آيات كادت تقتلني 3
في صلاة العشاء قرأ الإمام بصوته الجميل قول يعقوب عليه السلام يرد على وصف أبنائه وكيدهم في محبوبه وفلذة كبده يوسف عليه السلام " فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون .." وأخذ يرددها ويروح بها ويجيء وفي مرواحه ومجيئه يشد القلوب شدا .. حتى إذا كبر ظللت برهة وتأثير الآيات لم يبرح ذهني بعد ..........
" فصبر جميل " يقولها يعقوب عليه السلام لمن كاد لولده وكاد ..
اصبروا .. كلمة خرجت منه مزينة باليقين والثقة بجود ربه وعدله وحقه ..
كلمة لا يعرف قدرها إلا من وقعت عليهم سهام الظالمين ولم يجدوا مغيثا ولا نصيرا ولا معينا ..
" فصبر جميل " نعم اصبر أيها الظالم ولا تظهر احتفالا فإنه نصر مزيف لا واقع له ولا حقيقة ! اصبر ..
اصبر ولا يغرنك تخلي العالمين عني بل ولا يغرنك أن شاركتك القوى في ظلمي ووصفي بما أنا منه بريء .. فإني استعنت بالقوي الذي أحاطت قدرته بالعالمين .. استعنت بالكبير الذي دونه كل شيء .. استعنت بالخبير الذي لا يخفى عليه شيء .. استعنت بالله وكفى ..
الله القهار الجبار العزيز ذو انتقام !! فمن نصيرك ؟ ومن معينك ؟ ومن غياثك ؟ فاصبر !! فما هكذا تقضى الأمور !!
أيا من أحاطت به الآلام والأحزان !! أيا مظلوم والدموع على خدك متتابعة !! أيا من فتحت عينه لا تذوق غمضا من الهم والتفكير !! أيها المظلوم الشاكي قلة المعين وانتفاء الناصر من ذوي جنسك !! أين أنت من الله العزيز الذي لا يغلب ؟
أليس هو سبحانه يكفيك ؟ أليس هو سبحانه يسمع ندائك ؟ أليس هو سبحانه يجيب دعائك ؟ أليس هو سبحانه على كل شيء قدير ؟ أليس قد وعد أن كل حجاب أمام دعوة المظلوم منتفي ؟
نعم ردد ، قل ، نادي ، في أي مكان ، وفوق أي أرض ، وتحت أي سماء ، " يااا الله " ....
" إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " أفضل علاج وأروع دواء وأسلم سبيل وأحسن طريق ... انطلق ثم انطلق ثم انطلق ولا تخف إنه الله ...
عمرو بن صالح
تعليق