إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بطولاتنا في حرب أكتوبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

    عملية الوصول للعملاق

    شكلت البداية الخاطفة لحرب أكتوبر المجيدة هزة عنيفة في أعماق العدو الإسرائيلي، أفقدته توازنه لعدة أيام سار خلالها القتال في صالح القوات المسلحة المصرية على كافة الأصعدة وبشكل أذهل الصديق قبل العدو… جندي لا يملك من الأسلحة أحدثها لكن تملئه الرغبة في النصر وتحرير الأرض أو نيل الشهادة في مواجهة جندي لا يقاتل من أجل عقيدة فكان من الطبيعي أن يفر من ميدان المعركة فيما استبسل وقاتل الجندي المصري خير قتال، واستشهد خيرة أبناء الوطن ورووا بدمائهم الطاهرة رمال سيناء.

    وظلت نتائج المعارك كلها تصب في صالح مصر، وظل الجيش المصري يحقق انتصاراً تلو الآخر، بإمكاناته البسيطة وعزيمته وإيمانه القوي الذي تهتز له الجبال.
    وشاهد العالم كله العلم المصري يرفرف فوق حصون خط بارليف المنيع، والجندي المصري يدهس بقدميه أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
    وكان من الطبيعي وإسرائيل تتجه نحو الانهيار أن تطلق رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير صرختها الشهيرة “أنقذوا إسرائيل”.. ولولا أن الظروف الدولية لم تكن مواتية لما تأخرت الولايات المتحدة الأمريكية عن الدفع بقواتها المسلحة إلى قلب المعركة، لكنها عوضا عن ذلك فقد قامت بكل جهد ممكن لدعم إسرائيل عسكريا ولوجستيا ومعلوماتيا.
    ولم يكفي الولايات المتحدة أنها كانت ركنا ركينا في أسباب التفوق العسكري لإسرائيل ضد الدول العربية ، بل ألقت بكل ثقلها في المعركة إلى جانب الطرف المغتصب للأرض الآكل للحقوق.
    وكان الجسر الجوي الأمريكي المباشر لدعم إسرائيل بالسلاح والعتاد لتنقلب دفة المعركة جزئيا وتصب في صالح إسرائيل لبعض الوقت.
    ولم يكفي الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالسلاح للصمود في المعركة، لكنها تعدت ذلك لتوجه وتمد إسرائيل بالمعلومات لكي تطور مرحلة الدفاع للهجوم المضاد الذي تمثل في ثغرة الدفرسوار.
    وفي يوم 13 أكتوبر 1973 اخترقت طائرة تجسس أمريكية الصنع من طرازSR-71 المجال الجوي المصري وقامت بتصوير دقيق لجبهة القتال وتوزيع القوات.
    يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان خلال حرب أكتوبر في مذكراته..

    طائرة استطلاع أمريكية فوق مواقعنا:

    في حوالي الساعة 1330 يوم 13 من أكتوبر ظهرت طائرة استطلاع فوق منطقة القتال ولم تكتف بتغطية الجبهة بالكامل بل طارت فوق الدلتا قبل أن تخرج نهائياً من مجالنا الجوي دون أن تصاب بأي أذى كنت أراقب تحرك الطائرة على شاشة الدفاع الجوي في غرفة العمليات في المركز 10 وأتعجب كيف استطاعت أن تبقى في الجو طوال هذه المدة من دون أن يتمكن رجال دفاعنا الجوي من إسقاطها حيث أنها كانت تطير فوق مناطق مكتظ بصواريخ SAM طلبت اللواء محمد علي فهمي هاتفياً وسألته عن السبب في عدم إسقاط هذه الطائرة فقال إنها تطير على ارتفاع خارج مدى صواريخنا. وقد عرفنا من ارتفاعها وسرعتها أنها لابد أن تكون الطائرة الأمريكية SR-71-A التي تطير على ارتفاع 30 كيلو متر وبسرعة 3 ماخ. كان معنى هذا أن إسرائيل أصبحت تعلم بموقف قواتنا شرق القناة وغربها على وجه اليقين وانه لم يعد هناك ما يمكن إخفائه على العدو، وانه يجب علينا أن نفترض أن إسرائيل تعرف موقعنا تماماً.
    وفي خلال يوم 15 من أكتوبر قامت الطائرة SR-71-A برحلة استطلاعية أخرى فوق الجبهة والمنطقة الخلفية، وبذلك تحقق للعدو خلو المنطقة غرب القناة من الدبابات تقريباً.
    وربما يُظَن أن طائرة التجسس هذه كانت كغيرها من طائرات التجسس الأمريكية التي نشاهدها دائماً، طائرة بيضاء اللون صغيرة الحجم ذات قبة دائرية كطائرات “الأواكس” ، ذات محركات توربينية، وبها معدات حديثة وتطير على ارتفاع شاهق، وربما تكون قد أقلعت من حاملة طائرات أمريكية موجودة في البحر الأبيض المتوسط أو ربما من قاعدة جوية قريبة في دولة أوروبية.

    لكن الحقيقة أن تلك الطائرة لم تكن ضمن طائرات الاستطلاع التي كانت تستخدمها إسرائيل في ذلك الوقت، ويبدو أن الولايات المتحدة ضنت على طفلتها المدللة بهذه التكنولوجية الحديثة ، لكن حالة الانهيار التي كانت تواجهها إسرائيل دفعت بالولايات المتحدة إلى المخاطرة بهذه الطائرة الفائقة التطور وبشكل سافر ولأول مرة.
    هذه الطائرة استخدمت ضد مصر !!
    ذلك الطائر العملاق الأسود، تلك التكنولوجيا الرهيبة..
    لقد كان وقتها سلاحا جديدا لم يتعد عمره تسع سنوات فقط وكانت الولايات المتحدة تستخدمها فقط ضد الدول العظمي، كالاتحاد السوفيتي، لكن يبدو أن الخطر المصري كان قد فاق الحدود بالفعل.

    الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم ضد مصر سلاح عمره 9 سنوات مع تلك الإمكانيات الضخمة والرهيبة، ألهذه الدرجة تلقي الولايات المتحدة بثقلها في حرب لإنقاذ إسرائيل ؟!

    إن طائرة SR-71 Blackbird الطائر الأسود، طائرة نفاثة فوق صوتية من صنع شركة Lockheed متخصصة في الاستطلاع والمراقبة الإستراتيجية تطير بسرعة ثلاثة أضعاف سرعة الصوت (ماخ 3) وحلقت هذه الطائرة منذ عام 1964 إلى عام 1998 وتم صنع 32 طائرة منها فقط ولم تسجل أي خسارة أو فقدان لطائرة من هذا النوع في تاريخها الجوي، وكانت تلك الطائرة من أولى الطائرات التي صممت لكي يكون لها بصمة رادارية منخفضة. والمضحك في الأمر أن وسيلتها في الهرب عندما ترصد إطلاق صاروخ أرض -جو عليها هو التسارع والهروب من الصاروخ، تستطيع أن تحلق هذه الطائرة على ارتفاع 80000 قدم بثلاثة أضعاف سرعة الصوت 2,188 mph, 3529 km/h .

    عملية الوصول للعملاق – Giant Reach

    بدأت عملية Giant Reach أو الوصول للعملاق يوم 11 أكتوبر 1973 وشملت 9 طلعات استطلاع جوي قامت بها طائرتان من طراز SR-71 الرقم التسلسلي لهما ((#964 ،،#979)) على الجبهتين السورية والمصرية.
    وكان لمصر نصيب أن تزورها أول طائرة من طراز SR-71 في أول رحلة لها في العملية يوم 13 أكتوبر 1973، حيث رصدتها محطات الرادار المصرية، وكان الهدف من تلك العمليات القيام بطلعة استطلاع جوي تغطي النطاق التعبوي لجبهة القتال المصرية والأهداف الإستراتيجية في العمق المصري، وإعلان عملي أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ألقت بثقلها في المعركة لإنقاذ إسرائيل من هزيمة محققة.

    وكانت طائرات الـ SR-71 مصممة لهذا النوع من العمليات، بحيث تطير من القاعدة الجوية Beale في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط ثم بعد انتهائها تهبط في بريطانيا في قاعدة Mildenhall الجوية ثم العودة للولايات المتحدة، لكن نظرا لقلق البريطانيين من أن يكتشف العرب العملية وبالتالي يقطعون عنها النفط فقد أبلغوا القيادة الأمريكية انسحابهم من الأمر برمته وعدم ترحيبهم باستقبال هذه الطائرات في قواعدها الجوية أو تزويدها بالوقود في الجو أو المشاركة في إعادتها إلى الولايات المتحدة.
    وبعد الموقف البريطاني تقرر استخدام القواعد الجوية الموجودة في الولايات المتحدة وهما:

    NY Griffiss التي انطلقت منها 4 طلعات وكان متوسط عدد ساعات كل مهمة “ذهابا وإيابا” 11 ساعة و40 دقيقة،

    والقاعدة الجوية Seymour Johnson NC والتي انطلقت منها 5 رحلات وكان متوسط عدد ساعات كل مهمة “ذهابا وإيابا” 10 ساعات، وكانت كل مهمة يعاد تعبئتها بالوقود في الجو 6 مرات، كما أن كل طلعة طارت فيها الطائرة خمس ساعات على سرعة (3 ماخ).

    كيف سارت العمليات؟

    من القاعدة الجوية Griffiss:
    - في يوم 13 أكتوبر عام 1973 أقلع الطيار Jim Shelton وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Gary Coleman في طائرة SR-71 ذات رقم 979، وكانت تلك أول الرحلات إلى منطقة النزاع في الشرق الأوسط، وكان الهدف من المهمة هو تزويد محللين وزارة الدفاع (البنتاجون) ورئاسة الولايات المتحدة بمعلومات وصور عن الوضع الحقيقي للقوات السورية والمصرية، وقد تمت المهمة بنجاح وعاد الطيار Jim Shelton إلى القاعدة مرة أخرى بعد 11 ساعة و 13 دقيقة.


    - في يوم 25 أكتوبر 1973 قام الطيار Al Joersz وضابط الاستطلاع الإستراتيجي John Fuller بالإقلاع بطائرة SR-71 رقم 979 إلى منطقة النزاع في طلعة هدفها تقدير وضع القوات البرية في منطقة سيناء والجليل، وقد عاد الطيار بعد جمع المعلومات ونجاح المهمة التي استغرقت 11 ساعة و 13 دقيقة.

    - في يوم 2 نوفمبر 1973 قام الطيار Bob Helt وضابط الاستطلاع الإستراتيجي RSO Larry Elliott بالإقلاع بطائرة SR-71 رقم 979، إلى منطقة النزاع لجمع معلومات عن الوضع الحالي للمعركة، ثم عاد بعد إتمام المهمة التي استغرقت 11 ساعة و 22 دقيقة.

    - وكانت آخرالجوية: القاعدة الجوية Griffiss الحربي يوم 11 نوفمبر 1973 حيث أقلعت طائرة SR-71 رقم 964 بالطيار Jim Wilson وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Bruce Douglass إلى منطقة النزاع وبعد نجاح مهمتها هبطت في القاعدة الجوية Seymour Johnson بعد أن استغرقت المهمة 11 ساعة و 13 دقيقة، وذلك بسبب هطول الثلج في القاعدة الجوية Griffiss وقرر بذلك الجنرال المسئول تغيير مكان انطلاق عملية “الوصول للعملاق” إلى القاعدة الجوية Seymour Johnson.

    من القاعدة الجوية :Seymour Johnson


    - في 2 ديسمبر 1973 أقلع الطيار Jim Sullivan وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Noel Widdifield بطائرة SR-71 رقم 964 إلى منطقة سيناء ثم عادت لقاعدتها بعد إتمام مهمتها التي استغرقت 9 ساعة و 56 دقيقة.


    - في 10 ديسمبر 1973 أقلع الطيار Pat Bledsoe وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Reggie Blackwell بطائرة SR-71 رقم 979 إلى منطقة النزاع ثم عاد إلى القاعدة الجوية Seymour Johnson بعد إتمام المهمة التي استغرقت 10 ساعات.


    - في 25 يناير 1974 أقلع الطيار Buck Adams وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Bill Machorek بطائرة SR-71 رقم 979 إلى منطقة النزاع ثم عاد إلى القاعدة الجوية Seymour Johnson بعد إتمام المهمة بنجاح والتي استغرقت 10 ساعات و 4 دقائق فقط.


    - قي 7 مارس 1974 أقلع الطيار Ty Judkins وضابط الاستطلاع الإستراتيجي John Morgan بطائرة SR-71 رقم 979 إلى منطقة النزاع ثم عاد إلى القاعدة الجوية Seymour Johnson بعد إتمام المهمة بنجاح والتي استغرقت 9 ساعات و 45 دقيقة.


    - في يوم 6 ابريل عام 1974 كانت آخر طلعة في عملية “الوصول للعملاق” بطائرة SR-71 رقم 979 أقلع بها الطيار Lee Ransom وضابط الاستطلاع الإستراتيجي Tom Allocca إلى منطقة النزاع وعادت إلى قاعدتها سالمة بعد إتمام مهمتها بنجاح والتي استغرقت 9 ساعات و 46 دقيقة.
    ولا شك أن هذه الطلعات وفرت للعدو معلومات كاملة عن التوزيع التعبوي للقوات والاحتياط وكانت بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الدفرسوار، وجاءت بعد ذلك الأحداث لتؤكد أن القوات المصرية أصبحت تواجه الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة وليس إسرائيل وحدها، فلقد تلاحظ طفرة مفاجئة في حجم وكثافة الهجمات الجوية المعادية اعتبارا من يوم 14 أكتوبر 1973 كما رصد تغيير في الإعاقة الإلكترونية المضادة لمحطات الرادار ومحطات توجيه الصواريخ اعتبارا من هذا اليوم.
    وتقول الولايات المتحدة أن عملية “الوصول للعملاق” كانت السبب الأساسي في عدم تطوير الحرب من الجانب المصري ووصولها لنقطة حرجة أي هلاك إسرائيل، وكل هذا بسبب المعلومات المهمة والإستخباراتية والصور عن الوضع وتوزيع القوات الإسرائيلية والعربية التي قامت بجمعها طائرات الـ SR-71 في عملية “الوصول للعملاق”.
    وبعد نهاية الحرب أصبحت القاعدة الجوية Seymour Johnson القاعدة الأساسية لانطلاق رحلات المراقبة بطائرات الـ SR-71 لضمان السلام الذي حدث في المنطقة بين مصر وإسرائيل.

    لماذا لم تسقط مصر هذه الطائرات؟

    ربما لأن الوضع السياسي لم يكن يسمح بمواجهة الولايات المتحدة بشكل سافر، لكن الأكيد أنه كان من المستحيل إسقاط هذا الطراز من الطائرات نظرا لسرعتها الفائقة وعملها على ارتفاع شاهق، فلم تكن أي من المعدات المصرية في هذا الحين تستطيع بلوغ هذا الارتفاع أو مزامنة هذه السرعة، .. بقى أن نقول أن هذه الطائرة خرجت من الخدمة فعليا عام 1998 لكننا لازلنا لا نمتلك أي معدة تستطيع اعتراضها!

    تعليق


    • #17
      رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

      وعرفت إسرائيل بالحرب قبل موعدها



      برغم خطة الخداع، عرفت إسرائيل ان مصر وسوريا تعتزمان شن حرب، عرفت ان الحرب ستكون يوم عيد الغفران (6 أكتوبر) الا انها لم تدرك ابدا متى تكون ساعة الصفر.

      بدأ الأمر يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1973 في الوقت الذى كانت فيه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عائدة لتوها من فيينا بعد عدة مباحثات في النمسا بشأن قرار المستشار النمساوي الدكتور برونو كريسكي بإغلاق مركز استقبال المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي والمقام في قلعة (شونو) قرب فيينا والتى ينتقل منها المهاجرون اليهود بالاتوبيسات الى المطار ليستقلوا طائرات شركة (العال) الى اسرائيل.


      فى هذا اليوم اعيد تقديم تقرير عاجل الى جولدا مائير يوصي بضرورة مناقشة الموقف في الجولان واستدعاء الإحتياط.


      وفي اليوم التالي عقد إجتماع بين مائير وموشي ديان وزير الدفاع والجنرال ديفيد بن اليعازر رئيس الأركان ويزرائيل جاليلي وزير الدولة ومستشار رئيسة الوزراء والجنرال زائيرا مدير المخابرات الحربية وفى هذا الإجتماع لم تستطع رئيسة الوزراء تجاهل الحديث عن رحلتها الفاشلة الى النمسا وقالت ان الهجوم الفدائي الذى قام به الفدائيون الفلسطينيون على القطار النمساوي الذى ينقل المهاجرين اليهود دفع المستشار النمساوي الى اغلاق المعسكر ووقف استقبال يهود الاتحاد السوفيتي.


      وتدخل بن اليعازر للعودة الى الموضوع الاصلي الذى عقد من اجله الاجتماع وقال ان الموقف على الجبهتين المصرية والسورية لا يمثل اى خطورة وانه من المستبعد وقوع هجوم مصري سوري مشترك، وأكد ان السوريون قاموا بحشد قواتهم على الجبهة منذ المعركة الجوية التى اسفرت عن سقوط 12 طائرة سورية الا انهم لم يتمكنوا من القيام بهجوم منفرد.
      اما الجبهة المصرية فهي تشهد حلقة آخرى من حلقات تحركاتها المستمرة طوال العام استعدادا للمناورات السنوية التى تشمل نقل القوات المختلفة من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق وبالعكس.
      واختتم بن اليعازر قوله بانه لا يوصي بإستدعاء قوات الإحتياط.

      وقالت جولدا مائير انها لا تريد تكرار شهر مايو الماضي الذى سجلت يومها اجهزة الاستطلاع الاسرائيلية تحركات مصرية واسعة ورصدت معدات للعبور وكباري محمولة واخذ الموقف يومها بجدية وانتقلت رئيسة الوزراء الى مقر المخابرات العسكرية لمناقشة الامر والاستعداد لاستدعاء الاحتياط الا ان شيئا لم يحدث، واختتمت مائير قولها بأن ما نراه اليوم اقل مما تم رصده في مايو وما دام احدا لم يطلب التعبئة فإنني ايضا لن افكر فيها.
      وتابعت بأن مجلس الوزراء الاسرائيلي سيعقد جلسته المعتاده يوم 7 أكتوبر، عقب اجازة العيد وسنواصل يومها بحث الموقف.
      وفى اليوم نفسه وبينما تتتابع الاعدادات للحرب، وقعت مفاجأة غير متوقعة كادت تكشف الأمر…
      لقد قامت شركة مصر للطيران بإلغاء رحلاتها الجوية وبدأت فى تنفيذ اخلاء طائراتها من مطار القاهرة كما اصدرت تعليمات صارمة الى طائراتها بالخارج بالبقاء حيث هي وعدم القيام برحلاتها المعتادة الى القاهرة، وكان وزير الطيران المدني وقتها هو صاحب هذه التعليمات، بسبب سوء فهم للتعليمات التى وجهها الرئيس السادات لعدد من الوزراء بشأن الإستعداد لأى احتمالات مفاجئه قد تقع بين لحظة وآخرى ولاحظ وزير الطيران تصاعد حالة الاستعداد فتوقع ان تقوم اسرائيل بضربة وقائية مماثلة لتلك التى قامت بها عام 1967 فاصدر قراراته خوفا على طائراته من التدمير.
      وعلى عجل اتصل وزير الحربية بوزير الطيران وتم تدارك الموقف بسرعة وعادت رحلات مصر للطيران الى الانتظام.
      ولم يكن لذلك الموقف اى انعكاس او رد فعل فى اسرائيل.

      وما كادت تلك الأزمة تنتهى الا وكانت هناك ازمة آخرى فى الانتظار، فى صورة طلب عاجل تقدم به السفير السوفييتى بالقاهرة الى الرئيس السادات من الرئيس السوفيتي برجنييف يطلب فيه بالسماح بإخلاء المستشارين السوفييت وعائلاتهم من مصر، وكان ذلك موضع إستياء الرئيس السادات الا انه لم يكن ليملك الخيار وفى اليوم التالى وصلت بالفعل ست طائرات سوفيتية لنقل المستشارين واسرهم الى بلادهم، وتكرر الامر نفسه في سوريا.
      ولم يكن من الصعب ان تصل هذه المعلومة الى اسرائيل، وبدأ العدو يفهم ما يجري وبدأت آثار الخداع تزول شيئا فشيئا .. الا انه لم يتوقع ساعة الصفر التى بقيت لغزا بالنسبة الية.

      فقد اتصلت رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير بكل من وزير الدفاع ومدير المخابرات ورئيس الأركان لتسألهم عن مدلول رحيل السوفيت من مصر لكن احدا منهم لم يجزم بأن حربا مصرية سورية يمكن ان تشن في غضون ساعات وان ترحيل السوفييت يمكن ان يسبق اى عمليات عسكرية بأيام او ربما اسابيع، الا انهم رغم ذلك اتفقوا على عقد اجتماع مساء اليوم نفسه (5 أكتوبر) وعقد الاجتماع بالفعل مساء وحضره كل الوزراء الموجودين بتل ابيب.
      واقترح وزير الصناعة حاييم بارليف (صاحب فكرة اقامة الخط الذى يحمل اسمه) الغاء الاجازات ورفع حالة الاستعداد خاصة فى اجهزة الدفاع الجوي تحسبا لأى خطر، وانتهى الاجتماع على ذلك دون التطرق الى استدعاء الإحتياط.
      ولم يكن هناك وقت حقيقة ليفعلوا، فقد بدأ العيد وتوقفت اجهزة الإعلام تماما ومعها كل وسائل الاستدعاء العلنية.

