الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل, وأفاض عليهم النعمة, وكتب على نفسه الرحمة, وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه, والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
الجزاء من جنس العمل قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث الصحيح: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر في صور الرجال يطؤهم الخلائق لهوانهم على الله تعالى))
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((يحشر المتكبرون)) أي يوم القيامة يكونون في أرض المحشر كأمثال النمل في صور الرجال, أقزام, أقزام لأنهم كانوا في الدنيا يرون أنفسهم عمالقة فيتكبرون على العباد, فالله سبحانه وتعالى يحولهم يوم القيامة إلى صور صغيرة كأمثال الذر في صور الرجال, تطؤهم الخلائق لهوانهم على الله تعالى.
وفي هذا الجانب يقول الله تبارك وتعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.
ولعلاج خصلة الكبر على الإنسان.
العلاج الأول
أن يستأصل أصل الكبر من قلبه, وذلك بأمرين أن ينظر أولاً إلى نفسه فيعرف حقيقتها
وأن ينظر ثانيًا إلى ربه فيعرف مولاه ويقف على عظمة ربه, فأن يعرف الإنسان حقيقة نفسه بأن ينظر إلى أول أمره وإلى وسط أمره وإلى آخر أمره.
فينظر في أول أمره ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره, أي ما الذي حمله على الكفر من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره, فأول أمره نطفة مذرة وآخر أمره جيفة قذرة, ويحمل فيما بين ذلك العذرة, فإذا تفكر الإنسان إلى حقيقة نفسه وجد أن مآله إلى التراب, وأنه حقير, ولا يحسبن الإنسان أنه سيبقى إلى الدوام, ولذلك قال الله عز وجل: ثم إذا شاء أنشره, أي مآله إلى الله تبارك وتعالى, ومن ثم ينظر الإنسان إلى ربه تبارك وتعالى, وذلك بالتفكر في آلاء الله عز وجل وعجائب صنعته, فيتفكر في الجبال والبحار, وفي نفسه كيف خلقه الله عز وجل وصوره إنسانًا فمن عرف حقيقة ربه عرف حقيقة نفسه, ومن عرف حقيقة نفسه حقًا عرف حقيقة ربه تبارك وتعالى كما قال بعض العلماء.
العلاج الثاني
أن يعارض أسباب الكبر, فإن كان سبب كبره الحسب والنسب فلينظر إلى أبيه كيف كان نطفة مذرة, فلينظر إلى أبيه وجده وجد جده, أين هم؟
أليسوا في التراب؟
فلربما من ترابهم صنع ما صنع من البنيان, فكذلك يذهب الإنسان الكبر بسبب الحسب والنسب.
وإذا كان الكبر بسبب الغنى فليتفكر الإنسان أن اليهود من أغنى العالمين, فيا لها من خصلة يسبق فيها الإنسان يهودي, ذمه الله عز وجل, فخصلة الغنى ربما تذهب بين عشية وضحاها, فإذا قدم سارق وسرق ماله أصبح صفر اليدين لا يملك ما يتكبر به.
وإذا تكبر بقوته وعظمته فليتفكر في الأمراض والعلل التي تنتابه, فإذا مرض وإذا أصابته حمى فإنه يصبح هزيلاً ضعيفًا, وإذا تعطل شيء من أعصابه أصبح لا يتحرك, وإذا كان الكبر بسبب العلم فليتفكر وليتنبه بأن للعلم تبعة, وأن الله سبحانه وتعالى يقضي يوم القيامة فيكون أول المقضين يوم القيامة رجل تعلم العلم ليقال عالم, وقرأ القرآن ليقال قارئ, فيكون أول المسحوبين على وجوههم في نار جهنم, ومن ثم يتفكر أيضًا أن الله سبحانه وتعالى يمقت المتكبرين, وأن الله عز وجل لا يحبهم ولا يوفقهم.
