"لولا أن من الله علينا"
وأنا أتبع أحد الجنازات وقعت عيني على ما يرتفع له الحاجبان ويتبادل الضرب من أجله الكفان ...
إنه رجل يمسك بين أصبعين من أصابعه سيجارة مشتعلة ودخانها يتصاعد وهو يسير خلف الجنازة !! فقلت سبحان الله .. لو علم ما هو فيه من نعمة وفهم ما امتن الله به عليه من فضل ما كان هذا هو الحال !!
إن من أجل النعم التي يمتن الله بها عليك أن يجعل غيرك عبرة لك ، ولا يجعلك عبرة لغيرك ، كذا فإن من أجل ما يعاقب به عبدٌ أن يصرف الله قلبه عن الاعتبار ، يا لله نسأله النجاة من مثل هذا المنقلب ، فإن من انتكس وطمست بصيرته وقسى قلبه وغاب عنه التفريق بين الخير والشر في مصيبة كبرى دون الكبرى ، ولما لا يكون وهو إلى الشر يسير ..
قال الله لموسى بعدما ألقى له الألواح :" سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا...."
نعم تقع بين أيديهم النذر ومدعاة الاعتبار والاتعاظ ولا تتحرك السواكن فيهم ولا يصل إلى القلب من ذلك شيء !! فانظر يا رحمني الله وأنت إلى هؤلاء الذين قتلوا الأنبياء ! وهل يساوي ذلك فجر ؟ وحرفوا كلام رب الأرض والسماء فانغمسوا في غيابات الكفر !! ثم بعد كل ذلك " وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ...."
أيا من تقرأ كلماتي هذه ، اعلم رعاك ربي أن الناس أمام أي حدث أو حديث أو حادثة يفترقون إلى فريقين ، فريق لا تفوته الوقائع ، فيستدعي البصائر ، ويستحضر القلوب ، وينظر في الأمر ، فيزيد الإيمان ، ويعتبر بما كان ، فيتم له الأمان .. " وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ.... "
وأما الفريق الآخر فهم من انغمسوا في النفاق ، فأبعدهم في الأفاق ، وجعل بينهم وبين الاعتبار شقاق ، وألزمهم الغي وكأنهم له عشاق ، فلا ترجعهم الرقاق ، ولا موت الرفاق ..." وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ...."
فيا لحالهم حال عجيب ، تعجب الله منه " أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ...."
فأين أنت أيها الكريم مما يقع بين أيدينا ، تراك تعتبر ، وبما يحدث ترعوي وتنزجر ؟ ، والله لو تعلم قدر النعمة ، لألزمت اللسان ، أو ألزمه الجنان ، حمد الرحمن " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا..."
فاعتبر وتب ، وعن معصية الله أقلع ، وإلى رحاب طاعته أقبل ، وإياك أن تثنيك الأهواء ، أو يؤخرك طلب شيء من الدنيا فكله هراء .. "لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا "
أخي قد آن الرحيل ، والخطب لو تدري جليل ، والزاد ولو كثر فهو قليل ، فهل ترضى بغير رؤية وجه الملك بديل ؟؟ " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا"
إياك وأن يغرك حلم الله ، أو أن تأخذك نفسك عما يحبه ويرضاه ، فما يفيدك إن عكفت يومئذ على قول " واحسرتاه " " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا "
عمرو بن صالح
وأنا أتبع أحد الجنازات وقعت عيني على ما يرتفع له الحاجبان ويتبادل الضرب من أجله الكفان ...
إنه رجل يمسك بين أصبعين من أصابعه سيجارة مشتعلة ودخانها يتصاعد وهو يسير خلف الجنازة !! فقلت سبحان الله .. لو علم ما هو فيه من نعمة وفهم ما امتن الله به عليه من فضل ما كان هذا هو الحال !!
إن من أجل النعم التي يمتن الله بها عليك أن يجعل غيرك عبرة لك ، ولا يجعلك عبرة لغيرك ، كذا فإن من أجل ما يعاقب به عبدٌ أن يصرف الله قلبه عن الاعتبار ، يا لله نسأله النجاة من مثل هذا المنقلب ، فإن من انتكس وطمست بصيرته وقسى قلبه وغاب عنه التفريق بين الخير والشر في مصيبة كبرى دون الكبرى ، ولما لا يكون وهو إلى الشر يسير ..
قال الله لموسى بعدما ألقى له الألواح :" سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا...."
نعم تقع بين أيديهم النذر ومدعاة الاعتبار والاتعاظ ولا تتحرك السواكن فيهم ولا يصل إلى القلب من ذلك شيء !! فانظر يا رحمني الله وأنت إلى هؤلاء الذين قتلوا الأنبياء ! وهل يساوي ذلك فجر ؟ وحرفوا كلام رب الأرض والسماء فانغمسوا في غيابات الكفر !! ثم بعد كل ذلك " وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ...."
أيا من تقرأ كلماتي هذه ، اعلم رعاك ربي أن الناس أمام أي حدث أو حديث أو حادثة يفترقون إلى فريقين ، فريق لا تفوته الوقائع ، فيستدعي البصائر ، ويستحضر القلوب ، وينظر في الأمر ، فيزيد الإيمان ، ويعتبر بما كان ، فيتم له الأمان .. " وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ.... "
وأما الفريق الآخر فهم من انغمسوا في النفاق ، فأبعدهم في الأفاق ، وجعل بينهم وبين الاعتبار شقاق ، وألزمهم الغي وكأنهم له عشاق ، فلا ترجعهم الرقاق ، ولا موت الرفاق ..." وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ...."
فيا لحالهم حال عجيب ، تعجب الله منه " أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ...."
فأين أنت أيها الكريم مما يقع بين أيدينا ، تراك تعتبر ، وبما يحدث ترعوي وتنزجر ؟ ، والله لو تعلم قدر النعمة ، لألزمت اللسان ، أو ألزمه الجنان ، حمد الرحمن " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا..."
فاعتبر وتب ، وعن معصية الله أقلع ، وإلى رحاب طاعته أقبل ، وإياك أن تثنيك الأهواء ، أو يؤخرك طلب شيء من الدنيا فكله هراء .. "لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا "
أخي قد آن الرحيل ، والخطب لو تدري جليل ، والزاد ولو كثر فهو قليل ، فهل ترضى بغير رؤية وجه الملك بديل ؟؟ " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا"
إياك وأن يغرك حلم الله ، أو أن تأخذك نفسك عما يحبه ويرضاه ، فما يفيدك إن عكفت يومئذ على قول " واحسرتاه " " لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا "
عمرو بن صالح
تعليق