      وصباح يوم السادس من أكتوبر دق جرس التليفون الأحمر بمنزل موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وقال محدثه بوضوح ..
      ” مصر وسوريا ستدخلان الحرب ضدنا قبل الغروب، الخبر مؤكد من مصدر رفيع المستوى”
      وقفز ديان من منزله الى مقر وزارته بعد ان استدعى رئيس الاركان وفى الوزارة نوقشت اربع نقاط اساسية:



      - استدعاء الاحتياط .
      - توجية ضربة جوية وقائية لكل من مصر وسوريا.
      - اجلاء النساء والاطفال من المستعمرات الحدودية في الجولان.
      - توجية انذار الى كل من مصر وسوريا لدفعهما الى التراجع والظهور امام العالم بأن مسئولية الحرب لا تقع على إسرائيل.



      وطلب رئيس الأركان موافقة رئيسة الوزراء على هذه النقاط ولم يكن هناك اى اعتراض على استدعاء الاحتياط لكن موضوع الضربة الوقائية كانت موضع البحث فى الاجتماع الذى عقد صباح اليوم نفسه بمنزل رئيسة الوزراء والذى عرف بإجتماع المطبخ.

      وانتهى الاجتماع الى استدعاء الاحتياط وفتح قنوات الاتصال مع امريكا واجلاء النساء والاطفال من الجولان وتأجيل الضربة الوقائية مع الاعداد لها بحيث تتم فقط على الجبهة السورية والى قواعدها الجوية الداخلية ونظام دفاعها الصاروخي بالتحديد.


      وصدرت بالفعل الاوامر بإستدعاء الإحتياط بالطرق التقليدية وقدر رئيس الأركان القوات التى ستنضم الى العاملة ما بين 100 الف الى 120 الف يمكن حشدها بعد ساعات من الهجوم المتوقع والمقرر له قبل غروب الشمس !!.
      وطلبت مائير السفير الإسرائيلي بالولايات المتحدة والموجود وقتها بتل ابيب وأمرته بالسفر الى واشنطن فورا، كما استدعت السفير الأمريكي بإسرائيل وقالت له أن هجوما مصريا سوريا سيشن على اسرائيل مساء اليوم وأكدت له ان اسرائيل لن تبدأ بالهجوم وطلبت منه ابلاغ ذلك الى وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر والى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

      الا ان كل ذلك كان متأخرا للغاية .. فالسفير الأمريكي حينما توجه الى مكتبة لتنفيذ تعليمات جولدا مائير كانت الساعة تشير الى الثانية عشر ظهرا اى قبل ساعتين فقط من ساعة الصفر.


      وفي مصر كان الموقف يختلف، كانت عقول الرجال بغرفة العمليات تشتعل بالأسئله: هل ادرك الاسرائيليون الأمر، وزادت الاسئلة اشتعالا بعد رصد طائرتي استطلاع اسرائيليتين بالقرب من قناة السويس لكن تجهيزات الطائرتين لم تتح لهما الاستطلاع والتصوير فوق سيناء، ولابد ان تكون اسرائيل قد ادركت وتأكدت تماما من وجود جسور ومعدات العبور، الا ان الموقف زاد ارتباكا لدى الاسرائيليين لأن الطائرات رصدت ايضا الجنود المصريين يلعبون الكرة على حافة القناة بينما يسبح بعضهم في مياة القناة نفسها.


      ولم ترصد طائرتا الاستطلاع هذا العدد الضخم من مكبرات الصوت التى بدأ توزيعها على الوحدات دون ان يعرف احد انها مخصصة لترديد صيحة “الله أكبر”.


      لقد تأخرت اسرائيل كثيرا ولم يعد هناك مفر…
      وفى تمام الساعة الواحدة بعد الظهر وصل الرئيس السادات بملابسه العسكرية الى المركز رقم 10 (غرفة العمليات) لتغلق بعده ابواب المركز ويمنع الدخول اليه او الخروج منه، وضبطت ساعات الجميع الى اقرب ثانية، ورفعت خرائط المناورات التدريبية (تحرير 23) لتحل محلها خرائط العملية الهجومية بدر.
      وصدرت التعليمات للدكتور محمد عبد القادر حاتم ببدء تنفيذ الشق الإعلامي من الخطة، وقبل ساعة الصفر بـ 35 دقيقة بالضبط قطعت الإذاعة المصرية برامجها فجأة لتذيع الخبر التالي..



      ” جاءنا الآن أن عناصر من القوات الإسرائيلية المسلحة هاجمت مواقعنا في الزعفرانه، وهذا الهجوم يمثل خرقا خطيرا لوقف إطلاق النار وقد تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا العدوان”




      واستأنفت الإذاعة برامجها بعد هذا النبأ لتقطعها مرة آخرى في تمام الساعة الثانية لتذيع المارشات العسكرية فى الوقت الذى صدرت فيه أوامر التنفيذ من المركز 10 الى جميع القواعد الجوية، وعلى ارتفاع منخفض للغاية عبرت 210 طائرة مصرية لتطلق قذائفها على اهداف اسرائيلية محددة مسبقا، فى الوقت الذى انطلقت قذائف 2050 مدفع مصري نحو اهدافها في سيناء، وتحت هذا الغطاء النيراني المكثف عبر الجنود المصريين القناة فى زوارقهم المطاطية.


      واذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة..


      ” بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة”

      وفي الوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريين فى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية (كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات.


      وكان فى انتظارهم صاعقة .. لقد هجم المصريون، ولم تشتعل بهم القناة، وتهاوى تحت ايديهم خط برليف، وسقط العلم الاسرائيلي وارتفع العلم المصري فوق نقاطه الحصينة.

      تعليق


      • #18
        رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

        نرجع بعض الوقت بالأحداث لنتوغل أكثر في الموقف


        .....
        ...
        .
        .


        التوجيه الإستراتيجي لبداية المعركة



        أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات في الخامس من أكتوبر 1973 التاسع من رمضان بصفته رئيسا للجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة توجيها إستراتيجيا الى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وكان نصه

        توجيه إستراتيجي من رئيس الجمهورية
        والقائد الأعلى للقوات المسلحه
        الى الفريق أول/ أحمد إسماعيل علي
        وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة

        بناء على التوجيه السياسي والعسكري الصادر لكم مني في أول أكتوبر 1973 وبناء على الظروف المحيطه بالموقف السياسي والإستراتيجي:
        قررت تكليف القوات المسلحه بتنفيذ المهام الإستراتيجية الآتية:
        إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار إعتبارا من يوم 6 أكتوبر 1973.
        تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والأسلحة والمعدات.
        العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة.
        تنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية.
        أنور السادات
        رئيس الجمهورية
        9 رمضان 1393 هـ
        5 أكتوبر 1973 م.‏



        -----------------------------------------------




        بدء التنفيذ



        فى تمام الساعة الواحدة بعد الظهر وصل الرئيس السادات بملابسه العسكرية الى المركز رقم 10 (غرفة العمليات) بصحبة وزير الحربية أحمد إسماعيل لتغلق بعده ابواب المركز ويمنع الدخول اليه او الخروج منه، وضبطت ساعات الجميع الى اقرب ثانية، ورفعت خرائط المناورات التدريبية (تحرير 23) لتحل محلها خرائط العملية الهجومية (بدر).

        وصدرت التعليمات للدكتور محمد عبد القادر حاتم ببدء تنفيذ الشق الإعلامي من الخطة، وقبل ساعة الصفر بـ 35 دقيقة بالضبط قطعت الإذاعة المصرية برامجها فجأة لتذيع الخبر التالي..


        “جاءنا الآن أن عناصر من القوات الإسرائيلية المسلحة هاجمت مواقعنا في الزعفرانه، وهذا الهجوم يمثل خرقا خطيرا لوقف إطلاق النار وقد تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا العدوان”


        واستأنفت الإذاعة برامجها بعد هذا النبأ لتقطعها مرة آخرى في تمام الساعة الثانية لتذيع المارشات العسكرية فى الوقت الذى صدرت فيه أوامر التنفيذ من المركز 10 الى جميع القواعد الجوية.




        ----------------------------------------------


        الضربة الجوية

        في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 6 أكتوبر تم استدعاء قادة القوات الجوية الى اجتماع عاجل في مقر القيادة حيث القى عليهم اللواء حسني مبارك التلقين النهائي لمهمة الطيران المصري وطلب منهم التوجه مباشرة الى مركز العمليات الرئيسي ليأخذ كل منهم مكانه استعدادا لتنفيذ الضربة الجوية.

        وحينما بلغ مؤشر الساعة الثانية وخمس دقائق تماما كانت مصر كلها على موعد مع اعظم ايامها على الإطلاق ففي هذه اللحظة التاريخية قامت أكثر من 200 طائرة مصرية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 بعبور قناة السويس على ارتفاع منخفض في اتجاه الشرق بعد أن أقلعت من 20 قاعدة جوية بدون أي نداءات أو اتصالات لاسلكية حرصا على السرية المطلقة.


        وبدأت طائراتنا تحلق متجهة الى سيناء بسرعات محدودة أختلفت من تشكيل لآخر وبإرتفاعات منخفضة جدا (بضعة أمتار من سطح الأرض) فيما يسمى بأسلوب الفئران Rats Method لتفادي شبكة الرادارات الإسرائيلية ومن اتجاهات مختلفة لتنفيذ المهام التى حددها اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية حيث تم قصف مركز قيادة العدو في أم مرجم ومطاري المليز وبير تمادا ومناطق تمركز الإحتياط ومواقع بطاريات صواريخ (هوك) المضادة للطائرات ومحطات الرادار ومدفعيات العدو بعيدة المدى وبعض مناطق الشئون الإدارية وحصن بودابست (أحد حصون خط برليف).


        تم تنفيذ الضربة الجوية في ثلث ساعة، وعادت الطائرات المصرية في الثانية وعشرين دقيقة خلال ممرات جوية محددة تم الإتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي من حيث الوقت والإرتفاع.


        وفور عودة الطائرات بدأت أجهزة التليفونات العديدة الموجودة بمركز قيادة القوات الجوية في الإبلاغ عن الطائرات التى عادت سالمة، وأتضح أن جميع الطائرات عادت سالمة بفاقد خمسة طائرات فقط وهو عدد هزيل ولا يكاد يذكر بالنسبة لخسائر اسرائيل نفسها أثناء تنفيذها لضربتها الجوية عام 1967.


        وبذلك فقد حققت الضربة الجوية نجاحا بنسبة 90% من المهام المكلفة بها، بينما بلغت نسبة الخسائر 2% وهي نتائج أذهلت العدو وقبل الصديق فقد كان تقدير الاتحاد السوفيتي الرسمي بواسطه خبراءه قبل أن يخرجوا من مصر أنه في أيه حرب مقبله فإن ضربة الطيران الأولى سوف تكلف سلاح الطيران المصري على أحسن الفروض 40% من قوته ولن تحقق نتائج أكثر من 30%.


        وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية من طراز L-28 في الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست.


        وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم 6 أكتوبر قبل الغروب لكن نظرا لنجاح الضربة الجوية الأولى في تحقيق كل المهام التى أسندت الى القوات الجوية فقد قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية.


        وكان من نتائج الضربة الجوية أن فقدت إسرائيل توازنها بالكامل ليس للأربعة وعشرين ساعة الأولى والحاسمة فقط وإنما لأربعة أيام كاملة فقدت فييها السيطرة على قواتها في سيناء وأنقطع الإتصال كاملا بهذه القوات.


        وبعد الضربة الجوية كان على القوات الجوية أن تقوم بأعمال الإبرار الجوي في عمق سيناء حيث قامت قوات الهليكوبتر بإبرار قوات الصاعقة في عمق سيناء وعلى طول المواجهة وبتركيز خاص عند المضايق وطرق الإقتراب في وسط سيناء وعلى طول خليج السويس.




        ---------------------------------------------




        التمهيد النيراني



        مع حلول ساعة الصفر هدرت نيران أكثر من الفي مدفع مصري علي طول الجبهة في عملية التمهيد النيراني الذى يعد واحدا من أكبر عمليات التمهيد النيراني في التاريخ وقد قام بالتخطيط له اللواء محمد سعيد الماحي قائد المدفعية وأشتركت فيه 135 كتيبة مدفعية.

        وقد تم تنفيذ التمهيد النيراني على طول خط المواجهة مع العدو في أربع قصفات أستغرقت 53 دقيقة عن طريق الرمي المباشر وغير المباشر على نقط العدو الحصينة واحتياطياته القريبة ومرابض مدفعياته ومراكز قيادته.


        وقد صب هذا التمهيد النيراني على مواقع العدو ما يبلغ زنته 3000 طن من الذخيره، وقد بلغ عدد دانات المدفعية التى أطلقت فى الدقيقة الأولى فقط 10.500 دانه، أي بمعدل 175 دانه في الثانية الواحدة.


        وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة كانت المدفعية المصرية قد أتمت القصفة الأولى من التمهيد النيراني التى استغرقت 15 دقيقة، والتى تركزت على جميع الأهداف المعادية على الشاطئ الشرقي للقناة الى عمق يتراوح بين كيلو متر واحد وكيلو متر ونصف في إتجاه الشرق.




        --------------------------------------------



        العبور العظيم

        تحت الساتر الرهيب للتمهيد النيراني كان موعد الرجال، مع اللحظة التى أنتظروها منذ 6 سنوات، لحظة ان يخترقوا مياه القناة ويدهسوا بأرجلهم أعناق العدو ويدمروا بأيديهم العارية خطهم الدفاعي.

        وكان من المقرر ان تسير الخطة بالترتيب التالي:


        الضربة الجوية ثم التمهيد النيراني وتحت قصف المدفعية يتم العبور لكن الذى حدث أن العبور تم أثناء الضربة الجوية وقبل أن تبدأ المدفعية في القصف.
        وكان الأمر يحتاج الى 2500 قارب وقد تمكن سلاح المهندسين من إعداد كمية من هذه القوارب بتصنيع نصفها محليا في مصانع وورش شركات القطاع العام.


        وكانت الموجه الأولى للعبور تتكون من قوات المشاة ومعها مجموعة أقتناص الدبابات للقيام بمهام تدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وحرمانها من استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقية للقناة.


        وقد زودت القوات العابرة بسلالم من الحبال ليتمكن الجنود من تسلق الساتر الترابي اضافة الى حبال غليظة لجر المدافع عديمة الإرتداد والمضادة للدبابات والتى لا يمكن حملها لثقل وزنها.


        وفي الوقت نفسه بدأت قوات الصاعقة في عبور القناة للعمل ضد مراكز القيادة والسيطرة للعدو ومرابض مدفعياته بهدف إفقاده السيطره على قواته ولترتيب الكمائن ونشر الألغام على الطرق المتوقع قدوم قوات العدو منها ولمنع الدبابات القادمة من العمق من التدخل في المعارك الدائرة للإستيلاء على الحصون والنقط القوية.



        وفي الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قام اللواء السابع برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطئ الشرقي للقناة معلنة بدء تحرير الأرض المحتلة. وفي هذه اللحظات اذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة..


        ” بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة”

        وفي الوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريين فى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية (كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات.



        وكان فى انتظارهم صاعقة .. لقد هجم المصريون، ولم تشتعل بهم القناة، وتهاوى تحت ايديهم خط برليف، وسقط العلم الاسرائيلي وارتفع العلم المصري فوق نقاطه الحصينة.


        وقد استمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل من موجة وأخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف في القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها.


        وقد أدى عدم إنتظام تدفق موجات العبور الى اللجوء الى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور، حيث أعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال مع استخدام بعض الناقلات البرمائية لنقل الألغام.


        أما الذخيره فقد تمت تعبئتها في عربات جر يدويه مجهزة بعجل كاوتشوك بحيث يتم تحميل العربات في القوارب ويجري تفريغها بمجرد الوصول الى الشاطئ الشرقي ويتم عبور عربات الجر فارغة عبر الساتر الترابي ليعاد تحميلها بالذخيرة مرة آخرى.


        -------------------------------------




        الهجوم من البحر

        في أكتوبر 1971 أي قبل نشوب الحرب بعامين تم إيفاد مجموعة من الخبراء البحريين المصريين الى منطقة جنوب البحر الأحمر لإعداد دراسة تفصيلية عن الموقفين البحري والجوي في هذه المنطقة.

        وفي مايو 1973 تم وضع خطة تفصيلية لتحرك القوات البحرية فى اتجاه مضيق باب المندب دون إثارة شهات إسرائيل وتم تنسيق الخطة بين القيادات العليا وإمعانا في التضليل والخداع فقد أرسلت القطع البحرية المصرية في زيارات مختلفة لبعض الموانئ العربية والأجنبية كي تعتاد إسرائيل على هذه التحركات التى كانت دوما في إتجاه الجنوب.


        وبناء على أوامر اللواء بحري فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية خرجت قوة بحرية تتكون من بعض المدمرات والغواصات ولنشات الصواريخ في الأول من أكتوبر 1973 من أماكن رسوها في البحر الأحمر الى عرض البحر مع الإعلان بأن وجهتها هي باكستان لإجراء عَمرة ولإصلاح بعض الأجهزة والمعدات الحيوية بها.


        بينما كان السبب الحقيقي وراء خروج هذه القوات هو اتخاذ أوضاع القتال في باب المندب بما يعنى أن القوات البحرية كانت أول سلاح يبدأ الحرب حيث بدأت الحرب فعليا بالنسبه لهذه القوة من 1 أكتوبر.


        وبناء على خطة السرية المطلقة فقد تم منع الإتصالات مطلقا مع هذه الوحدات ولم تكن هناك أي وسيلة للإتصال بهذه القطع البحرية الا بعد بدء العمليات الفعلية في 6 أكتوبر وكسر صمت اللاسلكي.


        وعندما نشبت الحرب في الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر تم ابلاغ القوة البحرية بالكلمة الكودية عن طريق اللاسلكي لكي تبدأ في تنفيذ المهام الموكلة إليها.


        وبهذا قامت القوات البحرية بالسيطرة على مضيق باب المندب وهي ضربة استراتيجية كبرى لإسرائيل بحيث ظهرت القوات البحرية المصرية بشكل مفاجئ لتباشر حق التفتيش واعتراض السفن التجارية التى ترفع العلم الإسرائيلي وكذلك السفن الآخرى المتجهه لإسرائيل وهو حق يكفله القانون الدولى.


        وكانت هذه العملية بمثابة ضربة قاصمة لإسرائيل فقد قطعت البحرية المصرية عليها الشريان الذي كان يربطها بأفريقيا وآسيا. ولم يكن في قدرة الطائرات الإسرائيلية أو القطع البحرية الإسرائيلية الوصول الى المضيق الذي يبعد عنها بأكثر من 2500 كم.


        كما أشتركت البحرية المصرية في عملية التمهيد النيراني للمدفعية فقد قصفت المدفعية الساحلية في بورسعيد نقط (بودابست) و (أوركال) الحصينة، كما قصفت المدفعية الساحلية في السويس الأهداف المعادية التى كانت تواجه قطاع الجيش الثالث.


        وقامت لنشات الصواريخ بتوجيه صواريخها ضد تجمعات العدو في رمانة ورأس بيرون على ساحل البحر المتوسط، وعلى خليج السويس وجهت اللنشات صواريخها على أهداف العدو الحيوية في رأس مسلة ورأس سدر.
        كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة البترول في بلاعيم وتمكنت من تعطيل الحفار الضخم بها، وعلى مدخل مضيق تيران في خليج العقبة وجهت اللنشات صواريخها ضد أهداف العدو في شرم الشيخ ورأس محمد.


        أما وحدات بث الألغام فقد قامت بإغلاق مدخل خليج السويس بالإلغام لمنع العدو من نقل البترول من حقول خليج السويس الى إيلات.


        ---------------------------------------------------------


        إنشاء الكباري على قناة السويس



        بعد عبور الموجات الأولى من القوات حاملة الصواريخ والمدفعية المضادة للدبابات واحتلالها للمواقع التى اعدها الإسرائيليون لإعاقة عبورنا بدأ سلاح المهندسين في تطبيق نظرية شق الساتر الترابي بخراطيم المياه المكثفة وهي فكرة مصرية 100% أبتكرها المهندس العسكري المقدم باقي ذكي.

        وكان التخطيط الذي وضعه اللواء جمال على قائد سلاح المهندسين مبنيا على أساس تخصيص 60 معبرا على طول مواجهة قناة السويس، مما كان يتطلب عمل 60 فتحه في الساتر الترابي وخصص لكل معبر فصيلة مهندسين عسكريين مدعمة بعدد من 5 قوارب خشبية حمولتها 1.5 طن و5 مضخات مياه وآلة جرف. وكانت الخطة تقضي بإقامة عدد 12 ممر في قطاع كل فرقة من فرق المشاه الخمس التى عبرت القناة.


        وكانت عناصر من المهندسين قد عبرت مع الموجة الأولى للعبور لتأمسن مرور المشاة في حقول الألغام كما قامت عناصر آخرى بتحديد محاور الثغرات في الساتر الترابي وأماكن رسو القوارب التى تحمل المضخات وبعد عبور هذه المجموعات بخمس دقائق بدأ عبور المجموعات المكلفة بتشغيل المضخات وفور وصولها الى الشاطئ الشرقي للقناة وضعت الطلمبات على المصاطب المعدة مسبقا.


        وفي الساعة الثالثة والنصف بدأ تشغيل الطلمبات وأندفعت المياة من الخراطيم كالسيول تكسح رمال الساتر وتم فتح الثغرة الأولى في قطاع الجيش الثاني في زمن قياسي لم يتجاوز ساعة واحدة، ثم توالى فتح الثغرات على طول المواجهة.


        وفي نفس الوقت أندفعت مئات من العربات الضخمة المحملة بالكباري واللنشات من أماكنها على الشاطئ الغربي الى ساحات الإسقاط المحددة على القناة وعن طريق المنازل السابق تجهيزها أقتربت العربات بظهرها من سطح المياه وأسقطت حمولتها الى الماء حيث بدأت وحدات الكباري في تركيبها.
        وبدأت الكباري تقام أمام الثغرات التى فتحت في الساتر الترابي وخلال فترة من 6 الى 9 ساعات كانت كل الكباري قد أقيمت، وقد تم إقامة 4 أنواع من الكباري:
        كباري أقتحام ثقيل حمولة 70 طن لعبور الدبابات والمدفعية الثقيلة.
        كباري أقتحام خفيف حمولة 25 طن لعبور المركبات بأنواعها والمدفعية الخفيفة والمشاة.


