آمنا " ألم نتسمى بأسمائكم ؟؟ .. "قَالُوا بَلَى" كنتم معنا ، وسمعنا منكم كلمة الإيمان كذا أطلعنا الله على أسراركم واستهزائكم بنا في الخلوات ، وتسامركم مع الشياطين عند الانفراد ، كنتم معنا وقد أصابكم الأمن والاطمئنان وعصمة الأموال والدماء ، كنت معنا واستضئتم واستدفئتم بالنور الذي أوقده الإيمان الذي التزمناه ونافقتم به من قبل ! كنتم معنا ولكن !!!
هي هذه ! أيها الكرام .. أنت تستطيع أن تلتزم الطاعات وتهجر المعاصي والمخالفات والمنهيات ، أن تستطيع أن تترك ما يغضب الله تعالى ، تستطيع أن تترك مشاهدة الحرام بقطع وصلة النت ، تستطيع تكسير شريحة الهاتف الذي عليها رقم الفتاة التي تكلمها في الحرام ، تستطيع أن تترك صديق السوء الذي يجرك إلى المعصية جرا ، تستطيع ... والله تستطيع ولكن ........
وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
فتنت نفسك ! وارتضيت الفتنة ، وعايشت أجوائها ، وتطبعت عليها .. والنبي صلى الله عليه وسلم حذرك منذ أمد طويل وقرون تزيد على العشرة بالفرار من الفتن " ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد منها ملجأ فليعذ به " .
تستطيع أن تقيم الحال على ما يرضي الكبير المتعال ، تستطيع أن تعبر الفتن إذا وجهت النظر لحسن المآل ، تستطيع إذا أيقظت في النفس همة كافية لإصعادك إلى قمم الجبال ، تستطيع أن تصل إذا أحسنت السؤال ، تستطيع ولكن إذا هربت من النقص إلى إرادة الكمال .... تستطيع
بل تستطيع ..
فقط أخرج نفسك من أجواء العجز ، وحالة اليأس ، وانج إلى ملجأ النجاة ولو صغر ، انطلق أنت معان فقط اطلب ...
بل تستطيع ..
لا تطيل الأمل وإياك والغرور بسويعات أو أيام ، أو غرور بمئات أو ألاف ، أو غرور بشهرة أو منصب .
بل تستطيع ..
فقط أحسن تصويب النظر ، واسمع الداعي ، والتمس طرائق الهدى ، ولا تتربص بالهادي ، وتنازل عن الكبر ، واخلع ثوب العنجهية .
أنت تستطيع
بقلم
عمرو صالح .
من الكلمات التي يبادر إليها الكثير من الناس كلمة " لا أقدر ، لا أطيق ، لا أستطيع " وسحبوها على كل شيء ، وكل مهمة تسند إليهم ، في الدنيويات يتحججون بها ويعيشون بها واهمين عدم القدرة وقلة الطاقة في كل عمل ، قد ألجأهم إليها الكسل ، ووجههم إليها حب الخمول ، وطبع النفس في الميل إلى الراحة .
لا أخفيكم أني لا أجيد معالجة " النفسويات " كما يفعل أهل الطب النفسي أوغيرهم ممن لهم اختصاص بهذا المجال ... لذا تعالوا لنرى الصنف الثاني الذي يكثر استخدام هذه الكلمة !
رجل اعتاد ذنبا ، أو تعود معصية ، أو يعيش في مخالفة ، يـأوي إليها ، ويتردد عليها ، ثم إذا كنت ناصحه ، أو جائك يستنصحك تنطلق منه كلمة " مش قادر " لا أستطيع أن أتركها ...
والجواب بلا تردد : بل تستطيع !
انظروا معي إلى هذا الحوار في هذا المكان
انه حوار أهل الإيمان مع أهل النفاق على الصراط
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ ... ألم نكن نجالسكم ونناكحكم ونتوارث منكم ، ألم تسمعوها منا قبل إذا لقيناكم " آمنا " ألم نتسمى بأسمائكم ؟؟ .. "قَالُوا بَلَى" كنتم معنا ، وسمعنا منكم كلمة الإيمان كذا أطلعنا الله على أسراركم واستهزائكم بنا في الخلوات ، وتسامركم مع الشياطين عند الانفراد ، كنتم معنا وقد أصابكم الأمن والاطمئنان وعصمة الأموال والدماء ، كنت معنا واستضئتم واستدفئتم بالنور الذي أوقده الإيمان الذي التزمناه ونافقتم به من قبل ! كنتم معنا ولكن !!!
هي هذه ! أيها الكرام .. أنت تستطيع أن تلتزم الطاعات وتهجر المعاصي والمخالفات والمنهيات ، أن تستطيع أن تترك ما يغضب الله تعالى ، تستطيع أن تترك مشاهدة الحرام بقطع وصلة النت ، تستطيع تكسير شريحة الهاتف الذي عليها رقم الفتاة التي تكلمها في الحرام ، تستطيع أن تترك صديق السوء الذي يجرك إلى المعصية جرا ، تستطيع ... والله تستطيع ولكن ........
وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
فتنت نفسك ! وارتضيت الفتنة ، وعايشت أجوائها ، وتطبعت عليها .. والنبي صلى الله عليه وسلم حذرك منذ أمد طويل وقرون تزيد على العشرة بالفرار من الفتن " ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد منها ملجأ فليعذ به " .
تستطيع أن تقيم الحال على ما يرضي الكبير المتعال ، تستطيع أن تعبر الفتن إذا وجهت النظر لحسن المآل ، تستطيع إذا أيقظت في النفس همة كافية لإصعادك إلى قمم الجبال ، تستطيع أن تصل إذا أحسنت السؤال ، تستطيع ولكن إذا هربت من النقص إلى إرادة الكمال .... تستطيع
بل تستطيع ..
فقط أخرج نفسك من أجواء العجز ، وحالة اليأس ، وانج إلى ملجأ النجاة ولو صغر ، انطلق أنت معان فقط اطلب ...
بل تستطيع ..
لا تطيل الأمل وإياك والغرور بسويعات أو أيام ، أو غرور بمئات أو ألاف ، أو غرور بشهرة أو منصب .
بل تستطيع ..
فقط أحسن تصويب النظر ، واسمع الداعي ، والتمس طرائق الهدى ، ولا تتربص بالهادي ، وتنازل عن الكبر ، واخلع ثوب العنجهية .
أنت تستطيع
بقلم
عمرو صالح .
تعليق