بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حديث اجراه الاستاذ وليد الغطاس مع الشيخ مشاري بن راشد العفاسي
حول : من هو الشيخ مشاري بن راشد العفاسي
وقد تناول الاستاذ وليد العديد من الاسئلة منها
حول بمن تأثر الشيخ في تلاواته ؟
اي التلاوات يفضل سمعاها ؟
اي الشيخ يحبهم ويسمع لهم ؟
هل تأتي اناقة الشيخ مشاري من فراغ ؟
أجري الحديث ـ وليد الغطاس :
عندما تستمع إلي صوته العذب وهو يتلو ويجود بالقرآن الكريم, ستسافر بروحك معه إلي عوالم وأزمان غير تلك التي نعرفها وستتذكر فقط أنك وحيد أمام كلمات الله تعالي وتتعرف للمرة الأولي علي تلك الأسرار التي أودعها المولي كلماته, لذلك لم يكن غريبا أن يحظي صوت الشيخ مشاري راشد غريب محمد راشد العفاسي الشهير بمشاري راشد, الكويت ـ مسقط رأسه ـ ليصبح نجما في سماء التلاوة ودنيا المقرئين رغم أنه لم يتجاوز26 عاما ويستعد لتسجيل القرآن بصوته وأثناء زيارته الأخيرة إلي القاهرة قادما من المدينة المنورة التي يقيم فيها منذ فترة يدرس في كلية القرآن والدراسات الإسلامية كان لنا معه هذا الحوار الذي اعترف فيه بأنه يستعين بمعلمة متخصصة لتعليم ابنتيه الصغيرتين حيث لا يجد الوقت الكافي للقيام بهذه المهمة.
كيف كانت البداية وبمن تأثرت في هذا المجال؟
جاءت البداية بتأثري بأصوات كنت أستمع إليها منذ الصغر؟ منهم الشيخ علي جابر إمام الحرم المكي سابقا والذي كان له الدور الأكبر في حبي للقرآن بعد هذا بدأ احتكاكي بمشايخ المقرئين والمحفظين في كل من الكويت والسعودية, بعدها قمت بتلاوة القرآن الكريم كاملا أمام الشيخ المصري عبد الرافع رضوان الشرقاوي وهو من أشهر علماء المدينة المنورة, ثم كررت هذه التلاوة مرة أخري علي مسامع فضيلة الشيخ المصري أيضا أحمد عبد العزيز الزيات, وهو شيخ المشايخ عمره97 سنة وقرأ علي يديه كبار مشايخ هذا العصر ومنهم من توفاه الله الآن.
أصوات كثيرة برزت في تاريخ التلاوة علي الساحة تتلو كتاب الله, أي هذه الأصوات أقرب إلي قلبك وتستمع إليه؟
يسمع القرآن من الكل ـ لكن الإنسان في بعض الأوقات يميل إلي قراءات بعينها, وبصراحة وكما يقولون مصر ولادة المجيدون فيها كثر خصوصا الشيخ محمد رفعت, والشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ المنشاوي, هؤلاء مشايخ قراءاتهم باقية, وأنا من الذين يحبون الاستماع إليهم والتعلم منهم أيضا.
ومن يعجبك من مشايخ السعودية ودول الخليج؟
أحب قراءة إمام الحرم المكي سابقا علي جابر, وإمام الحرم النبوي السابق أيضا محمد أيوب.
بمناسبة الحديث عن بدايتك تردد أنك بدأت حياتك كمطرب, ما صحة هذا الكلا
أبدا.. لم أكن مطربا, في يوم من الأيام ولم يحدث, والدليل أن عمري26 سنة إذن فمتي غنيت, ومتي تحولت إلي القرآن؟ مع الأسف هذه شائعة والنبي صلي الله عليه وسلم قال:كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع, هذه شائعات لا تودي ولا تجيب.
وما شعورك عندما تسمع بهذا النوع من الشائعات ـ خاصة أنت قاريء للقرآن الكريم؟
أدعها تمر مرور الكرام, ولا تضايقني, وينبغي علي الإنسان ألا يهمه المدح أو الذم ـ بل يوطد علاقته بالله عز وجل, فلا يهم رضا أو سخط الناس, أهم شيء رضا الله علي المسلم.
لديك موقع علي الإنترنت هل هو وسيلة حديثة لنشر الدعوة تتناسب مع سنك ومواكبة العصر؟
صاحب الفضل بعد الله عز وجل هو الشاب الكويتي العزيز صالح المسلَّم , وهو إنسان موهوب رغم صغر سنه, وعندما عرض علي الفكرة ترددت في البداية حيث لم أتحمس لها, ثم وافقت في النهاية, فصمم وقام بتجهيز الموقع تبرعا منه منذ شهر يونيو الماضي, ويزور الموقع حوالي100 ألف زائر كل شهر, حتي تخطي عدد الزوار حتي الآن400 ألف زائر, الغريب أنني لا أقوم بزيارة الموقع كثيرا ـ لكنني تركت الإشراف للأخ صالح, ويحمل الموقع اسم العائلة (العفاسي)
الشيخ مشارى راشد أثناء حديثة إلى محرر الأهرام العربى
كيف إذن يتم تواصلك مع المترددين علي الموقع؟
يخبرني المشرف بأي استفسار أو سؤال من أحد الزوار وأقوم بالإجابة عنه بعد ذلك.
