ظلموهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
أنا مقل في الخروج من داري وبقائي فيه بضعف خروجي منه أو يزيد لكنني لما أخرج فأمر بجامعة وتنطلق عيني تطالع الأحوال ترتد تملأها الدموع والحسرة ، ويزداد الأمر ويتضخم الوجع عندما أزور قرية من القرى أو نجعا من النجوع فيكاد القلب يتوقف ...
يكاد اللسان يستوقفني وعلى رؤوس الخلائق يصدع ويصيح يا أمة محمد اتقوا الله .. يا فتيات المسلمين أين الحياء من الله .. !!
أمر خطير وفتنة عظمى وفاجعة كبرى دون الكبرى .. هكذا سماها النبي " ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء "
لا أدري إلى من أوجه الحديث .. أما الطغام الطغاة الظلمة الذين حكموا البلاد سنينا فإنهم انتكست بصائرهم فغفلت عيونهم عن التبرج وراحوا ينشغلوا بالعفيفات أو المتعففات !!
وأما علماء السوء الذين امتلأت عقولهم بالجهل وجيبوهم بما باعوا به الكتاب واشتروا به ثمنا قليلا فأولئك الخونة الذين ظلمونا بالدين !! فليس لهم مني إلا أن أدعو الجبار عليهم وأجعله في نحورهم .
وأما الفتيات فلعل قلة من يصغي ويندر من يرعوي وينزجر لكنه لا محالة من توجيه الخطاب ....
فياااااااااااااااااااااااااااا أخيه يا ابنة الإسلام ما الذي أرى ؟ ، وماذا جرى ؟ ، أين التميز في الورى ؟ ، يا أخيه أين الستر والحياء ؟ ، أين الحجاب ؟
• ألست تردين " الله " أم من تقصدين ؟؟
" الله " حبيبك .. خالقك .. رازقك .. الذي بيده كل شيء .. والذي له كل شيء .. والذي عنده كل شيء ..
" الله " رب الأرباب .. ميسر الصعاب .. العزيز الوهاب ...
" الله " الجليل الكبير .. السميع العليم .. الودود الرحيم ..
" الله " يا أخيه !! فأين أنت من أمر ربك ؟ أين أنت من طاعته ؟ أين أنت من ندائه ؟ أين أنت من الخوف منه ؟
أخيه ألست بالله مؤمنة ، راضية به ربا وبجنته وناره موقنة ، فلم في غير طاعته ساكنة ، ولقول الأعادي راكنة ... لما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة عليهن ثياب رقيقة ، قالت أم المؤمنين : إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات وإن كنتن غير ذلك فتمتعن به .
• يا أخيه والله إعجاب الشباب ومدحهم لن يفيد ، ولن يدفع العذاب الشديد ، ولن ينفعك إلا طاعة رب العبيد .
• أخيه ماذا لو رآك الرسول ؟ يا ترى ماذا يقول ؟ أيصل بك عملك أم عنه يحول ؟ أجيبي يا أخيه أين التزام أمره واجتناب نهيه ؟ ألست قد ارتضيت به نبيا ورسولا ؟ فلم لم تعقدي البيعة أو تلتزمي بها .. جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله تبايعه على الإسلام فقال : ( أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى ) حسن الألباني رحمه الله
• أخيه انتصري لأمتك ولا تكوني حربا عليها ، لا تكوني في القوم الظالمين ، المعادين للمسلمين ، لا تكوني سلاحا لهم ، تالله من قِبلك النصر أو الهزيمة فأي العاقبتين لأمتك تختارين ؟
• أخيه طالعي صفحات الكتاب ، وما أنزل رب الأرباب ، ثم سلي النفس سؤالا ، هل أنا على الهدي ظاهرة ؟ ، هل ما أنا فيه وعليه هو أمر الله والرسول صلى الله عليه وسلم أم ماذا ؟
• أخيه إنها دنيا مهما طال الأمد فهي مطعون في بقائها ، ومهما حوت من متع فإنها لا شك إلى زوال ، أين السابقون ؟!! ، أليس قد هدم الموت لذاتهم وأفنى حياتهم وقطع صلاتهم ؟
• أخيه يا ابنة الإسلام أما تتفكرين في لحظة الميزان ، وأي الكفتين ترجح ؟ ، يا لله أليس في ميزان السيئات كل شاب غوى بنظرة إليك ؟! ، أليس في الميزان كل خطوة بهذا الزي وهذا الشعر ؟ ، أليس في الميزان كل حركة بهذه المشية ، أليس في الميزان كل بسمة للشباب وكل كلمة ... ؟؟ تالله إنها لحظة ترتعد لها الأبدان ، فقد اقتربت كفة السيئات من الرجحان ...
• أخيه ماذا تقولين لله عند اللقاء ، وحينها لا يصاحبك محام ولا أحد من الأصدقاء ، فما الجواب عند السؤال " يا أمة الله أعطيتك وأنعمت عليك وأمرتك بالحجاب فلم خالفتِ أمري ؟ " يا الله وقتها ماذا تقولين ؟ يا الله إنها لحظة لا ينفع فيها تمني العودة ولا حتى طلب الكرة !! ، أنت بين يدي الله الكبير ...
• أخيه أما أخبروك أن التبرج طريق إلى السعير ؟ ونار الجحيم ؟ فمن يطيق الزقوم ؟ أم من يطيق طعام من غسلين ؟ ، " صنفان من أهل النار لم أرهما ..... ونساء كاسيات عاريات ...."
لعل قطع الكلام في منتصفه أهون من أن يطول المقام ففي الصدر الكثير ، والعتاب ليس له آخر ...
لكنه لابد أن نقذف هذه الأجساد بهذه الحجارة لعل هذه " الشنبات " تستفيق ، فأين داعي الكرامة والرجولة ؟ ، كيف سمح الوالد " الزوج ، الأخ ، الخال ، العم " لهذه الفتاة أن تخرج هكذا ؟ كيف ؟؟ وبأي دعوى ؟؟
أما أخافه الحرمان ؟ " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم .... ورجل ديوث لا يغار على عرضه "
أين الرجولة يا ذكور الأمة ؟ أين الرجولة ؟ لم امتدت الآيادي لفتح نوافذ التهتك والسفور ؟ أين الصدور التي حاربت لحفظ دين الرب جل جلالة ؟ يا ذكور أمتي من لهذه الدعاوى التي كادت تقضي على أمتنا ؟ يا ذكور الأمة كل مليم يدفع في كل خطوة بهذا السفور والتبرج وبال وحسرة يوم القيامة ؟ يفرد لها سؤال بين يدي الكبير المتعال .
يا ذكور أمتي اتقوا الله .. وأطيعوا أمره .. وأوقفوا هذا الحال فإنه جلل ..
يا مغبون يا خسران .. يا أيها الظان أن العفة في لبس الألوان ، أما لك من عقل ولا وجدان ؟ ، موعدك مع كل من ضل وكنت سببا في ضلاله بين يدي الرحمن ...
أتوقف عن الكلام والقلب تملأه الأحزان ...
بقلم المكلوم
عمرو صالح ...
تعليق