        كباري هيكلية لعبور بعض المركبات الخفيفة ولخداع العدو وطائراته المهاجمة.
        معديات حمولة 70 طن لنقل الدبابات.


        ويذكر أن الكوبرى الواحد كان يحتاج الى 5 ساعات من العمل المتواصل للإنتهاء من تركيبه، وكانت كل الكباري التى تم العمل بها أثناء الحرب سوفيتية الصنع من طرازTPP و LPP والتى ترجع الى الحرب العالمية الثانية، بينما رفض الإتحاد السوفيتي إمداد مصر بكباري حديثة من طراز B.M.P التى يتم تركيبها في ساعة ونصف الساعة فقط !!. كما أن كمية الكباري التى كانت بحوزة سلاح المهندسين لم تكن تزيد عن نصف العدد المطلوب لعبور قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني ولذلك تم الإستعانة بعدد من الكباري الإنجليزية الصنع من طراز بيلي التى تم الإستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية في قناة السويس عقب العدوان الثلاثي، وكان الكوبري الواحد من هذا الطراز يحتاج الى 24 ساعة لتركيبه، لذلك قام سلاح المهندسين بتطويرات مدهشة على هذا الطراز بحيث أصبح يحتاج الى ساعات معدودة لتركيبه.


        كما أستعان صلاح المهندسين بكباري مصرية 100% تم صنعها في مصانع وورش شركات القطاع العام تحت اشراف سلاح المهندسين.


        وفور الإنتهاء من تركيب الكباري أندفعت الدبابات والعربات المجنزرة والمعدات الثقيلة إلى الشاطئ الشرقي للقناة. وأستمر عبور المعدات الثقيلة خلال الليل بالتعاون مع الشرطة العسكرية التى بذلت مجهودا رائعا لإرشاد المعدات خلال الظلام بتمييز الطرق ووضع علامات الإرشاد ذات الألوان المختلفة الخاصة بالتشكيلات المقاتلة.

        تعليق


        • #19
          رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

          تحطيم خط برليف

          يتكون خط برليف من 16 حصن ممتدة من بورفؤاد شمالا الى بورتوفيق جنوبا على مواجهة 160 كم بفاصل من 10 الى 12 كم، وكانت الحصون موزعة على ثلاث قطاعات رئيسية:

          القطاع الشمالي: وكان يضم 7 حصون وهي من الشمال الى الجنوب (أوركال، لاهتزانيت، درورا، كيتوبا، بودابست، ميلانو، مفريكيت).
          القطاع الأوسط: وكان يضم أربعة حصون وهي (هيزايون، بوركان، متسميد، لاكيكان).



          القطاع الجنوبي: وكان يضم خمسة حصون هي (بوتزر، ليتوف، مفزياه، نيسان، كواي)


          ولقد أتضح فيما بعد أنه لم تكن هناك أي خطة إسرائيلية لإخلاء هذه الحصون وأرجع الخبراء ذلك الى الغرور الإسرائيلي الذى كان مؤمنا بإستحالة تقدم المصريين وعبورهم للقناة.


          وتبعا للخطة (بدر) فقد كان يتوجب على قوات المشاة بعد عبور القناة التقدم في عمق سيناء دون الإلتفات لحصون خط برليف نظرا لأن الإشتباك مع هذه الحصون أو ضرب حصار حولها فى الساعات الأولى للمعركة كان كفيلا بتأخير القوات لعدة ساعات عن تنفيذ الشق الأول من الخطة وهو الوصول الى عمق 10 الى 12 كم او ما يعرف في التعبير العسكري بـ إنشاء مناطق رؤوس كباري.


          هذا لا يعني أنه تم إهمال التعامل مع حصون خط برليف فى الخطة (بدر) وإنما كان التعامل معها مهمة الموجات التالية من القوات بحيث تتجه هذه القوات بعد عبور قناة السويس مباشرة الى الحصون وتطويقها وضرب الحصار حولها تمهيدا لاقتحامها.


          وقد دفع هذا التقدم المصري بوزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان الى أن يصدر قرارا عندما وصل الى موقع القيادة الأمامي يقضي بالتخلي عن جنود حصون خط برليف وأنه ينبغي أن يهرب كل من هو قادر على الهرب، أما الباقون بمن فيهم الجرحى فينبغي أن يبقوا في أماكنهم داخل التحصينات حتى يقعوا فى الأسر.


          ويجدر بالذكر أن حصن (بودابست) الواقع فى القطاع الشمالي كان هو الحصن الوحيد من حصون خط برليف الذى لم يسقط أبدا طوال الحرب برغم أنه كان هدفا محددا في الضربة الجوية وفي التمهيد النيراني كما أنه حُوصر لمدة ثمانية أيام متواصلة، وبعد معارك دامية قامت القوات المصرية برفع الحصار عن الحصن.




          ---------------------------------


          معركة المزرعة الصينية



          كانت معركة المزرعة الصينية احدي أهم المعارك التي كان لها تأثير كبير سواء من الناحية التكتيكية علي أرض المعركة أو من الناحية النفسية في حر أكتوبر، ‏ فلقد أوجدت هذه المعركة فكرا عسكريا جديدا يجري تدريسه الى الآن في جميع الكليات والمعاهد العسكرية العليا‏,‏ وكتب عنها أعظم المحللين العسكريين ومن بينهم محللون إسرائيليون‏.‏

          وأسفرت هذه المعركة عن فكر جديد لقائد الكتيبة ‏16‏ من الفرقة‏ 16‏ مشاة‏,‏ وهو المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأن، كما أبرزت معركة المزرعة الصينية مواقف بطولية عديدة لأفراد الكتيبة ‏18‏ مشاة بقيادة المقدم أحمد إسماعيل عطية‏,‏ وهي الكتيبة التي أذهلت العدو وكان لها دور كبير في تحقيق النصر بهذه المعركة‏.‏


          بدأت مهام الكتيبة يوم ‏6‏ أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط‏,‏ وكان المفترض أن تعبرها في ساعة‏,‏ ثم بدأت الكتيبة في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها علي رؤوس الكباري الأولي وصد وتدمير الهجمات المضادة التي وجهت إليها وكانت حصيلة ذلك تدمير ‏5‏ دبابات من قوات العدو‏,‏ وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها‏,‏ ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق المهمة التالية وهي احتلال رأس الكوبري النهائي‏,‏ مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو‏.‏
          اما اهم المعارك التى خاضتها هذه الكتيبة فكانت معركة المزرعة الصينية، ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلي عام ‏67‏ حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها‏,‏ وكان يطلق عليها أيضا قرية الجلاء‏.‏


          بدأت المعركة في هذه المنطقة عندما استنفد العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكباري فبدأ تفكيره يتجه إلي ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتي تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلي غرب القناة‏,‏ وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة‏16‏ مشاة وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار‏,‏ وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس علي هذا المحور‏.‏


          وخلال هذه الفترة ركزت القوات الإسرائيلية كل وسائل النيران من قوات جوية وصاروخية ومدفعية باتجاه تلك المنطقة‏,‏ وكان الهدف من الضرب وخاصة في مقر تمركز الكتيبة ‏18‏ هو تدمير الكتيبة أو زحزحتها عن هذا المكان باتجاه الشمال‏ بأي وسيلة.‏


          وبدأت معركة المزرعة الصينية يوم ‏15‏ أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال اليوم علي جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزا‏,‏ كما سلطت المدفعية بعيدة المدي نيرانها بشراسة طوال النهار‏,‏ واستمر هذا الهجوم حتي غروب الشمس‏,‏ ولم يصب خلال هذا الضرب سوي ‏3‏ جنود فقط‏,‏ وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التي اتبعتها الكتيبة‏,‏ فقبل أي ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة‏,‏ وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة‏.‏
          وفي الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم ترامت إلي أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات باعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة وفي الساعة الثامنة والنصف قام العدو بهجوم شامل مركز علي الجانب الأيمن للكتيبة مستخدما‏ 3‏ لواءات مدرعة بقوة ‏280‏ دبابة ولواء من المظلات ميكانيكي عن طريق ‏3‏ محاور اوكانت فرقة أدان القائد الإسرائيلي من ‏300‏ دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيلي‏ 200‏ دبابة ولواء مشاة ميكانيكي وتم دعمهم حتي يتم السيطرة‏,‏ وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكي وكتيبة مشاة ميكانيكي مستقلة‏,‏ وأصبحت بذلك قيادة ريشيف ‏4‏ كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و‏3‏ كتائب مشاه ميكانيكي وأصبحت تشكل نصف قوة شارون‏.‏


          ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات في هذا الاتجاه‏,‏ وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر‏,‏ حيث دمرت‏12‏ دبابة ولم تصب أي من دباباتنا بسوء‏,‏ وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت ‏15‏ دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا‏,‏ ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملي الـآر‏.‏بي‏.‏جي إلي الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتي احتدمت المعركة وقلبت إلي قتال متلاحم في صورة حرب عصابات طوال الليل حتي الساعة السادسة صباح اليوم التالي‏,‏ وقد تم تدمير‏60‏ دبابة في هذا الاتجاه‏.‏


          وفي الساعة الواحدة من صباح يوم ‏16‏ أكتوبر قام العدو بالهجوم في مواجهة الكتيبة ‏18‏ مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير ‏10‏ دبابات و‏4‏ عربات نصف مجنزرة‏,‏ ثم امتد الهجوم علي الكتيبة‏ 16‏ الجار الأيسر للكتيبة ‏18‏ مشاه وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي‏,‏ وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة‏,‏ ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وباشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتي أول ضوء‏,‏ وجاءت الساعات الأولي من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية علي سحب خسائرها من القتلي والجرحي‏,‏ ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتي ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين‏.‏


          وقد وصف الخبراء هذه المعركة بأن قالوا أن الكتيبة ‏16‏ مشاة والكتيبة ‏18‏ مشاة تحملت عبء أكبر معركة في حرب أكتوبر‏,‏ ان لم تكن أكبر معركة في التاريخ الحديث من حيث حجم المدرعات المشتركة بها‏,‏ كما كان لهذه المعركة أكبر الأثر في نصر أكتوبر المجيد وإعطاء العدو الإسرائيلي درسا لم ولن ينساه‏.




          ----------------------------------


          معركة جبل المر



          ان جبل المر كالقلعة الحصينة، احتله العدو وتمركز فيها ليصب منها نيرانها علي مدينة السويس خلال حرب 67‏ وحرب الاستنزاف، وكان الجبل من الحصانة حتى أُطلق عليه (جبل الشيطان) ويبلغ طول الجبل 8.5‏ كيلو متر وارتفاعه 117‏ مترا وتحيط به الكثبان الرملية من كل جانب مما يجعل صعود المركبات إليه امرا شبه مستحيل‏.‏

          ولكن هذا المستحيل لم يصمد أمام الجندي المصري، وفي اربعة ساعات فقط من صدور الأوامر بإقتحام الجبل كان العلم المصري يرفرف فوقه ليتحول إسمه من جبل المر الى جبل الفاتح وهو إسم اللواء الفاتح كريم الذى قاد إقتحام الجبل.


          وقصة ملحمة هذا الجبل تبدأ بعد ان قام الجيش الثالث الميداني بتنفيد دوره في خطة العبور العظيمة واقتحام خط بارليف الحصين‏,‏ وبعد تطوير الهجوم المصري لتحرير المزيد من الاراضي في عمق سيناء‏,‏ كان احتلال جبل المر احدي المهام القتالية للجيش الثالث حيث نجحت مجموعة من‏26‏ فردا فقط من تنفيذ المهمة بعد ‏4‏ ساعات فقط من صدور الاوامر اليها،‏ وكان ذلك صباح يوم ‏9‏ أكتوبر‏.‏


          كانت المهمة المكلف بها العقيد الفاتح كريم هي عبور القناة والتمركز في منطقة الشرق،‏ ثم يكون مستعدا للاشتراك في صد الهجمة المضادة للعدو خلال ست ساعات‏,‏ ثم يكون مستعدا بعد وصول المركبات والدبابات لتطوير الهجوم والتقدم في اتجاه الشرق للإستيلاء علي جبل المر وكان لهذا الجبل أهمية استراتيجية خاصة.


          ووصلت الأوامر محددة بالتحرك والإستيلاء على جبل المر، والمسألة لاتقبل انصاف الحلول والسرعة ضرورية لانهاء المهمة.


          وفي الطريق الى الجبل إذا بصواريخ العدو تنهال من كل جانب على اللواء وعندئذ حدثت المعجزة الألهية حيث لم تصب كل هذه الصواريخ والقذائف المنطلقة مركبة واحدة رغم ان اصابة الصواريخ تكون محققة بنسبة90%‏ والأكثر عجبا ان الصواريخ كانت تنغرس في الرمال دون انفجار‏.‏


          واضطرت المجموعة إلي التوقف محتمية باحدي تبات الرمال، وتوقف القائد الفاتح ليستطلع موقف قواته التي تحارب عدوا يفوقها عددا وعدة، وبعد دقائق قضاها القائد في استطلاع موقف قواته وهو موقف لايحسد عليه ويزداد مع استمرار المعركة سوءا‏.‏


          فالكتيبة اليمني محاصرة تماما من جميع الاتجاهات والكتيبة اليسري ترجلت من مركباتها بعد تحطم هذه المركبات وتحاول مع ذلك اقتحام الجبل اللعين‏,‏ وبعد ان أصبح موقف اللواء بالكامل ميئوسا منه‏.


          وقف العقيد الفاتح وسط جنوده صائحا “لا إله إلا الله ولاحول ولاقوة إلا بالله‏..‏ يارجال مصر‏..‏ مصر تناديكم ياشباب الوطن الله أكبر والعزة لله والنصر لنا سيروا علي بركة الله”‏.‏


          ويتقدم اللواء وما إن يصل القائد إلي مسافة 200‏ متر فقط حتي يفاجأ بخبر سار وهو أن الكتيبة اليسري بقيادة المقدم علي الغليض تمكنت من اقتحام الجبل رغم خسائرها الكبيرة‏,‏ غير ان قواهم قد انهكت وتغوص اقدامهم في الرمال بعد ان أوقع العدو بغالبيتهم بين قتيل وجريح‏,‏ وأخذ القائد يحث الجنود علي الصمود واستكمال المهمة‏,‏ واخذ يصيح‏:‏ “نحن قاب قوسين أو أدني من قمة الجبل يارجال فلابد من احتلاله‏”.‏


          ويشعل القائد حماس جنوده ويخبرهم بأن هذه المجموعة القليلة لاتقاتل وحدها ويقول لهم انه علي اليسار وعلي بعد خطوات من الجبل توجد باقي الكتائب فيطمئن الجميع ويزداد الحماس في الجنود ويواصلون زحفهم المقدس حتي وصلت المجموعة بالفعل إلي قمة الجبل‏.‏


          والحقيقة التي لم يكن يعلمها الجميع وربما لوعرفوها وقتها لانهارت مقاومتهم تماما أن القوات التي كانت علي اليسار لم تكن سوي قوات إسرائيلية تحصنت في قيادتها تحت الارض وتتوالي الأحداث فيعتقد العدو ان قواتنا بعد ان استولت علي قمة جبل المر واحتلته سوف تقوم بتطويقه كاملا وتدمير قواته تماما فيسرعون منسحبين في فوضي وانزعاج تاركين خلفهم حصونهم المنيعة‏.‏


          ويقوم العقيد الفاتح بابلاغ العميد حشمت جادو بأنه تم الاستيلاء علي جبل المر بعد ‏4‏ ساعات فقط من صدور الأمر باحتلاله ليقوم بالتالي بابلاغ اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني الذي لم يكن مصدقا‏,‏ وأخذ يسأل مستوضحا عدة مرات‏,‏ حتى رأى الإنجاز بنفسه، وحينها سأل الجنود‏ بماذا نسمي الآن جبل المر؟ فيصيحون جميعا نسميه جبل الفاتح يا افندم‏.


          ----------------------------------------


          معركة الطالية



          تعتبر معركة الطالية واحدة من أهم المعارك التي خاضتها قواتنا المسلحة خلال اقتحامها لخط بارليف، ففي هذه المعركة تكبد العدو الإسرائيلي ‏75‏ دبابة‏,‏ منها دباباتان سليمتان و‏4‏ عربات مضادة للدبابات و‏4‏ مركبات مجنزرة إضافة الى عدد كبير من القتلي والجرحي والأسري.

          وأظهرت معركة الطالية البسالة والشجاعة التى يتميز بها الجندي المصري وثباته في أحلك الظروف،‏ حيث حاول العدو القيام بعدة هجمات مضادة لاسترداد هذا الموقع الحيوي بالتعاون مع قواته الجوية التي قامت بغارات عنيفة‏,‏ وصلت الي ‏96‏ طلعة جوية في اليوم الواحد إلا أن قواتنا الباسلة كانت ترده دائما‏.


          ومنطقة الطالية عبارة عن تبة رملية تصلح لسير جميع أنواع المركبات وتمتد من الغرب الي الشرق وتقع علي مسافة‏7‏ كيلو مترات شرق القناة، وترتفع حوالي ‏49‏ مترا فوق سطح الأرض ويمكن منها المراقبة والسيطرة علي الطريق الأوسط‏.‏ ومن الشرق تشرف علي الهيئات حتي جبل حبيطة وجنوبا حتي تل سلام والدفرسوار وقرية الجلاء‏.‏


          لذلك فهي أهم نقطة في خط التباب الممتدة شرقا وبحذاء القناة ولأهميتها فقد اعتبرها العدو الهيئة الحاكمة في منطقة شرق التمساح واتخذها مركزا للقيادة في هذا القطاع‏.‏


          بدأت معارك الاستيلاء علي موقع الطالية في اليوم الأول للقتال (‏6‏ أكتوبر) بعد أن تحرك احتياطي العدو الموجود بها لايقاف هجوم وحدات الفرقة ‏16‏ مشاة القائمة بالعبور لكنه فشل ودمرت قواتنا له‏4‏ دبابات وعربة مجنزرة وتابعت مهمتها واستولت إحدي وحدات الفرقة علي التبة وقام العدو بهجوم مضاد لمحاولة الاسترداد لكنه فشل‏,‏ ومع تقدم قواتنا شرقا للاستيلاء علي رأس كوبري يوم ‏8‏ اكتوبر وبعد عبور القوة الرئيسية لمنطقة الطالية حاول الاسرائيليون الالتفاف حول مؤخرة اللواء لكن احدي السرايا استطاعت تدمير دبابة له فارتد قبل أن يصل للموقع وتمكنت قواتنا من تحقيق مهمتها في إنشاء رأس الكوبري‏.‏


          وفي يوم 9 اكتوبر حاول العدو القيام بعملية اختراق لرأس كوبري الفرقة مع التركيز المدفعي والطيران ونجح في اختراق جزئي غير ان الوحدات استمرت تقاتل العدو بشراسة‏,‏ حتي تم رده الي الشرق‏.‏


          ونجحت دبابة من دباباته باستخدام ستارة كثيفة من الدخان في الوصول الي جنوب الطالية محاولة اقتحام التبة غير ان قواتنا الموجودة بها تمكنت من التشبث بالارض وتدمير‏3‏ دبابات واسر جنديين وقتل باقي افراد القوة‏ كلها.‏
          ومع استمرار القصف الجوي للعدو وفشله في الوقت نفسه في الاستيلاء علي التبة دفع العدو بكتيبة صواريخ مضادة للدبابات في محاولة يائسة للاستيلاء عليها‏,‏ وتصدت له كتيبة دبابات مصرية وتمكنت من تدمير‏28‏ دبابة له علاوة علي‏4‏ عربات صواريخ‏.‏



          وبذلك انكسرت شوكة الهجوم المضاد وارتدت بقية الدبابات‏,‏ واستمر العدو في القصف الجوي للانتقام حتي آخر ضوء‏.‏


          وبعد آخر ضوء يوم‏14‏ اكتوبر عقب تمهيد نيراني من مدفعية العدو نجحت احدي سرايا دباباته في الوصول الي جنوب الطالية ولكنها فوجئت بكمين مصري محكم دمر لها دبابتين وارغمت باقي القوة علي الارتداد مما جعلها تهرب في اتجاه مخالف للذي اتت منه وتقع في حقل ألغام تسبب في تدمير‏6‏ دبابات وفرت الدبابتان الباقيتان‏.‏


          وخلال الفترة من‏14‏ حتي‏21‏ اكتوبر اصبح موقع الطالية هو الشوكة التي تهدد قوات العدو ومعداته المتجهة الى الدفرسوار لانها الهيئة الحاكمة والمسيطرة علي قطاع اختراقه في تل سلام والدفرسوار وقرية الجلاء‏.‏
          وعندما فقد العدو القدرة علي تحمل الخسائر قرر انهاء الموقف بالاستيلاء علي الطالية بأي شكل من الاشكال‏.‏



          واعتبارا من أول ضوء يوم‏21‏ اكتوبر قام بقصف نيراني متواصل وتركيز ضربات الطيران والهجوم بلواء مدرع وركزت كتيبة الدبابات من قوة اللواء علي هجومها في اتجاه الموقع‏,‏ وقامت مجموعة مدفعية الجيش من الضفة الغربية للقناة بصد وتدمير كتيبة دبابات العدو وكبدتها‏20‏ دبابة وأوقفت هجومها‏.‏


          ورغم محاولة الهجوم علي الطالية وحصارها من جميع الاتجاهات وتركيز نيران الاسلحة الثقيلة في أثناء اقتحامها تم تدمير جميع دبابات العدو‏ عن آخرها‏.‏


          ويعود الفضل في سرعة تدمير الدبابات المعادية المتقدمة للتبة الي حسن تصرف الضباط والجنود وخاصة أفراد المشاة المسلحين بالقنابل اليدوية المضادة للدبابات والرماه من أطقم المركبات المدرعة الذين حققوا مفاجأة للعدو بحسن اخفائهم لمركباتهم ودقة توجيه النيران.