بمناسبة مواكبة العصر, ألا تري معي أنه من الأهمية بمكان تأثير مظهر وأناقة الشيخ أو الداعية علي المستمع؟
طبعا إن الله جميل يحب الجمال, وهذا أمر مهم حث عليه الدين وبالتالي يجب أن تكون ثياب الإنسان وحتي حذاءه جميلا.
ما أسباب زيارتك إلي القاهرة في هذه الفترة تحديدا؟
هذه هي ثالث زيارة لي إلي القاهرة حيث لدي مشروع تسجيل أكثر من خاتمة ورواية للقرآن, واحدة برواية حفص عن عاصم, وأخري برواية شعبه عن عاصم, وفي الزيارات القادمة إن شاء الله ـ سأقوم بتسجيلها برواية ورش وبرواية قالون أيضا.
ومن يقوم بمراجعة هذه الروايات والتسجيلات؟
الخطة أن يقوم مجموعة من كبار العلماء في مصر بمراجعة هذه التسجيلات والإشراف عليها حرفا بحرف, من أمثال الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ عافاه الله ـ والشيخ الدكتور أحمد العصراوي رئيس لجنة تصحيح المصحف الشريف في الأزهر, والذي استقطع الكثير من وقته لإنجاز هذا العمل.
عرف الناس الشيخ مشاري راشد من خلال سورة يوسف.. هل كانت هي سورة البداية؟
بدأت بتسجيل شريط واحد سنة1996 يضم سورة غافر وفصلت والشوري, وإلي يومنا هذا لم أقم بتسجيل القرآن كاملا, وسورة يوسف التي تتحدث عنها شريط قديم ـ لكنها لم تكن البداية, ولعل تعاوني مع شركة هاي كواليتي والأستاذ طارق عبد الله هو سبب شهرتي في مصر.
وما نصيحتك لمن يحاول أن يصبح مقرئا؟ وكيف يسلك الطريق الصحيح في هذا المجال؟
المرونة هي طريقة التلاوة, وقد اعتدنا علي تلقي القرآن من أفواه كبار المشايخ ـ لكن التلاوة لها أكثر من جانب وأركان أساسية هي التجويد, حسن الأداء, حسن الصوت, والخشوع في التلاوة التي قال فيها النبي صلي الله عليه وسلم:خير الناس قراءة من إذا سمعتموه حسبتموه يخشي الله, هذا جانب مهم جدا في التلاوة, أي أن يقرأ المقريء بخشوع مع مراعاة التجويد والصوت دون أن يطغي عنصر علي الآخر.
ألا تري معي أن بعض الشيوخ يملكون الصوت العذب لكنهم مع ذلك يقرأون القرآن دون إحساس فلا يتأثر المستمع بأصواتهم؟ والعكس؟
كل شيخ له لون معين في القراءة, ولكل جمهوره الذي يحب الاستماع إليه, فهناك أفرادا يحبون الاستماع إلي القرآن بصوت هاديء, وآخرون يفضلون لمس انفعالات المقريء أثناء التلاوة كأن يصبح المقريء خطيبا يجذب الانتباه وهكذا.
كثيرا ما يردد المستمعون للتلاوة عبارات من نوع( اللهم صلي علي حضرة النبي) أو( الله ينور عليك يامولانا) وغيرها من عبارات تشيد بالمقريء, ما رأيك في ذلك؟
سمعت ذات مرة في شريط للشيخ مصطفي إسماعيل ـ رحمه الله ـ وتحديدا في سورة الكهف والآية التي تقول: وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا فتعالت الأصوات تقول: يا سلام!! علي الرغم من أنه وعيد وليس نعيما, لهذا يجب أن نستمع إلي القرآن بحضور قلب وخشوع وسكينة, حيث قال تعالي:إذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون.
وما رأيك في البكاء خلف المقريء أثناء التلاوة؟
هذا الأمر مطلوب فإن لم تبكوا فتباكوا ـ لكن الغلو في كل شيء نقص وأمر غير مستحب, كأن يبكي الرجل أو المرأة بكاء النياحة والعويل, فهذا لا يصح ـ لكن ليس هناك مانع من أن يتأثر الإنسان بالآية فيبكي دون مغالاة, فالبكاء ليس غاية بل مجرد وسيلة.
وماذا بعد البكاء؟ وما هذه الغاية المنشودة؟
البكاء وسيلة للتأثر, ويجب أن يتأثر الإنسان تأثرا عمليا, فلا يبكي وينتهي الأمر بعد ذلك لتظل أخلاقه بعد البكاء كما كانت عليه من قبل.
نعود إلي المقرئين هل يمكن أن تتدخل تكنولوجيا الأصوات الحديثة في صوت وأداء المقريء؟
ليس بهذه الدرجة , فإذا تمكنت التكنولوجيا من تحسين الصوت والتلاوة , لقرأ كل الناس .
لكننا نلمس أثر هذه التكنولوجيا مع المطربين؟
كل شيء ينكشف ويتضح, مستحيل أن يسمع كصوت طبيعي وأن تكون هذه الأجهزة كخلق الله , فلا يستطيع أي جهاز أن يتقن الموهبة التي يمنحها الله للإنسان مهما كانت , ومهندسو الصوت أدري بهذا الأمر , ويعرفون مدي وحدود هذه الأجهزة .
أين يمكننا سماعك في شهر رمضان الكريم؟
أصلي في مسجد الدولة الكبير في الكويت في العشر الأواخر فقط من رمضان, قبل ذلك أكون في المدينة للدراسة .
تعليق