Tweet
(اوصيك بتقوى الله والحذر منه و مخافة مقته ان يطلع منك على ريبة ، واوصيك ان تخشى الله فى الناس ولا تخشى الناس فى الله ، واوصيك بالعدل فى الرعية والتفرغ لحوائجهم ، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم ، فان فى ذلك باذن الله سلامة قلبك وحطا لوزرك وخيرا فى عاقبة امرك حتى تلقى الله ، وآمرك ان تشتد فى امر الله وفى حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم ، ثم لاتأخذك فى احد الرأفة حتى تنتهك منه مثل جرمه ، واجعل الناس عندك سواء لا تبال على من وقع الحق ، ولا تأخذك فى الله لومة لائم ، واياك والمحاباه فيما ولاك الله مما افاء على المؤمنين ، فتجور وتظلم وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك وقد اصبحت بمنزلة من منازل الدنيا والآخرة ، فان اقترفت لدنياك عدلا وعفة عما بسط لك اقترفت به ايمانا و رضوانا ، وان غلبك الهوى اقترفت به غضب الله ، واوصيك بأهل الذمة خيرا ان تقاتل من ورائهم ولاتكلفهم فوق طاقتهم اذا أدوا ما عليهم للمؤمنين ، ولا ترخص لنفسك ولا لغيرك فى ظلمهم، واناشدك الله الا ترحمت على جماعة المسلمين ، واجللت كبيرهم ورحمت صغيرهم ووقرتعالمهم ، ولا تضربهم فيذلوا ، ولا تستأثر عليهم بالفئ فتغضبهم ، ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم ، ولا تجمرهم فى البعوث فينقطع نسلهم ، ولا تجعل المال دولة بين الاغنياء منهم ، ولاتغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ، هذه وصيتى اليك واشهدالله عليك وأقرأ عليك السلام).
هذه كانت بعض وصية خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه للخليفة الذى سيأتى بعده وهذه ان دلت فانما تدل على بعد نظره فى مسائل الحكم والادارة فقد تضمنت الوصية امور غاية فى الاهمية فتستحق ان تكون وثيقة نفيسة لما احتوته من قواعد ومبادئ اساسية للحكم متكاملة الجوانب والاركان الدينية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
فاذا نظرنا يا اخوانى الكرام الى من هم على الساحة من المرشحين فيجب اننبحث أيهم يمتلك من الفكر والدين ما يمكنه من العمل بهذه الوصية لأن ليس اى احد يستطيع ان يعمل بها
والسلام عليكم ورحمة الله
والسلام عليكم ورحمة الله
هذه الوصية مأخوذة منكتاب ( سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، شخصيته وعصره) للدكتور علىمحمد الصلابى
تعليق