حكم مشاهدة مسلسل " يوسف الصدِّيق "
السؤال : هناك مسلسل عن نبي الله يوسف عليه السلام وحياته ، أرجو بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر .
------------------------------------------------------------------------
الجواب :
الحمد لله
أنتج الرافضة مسلسلاً يحكي قصة يوسف عليه السلام وما جرى له في صغره وشبابه وكهولته ، ولم يكفهم ما في دينهم من تحريف وكذب حتى جعلوا ذلك فيما أظهروه من حياة يوسف عليه السلام وزمانه ، فجعلوا حياة يوسف في زمن الفراعنة وليس الأمر كذلك ، وجعلوا الفراعنة موحدين وليس الأمر كذلك ، وحرَّفوا النص القرآني فجعلوا إخوة يوسف هم الذين باعوا أخاهم يوسف وليس الأمر كذلك ، وسوَّقوا لمبدأ الولاية ! من خلال ذلك المسلسل ، في أشياء أخرى كثيرة تدل على خبثهم ومكرهم .
وتمثيل شخصية نبي أو صحابي ، أمر منكر ، وفيه مخالفات ومفاسد كثيرة ، وها نحن نرى الآن مفسدة عظيمة وهي تعلق المشاهد بشخصية الممثل ، والخلط بين ذلك وبين المحبة الشرعية للنبي ، وما ذاك إلا بسبب حركات وكلمات ذلك الممثل الذي تجرأ ليمثِّل دور ذلك النبي الجليل ، وبسبب ضعف الإيمان عند المشاهد ، حتى إنه ليتعرض للفتن بنفسه ويمشي إليها برجليه .
سئل علماء اللجنة الدائمة عن :
حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب ، والكفار من جانب آخر ؟ .
فأجابوا :
أولاً :
إن المشاهد في التمثيليات التي تقام ، والمعهود فيها : طابع اللهو ، وزخرفة القول ، والتصنع في الحركات ، ونحو ذلك مما يلفت النظر ، ويستميل نفوس الحاضرين ، ويستولي على مشاعرهم ، ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله ، أو تحريف له ، أو زيادة فيه ، وهذا مما لا يليق في نفسه ، فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص ، أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام .
ثانياً :
إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق ، وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ، وفيهم جرأة على المجازفة ، وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ، ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين ، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم ، والنيل من كرامتهم ، والحط من قدرهم ، وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.
ثالثا:
إذا قدِّر أن التمثيلية لجانبين ، جانب الكافرين كفرعون وأبي جهل ومن على شاكلتهما ، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم : فإن من يمثِّل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم ، فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون ... إلخ ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان ، مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم ، لا على وجه الحكاية عنهم ، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال ، هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ، ويزيده نكراً وبهتاناً ، وإلا كانت جريمة التمثيل أشد ، وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين .
رابعاً : دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح ، والدعوة المؤثرة ، والاعتبار بالتاريخ : دعوى يردها الواقع ، وعلى تقدير صحتها ، فشرها يطغى على خيرها ، ومفسدتها تربو على مصلحتها ، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه .
خامساً : وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة ، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة ؛ نصرة للإسلام ، وعزة للمسلمين ، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب ، وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 268 – 270 ) .
وللأهمية ينظر قرار مجمع الفقه الإسلامي في حكم تمثيل الأنبياء والصحابة في جواب السؤال رقم (163107).
وينظر جواب السؤال رقم (125535) في حكم مشاهدة المسلسلات .
مصدر الفتوي
الإسلام سؤال وجواب
المشرف العام علي الموقع
الشيخ محمد صالح المنجد
السؤال : هناك مسلسل عن نبي الله يوسف عليه السلام وحياته ، أرجو بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر .
------------------------------------------------------------------------
الجواب :
الحمد لله
أنتج الرافضة مسلسلاً يحكي قصة يوسف عليه السلام وما جرى له في صغره وشبابه وكهولته ، ولم يكفهم ما في دينهم من تحريف وكذب حتى جعلوا ذلك فيما أظهروه من حياة يوسف عليه السلام وزمانه ، فجعلوا حياة يوسف في زمن الفراعنة وليس الأمر كذلك ، وجعلوا الفراعنة موحدين وليس الأمر كذلك ، وحرَّفوا النص القرآني فجعلوا إخوة يوسف هم الذين باعوا أخاهم يوسف وليس الأمر كذلك ، وسوَّقوا لمبدأ الولاية ! من خلال ذلك المسلسل ، في أشياء أخرى كثيرة تدل على خبثهم ومكرهم .
وتمثيل شخصية نبي أو صحابي ، أمر منكر ، وفيه مخالفات ومفاسد كثيرة ، وها نحن نرى الآن مفسدة عظيمة وهي تعلق المشاهد بشخصية الممثل ، والخلط بين ذلك وبين المحبة الشرعية للنبي ، وما ذاك إلا بسبب حركات وكلمات ذلك الممثل الذي تجرأ ليمثِّل دور ذلك النبي الجليل ، وبسبب ضعف الإيمان عند المشاهد ، حتى إنه ليتعرض للفتن بنفسه ويمشي إليها برجليه .
سئل علماء اللجنة الدائمة عن :
حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب ، والكفار من جانب آخر ؟ .
فأجابوا :
أولاً :
إن المشاهد في التمثيليات التي تقام ، والمعهود فيها : طابع اللهو ، وزخرفة القول ، والتصنع في الحركات ، ونحو ذلك مما يلفت النظر ، ويستميل نفوس الحاضرين ، ويستولي على مشاعرهم ، ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله ، أو تحريف له ، أو زيادة فيه ، وهذا مما لا يليق في نفسه ، فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص ، أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام .
ثانياً :
إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق ، وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ، وفيهم جرأة على المجازفة ، وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ، ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين ، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم ، والنيل من كرامتهم ، والحط من قدرهم ، وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.
ثالثا:
إذا قدِّر أن التمثيلية لجانبين ، جانب الكافرين كفرعون وأبي جهل ومن على شاكلتهما ، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم : فإن من يمثِّل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم ، فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون ... إلخ ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان ، مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم ، لا على وجه الحكاية عنهم ، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال ، هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ، ويزيده نكراً وبهتاناً ، وإلا كانت جريمة التمثيل أشد ، وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين .
رابعاً : دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح ، والدعوة المؤثرة ، والاعتبار بالتاريخ : دعوى يردها الواقع ، وعلى تقدير صحتها ، فشرها يطغى على خيرها ، ومفسدتها تربو على مصلحتها ، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه .
خامساً : وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة ، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة ؛ نصرة للإسلام ، وعزة للمسلمين ، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب ، وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 268 – 270 ) .
وللأهمية ينظر قرار مجمع الفقه الإسلامي في حكم تمثيل الأنبياء والصحابة في جواب السؤال رقم (163107).
وينظر جواب السؤال رقم (125535) في حكم مشاهدة المسلسلات .
مصدر الفتوي
الإسلام سؤال وجواب
المشرف العام علي الموقع
الشيخ محمد صالح المنجد
تعليق