          وعقب هذه المعركة المجيدة قال احد الاسري انه تم تبليغه من قبل قيادته إنه لن يقابل بأي مقاومة وأن مهمته هي أسهل مهمة يكلف بها جندي خلال معركة واستطرد الجندي قائلا لقد خدعني قائدي‏!!.‏


          ---------------------------------------------------

          القتال على الجبهة السورية



          بدأت القوات السورية هجومها في اللحظة نفسها التى بدأت فيها القوات المسلحة المصرية الهجوم طبقا للإتفاق بين القيادة العسكرية في البلدين.

          وعبرت 100 طائرة سورية على ارتفاع منخفض للغاية خط وقف إطلاق النار، وفتح نحو ألف مدفع النيران على المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان. ثم اندفعت الموجات الأولى من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة نحو “خط آلون”، وهو خط الدفاع الإسرائيلي في الجولان الذي يماثل خط برليف على الجبهة المصرية.


          ويمتد خط آلون على طول الجبهة السورية (نحو 70 كم).


          وتحت حماية رمي المدفعية الكثيف والمركز، والذي استمر حوالي 90 دقيقة، من مجدل شمس شمالاً، حتى وادي اليرموك جنوباً صاحبت البلدوزرات والدبابات حاملة الجسور الموجة الأولى من الدبابات المهاجمة، حتى تردم الخندق العريض المضاد للدبابات، وتقيم عليه المعابر في إجراء مماثل لعملية إنشاء المعابر على قناة السويس على الجبهة المصرية.



          وفي حوالي الساعة 15.00، استطاعت الدبابات وناقلات الجنود السورية اجتياز الخندق، في نقطتَي اختراق رئيسيتين: الأولى كانت عند مدينة القنيطرة، والثانية عند بلدة الرفيد.



          وفي الوقت نفسه بدأت أربع طائرات هليكوبتر في عمليات إبرار جوي على قمة جبل الشيخ، على ارتفاع 2814 متراً، حيث هاجمت القوات حامية المرصد الإسرائيلي، البالغ عدد أفرادها 55 جندياً، وقد تم الاستيلاء على المرصد بعد نصف ساعة من القتال العنيف لم ينج منه سوى 11 جندياً إسرائيلياً استطاعوا الفرار من الموقع.



          وقد حاول لواء إسرائيلي استرداد المرصد بهجوم مضاد، إلا أن وحدات المشاة المغربية، المرابطة عند سفوح جبل الشيخ، استطاعت أن تصد الهجوم، وتقتل 22 جندياً إسرائيلياً، وتصيب 50 آخرين بجراح .



          وقد تمكنت القوات السورية من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل الهضبة، حتى أصبحت على مشارف بحيرة طبرية.



          وبحلول مساء اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) كانت القيادة الإسرائيلية قد أستكملت تعبئة وحدات الاحتياطي وإرسالها إلى هضبة الجولان، وقد استطاعت هذه القوات المدعومة بسلاح الجو الإسرائيلي أن تصد الزحف السوري في القطاع الجنوبي.


          ومع تركيز القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية ولأن الجبهة السورية، التي تدفقت منها الدبابات، كانت تمثل الخطر المباشر والأقرب على القسم الشمالي من إسرائيل، فقد أمرت القيادة الإسرائيلية سلاح الجو أن تنقل مركز ثقلها وضغطها إلى هذه الجبهة، بدءاً من اليوم الثاني للقتال.



          واستمر الطيران الإسرائيلي في هجومه المركز على المدرعات والقوات السورية، في خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، على الرغم من فداحة الخسائر التي تحملها، نتيجة لقوة الدفاع الجوي السوري. وقد أدى اشتراك سلاح الجو الإسرائيلي في القتال إلى تدمير عدد كبير من المدرعات السورية، وهو ما ساعد القوات البرية الإسرائيلية على صد الهجوم السوري، ثم الانتقال إلى الهجوم المضاد.



          وابتداء من يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران الإسرائيلي العمق السوري بوحشية حيث تم قصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق، كما هوجمت محطة الكهرباء ومصفاة النفط في حمص، وخزانات النفط في طرطوس واللاذقية.



          ودارت معارك جوية عديدة بين الطيران الإسرائيلي والطيران السوري، الذي استمر في تقديم دعمه القريب للقوات البرية، في خلال معارك صد الهجوم المضاد الإسرائيلي، في جيب سعسع وفوق جبل الشيخ، حتى نهاية الحرب.
          وصباح يوم 8 أكتوبر قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبي وتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة “العال” متجهة شمالاً، حتى بلغت خط الجوخدار ـ الرفيد. وعلى المحور الأوسط، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أوشكت أن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية، التي جرت حولها معارك عنيفة، حتى اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من الخشنية يوم 10 أكتوبر خشية تعرضها لعملية إلتفاف.



          أما في القطاع الشمالي فقد انطلقت القوات السورية في الهجوم في المنطقة الواقعة إلى الشمال من مدينة القنيطرة. واستمر الهجوم في أثناء الليل. وبعد قتال استمر طوال يومي 7 و 8 اضطرت القوات السورية إلى إيقاف هجومها.
          ويوم 11 أكتوبر بدأ الهجوم الإسرائيلي المضاد، وتركز في القطاع الشمالي من الجبهة، فاتجه رتل نحو مزرعة “بيت جن”، في حين اتجه رتل آخر على الطريق الرئيسي: القنيطرة ـ خان أرينبة ـ سعسع. وفي اليوم التالي استولت القوات الإسرائيلية على مزرعة بيت جن.



          وفي أثناء الهجوم المضاد الإسرائيلي وصل اللواء المدرع 12 العراقي، التابع للفرقة المدرعة الثالثة إلى الجبهة السورية ليلة 10-11 أكتوبر وتمركز في الصنمين، على بعد 50 كم جنوبي دمشق. ثم تتالى وصول القوات العراقية.
          أما اللواء المدرع 40 الأردني فقد دخل سوريا يوم 12 أكتوبر، واحتشد في منطقة الشيخ مسكين، على الطريق المؤدي إلى القنيطرة. وقد باشرت القوات العراقية والأردنية عملياتها بهجمات مضادة على القوات الإسرائيلية، خاصة في القطاع الجنوبي.



          وقد فشل الهجوم المضاد الإسرائيلي في اختراق الجبهة السورية التي أنسحبت قواتها نحو خط الدفاع الثاني تحت الضغط الشديد ثم لم يلبث الهجوم أن أوقف تماما، إذ إن وصول القوات العراقية والأردنية إلى الجبهة، ومساهمتها في حماية الجناح الجنوبي للقوات السورية، وقيامها بهجمات مضادة، قد ساعد على ثبات الجبهة وصمودها.



          وبعد تجمد الموقف بدأت القوات السورية بمعاونة القوات العراقية والأردنية في التحضير لشن هجوم مضاد شامل. وكانت القيادة العسكرية السورية، قد خططت للقيام بهذا الهجوم، والبدء به في أسرع وقت ممكن، لمنع العدو من تحصين وضعه الدفاعي، ولتخفيف الضغط على الجبهة المصرية، بعد نجاح اختراق القوات الإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار.



          وفي 20 أكتوبر وزعت المهام على القوات السورية والعراقية والأردنية وعلى القوات العربية الأخرى وكان حجم القوات التي تقرر اشتراكها في الهجوم المضاد الشامل كافياً لرد القوات الإسرائيلية الموجودة في جيب سعسع، ثم متابعة الهجوم لتحرير هضبة الجولان غير أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 في 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وقبول مصر له أصاب الجبهة السورية بمفاجأة فاضطرت إلى وقف تنفيذ خطة الهجوم المضاد، والقبول بوقف إطلاق النار.



          ولم تكد الحـرب تنتهي حتى استؤنفت الأعمال القتاليـة بشكل محدود ثم تطورت تلك الأعمال حتى اتخذت بدءاً من 13 مارس 1974، شكل “حرب استنزاف” جديدة استمرت ثمانين يوماً وكانت تهدف إلى كسر حالة الجمود الناجمة عن الموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان.



          وفي 31 مايو 1974 توقفت الأعمال القتالية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات وكانت خسائر الحرب في الطرف السوري: 3 آلاف شهيد، و 800 دبابة، و 160 طائرة.

          تعليق


          • #20
            رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

            بعض من الملاحظات عن خطة الحرب والنصر


            وضع خطة المعركة



            بعد هزيمة يونيو 67 كان الواجب الرئيسي للقيادة العامة للجيش هو إعادة تنظيم وتدريب القوات المسلحة بعد حالة الإنهيار التى أصابتها في حرب يونيو. و يمكننا أن نقول أن وضع خطة تحرير الآراضي المحتلة قد بدأت عام 1967 وبالتحديد في شهر يوليو بناء على توجيه القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد وضعت خطة التحرير على مراحل عديدة ظلت فيها تتبدل ويضاف عليها بعد التعديلات الى أن وصلت في النهاية الى الخطة “جرانيت 2 المعدلة” والتى تم وفقا لها التعاون بين القيادتين المصرية والسورية يوم 7 يونيو 1973 وهي الخطة التى تغيير أسمها في النهاية لتصبح “بدر” ويجري تنفيذها في أكتوبر 73.



            الخطة 200

            خطة دفاعية وضعت في الفترة ما بين يوليو 1967 و16 مايو 1971 أثناء تولي الفريق عبد المنعم رياض، ثم المشير أحمد أسماعيل، ثم الفريق أول محمد أحمد صادق لرئاسة الأركان.

            يقول الرئيس الراحل أنور السادات عن هذه الخطة: “قبل أن يموت عبد الناصر بشهر واحد دعاني وذهبنا معا سويا الى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في مدينة نصر، وهناك جمع القادة المصريين والخبراء السوفييت ومحمد فوزي وزير الحربية في ذلك الوقت. ووقف الخبراء السوفيت والقادة المصريون لمدة 7 ساعات أمام عبد الناصر وأمامي يشرحون الخطة الدفاعية 200 التى أقرها الجميع. كان هذا هو الوضع العسكري الذى تسلمته من عبد الناصر: “خطة دفاعية سليمة 100%، ولكن لا وجود لخطة هجومية”.


            خطة الفريق صادق

            خطة هجومية وضعها الفريق أول محمد أحمد صادق رئيس الأركان وكانت تهدف الى تدمير جميع قوات العدو في سيناء والتقدم السريع لتحريرها هي وقطاع غزة في عملية واحدة ومستمرة، وعقب الخلاف مع الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان فيما بعد حول الإمكانيات الضخمة التى تحتاجها مثل هذه الخطة وحتى لو توفرت مثل هذه الإمكانيات فإننا نحتاج الى سنين للحصول عليها والتدريب على استخدامها.
            ولما كانت وجهة نظر الفريق الشاذلي صحيحة فقد تم الإتفاق على وضع خطتين، خطة تهدف الى الإستيلاء على المضايق وأخرى تهدف الى الإستيلاء فقط على خط برليف.و كان تنفيذ خطة الإستيلاء على المضايق يتوقف على مدى ما سيقدمه الإتحاد السوفيتي من أسلحة ومعدات. هذا وقد أكد الخبراء والمؤرخين العسكريين أن تنفيذ الخطة التى وضعها الفريق صادق نسبة الى الإمكانيات التى كانت تتوفر للجيش المصري وقتها يعد مستحيلا من الناحية العملية.


            خطة المآذن العالية

            هي أول خطة هجومية متكاملة يتم وضعها بعد حرب يونيو، حيث أن كل ما وضع قبل هذه الخطة لم يكن سوى مشروعات تعليمية تفترض وجود قوات ومعدات وأسلحة غير متوفره. كان الهدف النهائي لخطة المآذن العالية التى وضعها الفريق سعد الدين الشاذلي مقصورا على عبور قناة السويس وتحطيم خط برليف ثم التوقف على مدى من 10 الى 12 كم شرق القناة. و قد أكد الخبراء والمؤرخين العسكريين أنه برغم المميزات الكثيرة للخطة الا انها كانت تشتمل أيضا على عيوب منها:


            عدم حدوث أي تغيير مؤثر استراتيجيا في المنطقة إذ ان تحرير هذا المدى الضيق من سيناء سيُبقى أكثر من 90% من سيناء في يد إسرائيل.
            ستبقى جميع المناطق التى تحتوى على آبار بترول في سيناء في يد إسرائيل.
            ستبقى قناة السويس مغلقة أمام الملاحة الدولية وهي أهم ورقة سياسية في يد مصر.


            وقد وافق الفريق أحمد أسماعيل الذى تولى وزارة الحربية في 26 أكتوبر 1972 على تنفيذ هذه الخطة وتم تحديد ربيع عام 1973 لتنفيذها، الا أن ذلك القرار لم يلبث أن تغير فيما بعد.






            الخطة جرانيت 2

            خطة هجومية وضعت أثناء تولى الفريق سعد الدين الشاذلي لرئاسة الأركان وكانت أهدافها النهائية تتجه الى عبور قناة السويس والإستيلاء على خط برليف ثم الوصول الى منطقة المضايق كهدف استراتيجي.الا أن الفريق أحمد أسماعيل رأى عدم قدرة القوات المسلحة المصرية على تنفيذها.




            الخطة جرانيت 2 المعدلة (بدر)


            عقب صدور قرار من مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في 10 يناير 1973 بتعيين الفريق أحمد أسماعيل قائدا عاما للقوات الإتحادية وتعيين اللواء بهي الدين نوفل رئيسا لهيئة عمليات القيادة الإتحادية قامت هذه القيادة بدراسة الوضع للتخطيط للقيام بعملية هجومية على الجبهتين المصرية والسورية في توقيت واحد. ونظرا لبعض الأوضاع الإستراتيجية والجغرافية قررت هيئة العمليات الحربية المصرية برئاسة اللواء عبد الغني الجمسي تجهيز خطة جديدة تشمل تقدم القوات الى منطقة المضايق بعد العبور، ونظرا لأن الخطة الجديدة كانت بالضبط هي الخطة جرانيت 2 مع ادخال بعض التعديلات عليها لذلك فقد سميت بإسم (جرانيت 2 المعدلة) ثم تم تغيير أسمها قبل العبور بشهر واحد أي في سبتمبر 1973 ليكون (بدر) وجرى تقسميها الى مرحلتين رئيسيتين:


            المرحلة الأولى وتشمل العبور والإستيلاء على خط برليف والتقدم لمسافة 10 الى 12 كم في عمق سيناء.


            المرحلة الثانية وتشمل تقدم القوات شرقا والإستيلاء على منطقة المضايق.
            ولإيجاد فاصل بين المرحلتين كان يقال عند الإنتقال من ذكر المرحلة الأولى الى المرحلة الثانية عبارة (وبعد وقفة تعبوية) يتم القيام بتطوير الهجوم شرقا.
            وفي 7 يونيو 1973 جرت في القيادة العامة بمدينة نصر عملية تنظيم التعاون للخطة الهجومية المشتركة بين القوات المصرية والسورية والتى حضرها الفريق أحمد أسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي واللواء بهي الدين نوفل وعدد من الضباط المصريين والسوريين. وتم تحديد أهداف الخطة على الجبهتين كالتالي:
            سوريا: وصول القوات المسلحة السورية الى خط نهر الأردن – الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية.
            مصر: وصول القوات المسلحة المصرية الى خط المضايق الإستراتيجي شرق قناة السويس.




            -----------------------------------




            ملاحظات عن تدمير الساتر الترابي ...


            التغلب على الساتر الترابي



            في سلاح المهندسين قامت مجموعات خاصة بتحليل عدة عينات من الساتر الترابي تم جلبها اثناء احدى عمليات الإستنزاف، وجرت عمليات تحديد مكونات هذه الأتربة وانسب انواع الطلقات التى يمكن لها ان تخترق السد الترابي.


            وتماثلت نتائج التحليل مع نتائج تحليل عينات آخرى تم احضارها من جزيرة (البلاح) من نواتج اعمال تعميق وتطهير قناة السويس، وثبت ان مكونات نواتج التطهير الموجودة فى جزيرة البلاح ممائلة لمكونات الساتر الترابي الذى اقامته اسرائيل امام مواقعها الحصينة شرق القناة، وتم الرجوع الى ملف (التجريف) الذى سبق اعداده.



            وحكاية هذا الملف تعود الى عدة تجارب تمت بنجاح فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر على التعامل مع هذه الاتربة واثبتت هذه التجارب امكانية التغلب على الساتر الترابي بسرعة وفاعلية، بشرط تماثل مكونات الساتر الترابي مع نواتج تطهير القناة الموجودة فى البلاح، وترجع احداث هذه الخطة الى عامين سابقين عندما كانت قيادة الفرقة 19 مشاة تناقش دورها فى خطة الاعداد للعبور وكيفية نقل المشاة بكامل معداتها ومركباتها الى شرق القناة وكان ضمن المجتمعيين ضابط شاب برتبة مقدم اسمه (باقي ذكي) وكان وقتها يشغل منصب قائد فرع المركبات بالفرقة 19 مشاه.


            وكان المقدم باقي قد انتدب من قبل للعمل فى السد العالي وشهد هناك عملية تجريف رمال الجبال بإستخدام المياة المضغوطة وشرح ما رآه فى السد العالى عام 1964 عندما كان يتم التجريف بواسطة مضخات رفع مياه النيل ودفعها بقوة فى خراطيم يتم تسليطها على رمال الجبال التى يسهل بعد ذلك شفطها، وكان الأمر بالنسبة للساتر الترابي اسهل كثيرا لاننا لن نحتاج الى اعادة شفط الرمال لأنها ستنساب تلقائيا الى القناة نفسها.


            اذن المشكلة هي في توفير مضخات دفع المياة بهذه القوة امام مواقع معادية وفي وقت قصير والاهم توفير مصدر الطاقة التى ستدير هذه المضخات.
            وقبل ان يتم ارسال هذه النتائج التى توصلت اليها الفرقة 19 مشاة الى القيادات العليا تمت تجربة على نواتج التطهير فى البلاح باستخدام طلمبات ضغط عال تعمل بالطاقة الكهربائية وتحميلها على براطيم عائمة لتشفط المياه من القناة وتدفعها الى الخراطيم وحققت التجربة نجاحا مذهلا.


            وارسل اللواء سعد زغلول قائد الفرقة 19 مشاه هذه النتائج الى القيادة العامة وابلغ بها وزير الحربية زتم يومها نقل التفاصيل الى الرئيس جمال عبد الناصر الذى طلب مواصلة التجارب وتحديد المعدات المطلوبة.
            ومضت الشهور وعندما حان موعد وضع الخطط تم فتح ملف التجريف واعيدت التجربة مرة آخرى فى البلاح.


            واعدة وزارة السد العالي تقرير مفصل مدعم بالصور عن اسلوب التجريف الذى تم اتباعه فى اسوان، واستطاع سلاح المهندسين ان يضع مواصفات مدافع المياة المطلوبة بحيث تكون اصغر كثيرا من المعدات التى استخدمت فى السد العالى وان تعمل بالوقود حيث لن تتوافر الكهرباء.


            وبدراسة قدرة البراطيم العائمة على حمل الطلمبات الميكانيكية التى تعمل بالوقود وقوة المياة المندفعة ثبت نجاح الفكرة واصبح هناك مدفع مياه يستطيع فتح ثغرة فى الساتر الترابي فى وقت قياسي يفوق كل الوسائل التقليدية ومنها القصف والتفجير.




            التدريب على إقتحام خط برليف


            كانت الحاجة ملحة للتدريب على اقتحام خط برليف حتى اذا ما حانت اللحظة الحاسمة كان الرجال يعرفون طريقهم جيدا ولما كان ذلك مستحيلا من الناحية العملية لعدم وجود تخطيط بحوزة الجيش المصري لخط برليف استعانت المخابرات المصرية بالجاسوس المصري رفيع المستوى رفعت الجمال الذى استطاع على مدى ست سنوات كاملة منذ حرب 1967 بتزويد مصر بأدق التفاصيل


            عن قطاعات خط برليف ومن ثم استطاعت مصر بناء قطاعات مطابقة للخط على السهل الصحراوي المجاور لمناطق استصلاح الاراضي فى الصحراء الغربية ونقل الجنود الى مواقع التدريب العملي فى سيارات مطلية باللون الاحمر وعليها اسم احد المقاولين ووضعت وسط الخيام البالية فى هذا الموقع لافتة خشبية كتب عليها انها تابعة “للمؤسسة المصرية العامة لاستصلاح الاراضي” ولم ينس رجال المخابرات ان يطمسوا جزء من اللافتة بالرمال لاخفاء بعض احرف الكلمات بحيث يبدو الموقع متهالكا ولكى يكون على اجهزة قراءة الصور الجوية المعادية ان تستخدم خيالها فى استكمال الاحرف الناقصة ثم تُهلل فرحا لرصدها!.





            ------------------------




            ملاحظات عن تحديد يوم وساعة القتال ...




            تحديد يوم القتال وساعة الصفر


            بدأت رحلة تحديد الأيام المناسبة للعبور فى مكتب رئيس هيئة العمليات عندما وقف امامه العقيد صلاح فهمي ضابط التخطيط بهيئة العمليات ليعرض عليه التقرير اليومي وملخص ما تبثه إذاعات العالم عن الموقف الدولي وكل ما يتعلق بمصر وإسرائيل.