فبهذه الأسباب يتحصل الإنسان على التواضع, ولعنا نتكلم في مواضيع قادمة عن التواضع وأسبابه إن شاء الله, فنسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الموعظة, وأن يجعلها في قلوبنا, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
الجزاء من جنس العمل قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث الصحيح: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر في صور الرجال يطؤهم الخلائق لهوانهم على الله تعالى))
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((يحشر المتكبرون)) أي يوم القيامة يكونون في أرض المحشر كأمثال النمل في صور الرجال, أقزام, أقزام لأنهم كانوا في الدنيا يرون أنفسهم عمالقة فيتكبرون على العباد, فالله سبحانه وتعالى يحولهم يوم القيامة إلى صور صغيرة كأمثال الذر في صور الرجال, تطؤهم الخلائق لهوانهم على الله تعالى.
وفي هذا الجانب يقول الله تبارك وتعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.
ولعلاج خصلة الكبر على الإنسان.
العلاج الأول
أن يستأصل أصل الكبر من قلبه, وذلك بأمرين أن ينظر أولاً إلى نفسه فيعرف حقيقتها
وأن ينظر ثانيًا إلى ربه فيعرف مولاه ويقف على عظمة ربه, فأن يعرف الإنسان حقيقة نفسه بأن ينظر إلى أول أمره وإلى وسط أمره وإلى آخر أمره.
فينظر في أول أمره ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره, أي ما الذي حمله على الكفر من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره, فأول أمره نطفة مذرة وآخر أمره جيفة قذرة, ويحمل فيما بين ذلك العذرة, فإذا تفكر الإنسان إلى حقيقة نفسه وجد أن مآله إلى التراب, وأنه حقير, ولا يحسبن الإنسان أنه سيبقى إلى الدوام, ولذلك قال الله عز وجل: ثم إذا شاء أنشره, أي مآله إلى الله تبارك وتعالى, ومن ثم ينظر الإنسان إلى ربه تبارك وتعالى, وذلك بالتفكر في آلاء الله عز وجل وعجائب صنعته, فيتفكر في الجبال والبحار, وفي نفسه كيف خلقه الله عز وجل وصوره إنسانًا فمن عرف حقيقة ربه عرف حقيقة نفسه, ومن عرف حقيقة نفسه حقًا عرف حقيقة ربه تبارك وتعالى كما قال بعض العلماء.
العلاج الثاني
أن يعارض أسباب الكبر, فإن كان سبب كبره الحسب والنسب فلينظر إلى أبيه كيف كان نطفة مذرة, فلينظر إلى أبيه وجده وجد جده, أين هم؟
أليسوا في التراب؟
فلربما من ترابهم صنع ما صنع من البنيان, فكذلك يذهب الإنسان الكبر بسبب الحسب والنسب.
وإذا كان الكبر بسبب الغنى فليتفكر الإنسان أن اليهود من أغنى العالمين, فيا لها من خصلة يسبق فيها الإنسان يهودي, ذمه الله عز وجل, فخصلة الغنى ربما تذهب بين عشية وضحاها, فإذا قدم سارق وسرق ماله أصبح صفر اليدين لا يملك ما يتكبر به.
وإذا تكبر بقوته وعظمته فليتفكر في الأمراض والعلل التي تنتابه, فإذا مرض وإذا أصابته حمى فإنه يصبح هزيلاً ضعيفًا, وإذا تعطل شيء من أعصابه أصبح لا يتحرك, وإذا كان الكبر بسبب العلم فليتفكر وليتنبه بأن للعلم تبعة, وأن الله سبحانه وتعالى يقضي يوم القيامة فيكون أول المقضين يوم القيامة رجل تعلم العلم ليقال عالم, وقرأ القرآن ليقال قارئ, فيكون أول المسحوبين على وجوههم في نار جهنم, ومن ثم يتفكر أيضًا أن الله سبحانه وتعالى يمقت المتكبرين, وأن الله عز وجل لا يحبهم ولا يوفقهم.
فبهذه الأسباب يتحصل الإنسان على التواضع, ولعنا نتكلم في مواضيع قادمة عن التواضع وأسبابه إن شاء الله, فنسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الموعظة, وأن يجعلها في قلوبنا, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
تعليق