السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ... ثم أما بعد
إن الله عز وجل بحكمته البالغة وحجته القاطعة وعلمه المحيط بكل شي يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء , وبالنعم والنقم , ليمتحن صبرهم وشكرهم , فمن صبر عند البلاء , وشكر عند الرخاء , وضرع إلى الله سبحانه عند حصول المصائب , يشكو إليه ذنوبه وتقصيره , ويسأله رحمته وعفوه - أفلح كل الفلاح , وفاز بالعافيه الحميدة .
قال الله جل وعلا في كتابه العظيم : ( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
والمقصود بالفتنة في هذة الآية : الإختبار والامتحان , حتى يتبين الصادق من الكاذب , والصابر والشاكر .
كما قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )
وقال عز وجل : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )
وقال سبحانه : ( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
والحسنات هنا هي : النعم من الخصب والرخاء والصحة والعزة , والنصر على الأعداء , ونحو ذلك .
والسيئات هنا هي : المصائب كالأمراض وتسليط الأعداء والزلازل والرياح والعواصف والسيول الجارفة المدمرة ونحو ذلك .
وقال عز وجل : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
والمعنى : أنه سبحانه قدر ما قدر من الحسنات والسيئات وما ظهر من الفساد , ليرجع الناس إلى الحق , ويبادروا بالتوبة مما حرم الله عليهم , ويسارعو إلى طاعة الله ورسولة , لأن الكفر والمعاصي هما سبب كل بلاء وشر في الدنيا والآخرة .
تعليق