            ونظر اليه اللواء الجمسي طويلا.. ثم قال له “يا صلاح.. هناك كتيب اعدته المخابرات العامة وطبعته بعنوان (الأعياد والمناسبات اليهودية في إسرائيل) .. هات الكتاب ده وادرسه جيدا..
            ولم يكن من الصعب ان يستنتج العقيد صلاح فهمي ان الهدف هو تحديد اليوم المناسب للعبور، وبالعف اصبحت مسئولية تحديد الأيام المناسبة للعبور على عاتق سبعة من الضباط تنحصر اتصالاتهم داخل دائرة مغلقة تماما عليهم وعلى رئيس هيئة العمليات وتتراوح رتبهم بين عقيد ومقدم ويرأسهم عميد يخضع مباشرة لرئاسة اللواء الجمسي.
            وكان من الضروري ان يتوفر فى هذه المجموعة هدوء الأعصاب والقدرة على التركيز العميق وتحليل المعلومات والرؤية المستقبلية الواضحة والتعاون الكامل والفكر المشترك الذى يحقق التفاهم الكامل للعمل بروح الفريق.
            وكان البحث يقتضي تحديد انسب الشهور ثم انسب الايام فى الشهر الذى يقع علية الاختيار.
            وبينما كان العقيد صلاح فهمي يعكف على دراسة الكتيب، كانت هناك دراسات آخرى امام الضباط السبعة الهدف منها البحث عن افضل شهور السنة لاقتحام القناة من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وكان من المهم فى اليوم الذى يقع علية الاختيار ان يتميز بطول ليله وان يكون في شهر من الشهور التى لا تتعرض لتقلبات جو شديدة تؤثر على تحرك القوات.


            ولاكتمال عنصر المفاجأة امتدت الدراسة الى البحث في العطلات الرسمية في اسرائيل بخلاف يوم العطلة الاسبوعية وهو السبت.


            وبدأ شهر أكتوبر يبرز من بين كل الاحتمالات فهو في الثلث الأخير من العام وهو داخل الإطار الذى حدده الرئيس السادات للعبور، وهو من الشهور التى تجري فيها مناورات الخريف المعتادة مما يجعل التحركات العسكرية تتم تحت ستار المنورات والمشروعات التدريبية.


            كما ان شهر اكتوبر يحتوى على ثمانية اعياد يحتفل بها الاسرائيين ومنها عيد الغفران المعروف بيوم كيبور، وعيد المظلات، وعيد التوراة، وتطرقت الدراسة الى طرق الاحتفال بكل عيد من هذه الاعياد ومدى تأثيره على اجراءات التعبئة في اسرائيل.


            وفي عيد الغفران (يوم كيبور) وهو يوم سبت ستتوقف الاذاعة والتلفزيون فى اسرائيل عن العمل وهو يوم صيام وسكون تام وهذا يعنى استحالة استخدام الاذاعة والتلفزيون فى استدعاء قوات الاحتياط وحتى اذا تم تشغيلها فان احدا لن يستمع اليها لان الناس تعرف ان الاذاعة والتلفزيون لا تبث شيئا فى هذا اليوم مما يضطر القيادة الاسرائيلية الى استخدام وسائل اخرى تستغرق وقتا طويلا حتى يم تعبئة الاحتياط.


            وهذا الوقت الطويل هو المطلوب بالنسبة لقوات العبور.
            كما ان هذا اليوم يتميز بأن ضوء القمر سيكون ظاهرا فى النصف الأول من الليل لأنه يوم العاشر من الشهر العربي كما ان النصف الثاني سيكون مظلما وهذا يناسب تماما خطة العبور بحيث تنتهي وحدات سلاح المهندسين من انشاء وتركيب الكباري فى ضوء القمر ليستمر تدفق العبور بالأفراد والأسلحة والمعدات تحت جنح الظلام.


            كما سيصادف السادس من أكتوبر العاشر من شهر رمضان وهو شهر الصيام مما يساعد على خداع العدو أكثر وأكثر.
            كما سينشغل الرأى العام في إسرائيل كثيرا مع بداية اكتوبر في حملات الانتخابات الخاصة ليوم التصويت فى انتخابات الكنيست (البرلمان) والمحدد لها 28 اكتوبر 1973.


            وسيكون فرق المنسوب بين المد والجزر فى القناة اقل ما يمكن مما يتيح انسب الظروف لعبور القوارب المطاطية وبناء الكباري.
            وبالنسبة للجبهة السورية كان هذا اليوم مناسبا ولا يمكن تأجيله عن بدايات اكتوبر لتجنب موسم البرد الشديد وتساقط الجليد.


            وانطلاقا لكل هذه الاسباب بدأ التنسيق مع القيادة السورية لعقد اجتماع مشترك، وبالفعل حضر الى الاسكندرية يوم الثلاثاء 21 اغسطس 1973 اعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة السورية المكون من اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور رئيس الأركان، واللواء ناجي جميل قائد القوات الجوية، واللواء حكمت الشهابي مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرازق الدرديري رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات الجوية.


            وعلى الجانب المصري حضر الإجتماع الذى عقد في سرية تامة بمقر قيادة القوات البحرية بقصر رأس التين، الفريق أول احمد اسماعيل وزير الحربية، الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، اللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجوي، اللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية، اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية، اللواء عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات، اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية.


            واتفق المجتمعون على ان شن الحرب يجب ان يبدأ قبل نهاية أكتوبر تجنبا لموسم الجليد في سوريا، كما اتفق الجانبان على ان القوات المسلحة فى الجبهتين جاهزة لتنفيذ المهمة المسندة اليها.
            لكن اليوم والساعة ظلا موعد جدل..


            كان هناك اقتراح سوري ببدء الحرب احد ايام الاسبوع الثاني من سبتمبر بين 7 و11 من ذلك الشهر وكان الاقتراح الثاني يحدد يوم الهجوم ما بين 5 و11 اكتوبر. وكا انسب هذه الأيام بالنسبة للجبهة المصرية هو السادس من أكتوبر.
            وتحددت فترة العد التنازلي للهجوم بعشرين يوم تبدأ باليوم (ي – .) اى قبل يوم الهجوم (ي) بعشرين يوم، وكان من رأى الجانب السوري انه يحتاج لخمسة ايام كاملة لتفريغ معامل تكرير البترول فى حمص لانها لو تعرضت للقصف وهي مليئه بالبترول ستشكل كارثة محققة.


            وبالنسبة لساعة الصفر (س) اقترح الجانب المصري ان تكون بعد الظهر حيث يكون قرص الشمس قد مال نحو الغرب واصبحت اشعتها خلف المدفعية المصرية وفي مواجهة العدو مباشرة مما يمثل نقطة تفوق للجانب المصري، الا ان الجانب السوري اعترض على ذلك لأن القوات السورية تتجه فى قتالها نحو الجنوب الشرقي ولذلك يفضل الجانب السوري ان تكون ساعة الصفر صباحا مع اول ضوء.


            واقترح الجانب المصرى تعديل الخطة لتبدأ القوات السورية هجومها اولا ثم تنطلق القوات المصرية بعد الظهر، واعترض الجانب السوري على ذلك حتى لا يواجه وحدة النشاط الجوي الاسرائيلي لعدة ساعات مع احتمال قيام العدو بهجوم مضاد على الجبهة السورية قبل هجوم الجبهة المصرية، كما ان اختلاف ساعة الصفر (س) سيفقد الخطة ميزة الهجوم المفاجئ في وقت واحد.


            ودرس المجتمعون ان تقوم الجبهة المصرية بالهجوم يوم 6 أكتوبر على ان تؤجل الجبهة السورية هجومها الى فجر 7 أكتوبر لكن هذا الاقتراح تم استبعادة لاعتبارات سياسية باعتباره سيجعل الصورة تبدو كأنها حرب مصرية بدأتها مصرية ولحقت بها سوريا فضلا عن فقدان ميزة الهجوم المفاجئ ايضا.
            وانتهى الاجتماع الى رفع كل النتائج التى تم التوصل اليها الى القيادة السياسية فى البلدين.


            وبالفعل عندما وصل اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع الى دمشق ليجتمع بالرئيس حافظ الأسد كان الرئيس السادات فى اليوم نفسه يتجه ضمن جوله عربية الى دمشق فى زيارة رسمية.
            واتفق الرئيسان على استبعاد كل التوقيتات التى تجعل يوم الهجوم (ي) احد ايام سبتمبر واتفقا على ان يبدأ القتال بين يومي 5 و10 أكتوبر مع ترجيح يوم السادس او قبله بيوم واحد، واقترح الرئيس السادات تخفيض فترة العد التنازلي من 20 يوم الى 15 يوم فقط.


            وفى نهاية الاجتماع قدم الرئيس السادات تفويضا كاملا للرئيس السادات باعتباره القائد الاعلى للقيادة الموحدة للدولتين (مصر وسوريا) ليقوم بتحديد التوقيتات واطلاق شرارة الهجوم، وعلى ذلك تقرر ان يكون يوم (ي) هو السادس من اكتوبر وان يبدأ العد التنازلي قبله بـ 15 يوما اى يكون (ي – 15) هو الجمعة 21 سبتمبر 1973


            تعليق


            • #21
              رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

              قالوا عن الحرب




              ان المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما اذا كنا نطلع الامة علي حقيقة الموقف السيء ام لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة او كابوس مروع قاسيت منه انا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة



              جولدا مائير
              رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب اكتوبر




              ----------------------------------------------




              ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب

              تريفور ديبوي
              رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي
              للمعارك التاريخية في واشنطن


              ----------------------------------------------




              ان الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة خاصة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت بصره

              الجنرال فارار هوكلي
              مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني



              ----------------------------------------------



              ان النجاح العظيم الذي حققه العرب في هجومهم يوم اكتوبر انـما يكمن في انهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي كذلك

              الجنرال الفرنسي الراحل
              اندريه بوفر



              ----------------------------------------------



              هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.

              المؤرخ العسكري البريطاني
              ادجار اوبلانس



              ----------------------------------------------



              ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي ان اقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل واننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا ان منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لارسال الدبابات الي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا

              موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر
              مؤتمر صحفي في 1973/10/9



              ----------------------------------------------



              ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل وان ماحدث في هذه الحرب قد ازال الغبار عن العيون ، واظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك الي تغيير عقلية القادة الاسرائيليين

              من تصريحات موشي ديان ديسمبر 1973


              ----------------------------------------------



              لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من اكتوبر لذلك ينبغي الا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الاسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في اسرائيل الان بضرورة اعادة النظر في علم البلاغة الوطنية ان علينا ان نكون اكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة

              أبا ابيان وزير خارجية اسرائيل خلال حرب اكتوبر
              نوفمبر1973



              ----------------------------------------------



              لاشك ان العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والاحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب اجاب انظروا الي مايجري في اسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الاجابة علي هذا السؤال

              اهارون ياريف مدير المخابرات الاسرائيلية الاسبق
              ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
              1974/9/16



              ----------------------------------------------



              ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتي ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في احداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الاسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية



              من مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة اسرائيل الاسبق


              ----------------------------------------------




              لقد تحدثنا اكثر من اللازم قبل السادس من اكتوبر وكان ذلك يمثل احدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم اكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدا العالم الخارجي يتجه الي الثقة بأقوالهم وبياناتهم


              من تعليقات هيروتزوج


              ----------------------------------------------



              ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لاسطورة اسرائيل فى مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالى خمسة مليارات دولار و احدثت تغيرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الاسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ، رغم ان هذه الحالة لم تكن تركز على اسس صلبه كما ظهر الى ازمة بالغه العمق كانت اكثر حده و خطورة من كل الازمات السابقه عير ان النتائج الاكثر خطوره كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى
              لقد انتهت ثقة الاسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل و هذا اخطر شيئ يمكن ان تواجهه الشعوب و بصفه خاصه اسرائيل و قد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين ادتا الى استقطاب اسرائيل على نحو بالغ الخطورة فمن ناحية كان هناك من بداوا يشكون فى مستقبل اسرائيل و من ناحية اخرى لوحظتعصب و تشدد متزايد يؤادى الى ما يطلق علية اسم عقدة الماسادا – القلعة التى تحصن فيها اليهود اثناء حركة التمرد اليهودية ضد الامبراطورية الرومانيه ، و لم يستسلوا و ماتوا جميعا



              من كتاب الى اين تمضى اسرائيل
              ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الاسبق



              ----------------------------------------------



              بالنسبة لاسرائيل ففي نهاية الأمر انتهت الحرب دون ا ن نتمكن من كسر الجيوش العربية لم نحرز انتصارات لم نتمكن من كسر الجيش المصري او السوري علي السواء ولم ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي واننا لو قيمنا الانجازات علي ضوء الاهداف لوجدنا ان انتصار العرب كان اكثر حسما ولايسعني الا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من اهدافهم فقد اثبتوا انهم قادرون علي التغلب علي حاجز الخوف والخروج الي الحرب والقتال بكفاءة وقد اثبتوا ايضا انهم قادرون علي اقتحام مانع قناة السويس ، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من ايدينا بقوة السلاح


              الجنرال الاسرائيلي يشيعيا جافيتش
              ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
              16/9/1974



              ----------------------------------------------



              تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من اكتوبر سقطت اسرائيل من أعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة علي مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليون قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الامور المسلم بها والمباديء والاوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الاحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين ، ومن وجهة نظر الرجل الاسرائيلي العادي يمكن ان تحمل حرب اكتوبر اكثر من اسم ، مثل حرب الإفاقة من نشوة الخمر أو انهيار الاساطير أو نهاية الأوهام أو موت الابقار المقدسة عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة في يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التي تـم الاستيلاء عليها من العدو اما في هذه المرة علي العكس اقيم معرض كبير في القاهرة بعد مرور شهرين علي الحرب وفيه شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الاسلحة الاسرائيلية التي تـم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب .
              وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون الي ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون في موجة السعادة والفخر ، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والفزع واحتاج الكثيرون منهم الي التردد علي قسم العلاج النفسي في الادارة الطبية التابعة للجيش نظرا لاصابتهم بصدمة قتال



              أمنون كابيليوك معلق عسكري اسرائيلى
              كتاب اسرائيل انتهاء الخرافة



              ----------------------------------------------



              هذه هي أول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون الي علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم الي المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب ان علي اسرائيل ان تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة الي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح اسئلة هل نعيش علي دمارنا الي الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخري


              زئيف شيف معلق عسكري اسرائيلى
              كتاب زلزال اكتوبر
              حرب يوم عيد الغفران



              ----------------------------------------------



              اني أحصي للعرب خمسة انجازات هامة :
              أولا : نجحوا في احداث تغيير في الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الامريكية بصورة غير مواتية لاسرائيل
              ثانيا : نجحوا في تجسيد الخيار العسكري مما يفرض علي اسرائيل جهودا تثقل علي مواردها واقتصادها
              ثالثا : نجحوا في احراز درجة عالية من التعاون العربي سواء علي الصعيد العسكري او الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول في اكتوبر
              رابعا : استعادت مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد ان كانت قد فقدتها قبل ذلك بعشر سنوات
              خامسا : غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 واصبحوا اقدر علي العمل الجاد




              البروفيسور الاسرائيلي شمعون شامير
              ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس 1974/9/16



              ----------------------------------------------



              ان التوتر الذى ساد حزب العمل فى 1973 اصاب الحزب بالشلل و جعله غير قادر على اتخاذ قرار بشان الدخول فى مفاوضات سلام مع العرب و ادى ذلك الى فشل مهمة جونار يارنج للوساطه بين مصر و اسرائيل فكانت النتيجة هى نشوب حرب عيد الغفران و انتهاء بسلطة حزب العمل و بالتالى الى تعادل فى القوه بين اليمين و اليسار و هذا التعادل ما زال يمكن النظام السياسى فى اسرائيل حتى الان و اذا لم يظهر فى اسرائيل زعيم مستشقل حتى الرابع من مايو عام 1999 موعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية ، فسوف يكون من الصعب جدا منع وقوع الكارثة التالية



              يوسى بيلين عضو الكنيست و احد زعماء حزب العمل


              ----------------------------------------------



              انه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضته الجيوش المصرية والسورية استرد العرب كبرياءهم وثقتهم في انفسهم مما أدي الي تدعيم النفوذ العربي علي الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب ان كفاءة الاحتراف في التخطيط والاداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكنا لأي جيش آخر في العالم ان يفعل ماهو افضل منها ولقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب اركان الحرب ، وعلي الاخص عنصر المفاجأة التي تـم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس علي جبهة عريضة لقد فشلت المخابرات الاسرائيلية فشلا ذريعا حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية علي النوايا المعادية بينما تـم تجاهل القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان وأدي الخطأ في حساب القدرات العربية الي نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب آخر يجب اعطاء فضل كبير الي الامن العربي والسرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفي لتأكيد المفاهيم الاسرائيلية الخاطئة المسبقة لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها باسلوب استراتيجي وخاضها الاسرائيليون بأسلوب تكتيكي فرض المصريون حصارا ناجحا علي حركة الملاحة الي ميناء ايلات وذلك باغلاق مضيق باب المندب ويبدو ان حصارهم في البحر المتوسط منع معظم السفن المحايدة والاسرائيلية من الاقتراب من الشاطيء الاسرائيلي في الجبهة الجنوبية فشلت محاولات اسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلا ذريعا بفضل فاعلية الدفاع المصري قرر الاسرائيليون ايضا محاولة الاستيلاء علي مدينة السويس ولكن رغم ان دباباتهم توغلت الي قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة جدا لدرجة اجبرتهم علي الانسحاب بعد ان اصيبوا بخسائر كبيرة



              المؤرخ العسكري الامريكي تريفور ديبوي رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن
              الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة
              27-31 اكتوبر 1975



              ----------------------------------------------



              بالنسبة لاسرائيل فان حرب اكتوبر احدثت تغييرا تاما في استراتيجيتها اذ قذفت به قوة من موقف الهجوم الي موقف الدفاع فقد كانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ نشأتها بل ان الاركان العامة الاسرائيلية لم تعبأ بالتفكير في الوضع الدفاعي
              لقد ادرك الجندي الاسرائيلي ان الدفاع اصبح حيويا لبقائه علي قيد الحياة فأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت
              اسرائيل تنظر اليه بعين الاستعلاء قبل الحرب اصبح مقبولا كضرورة عسكرية لحماية الحدود الاسرائيلية بعد العمليات العسكرية الرائعة التي شهدتها الفتوحات الاسلامية القديمة والحروب الصليبية تضاءلت مكانة الجندي العربي في نظر الغرب باستمرار لاسباب متنوعة لادخل له بها وقد اكثرت اسرائيل من دعايتها في هذا الإطار الي أن فوجئت في حرب اكتوبر ، بالجنود العرب يحطمون القيود ويقهرون الاسرائيليين ويأسرون المئات منهم ويسقطون المئات من طائراتهم ، ويدمرون المئات من دباباتهم و خلاصة القول ان الجنود العرب قضوا علي اسطورة السوبرمان الاسرائيلي الذي لايقهر وتنطبق علي العرب الحكمة التي قالها نابليون وهي
              ان النسبة بين الروح المعنوية والعتاد الحربي تبلغ ثلاثة الي واحد
              لقد كانت حرب اكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الاوسط اذا نظرنا اليه قبلها وبعد ها اذ ان اشياء كثيرة في المجالين العسكري والاستراتيجي لن تعود ابدا الي ماكنت عليه قبل هذه الحرب التي كانت سببا في اعادة تقييم الاستراتيجيات القومية والدولية




              المؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس
              الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975




              ----------------------------------------------



              ان الدروس المستفادة من حرب اكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم اكثر مما تتعلق بالالات التي يقومون بتشغيلها فالانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الاخر رغم انها تمت تحت بصره وتكملة لهذا اظهر الجنود روحا معنوية عالية وجرأة كانتا من قبل في عداد المستحيل



              الجنرال فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني
              الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 27-31 اكتوبر 1975




              ----------------------------------------------



              كان كافة الخبراء العسكريين والمسئولين السياسيين واثقين من ان العرب لن ينجحوا ابدا في مباغتة الجيش الاسرائيلي وكانت الادلة المبررة لذلك كثيرة ومتنوعة علي عكس ماحدث في حرب اكتوبر فأولا كانت هناك ثقة بالغة في اجهزة المخابرات الاسرائيلية التي كان يقال عنها انها من افضل اجهزة المخابرات في العالم خاصة وانه كان معلوما للجميع ان الاجهزة الامريكية الخاصة علي صلة وثيقة بها ثم ان مناطق الاحتكاك الخطيرة والتي هي مراقبة باستمرار تتميز بابعادها الصغيرة فقد كان باستطاعة طائرات الاستطلاع والاقمار الاستطلاعية الامريكية ان تصور كل العمق في المناطق العربية الخلفية ، ونادرا ما تجتمع مثل هذه الظروف الصالحة لمراقبة جبهات معادية ولهذا بدا عنصر المباغتة مستبعدا خاصة وان عائقا صناعيا من الصعب اجتيازه هو قناة السويس يحمي الخط الاسرائيلي الاول ويتيح مقاومة سهلة وفعالة لقد كانت المفاجأة العربية في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 اكتوبر وحدث ماكان غير متوقع علي عكس التأكيدات المنافية من جانب كافة رجال السياسة والخبراء العسكريين والصحفيين والمتخصصين في كافة البلاد



              الجنرال الفرنسى البرت ميرجلين
              الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975




              ----------------------------------------------



              في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر اسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ، ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل ان يموت غير انه رأي كل شيء لقد كان في وسع القدر ان يعفي هذا المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الاسابيع الثمانية الاخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك ان صحوة او لرئيس لمجلس الوزراء الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم باكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ، ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه حتي قاع من الضياع لاقرار له فهل كان الرئيس المصري انور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من اكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه انـما اطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم ان كل شيء من اوروبا الي امريكا ومن افريقيا الي آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران فان شيئا ما اكثر عمقا قد انقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالم الصناعي ومستعمراته القديمة



              الكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه
              كتاب الايام المؤلمة في اسرائيل




              ----------------------------------------------



              ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض امر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل انها اصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية اي امة وقد دفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة اسابيع وفقا للارقام الرسمية 2523رجلا وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ماخسرته امريكا خلال عشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف لقد اسفرت الحروب الاسرائيلية العربية السابقة عن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر ، اما في هذه المرة فان اول كتاب صدر في اسرائيل كان يحمل اسم المحدال اي التقصير وفي عام القي الجنرالات الاسرائيلية و كلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حول حملاتهم المختلفة ، وماكادت حرب 1973 تبدأ حتي اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسي الاهانات سواء كان ذلك في الصحف المحلية او العالمية واستقبلت الامهات الثكلي والارامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بانه سفاك وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال ، مع استعراض الغنائم التي تـم الاستيلاء عليها من العدو ، اما في هذه المرة فان شيئا من هذا لم يحدث بل علي العكس سرعان ماعرف الاسرائيليون ان معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح في القاهرة ولأول مرة ايضا شاهد الاسرائيليون المنظر المخزي لاسراهم ورؤوسهم منكسة علي شاشات التليفزيون العربي



              الصحفي البريطاني دافيد هيرست
              كتاب البندقية وغصن الزيتون



              ----------------------------------------------



              لقد غيرت حرب اكتوبر عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط بارليف غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الاوسط بأسره



              صحيفة الديلي تلجراف البريطانية

              1973/10/7


              ----------------------------------------------



              كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة اسرائيل العسكرية وعلي ذلك يمكن ان نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب ان اثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته ، وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير الي الرأي العام العالمي



              صحيفة التايمز البريطانية
              1973/10/7



              ----------------------------------------------



              ان المصريين و السوريين يبدون كفاءة عالية و تنظيما و شجاعه لقد حقق العرب نصرا نفسيا ستكون له اثاره النفسية ان احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناه يعد نصرا ضخما لا مثيل له تحطمت معه اوهام الاسرائيلين بان العرب لا يصلحون للحرب



              صحيفة واشطن بوست الامريكية
              1973/10/7



              ----------------------------------------------



              ان الاسبوع الماضي كان اسبوع تأديب وتعذيب لاسرائيل ومن الواضح ان الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الاسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا ان الحرب كلفتهم خسائر باهظة وان المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين علي القتال



              صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية
              1973/10/11




              ----------------------------------------------



              واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل ومن المؤكد ان عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم وفي نفس الوقت ينتاب الاسرائيليين احساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الاليم الذي كلفهم كثيرا ان المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنودا لاحول لهم ولاقوة وتشير الدلائل الي ان الاسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط امام القوات المصرية و السورية المتقدمة



              صحيفة التايمز البريطانية
              1973/10/11




              ----------------------------------------------



              لقد وضح تماما ان الاسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء عندما قال : ان هذه أصعب حرب تخوضها اسرائيل منذ قيامها سنة 1948 ويشيد الاسرائيليون بقوة الجيوش العربية وشجاعة المقاتل العربي ويقولون إن هذه الجيوش مدججة بأحدث وأخطر انواع الاسلحة لم يحدث في تاريخ العرب ان حملوا واستخدموا مثل هذه الاسلحة



              وكالة رويتر من تل ابيب
              1973/10/11



              ----------------------------------------------



              لقد اتضح ان القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لايقهرون ، ان الثقة الاسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لاتميل الي الحلول الوسط وان هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب اكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه



              صحيفة ديلي صن البريطانية
              1973/10/12



              ----------------------------------------------



              ان نظرية الحدود الآمنة التي تبنتها اسرائيل منذ انشائها حتي الآن بغرض التوسع ، قد انهارت تماما ، وانه لابد للعقلية العسكرية الاسرائيلية ان تتغير في ضوء حرب اكتوبر ان اسطورة نفسية قد تحطمت هذه المرة ويجب علي اسرائيل منذ الآن ان تتخلي عن فكرة ان أمنها يتحقق بمجرد احتلال الاراضي



              صحيفة ديلي تلجراف البريطانية
              1973/10/12



              ----------------------------------------------



              لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء اسرائيل


              صحيفة ديلي ميل البريطانية
              1973/10/12




              ----------------------------------------------



              ان القوات المصرية والسورية قد امسكت بالقيادة الاسرائيلية وهي عارية ، الامر الذي لم تستطع ازاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف الا بعد ثلاثة ايام ، لقد كان الرأي العام الاسرائيلي قائما علي الاعتقاد بأن اجهزة مخابراته هي الاكفأ ، وان جيشه هو الاقوي والآن يريد الرأي العام في اسرائيل ان يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا حتي ان السؤال الذي يتردد علي كل لسان في تل ابيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الاسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقا



              مراسل وكالة اليونايتد برس في تل ابيب
              1973/10/12




              ----------------------------------------------



              ان حرب اكتوبر قد اطاحت بنظرية الحدود الامنة كما يفهمها حكام تل ابيب ، فقد اثبتت ان امن اسرائيل لايمكن ان يكفل بالدبابات والصواريخ ، وانـما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية



              صحيفة لومانتيه الفرنسية
              1973/10/17




              ----------------------------------------------



              ان الكفاح الذي يخوضه العرب ضد اسرائيل كفاح عادل ، ان العرب يقاتلون دفاعا عن حقوقهم ، واذا حارب المرء دفاعا عن ارضه ضد معتد فانه يخوض حربا تحريرية ، اما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فانها عدوان سافر



              صحيفة تسايتونج الالمانية الديمقراطية
              1973/10/19




              ----------------------------------------------



              ان مصر قد لحقت باسرائيل وسبقتها تكنولوجيا في ميدان الصواريخ والاليكترونيات



              صحيفة الاوبرزفر البريطانية
              1973/10/20



              ----------------------------------------------



              لقد واجه الاسرائيليون خصما يتفوق عليهم في كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت اسرائيل في نفس الوقت خصما افضل تدريبا وأمهر قيادة



              وكالة اسوشيتدبرس
              1973/10/20




              ----------------------------------------------



              ان الشعور السائد في اسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما ان عدد اسري الحرب العائدين من مصر ، كان اكثر مما كان متوقعا ، الامر الذي يعني وقوع الكثير من القتلي



              صحيفة جويش كرونيكل البريطانية
              1973/11/23



              ----------------------------------------------



              لقد فر الجنود الاسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون انفاسهم وقد علت القذارة ابدانهم وشحبت وجوههم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح



              صحيفة انا بيللا الايطالية البريطانية
              1973/10/30




              ----------------------------------------------



              لقد سادت البلاد قبل حرب اكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة ان هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة : سنقطعهم ارب ا اذا تجرأوا علي رفع اصبع في وجهنا



              صحيفة علهمشمار الاسرائيلية
              1973/10/29




              ----------------------------------------------



              كانت الفردان شرق قناة السويس من اول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية وعندها حقق المصريون اعظم انتصاراتهم واستعادوا اراضيهم منذ اليوم الاول وكست وجوههم امارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار امامهم ، وهكذا ذهب خط بارليف الاسرائيلي الي غير رجعة


              صحيفة التايمز البريطانية
              1973/10/31




              ----------------------------------------------


              لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوما يبدو اننا لم نعرفه من قبل منهكو الحرب ونعني به اولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الان في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من اجل تخليصهم من الاثار التي خلفتها الحرب الضارية لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة اثناء القتال وعار الاسر والخوف من نفاد الذخيرة



              صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
              1973/11/2




              ----------------------------------------------



              لقد اعلن الجنرال اسحاق رابين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي ولكن يبدو ان احتمال الهجوم المصري الكاسح ظهيرة السادس من اكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الاسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا



              مجلة دير شبيجل الالمانية
              1973/11/5




              ----------------------------------------------



              اننا حتي يوم وقف اطلاق النار علي جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا الحاق الضرر بالجيش المصري ، وانه من المؤكد انه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف او تدمير الجيش المصري ، وبهذا يمكن القول اننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئا



              صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
              1973/11/8




              ----------------------------------------------



              ان البحرية المصرية تفوقت على البحرية الاسرائلية خلال حرب اكتوبر و خاصة فى مجال الصواريخ



              مجلة الدفاع الوطنى الفرنسية
              1973/11/8



              ----------------------------------------------



              ان التقصير الذى حدث فى حرب عيد الغفران ادى الى ظهور حركة الاحتجاج التى تزعمها موطن اشكنازى و التى طالبت بالتحقيق فى اسباب هزيمة الجيش الاسرائيلى فى الحرب و هى التحقيق التى ادت الى سقوط المسئولين عن هذا التقصير و فى اعقاب اغتيل رئيس الوزراء الاسبق اسحاق رابين ظهرت حركة جديدة بزعامة طال زيلبرشتاين بمواصلة مسيرة السلام مع الفلسطينين و تتفق الحركتان فى تنبؤاتهما بان الثورة القادمه على الطريق و سوف تندلع من قلب الشارع الاسرائيلى



              صحفية معاريف الاسرائيلية
              1973/11/8



              ----------------------------------------------



              ان صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول إلي المخابيء ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت .. وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي .. وعندما إنتهت الحرب .. بدأ العد من جديد ، وبدأ تاريخ جديد… فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل ، باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطاماًِ ملقي علي جانب الطريق



              صحيفة ” معاريف ” الاسرائيلية
              20/9/1998




              ----------------------------------------------



              ان هذه الحرب تمثل جرحاً غائراً في لحم اسرائيل القومي


              مجلة بماحنيه الاسرائيلية
              20/9/1998



              ----------------------------------------------



              ان حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة



              مجلة بماحنيه الاسرائيلية
              24/9/1998



              ----------------------------------------------



              ان حرب اكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الامن الاسرائيلية .. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات امنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة.. ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة علي أيدي


              ديفيد بن جوريون
              مجلة بماحنيه الاسرائيلية
              24/9/1998





              ----------------------------------------------


              ان جولدا مائير اعترفت – في حديث لها بعد حرب أكتوبر – بأنها فكرت في الانتحار

              صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية

              28/9/1998


              ----------------------------------------------

              أن ما قيل عن نصر 73 من أعدائنا قبل حلفائنا فأن دل فيدل علي حجم النصر الذي قمنا بتحقيقه
              والدرس
              الذي أثبتنا فيه أننا لسنا كالأخرون

              وأننا دائما باقون ورافعون رؤوسنا
              ومنتصرون بأتحادنا وديننا

              وأننا عزمنا فتوكلنا ففعلنا
              وأننا خططنا فنجحنا وقدنا من حولنا لنصر رفع رؤوسهم جميعا

              ومازال للحوار بقيه

              وأعيد التذكير بأن المقالات المذكوره بالموضوع هي منقوله عن كتابات بعض الكتاب المهتمين بتاريخنا العسكري
              وعلي رأس مقالاتهم بالموضوع الأستاذ ( كريم رمضان )

              وأنا لم أقم الا بتنسيقها وأضافة بعض ملاحظاتي فقط
              وذلك لحبي في نشر ما أعجبني وأحببت مشاركتكم به

              وبرجاء المتابعه
              فمازال للحوار بقيه

              تعليق


              • #22
                رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                قالوا عن الحرب




                ان المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما اذا كنا نطلع الامة علي حقيقة الموقف السيء ام لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة او كابوس مروع قاسيت منه انا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة



                جولدا مائير
                رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب اكتوبر




                ----------------------------------------------




                ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب

                تريفور ديبوي
                رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي
                للمعارك التاريخية في واشنطن


                ----------------------------------------------




                ان الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة خاصة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت بصره

                الجنرال فارار هوكلي
                مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني



                ----------------------------------------------



                ان النجاح العظيم الذي حققه العرب في هجومهم يوم اكتوبر انـما يكمن في انهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي كذلك

                الجنرال الفرنسي الراحل
                اندريه بوفر



                ----------------------------------------------



                هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.

                المؤرخ العسكري البريطاني
                ادجار اوبلانس



                ----------------------------------------------



                ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي ان اقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل واننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا ان منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لارسال الدبابات الي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا

                موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر
                مؤتمر صحفي في 1973/10/9



                ----------------------------------------------



                ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل وان ماحدث في هذه الحرب قد ازال الغبار عن العيون ، واظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك الي تغيير عقلية القادة الاسرائيليين

                من تصريحات موشي ديان ديسمبر 1973


                ----------------------------------------------



                لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من اكتوبر لذلك ينبغي الا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الاسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في اسرائيل الان بضرورة اعادة النظر في علم البلاغة الوطنية ان علينا ان نكون اكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة

                أبا ابيان وزير خارجية اسرائيل خلال حرب اكتوبر
                نوفمبر1973



                ----------------------------------------------



                لاشك ان العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والاحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب اجاب انظروا الي مايجري في اسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الاجابة علي هذا السؤال

                اهارون ياريف مدير المخابرات الاسرائيلية الاسبق
                ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
                1974/9/16



                ----------------------------------------------



                ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتي ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في احداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الاسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية



                من مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة اسرائيل الاسبق


                ----------------------------------------------




                لقد تحدثنا اكثر من اللازم قبل السادس من اكتوبر وكان ذلك يمثل احدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم اكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدا العالم الخارجي يتجه الي الثقة بأقوالهم وبياناتهم


                من تعليقات هيروتزوج


                ----------------------------------------------



                ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لاسطورة اسرائيل فى مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالى خمسة مليارات دولار و احدثت تغيرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الاسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ، رغم ان هذه الحالة لم تكن تركز على اسس صلبه كما ظهر الى ازمة بالغه العمق كانت اكثر حده و خطورة من كل الازمات السابقه عير ان النتائج الاكثر خطوره كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى
                لقد انتهت ثقة الاسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل و هذا اخطر شيئ يمكن ان تواجهه الشعوب و بصفه خاصه اسرائيل و قد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين ادتا الى استقطاب اسرائيل على نحو بالغ الخطورة فمن ناحية كان هناك من بداوا يشكون فى مستقبل اسرائيل و من ناحية اخرى لوحظتعصب و تشدد متزايد يؤادى الى ما يطلق علية اسم عقدة الماسادا – القلعة التى تحصن فيها اليهود اثناء حركة التمرد اليهودية ضد الامبراطورية الرومانيه ، و لم يستسلوا و ماتوا جميعا



                من كتاب الى اين تمضى اسرائيل
                ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الاسبق



                ----------------------------------------------



                بالنسبة لاسرائيل ففي نهاية الأمر انتهت الحرب دون ا ن نتمكن من كسر الجيوش العربية لم نحرز انتصارات لم نتمكن من كسر الجيش المصري او السوري علي السواء ولم ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي واننا لو قيمنا الانجازات علي ضوء الاهداف لوجدنا ان انتصار العرب كان اكثر حسما ولايسعني الا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من اهدافهم فقد اثبتوا انهم قادرون علي التغلب علي حاجز الخوف والخروج الي الحرب والقتال بكفاءة وقد اثبتوا ايضا انهم قادرون علي اقتحام مانع قناة السويس ، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من ايدينا بقوة السلاح


                الجنرال الاسرائيلي يشيعيا جافيتش
                ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
                16/9/1974



                ----------------------------------------------



                تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من اكتوبر سقطت اسرائيل من أعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة علي مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليون قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الامور المسلم بها والمباديء والاوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الاحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين ، ومن وجهة نظر الرجل الاسرائيلي العادي يمكن ان تحمل حرب اكتوبر اكثر من اسم ، مثل حرب الإفاقة من نشوة الخمر أو انهيار الاساطير أو نهاية الأوهام أو موت الابقار المقدسة عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة في يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التي تـم الاستيلاء عليها من العدو اما في هذه المرة علي العكس اقيم معرض كبير في القاهرة بعد مرور شهرين علي الحرب وفيه شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الاسلحة الاسرائيلية التي تـم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب .
                وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون الي ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون في موجة السعادة والفخر ، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والفزع واحتاج الكثيرون منهم الي التردد علي قسم العلاج النفسي في الادارة الطبية التابعة للجيش نظرا لاصابتهم بصدمة قتال



                أمنون كابيليوك معلق عسكري اسرائيلى
                كتاب اسرائيل انتهاء الخرافة



                ----------------------------------------------



                هذه هي أول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون الي علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم الي المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب ان علي اسرائيل ان تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة الي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح اسئلة هل نعيش علي دمارنا الي الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخري


                زئيف شيف معلق عسكري اسرائيلى
                كتاب زلزال اكتوبر
                حرب يوم عيد الغفران



                ----------------------------------------------



                اني أحصي للعرب خمسة انجازات هامة :
                أولا : نجحوا في احداث تغيير في الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الامريكية بصورة غير مواتية لاسرائيل
                ثانيا : نجحوا في تجسيد الخيار العسكري مما يفرض علي اسرائيل جهودا تثقل علي مواردها واقتصادها
                ثالثا : نجحوا في احراز درجة عالية من التعاون العربي سواء علي الصعيد العسكري او الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول في اكتوبر
                رابعا : استعادت مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد ان كانت قد فقدتها قبل ذلك بعشر سنوات
                خامسا : غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 واصبحوا اقدر علي العمل الجاد




                البروفيسور الاسرائيلي شمعون شامير
                ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس 1974/9/16



                ----------------------------------------------



                ان التوتر الذى ساد حزب العمل فى 1973 اصاب الحزب بالشلل و جعله غير قادر على اتخاذ قرار بشان الدخول فى مفاوضات سلام مع العرب و ادى ذلك الى فشل مهمة جونار يارنج للوساطه بين مصر و اسرائيل فكانت النتيجة هى نشوب حرب عيد الغفران و انتهاء بسلطة حزب العمل و بالتالى الى تعادل فى القوه بين اليمين و اليسار و هذا التعادل ما زال يمكن النظام السياسى فى اسرائيل حتى الان و اذا لم يظهر فى اسرائيل زعيم مستشقل حتى الرابع من مايو عام 1999 موعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية ، فسوف يكون من الصعب جدا منع وقوع الكارثة التالية



                يوسى بيلين عضو الكنيست و احد زعماء حزب العمل


                ----------------------------------------------



                انه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضته الجيوش المصرية والسورية استرد العرب كبرياءهم وثقتهم في انفسهم مما أدي الي تدعيم النفوذ العربي علي الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب ان كفاءة الاحتراف في التخطيط والاداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكنا لأي جيش آخر في العالم ان يفعل ماهو افضل منها ولقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب اركان الحرب ، وعلي الاخص عنصر المفاجأة التي تـم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس علي جبهة عريضة لقد فشلت المخابرات الاسرائيلية فشلا ذريعا حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية علي النوايا المعادية بينما تـم تجاهل القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان وأدي الخطأ في حساب القدرات العربية الي نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب آخر يجب اعطاء فضل كبير الي الامن العربي والسرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفي لتأكيد المفاهيم الاسرائيلية الخاطئة المسبقة لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها باسلوب استراتيجي وخاضها الاسرائيليون بأسلوب تكتيكي فرض المصريون حصارا ناجحا علي حركة الملاحة الي ميناء ايلات وذلك باغلاق مضيق باب المندب ويبدو ان حصارهم في البحر المتوسط منع معظم السفن المحايدة والاسرائيلية من الاقتراب من الشاطيء الاسرائيلي في الجبهة الجنوبية فشلت محاولات اسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلا ذريعا بفضل فاعلية الدفاع المصري قرر الاسرائيليون ايضا محاولة الاستيلاء علي مدينة السويس ولكن رغم ان دباباتهم توغلت الي قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة جدا لدرجة اجبرتهم علي الانسحاب بعد ان اصيبوا بخسائر كبيرة



                المؤرخ العسكري الامريكي تريفور ديبوي رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن
                الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة
                27-31 اكتوبر 1975



                ----------------------------------------------



                بالنسبة لاسرائيل فان حرب اكتوبر احدثت تغييرا تاما في استراتيجيتها اذ قذفت به قوة من موقف الهجوم الي موقف الدفاع فقد كانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ نشأتها بل ان الاركان العامة الاسرائيلية لم تعبأ بالتفكير في الوضع الدفاعي
                لقد ادرك الجندي الاسرائيلي ان الدفاع اصبح حيويا لبقائه علي قيد الحياة فأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت
                اسرائيل تنظر اليه بعين الاستعلاء قبل الحرب اصبح مقبولا كضرورة عسكرية لحماية الحدود الاسرائيلية بعد العمليات العسكرية الرائعة التي شهدتها الفتوحات الاسلامية القديمة والحروب الصليبية تضاءلت مكانة الجندي العربي في نظر الغرب باستمرار لاسباب متنوعة لادخل له بها وقد اكثرت اسرائيل من دعايتها في هذا الإطار الي أن فوجئت في حرب اكتوبر ، بالجنود العرب يحطمون القيود ويقهرون الاسرائيليين ويأسرون المئات منهم ويسقطون المئات من طائراتهم ، ويدمرون المئات من دباباتهم و خلاصة القول ان الجنود العرب قضوا علي اسطورة السوبرمان الاسرائيلي الذي لايقهر وتنطبق علي العرب الحكمة التي قالها نابليون وهي
                ان النسبة بين الروح المعنوية والعتاد الحربي تبلغ ثلاثة الي واحد
                لقد كانت حرب اكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الاوسط اذا نظرنا اليه قبلها وبعد ها اذ ان اشياء كثيرة في المجالين العسكري والاستراتيجي لن تعود ابدا الي ماكنت عليه قبل هذه الحرب التي كانت سببا في اعادة تقييم الاستراتيجيات القومية والدولية




                المؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس
                الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975




                ----------------------------------------------



                ان الدروس المستفادة من حرب اكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم اكثر مما تتعلق بالالات التي يقومون بتشغيلها فالانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الاخر رغم انها تمت تحت بصره وتكملة لهذا اظهر الجنود روحا معنوية عالية وجرأة كانتا من قبل في عداد المستحيل



                الجنرال فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني
                الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 27-31 اكتوبر 1975




                ----------------------------------------------



                كان كافة الخبراء العسكريين والمسئولين السياسيين واثقين من ان العرب لن ينجحوا ابدا في مباغتة الجيش الاسرائيلي وكانت الادلة المبررة لذلك كثيرة ومتنوعة علي عكس ماحدث في حرب اكتوبر فأولا كانت هناك ثقة بالغة في اجهزة المخابرات الاسرائيلية التي كان يقال عنها انها من افضل اجهزة المخابرات في العالم خاصة وانه كان معلوما للجميع ان الاجهزة الامريكية الخاصة علي صلة وثيقة بها ثم ان مناطق الاحتكاك الخطيرة والتي هي مراقبة باستمرار تتميز بابعادها الصغيرة فقد كان باستطاعة طائرات الاستطلاع والاقمار الاستطلاعية الامريكية ان تصور كل العمق في المناطق العربية الخلفية ، ونادرا ما تجتمع مثل هذه الظروف الصالحة لمراقبة جبهات معادية ولهذا بدا عنصر المباغتة مستبعدا خاصة وان عائقا صناعيا من الصعب اجتيازه هو قناة السويس يحمي الخط الاسرائيلي الاول ويتيح مقاومة سهلة وفعالة لقد كانت المفاجأة العربية في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 اكتوبر وحدث ماكان غير متوقع علي عكس التأكيدات المنافية من جانب كافة رجال السياسة والخبراء العسكريين والصحفيين والمتخصصين في كافة البلاد



                الجنرال الفرنسى البرت ميرجلين
                الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975




                ----------------------------------------------



                في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر اسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ، ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل ان يموت غير انه رأي كل شيء لقد كان في وسع القدر ان يعفي هذا المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الاسابيع الثمانية الاخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك ان صحوة او لرئيس لمجلس الوزراء الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم باكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ، ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه حتي قاع من الضياع لاقرار له فهل كان الرئيس المصري انور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من اكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه انـما اطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم ان كل شيء من اوروبا الي امريكا ومن افريقيا الي آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران فان شيئا ما اكثر عمقا قد انقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالم الصناعي ومستعمراته القديمة



                الكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه
                كتاب الايام المؤلمة في اسرائيل




                ----------------------------------------------



                ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض امر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل انها اصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية اي امة وقد دفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة اسابيع وفقا للارقام الرسمية 2523رجلا وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ماخسرته امريكا خلال عشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف لقد اسفرت الحروب الاسرائيلية العربية السابقة عن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر ، اما في هذه المرة فان اول كتاب صدر في اسرائيل كان يحمل اسم المحدال اي التقصير وفي عام القي الجنرالات الاسرائيلية و كلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حول حملاتهم المختلفة ، وماكادت حرب 1973 تبدأ حتي اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسي الاهانات سواء كان ذلك في الصحف المحلية او العالمية واستقبلت الامهات الثكلي والارامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بانه سفاك وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال ، مع استعراض الغنائم التي تـم الاستيلاء عليها من العدو ، اما في هذه المرة فان شيئا من هذا لم يحدث بل علي العكس سرعان ماعرف الاسرائيليون ان معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح في القاهرة ولأول مرة ايضا شاهد الاسرائيليون المنظر المخزي لاسراهم ورؤوسهم منكسة علي شاشات التليفزيون العربي



                الصحفي البريطاني دافيد هيرست
                كتاب البندقية وغصن الزيتون



                ----------------------------------------------



                لقد غيرت حرب اكتوبر عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط بارليف غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الاوسط بأسره



                صحيفة الديلي تلجراف البريطانية

                1973/10/7


                ----------------------------------------------



                كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة اسرائيل العسكرية وعلي ذلك يمكن ان نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب ان اثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته ، وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير الي الرأي العام العالمي



                صحيفة التايمز البريطانية
                1973/10/7



                ----------------------------------------------



                ان المصريين و السوريين يبدون كفاءة عالية و تنظيما و شجاعه لقد حقق العرب نصرا نفسيا ستكون له اثاره النفسية ان احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناه يعد نصرا ضخما لا مثيل له تحطمت معه اوهام الاسرائيلين بان العرب لا يصلحون للحرب



                صحيفة واشطن بوست الامريكية
                1973/10/7



                ----------------------------------------------



                ان الاسبوع الماضي كان اسبوع تأديب وتعذيب لاسرائيل ومن الواضح ان الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الاسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا ان الحرب كلفتهم خسائر باهظة وان المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين علي القتال



                صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية
                1973/10/11




                ----------------------------------------------



                واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل ومن المؤكد ان عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم وفي نفس الوقت ينتاب الاسرائيليين احساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الاليم الذي كلفهم كثيرا ان المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنودا لاحول لهم ولاقوة وتشير الدلائل الي ان الاسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط امام القوات المصرية و السورية المتقدمة



                صحيفة التايمز البريطانية
                1973/10/11




                ----------------------------------------------



                لقد وضح تماما ان الاسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء عندما قال : ان هذه أصعب حرب تخوضها اسرائيل منذ قيامها سنة 1948 ويشيد الاسرائيليون بقوة الجيوش العربية وشجاعة المقاتل العربي ويقولون إن هذه الجيوش مدججة بأحدث وأخطر انواع الاسلحة لم يحدث في تاريخ العرب ان حملوا واستخدموا مثل هذه الاسلحة



                وكالة رويتر من تل ابيب
                1973/10/11



                ----------------------------------------------



                لقد اتضح ان القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لايقهرون ، ان الثقة الاسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لاتميل الي الحلول الوسط وان هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب اكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه



                صحيفة ديلي صن البريطانية
                1973/10/12



                ----------------------------------------------



                ان نظرية الحدود الآمنة التي تبنتها اسرائيل منذ انشائها حتي الآن بغرض التوسع ، قد انهارت تماما ، وانه لابد للعقلية العسكرية الاسرائيلية ان تتغير في ضوء حرب اكتوبر ان اسطورة نفسية قد تحطمت هذه المرة ويجب علي اسرائيل منذ الآن ان تتخلي عن فكرة ان أمنها يتحقق بمجرد احتلال الاراضي



                صحيفة ديلي تلجراف البريطانية
                1973/10/12



                ----------------------------------------------



                لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء اسرائيل


                صحيفة ديلي ميل البريطانية
                1973/10/12




                ----------------------------------------------



                ان القوات المصرية والسورية قد امسكت بالقيادة الاسرائيلية وهي عارية ، الامر الذي لم تستطع ازاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف الا بعد ثلاثة ايام ، لقد كان الرأي العام الاسرائيلي قائما علي الاعتقاد بأن اجهزة مخابراته هي الاكفأ ، وان جيشه هو الاقوي والآن يريد الرأي العام في اسرائيل ان يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا حتي ان السؤال الذي يتردد علي كل لسان في تل ابيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الاسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقا



                مراسل وكالة اليونايتد برس في تل ابيب
                1973/10/12




                ----------------------------------------------



                ان حرب اكتوبر قد اطاحت بنظرية الحدود الامنة كما يفهمها حكام تل ابيب ، فقد اثبتت ان امن اسرائيل لايمكن ان يكفل بالدبابات والصواريخ ، وانـما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية



                صحيفة لومانتيه الفرنسية
                1973/10/17




                ----------------------------------------------



                ان الكفاح الذي يخوضه العرب ضد اسرائيل كفاح عادل ، ان العرب يقاتلون دفاعا عن حقوقهم ، واذا حارب المرء دفاعا عن ارضه ضد معتد فانه يخوض حربا تحريرية ، اما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فانها عدوان سافر



                صحيفة تسايتونج الالمانية الديمقراطية
                1973/10/19




                ----------------------------------------------



                ان مصر قد لحقت باسرائيل وسبقتها تكنولوجيا في ميدان الصواريخ والاليكترونيات



                صحيفة الاوبرزفر البريطانية
                1973/10/20



                ----------------------------------------------



                لقد واجه الاسرائيليون خصما يتفوق عليهم في كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت اسرائيل في نفس الوقت خصما افضل تدريبا وأمهر قيادة



                وكالة اسوشيتدبرس
                1973/10/20




                ----------------------------------------------



                ان الشعور السائد في اسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما ان عدد اسري الحرب العائدين من مصر ، كان اكثر مما كان متوقعا ، الامر الذي يعني وقوع الكثير من القتلي



                صحيفة جويش كرونيكل البريطانية
                1973/11/23



                ----------------------------------------------



                لقد فر الجنود الاسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون انفاسهم وقد علت القذارة ابدانهم وشحبت وجوههم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح



                صحيفة انا بيللا الايطالية البريطانية
                1973/10/30




                ----------------------------------------------



                لقد سادت البلاد قبل حرب اكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة ان هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة : سنقطعهم ارب ا اذا تجرأوا علي رفع اصبع في وجهنا



                صحيفة علهمشمار الاسرائيلية
                1973/10/29




                ----------------------------------------------



                كانت الفردان شرق قناة السويس من اول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية وعندها حقق المصريون اعظم انتصاراتهم واستعادوا اراضيهم منذ اليوم الاول وكست وجوههم امارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار امامهم ، وهكذا ذهب خط بارليف الاسرائيلي الي غير رجعة


                صحيفة التايمز البريطانية
                1973/10/31




                ----------------------------------------------


                لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوما يبدو اننا لم نعرفه من قبل منهكو الحرب ونعني به اولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الان في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من اجل تخليصهم من الاثار التي خلفتها الحرب الضارية لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة اثناء القتال وعار الاسر والخوف من نفاد الذخيرة



                صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
                1973/11/2




                ----------------------------------------------



                لقد اعلن الجنرال اسحاق رابين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي ولكن يبدو ان احتمال الهجوم المصري الكاسح ظهيرة السادس من اكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الاسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا



                مجلة دير شبيجل الالمانية
                1973/11/5




                ----------------------------------------------



                اننا حتي يوم وقف اطلاق النار علي جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا الحاق الضرر بالجيش المصري ، وانه من المؤكد انه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف او تدمير الجيش المصري ، وبهذا يمكن القول اننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئا



                صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
                1973/11/8




                ----------------------------------------------



                ان البحرية المصرية تفوقت على البحرية الاسرائلية خلال حرب اكتوبر و خاصة فى مجال الصواريخ



                مجلة الدفاع الوطنى الفرنسية
                1973/11/8



                ----------------------------------------------



                ان التقصير الذى حدث فى حرب عيد الغفران ادى الى ظهور حركة الاحتجاج التى تزعمها موطن اشكنازى و التى طالبت بالتحقيق فى اسباب هزيمة الجيش الاسرائيلى فى الحرب و هى التحقيق التى ادت الى سقوط المسئولين عن هذا التقصير و فى اعقاب اغتيل رئيس الوزراء الاسبق اسحاق رابين ظهرت حركة جديدة بزعامة طال زيلبرشتاين بمواصلة مسيرة السلام مع الفلسطينين و تتفق الحركتان فى تنبؤاتهما بان الثورة القادمه على الطريق و سوف تندلع من قلب الشارع الاسرائيلى



                صحفية معاريف الاسرائيلية
                1973/11/8



                ----------------------------------------------



                ان صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول إلي المخابيء ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت .. وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي .. وعندما إنتهت الحرب .. بدأ العد من جديد ، وبدأ تاريخ جديد… فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل ، باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطاماًِ ملقي علي جانب الطريق



                صحيفة ” معاريف ” الاسرائيلية
                20/9/1998




                ----------------------------------------------



                ان هذه الحرب تمثل جرحاً غائراً في لحم اسرائيل القومي


                مجلة بماحنيه الاسرائيلية
                20/9/1998



                ----------------------------------------------



                ان حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة



                مجلة بماحنيه الاسرائيلية
                24/9/1998



                ----------------------------------------------



                ان حرب اكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الامن الاسرائيلية .. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات امنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة.. ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة علي أيدي


                ديفيد بن جوريون
                مجلة بماحنيه الاسرائيلية
                24/9/1998





                ----------------------------------------------


                ان جولدا مائير اعترفت – في حديث لها بعد حرب أكتوبر – بأنها فكرت في الانتحار

                صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية

                28/9/1998


                ----------------------------------------------

                أن ما قيل عن نصر 73 من أعدائنا قبل حلفائنا فأن دل فيدل علي حجم النصر الذي قمنا بتحقيقه
                والدرس
                الذي أثبتنا فيه أننا لسنا كالأخرون

                وأننا دائما باقون ورافعون رؤوسنا
                ومنتصرون بأتحادنا وديننا

                وأننا عزمنا فتوكلنا ففعلنا
                وأننا خططنا فنجحنا وقدنا من حولنا لنصر رفع رؤوسهم جميعا

                ومازال للحوار بقيه

                وأعيد التذكير بأن المقالات المذكوره بالموضوع هي منقوله عن كتابات بعض الكتاب المهتمين بتاريخنا العسكري
                وعلي رأس مقالاتهم بالموضوع الأستاذ ( كريم رمضان )

                وأنا لم أقم الا بتنسيقها وأضافة بعض ملاحظاتي فقط
                وذلك لحبي في نشر ما أعجبني وأحببت مشاركتكم به

                وبرجاء المتابعه
                فمازال للحوار بقيه

                تعليق


                • #23
                  رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                  خطاب السادات



                  خط بارليف الحصين








                  صدمة القيادات الأسرائيليه بخبر الهجوم المصري




                  هكذا أصبحوا بعد أن تم اسرهم



















                  تعليق


                  • #24
                    رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                    ملاحظات

                    خط بارليف ..... تطوراته ومواصفاته وتخطيطه الهندسي العسكري الرائع





                    كانت إسرائيل، على المستويين، السياسي والعسكري، مطمئنة، نتيجة لأنها حققت أملها بالاستيلاء على مناطق شاسعة من الأراضي. وبناء على ذلك، رسمت إستراتيجيتها التالية لتحقيق ما يلي:

                    أولاً: التمسك بالأراضي، التي احتلتها، على أساس أنها أراضي "توراتية"، تحقق نبوءات أنبياء بنى إسرائيل، التي بشروا بها منذ عشرات القرون.


                    ثانياً: فرض الأمر الواقع على الأراضي الجديدة، وتغيير معالمها الديموجرافية تمهيداً لضمها لإسرائيل.


                    ثالثاً: إقناع المجتمع الدولي بأن العرب "جثه هامدة" وأن إسرائيل هي التي تحمي المصالح الغربية في المنطقة، وأن الوضع الحالي يمثل ميزة للغرب، وليس لإسرائيل فقط، إذ سيمكنها من التحرك بصورة أفضل لحماية مصالحه.


                    رابعاً: التأثير النفسي العنيف على العرب، وتذكيرهم بالهزيمة، وردع أي محاولات قتالية لمنعهم من تكرارها.


                    ومن هذه الإستراتيجية، ونتيجة لعوامل أخرى كثيرة، نبعت من مسرح العمليات عينه، بدأ التحول الكبير في أسلوب الحياة العسكرية الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقناة من اللهو والعبث إلى الحياة العسكرية. وكانت البداية معركة رأس العش، في الأول من يوليه 1967. وكانت أول هزيمة تتكبدها القوات الإسرائيلية أثناء وبعد حرب يونيه 1967، ثم اشتباكات يومي 14، 15 يوليه 1967. وفي هذه الاشتباكات تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة. أمرت، في أعقابها، القيـادة الإسرائيلية أن تقوم القوات بإنشاء مواقع ميدانية محصنة على طول المواجهة تسلسلت عبر المراحل الزمنية القصيرة كالآتي:


                    بدأت بإنشاء حُفر يوضع حولها شكاير رمل، بغرض الوقاية الفردية أثناء الاشتباكات.

                    ثم تم إنشاء ملاجئ ميدانيه لوقاية نقط الملاحظة، التي انتشرت على المواجهة.

                    ثم قامت القوات الإسرائيلية بتعلية السواتر الترابية على طول القناة لعدم كشف أعمال وتحركات قواتها على الضفة الأخرى.


                    ومع بداية الشتاء، نهاية عام 1967، قرر الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي، وقتئذ، إقامة تجهيزات حصينة لوقاية القوات الإسرائيلية على طـول القناة، وكلف الجنرال أبراهام آدان، الذي كان يعمل في رئاسة الأركان، بالتنسيق مع الجنرال يشعياهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية، بالاستعانة بالعديد من الخبراء الألمان والبلجيكيين والأمريكيين للتخطيط لإقامة الخط الذي أطلق عليه، بعد ذلك، خط بارليف، نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي. وحدد الجنرال بارليف إستراتيجية بناء الخط لتحقق عدداً من الأهداف، التي تتمشى مع إستراتيجية "البقاء المستديم" في سيناء. وكانت أهم هذه الأهداف هي:


                    إنشاء خط حصين للدفاع عن سيناء، ومنع القوات المصرية من العبور شرقاً، وتدميرها في المياه، قبل أن تصل إلى الشاطئ الشرقي.


                    تأمين القوات الإسرائيلية، على خط الجبهة في سيناء، وتقليل تأثير النيران المصرية عليهم.


                    عَدّ هذا الخط، هو الذي تستند عليه الضربات الرئيسية الإسرائيلية، بعد مرحلة التعبئة، لتدمير القوات المصرية التي تكون قد نجحت في العبور.


                    تجهيز الخط، بأسلوب علمي متقدم، ليكون خط ملاحظة أمامي لمراقبه أوضاع القوات المصرية.


                    وقد أثار التفكير في بناء الخط جدلاً شديداً بين القادة الإسرائيليين، وتزعّم جبهة لمعارضة، وقتذاك، الجنرال إيريل شارون، رئيس التدريب، والجنرال يسرائيل تال، برئاسة الأركان، وكانت وجهة نظرهما تتحدد في الآتي:


                    إن عقيدة القتال الرئيسـية للقوات الإسرائيلية هي المرونة والحركة، بينما خط بارليف دفاع ثابت ومن ثم، يتعارض مع الفكر الإسرائيلي العسكري.


                    إن الدفاعات الثابتة ستكون أهدافا سهلة للنيران المصرية، وبالتالي تزيد خسائر إسرائيل.

                    إن الدفاعات الثابتة تحتاج لمن يحتلها ويدافع عنها، بينما عقيدة إسرائيل تعتمد على قوات قليلة في الأوقات العادية، والتعبئة الشاملة أثناء الحرب.

                    وتمت مناظرات ومباحثات، وكل يتمسك برأيه، إلى أن تغلب رأى رئيس الأركان "بارليف" معتمدا على قوة الحجة، والأقدمية والسلطة.


                    وبدأ إنشاء خط بارليف، بدءاً من 15 مارس 1968، ولمدة عام كامل ينتهي في 15 مارس 1969، بتكلفة 248 مليون دولار واستخدم كل الإمكانيات المحلية في إنشائه، إذ اقُتلعت قضبان خط السكة الحديد (القنطرة/ العريش) والفلنكات (العوارض) الخشبية الضخمة لتكون أسقفاً لحصون الخط، وقام بالإنشاء شركات مدنية إسرائيلية. ويتكون الخط من 22 موقعاً حصيناً يحوى 31 نقطه قوية. وكل نقطه تمثل قلعة منفصلة، تتعاون مع القلاع الأخرى بالنيران، وحُصِّنت بكتل حجريه ورمال تقيها من قنابل تزن حوالي 1000 رطل، إذ أسقطت عليها مباشرة. ولكن كان الخطأ الوحيد في هذه القلاع أن لها فتحات "مزاغل" نيران في المواجهة، وهي التي استغلتها القوات المصرية في تدميرها بالضرب المباشر لتدخل القذائف من هذه الفتحات، وتنفجر داخل الدشم لتقتل كل من فيها.


                    ولزيادة صلابة هذه النقط الحصينة، فقد أنشأت النقط الأمامية على حافة القناة مباشرة، وتم دفع الساتر الترابى على طول الضفة الشرقية للقناة إلى حافة القناة مباشرة، وتم تعليته إلى ارتفاعات تتراوح ما بين 16 ـ 22 مترا ليشكل في مجمله (قناة مائية + ساتر ترابي + قلاع حصينة) مانعاً يحبط أمل أي قوات مصرية في مجرد التفكير في عبورها إلى الضفة الشرقية.


                    كان هذا هو خط بارليف الأول، الذي تمكنت القوات المصرية من تدمير 60 % منه أثناء حرب الاستنزاف من خلال الأعمال القتالية التي سترد فيما بعد.



                    خط بارليف الثاني


                    بعد إيقاف النيران في 8 أغسطس 1970 استغلت إسرائيل خبرات القتال، وتلافت نقاط الضعف في خط بارليف الأول. وقررت البقاء على فكرته وتطويره، ليصبح نظاماً دفاعياً متكاملاً تكلف حوالي 500 مليون دولار (إضافة إلى 248 مليون الأولى). وأعيد بناء النقط الحصينة بأسلوب متقدم، وباستخدام كميات هائلة من الخرسانة المسـلحة، فضلاً عن قضبان السكك الحديدية و "شباك الحجر" التي تمتص الصدمات الانفجارية، وألغيت فتحات المراقبة والتسديد (المزاغل) وتحولت إلى خنادق نيران مخفاة تماماً، وجُهِّز الساتر الترابي بنظام دفاعي متكامل، بإنشاء حفر دبابات على طول الساتر (160 كيلومتراً)، وتبعد كل حفرة عن الأخرى حوالي 100متر.


                    أمّا الخطوط الدفاعية الأخرى، فقد تم إنشاء خط دفاعي ثاني على مسافة من 500 متراً إلى 3 كيلومترات، لانتشار الاحتياطيات المحلية والقريبة، ثم "خط المدفعية" على مسافة 5-8 كيلومترات. وتنتشر عليه القيادات بمستوياتها المختلفة، وبعض الاحتياطيات، ثم خط الاحتياطيات التكتيكية على مسافة 20 ـ 30 كيلومتراً، ثم معسكرات تخزين أسلحة قوات الاحتياطيات في عمق سيناء وداخل إسرائيل نفسها. وتم إنشاء مطارين جديدين، إضافة إلى إصلاح وتطوير المطارات المصرية في سيناء لاستخدامها. كذلك، جُهِّزت نقاط تمركز بحرية على طول الشواطئ.


                    واطـمأنت إسرائيل لهذه التجهيزات، إلى الدرجة التي جعلت الجنرالين "موشي ديان وديفيد أليعازر" وهما قمة السلطة العسكرية، في إسرائيل، في 5 أكتوبر 1973. بأن يردا على سؤال السيدة/ جولدا مائير عن إمكانية عبور قوات مصرية لقناة السويس بـ "أن محاولة عبور مصريين للقناة مستحيلة، ولو حاول المصريون النزول إلى قناة السويس، فربما يتغير لونها من اللون الأزرق إلى اللون الأحمر لكثرة خسائرهم".


                    أولاً: مرحلة الصمود وأعمال قتال القوات على الجبهة المصرية


                    التخطيط لمرحلة الصمود: (يونيه 67 ـ أغسطس 68)


                    استند التخطيط الإستراتيجي على تحقيق الهدف الذي حددته القيادة السياسية وهو (إزالة آثار العدوان). وتحدد إطار العمل العسكري بدقة، تجنباً لأي نكسات أخرى، مع تقييد سلطات الاشتباك ضد القوات الإسرائيلية في بادئ الأمر. وبتنامي وتماسك الدفاعات، تم البدء في عمليات تنشيط الدفاع على الجبهة المصرية. على أن تنشيط العمل العسكري على الجبهة في ذلك الوقت رغم بدايته المحدودة، إلاّ أنه كان بمثابة التطعيم بالنيران للقوات المصرية، لكسر حاجز الرهبة، والتذكير بأن المعركة لم تنتهي بعد، وفي الوقت نفسه، إعادة الصورة الحقيقية للمقاتل العربي بعد أن شوهتها الدعاية الإسرائيلية.


                    كما كان من الضروري، كذلك، إعادة بناء وتنظيم وتسليح القوات المسلحة وتجهيز المسرح لتنفيذ مهامها الجديدة، مع إجراء المزيد من التنسيق العسكري العربي بهدف إقامة الجبهة الشرقية.


                    وهكذا شهدت الأشهر الثلاثة التالية للنكسة العديد من الإجراءات للتمهيد والاستعداد للجولة المقبلة، سواء كانت هذه الإجراءات عسكرية لإحداث توازن على جبهة القتال، أو إجراءات أخرى سياسية، اقتصادية أو اجتماعية.


                    لقد أُنجز هذا التخطيط الإستراتيجي على التوازي مع مراحل البناء، التي استغرقت الفترة من يونيه 1967 إلى أغسطس 68 (4ا شهراً) من أجل تحقيق مهمتين أساسيتين:

                    المهمة الأولى: وتتعلق بعملية إعادة البناء وسبق الإشارة إليها.

                    المهمة الثانية: وتتعلق ببناء الدفاع.


                    لتحقيق القدرة الدفاعية على الضفة الغربية للقناة، والتي تمتد جنوباً من الساحل الغربي لخليج السويس، ثم الضفة الغربية للقناة وشمالاً حتى بورسعيد وبمواجهة وصلت لأكثر من 175 كيلومتر وبعمق المنطقة الخلفية بحوالي 70 كيلومتراً من الخط الأول لجبهة القناة.


                    كانت الخطة على الجبهة ترمي، بداية، إلى كبت الجماح وضبط الأعصاب، بمعنى أن يكون رد الفعل محسوب حتى لا يتسع نطاق العمليات ويؤثر على عملية البناء وإعادة تنظيم القوات. ثم يتحول الدفاع تدريجياً بعد ذلك إلى دفاع نشط وأعمال ردع منسقة بالنيران وفي مناطق مؤثرة.


                    وعلى الجانب الآخر من الضفة الشرقية للقناة، بدأت القوات الإسرائيلية تتخذ دفاعاتها مرتكزة على الساتر الترابي، المرتفع نسبياً في ذلك الوقت، مكونة خطاً دفاعياً مؤقتاً تحتله مجموعة من وحدات فرعية وعناصر استطلاع ومراقبة وعلى القمم المسيطرة على القناة (شرقها وغربها)، محتفظة باحتياطيات خفيفة الحركة على انساق متتالية متدرجة في القوة، إلى الشرق وعلى محاور الاقتراب الرئيسية.


                    أمّا بالنسبة للقوات المصرية، فحتى تتحقق السيطرة على أعمال قتال القوات خلال هذه المرحلة والمراحل القتالية التالية، قسمت الجبهة إلى التشكيلات التالية:


                    قيادة وقوات الجيش الثاني الميداني: وتحددت مسؤوليتها في النطاق غرب القناة، من منتصف البحيرات المرّة جنوباً إلى بور سعيد شمالاً، وتمتد حدودها الخلفية غرباً، لتشمل محافظات الشرقية والدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد.


                    قيادة وقوات الجيش الثالث الميداني: وتحددت مسؤوليتها في النطاق من جبل الجلالة البحرية جنوباً وعلى الساحل الغربي لخليج السويس، ثم الضفة الغربية للقناة ومحافظة السويس وحتى منتصف البحيرات المرّة شمالاً، وتمتد الحدود الخلفية حتى منطقة الروبيكي والحدود الشرقية للمنطقة العسكرية المركزية.


                    قيادة وقوات منطقة البحر الأحمر العسكرية: وتحددت مسؤوليتها في النطاق من جنوب مجموعة جبل الجلالة البحرية وجنوباً حتى الساحل الغربي لخليج السويس والبحر الأحمر حتى جنوب القصير، وغرباً على محاور التقدم من حلوان والمعادي وبعض مدن الوجه القبلي.




                    خط بارليف ليس مجرد خط عادى ولكنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء وعنه يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال الحرب ( فعلى امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسى ، وبعده على مسافة 3 - 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة من 10 - 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الاول والثانى وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس)

                    قالت جولدا‏ ‏مائير رئيسة‏ ‏وزراء‏ ‏إسرائيل‏ ‏آنذاك‏:‏إن‏ ‏تصور‏ ‏عبور‏ ‏القوات‏ ‏المصرية‏ ‏إلي‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏ ‏يعتبر‏ ‏إهانة‏ ‏للذكاء‏!!.‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏صرحموشي‏ ‏ديانوزير‏ ‏الدفاع‏ ‏الإسرائيلي‏,‏وحاييم‏ ‏بارليفرئيس‏ ‏الأركان‏ ‏أن‏ ‏الخط‏ ‏سيكون‏ ‏الصخرة‏ ‏التي‏ ‏تتحطم‏ ‏عليها‏ ‏عظام‏ ‏المصريين‏.‏وسيكون‏ ‏مقبرة‏ ‏الجيش‏ ‏المصري‏,‏وأن‏ ‏المصريين‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏أي‏ ‏جحيم‏ ‏سوف‏ ‏ينصب‏ ‏عليهم‏ ‏عندما‏ ‏يضعون‏ ‏أقدامهم‏ ‏علي‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏.‏لقد‏ ‏اعتقد‏ ‏الإسرائيليون‏ ‏أن‏ ‏خط‏ ‏بارليف‏ ‏أقوي‏ ‏من‏ ‏خط ماجينو‏ ‏الفرنسي‏ ‏الذي‏ ‏أقيم‏ ‏علي‏ ‏الحدود‏ ‏الفرنسية‏ ‏الألمانية‏ ‏إبان‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏ ‏لمجابهة‏ ‏أطماع هتلر‏
                    سد خزانات المواد القابلة للأشتعال
                    ‏تسلل‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏الجنود‏ ‏المصريين‏ ‏إلي‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏,‏وقاموا‏ ‏بسد‏ ‏فوهات‏ ‏مواسير‏ ‏خزانات‏ ‏المواد‏ ‏القابلة‏ ‏للاشتعال‏,‏والتي‏ ‏كانت‏ ‏إسرائيل‏ ‏تخطط‏ ‏لإلقائها‏ ‏في‏ ‏القناة‏ ‏حال‏ ‏حدوث‏ ‏محاولة‏ ‏للعبور‏ ‏لتحولها‏ ‏إلي‏ ‏لهيب‏ ‏نار‏,‏وقد‏ ‏سد‏ ‏المصريون‏ ‏الفوهات‏ ‏بواسطة‏ ‏حقن‏ ‏أسمنت‏ ‏سريع‏ ‏الشك‏ ‏ومن‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏الجيش‏ ‏المصري‏ ‏استعان‏ ‏بعالم‏ ‏كيمياء‏ ‏الأسمنت‏ ‏الراحل‏ ‏د‏.‏رؤوف‏ ‏شاكر‏ ‏ميخائيل لتطوير‏ ‏الأسمنت‏ ‏المصري‏ ‏ليصبح‏ ‏سريع‏ ‏الشك‏ ‏لاستخدامه‏ ‏إبان‏ ‏الحرب‏,‏وكان‏ ‏من‏ ‏المستحيل‏ ‏تدمير‏ ‏مخازن‏ ‏المواد‏ ‏القابلة‏ ‏للاشتعال‏ ‏نظرا‏ ‏لعمقها‏ ‏تحت‏ ‏الأرض ‏,‏ كما‏ ‏أن‏ ‏تدميرها‏ ‏بالمدفعية‏ ‏أو‏ ‏القنابل‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏أن‏ ‏يفجرها‏ ‏فتعوق‏ ‏نيرانها‏ ‏عملية‏ ‏العبور‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تنزل‏ ‏مياه‏ ‏القناة‏.‏
                    تمت‏ ‏عملية‏ ‏دراسة‏ ‏دقيقة‏ ‏لاتجاهات‏ ‏حركة‏ ‏مياه‏ ‏القناة‏,‏وكذلك‏ ‏حركة‏ ‏المد‏ ‏والجزر‏ ‏لتحديد‏ ‏موعد‏ ‏العبور‏ ‏ليتم‏ ‏بأسرع‏ ‏وأسهل‏ ‏الطرق‏,‏حيث‏ ‏تم‏ ‏دفع‏ ‏آلاف‏ ‏الجنود‏ ‏في‏ ‏قوارب‏ ‏مطاطية‏ ‏ليبلغوا‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏,‏وكانت‏ ‏نيران‏ ‏سلاح‏ ‏المدفعية‏ ‏قد‏ ‏دكت‏ ‏المواقع‏ ‏الحصينة‏ ‏قبل‏ ‏عبورهم‏.‏
                    فتح الثغرات فى خط بارليف
                    كانت‏ ‏المشكلة‏ ‏الرئيسية‏ ‏في‏ ‏المعركة‏ ‏هي‏ ‏فتح‏ ‏تغرات‏ ‏في‏ ‏خط‏ ‏بارليف‏ ‏لمرور‏ ‏الدبابات‏ ‏والمدرعات‏.‏وتمكن‏ ‏ضابط‏ ‏شاب‏ ‏بسلاح‏ ‏المهندسين‏ ‏من‏ ‏حل‏ ‏هذه‏ ‏المشكلة‏ ‏بصورة‏ ‏رائعة‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏رآها‏ ‏في‏ ‏مشروع‏ ‏السد‏ ‏العالي‏ ‏إبان‏ ‏انتدابه‏ ‏هناك‏.‏إنها‏ ‏طريقةالتجريف‏,‏وقد‏ ‏سميتمدافع‏ ‏الماء حيث‏ ‏يتم‏ ‏تصويب‏ ‏مياه‏ ‏القناة‏ ‏علي‏ ‏الساتر‏ ‏الرملي‏ ‏بخط‏ ‏بارليف‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏طلمبات‏ ‏مياه‏ ‏ذات‏ ‏ضغط‏ ‏عال‏.‏بهذه‏ ‏الطريقة‏ ‏تم‏ ‏فتح‏60‏ثغرة‏ ‏في‏ ‏الساتر‏ ‏خلال‏3‏ساعات‏ ‏وقدرت‏ ‏كمية‏ ‏الرمال‏ ‏والأتربة‏ ‏التي‏ ‏جرفت‏ ‏وانهارت‏ ‏بنحو‏150‏ألف‏ ‏مترمكعب‏. ‏ومن‏ ‏المؤسف‏ ‏أن‏ ‏تتغاضي‏ ‏بعض‏ ‏المراجع‏ ‏عن‏ ‏ذكر‏ ‏اسم‏ ‏الضابط‏ ‏صاحب‏ ‏فكرة‏ ‏التجريف‏.‏إنه‏ ‏اللواءباقي‏ ‏زكي‏ ‏يوسف‏....‏هكذا‏ ‏ساهم‏ ‏الأقباط‏ ‏مع‏ ‏إخوتهم‏ ‏المسلمين‏ ‏في‏ ‏صنع‏ ‏المعركة‏,‏واختلطت‏ ‏دماؤهم‏ ‏الزكية‏ ‏فوق‏ ‏أرض‏ ‏سيناء‏.‏
                    ‏ ‏فكرة‏ ‏إنشاء‏ ‏هذا‏ ‏الخط‏ ‏وتصميمه‏:‏

                    يحمل‏ ‏هذا‏ ‏الخط‏ ‏الدفاعي‏ ‏اسمحاييم‏ ‏بارليفرئيس‏ ‏أركان‏ ‏جيش‏ ‏الدفاع‏ ‏الإسرائيلي‏ ‏الأسبق‏ , ‏وفي‏3 ‏نوفمبر‏1968‏ م عقدت‏ ‏هيئة‏ ‏أركان‏ ‏الجيش‏ ‏الإسرائيلي‏ ‏اجتماعا‏ ‏برئاسته‏,‏واقترح بارليف خطة‏ ‏للدفاع‏ ‏عن‏ ‏سيناء‏ ‏للحيلولة‏ ‏دون‏ ‏وصول‏ ‏الجيش‏ ‏المصري‏ ‏إلي‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏.‏تتمثل‏ ‏في‏ ‏إنشاء‏ ‏ساتر‏ ‏ترابي‏ ‏مرتفع‏ ‏ملاصق‏ ‏لحافة‏ ‏القناة‏ ‏الشرقية‏ ‏بطول‏ ‏القناة‏ ‏من‏ ‏بورسعيد‏ ‏إلي‏ ‏السويس‏.‏عارض‏ ‏الجنرال أرييل‏ ‏شارون هذه‏ ‏الخطة‏ ‏لأن‏ ‏العقيدة‏ ‏العسكرية‏ ‏الإسرائيلية‏.‏ترفض‏ ‏فكرة‏ ‏الاحتماء‏ ‏خلف‏ ‏خطوط‏ ‏دفاعية‏ ‏ثابتة‏,‏بل‏ ‏تقوم‏ ‏علي‏ ‏مبدأ‏ ‏القيام‏ ‏بضربات‏ ‏دفاعية‏ ‏وقائية‏ ‏استباقية‏ ‏تنقل‏ ‏الحرب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏العدو‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏حرب‏67.‏كان شارون يري‏ ‏أنه‏ ‏يمكن‏ ‏حماية‏ ‏سيناء‏ ‏بقوات‏ ‏متحركة‏.‏لكن‏ ‏لم‏ ‏يؤخذ‏ ‏برأيه‏,‏وتقرر‏ ‏إنشاء‏ ‏خط بارليف‏,‏وقد‏ ‏حقق‏ ‏الجنرال بارليفبعد‏ ‏ذلك‏ ‏شهرة‏ ‏واسعة‏ ‏في‏ ‏أوساط‏ ‏الرأي‏ ‏العام‏ ‏الإسرائيلي‏ ‏نتيجة‏ ‏فكرته‏ ‏هذه‏.‏
                    إنشاء خط بارليف
                    تكلف‏ ‏إنشاء‏ ‏خط‏ ‏بارليف‏ ‏نحو‏500‏مليون‏ ‏دولار‏,‏وهو‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏ساتر‏ ‏ترابي‏ ‏امتد‏ ‏بطول‏160‏كم‏ ‏وعمقه‏ ‏داخل‏ ‏سيناء‏ ‏نحو‏10‏كم‏ ‏أما‏ ‏ارتفاعه‏ ‏فتراوح‏ ‏بين‏10‏و‏20‏مترا‏ ‏حسب‏ ‏إمكانية‏ ‏العبور‏ ‏من‏ ‏المنطقة‏ ‏المقابلة‏.‏أقيم‏ ‏بزاوية‏ ‏ميل‏ ‏قدرها‏ 80‏درجة‏ ‏مما‏ ‏يجعل‏ ‏محاولة‏ ‏تسلقه‏ ‏أمرا‏ ‏صعبا‏ ‏واحتوي‏ ‏الخط‏ ‏علي‏33‏نقطة‏ ‏حصينة‏ ‏تبعد‏ ‏كل‏ ‏منها‏ ‏عن‏ ‏الأخري‏ ‏بمسافة‏6‏كم‏ ‏تقريبا‏.‏تتكون‏ ‏كل‏ ‏نقطة‏ ‏من‏ ‏عدة‏ ‏طوابق‏ ‏تختفي‏ ‏أغلبها‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏,‏وتعلو‏ ‏حتي‏ ‏تصل‏ ‏إلي‏ ‏ارتفاع‏ ‏الساتر‏ ‏الترابي‏ ‏الذي‏ ‏يصل‏ ‏الفراغات‏ ‏التي‏ ‏بينها‏.‏لقد‏ ‏تم‏ ‏تحصين‏ ‏هذه‏ ‏النقاط‏ ‏بالأسمنت‏ ‏المسلح‏ ‏والأحجار‏ ‏الصلبة‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏قضبان‏ ‏السكك‏ ‏الحديدية‏ ‏المنتزعة‏ ‏من‏ ‏سكة‏ ‏حديد‏ ‏سيناء‏ ‏مع‏ ‏شكائر‏ ‏الرمال‏ ‏مما‏ ‏جعلها‏ ‏تتحمل‏ ‏القصف‏ ‏المباشر‏ ‏بالقنابل‏ ‏حتي‏ ‏عيار‏ ‏ألف‏ ‏رطل‏,‏وضمت‏ ‏كل‏ ‏نقطة‏ ‏وسائل‏ ‏استطلاعية‏ ‏لرصد‏ ‏أية‏ ‏محاولة‏ ‏للعبور‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏أسلحة‏ ‏خفيفة‏ ‏وثقيلة‏ ‏ومدافع‏ ‏مضادة‏ ‏للدبابات‏ ‏والطائرات‏ ‏وغيرها‏.‏وكانت‏ ‏تتصل‏ ‏سلكيا‏ ‏ولا‏ ‏سلكيا‏ ‏بالمواقع‏ ‏الخلفية‏ ‏وبعمق‏ ‏إسرائيل‏.‏إنها‏ ‏قلاع‏ ‏حصينة‏ ‏بنيت‏ ‏وسط‏ ‏الساتر‏ ‏الرملي‏.‏
                    وأقيمت‏ ‏بخط‏ ‏بارليف‏ ‏خزانات‏ ‏تحت‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏يسع‏ ‏كل‏ ‏منها‏200‏طن‏ ‏من‏ ‏النابالم‏ ‏أو‏ ‏الجازولين‏.‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الخزانات‏ ‏متقاربة‏ ‏ومتصلة‏ ‏بشبكة‏ ‏من‏ ‏الأنابيب‏ ‏تنتهي‏ ‏تحت‏ ‏سطح‏ ‏مياه‏ ‏القناة‏.‏هذه‏ ‏المواد‏ ‏الملتهبة‏ ‏حين‏ ‏تشتعل‏ ‏تطفو‏ ‏علي‏ ‏سطح‏ ‏المياه‏ ‏لتصل‏ ‏درجة‏ ‏حرارتها‏ ‏إلي‏700‏درجة‏ ‏مئوية‏,‏ويصل‏ ‏ارتفاع‏ ‏نيرانها‏ ‏إلي‏ ‏نحو‏ ‏متر‏ ‏فوق‏ ‏سطح‏ ‏القناة‏,‏أي‏ ‏تتحول‏ ‏القناة‏ ‏إلي‏ ‏أتون‏.‏


                    المـــــــــــــــــــراجع‏:‏

                    ‏(1) جريدة وطنى الصادرة فى 15/10/2006 م السنة 48 العدد 2338 هذه الصفحة عن مقالة بعنوان في‏ ‏ذكري‏ ‏انتصارات‏ ‏أكتوبر:اقتحم‏ ‏المصريون‏ ‏خط‏ ‏الجحيم‏ ‏وأذهلوا‏ ‏العالم إعداد‏:‏د‏.‏ممدوح‏ ‏حليم
                    (2) مصر‏ ‏بعد‏ ‏العبور‏-‏علي‏ ‏محبوب‏ ‏وآخرون‏-‏مكتبة‏ ‏الأسرة‏2005.‏
                    ‏(3) ‏خلف‏ ‏سور‏ ‏الخداع‏-‏مقال‏ ‏بجريدةجيروزاليم‏ ‏بوستبقلمكارولاين‏ ‏كليك‏-16‏أغسطس‏2002
















                    المقال منقول عن الكاتب د: \ يحيي الشاعر


                    تعليق


                    • #25
                      رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                      بارك الله فيك
                      طارق يوسف

                      تعليق


                      • #26
                        رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                        الأمر ليس مـُستغرباً من المصريين
                        اسأل الله أن تعود أيام التحرير ونـُحرر كـُلنا بيت المقدس
                        جـُزيت خيراً على الموضوع المـُتميز

                        تعليق


                        • #27
                          رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                          ( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه )

                          أطيب تحية لهم

                          رحم الله من استشهد منهم

                          ومتع من بقي بحياته وعمره وصحته

                          وختم لنا ولهم بالحسنى

                          وحفظ مصرنا الغالية من كل سوء

                          تعليق


                          • #28
                            رد: بطولاتنا في حرب أكتوبر

                            المشاركة الأصلية بواسطة طارق يوسف مشاهدة المشاركة
                            بارك الله فيك
                            وبارك فيك



                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالحكيم الكامل مشاهدة المشاركة
                            الأمر ليس مـُستغرباً من المصريين
                            اسأل الله أن تعود أيام التحرير ونـُحرر كـُلنا بيت المقدس
                            جـُزيت خيراً على الموضوع المـُتميز
                            ان شاء الله اخى النصر قادم لا محاله
                            المشاركة الأصلية بواسطة الكسائي مشاهدة المشاركة
                            ( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه )

                            أطيب تحية لهم

                            رحم الله من استشهد منهم

                            ومتع من بقي بحياته وعمره وصحته

                            وختم لنا ولهم بالحسنى

                            وحفظ مصرنا الغالية من كل سوء
                            نعم اخى هم يستحقو هذا
                            وما عند الله خيراً

                            تعليق

                            يعمل...
                            X