الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبى بعده :
متفاجئ ومصدوم ، ربما مثلك، أو أكثر
ولكن
دعونا نسأل :
هل الثورة نجحت بهذا الشكل الذى نراه ؟؟
إن المعتبر في النجاح الحقيقي للثورات الناجحة هو إزالة الطاغوت والاستبداد وقلعه من جذوره, لا قطع شجرته التي ما تلبث أن تنمو من جديد بعد أن تهدأ الثورة ويستكين الثوار، فأين الثورة المصرية من هذا الذي يجب أن يكون؟!
إن الثورة التي تذهب بظالم وتأتي بآخر ليست بثورة كاملة ولا تسمى ثورة، وإنما هي غضبة على الجلاد سرعان ما تهدأ وتستكين مع غياب وجه الظالم، ويرجع الظلم يضرب من جديد؛ فجذوره ما زالت تنمو وإن لم يرها قاصرو النظر، وإن كان إزالة الظالم أمراً محموداً في ذاته ومطلوباً شرعاً وعقلاً.
ولكن يجب أن نتعقل الثورة كما نتعقل الحرب, ولتعلموا ياشباب أنه ليس هناك شيء دون مقابل، إن الثورة -أي ثورة- حتى تنجح وتؤتي أكلها فلا بد من أن تبذل من دماء أبنائها الغالي والرخيص، إن ثمن الحرية جد عزيز وثمنها الدماء والأشلاء والصبر حتى الموت.
والحرية التي ننشدها ونسعى لها هي أن نكون عباداً لله لا نعبد سواه، يخضع لحكمه الجميع, عندها فقط يتساوى البشر تحت ظل حكمه، فالحرية هي الانعتاق من عبودية العباد والدخول في عبادة الإله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، هذه هي الحرية وهذه هي حقيقتها لمن يعقل.
إن الظلم حين يبلغ أقصى مداه ولا يبقى للإنسان ما يخسره عندها ينتفض على جلاديه, فإما أن ينال الذي يريد أو تلفظه الحياة, فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها.
لقد تميزت الثورات الأوروبية على مدار الزمان بأنها تأخذ المستبد الظالم من حكامها أخذاً لا تبقي معه ولا تذر، فهي تقلعه من جذوره فلا تبقي مستبداً أو ظالماً أو ركناً من أركان الظلم أو حتى جندياً من أعوان المستبد الأكبر إلا أتت عليه وجعلته عبرة لمن يعتبر، فهذه الثورة الفرنسية فاتحة الثورات الأوروبية التي يتشدق بها الغرب ماذا فعلت بالملك لويس السادس عشر والنبلاء والأشراف وكبار رجال العصر الملكي الفرنسي؟
لقد حملت رؤوسهم على أسنة الرماح وأحرقتهم أحياء.
وهذه الثورة البلشفية الملحدة في روسيا أتت على عشرات الملايين من أنفس البشر حتى استكملت شروط النجاح، بغض النظر عن ماهيتها هي وسابقتها في الكفر الثورة الفرنسية.
إن طبيعة الرجل الغربي كما قال الكواكبي في طبائع الاستبداد أنه إذا أخذ على يد ظالمه فلا يفلته حتى يشلَّها، بل حتى يقطعها ويكوي مقطعها. اهـ
فإذا كان هذا حال الغربي الكافر المنحل من كل مبدأ والغارق في الانحلال، فما بالنا نحن المسلمين العرب أمة القلم والسيف، وموطن العز والكرامة، ورمز الفخر والشهامة، ألسنا أحق بهذا من هؤلاء؟!
ألسنا أحق بالحرية والكرامة والعزة من هؤلاء الذين لا يطيب ذكرهم لولا مقتضى الحال؟!
ألسنا أحق بالأخذ على أيدي الطغاة المستبدين وأوليائهم وأذنابهم وكل من كان عوناً لهم في يوم من الأيام وقطع أيديهم وكويها بالنار بعد القطع حتى لا تنبت أبد الدهر؟!
إن حكم أبي بكر الصديق وأصحابه -رضوان الله عليهم- في التائبين من أهل الردة أن لا يحملوا سلاحاً ولا يركبوا خيلاً ولا يولّوا إمارة بل يتبعون أذناب البقر في المزارع وهم مسلمون تائبون، وذلك عقوبة لهم واحتياطاً من غدرهم، فما بال هؤلاء الطواغيت -وهم من هم- ما زالت الكلمة هي كلمتهم والحكم هو حكمهم!
إن هذه القشور أو الفتات وبواقي الموائد التي يرمونها بين الحين والآخر لإرضاء الثوار وامتصاص غضبهم ونقمتهم، كالانتخابات، والمحاكمات الهزلية لرموز النظام اللامبارك، وحل المجالس البلدية وغير ذلك من القشور يرمونها ليفرح بها العامة ويستمتعوا بها، لأن الناس لا ينسون فضل من لا يتوقعون منه سوى الشر، ولو تعرّض الثوار للقضايا الحساسة كمعاهدة السلام مع إسرائيل، والمعتقلين السياسيين صناع الثورة على الحقيقة، وتصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل، وفتح الحدود مع قطاع غزة، وأمن الدولة العبرية، ومحاكمة قتلة الثوار، لعرف حقاً الشعب المصري حقيقة ثورته وما حققت وماذا بقي مما لم يتحقق بعد.
وبالرغم من كل ما كتبت أقول للشباب عامة وبخاصة المؤيدين للاستاذ حازم صلاح ابو اسماعيل :
براكين الغضب تشل العقل عن التفكير أحيانا
" ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح "
لذلك نحتاج للتريث والتفكير العميق في المآلات والعواقب وحساب ردود الأفعال .
نحتاج أن نستثمر الغضب ونوجهه لا أن يوجهنا .
من منكم يتصور التمكين بغير ابتلاءات ، إنها لحظات المفاصلة فقد تبدت الأمور على حقيقتها " ليميز الله الخبيث من الطيب "
كلنا يحلم بتطهير البلاد من الأوغاد ولكن مضت هذه الشهور ولم يحسم الأمر ، وأول المعادلة " تطهير " " تخلية " حتى يتبعها " تأهيل " ثم يأتي التغيير .
إن غدا لناظره قريب ، ولكني أقول للماكرين للمرة الألف
" فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم "
نحتاج لليقين والثبات وحسن الظن بالله والتوكل أشد ما يكون .
نحتاج لعباد ركع تستمطر بهم الرحمات .
نحتاج لأنين التائبين والمتضرعين لتفتح أبواب السماء .
نحتاج لرجال اللحظة الذين لا يخافون في الله لومة لائم .
اللهم لأجل شريعتك لأجل نصرة دينك:
" خذ من دمي حتى ترضى "
متفاجئ ومصدوم ، ربما مثلك، أو أكثر
ولكن
دعونا نسأل :
هل الثورة نجحت بهذا الشكل الذى نراه ؟؟
إن المعتبر في النجاح الحقيقي للثورات الناجحة هو إزالة الطاغوت والاستبداد وقلعه من جذوره, لا قطع شجرته التي ما تلبث أن تنمو من جديد بعد أن تهدأ الثورة ويستكين الثوار، فأين الثورة المصرية من هذا الذي يجب أن يكون؟!
إن الثورة التي تذهب بظالم وتأتي بآخر ليست بثورة كاملة ولا تسمى ثورة، وإنما هي غضبة على الجلاد سرعان ما تهدأ وتستكين مع غياب وجه الظالم، ويرجع الظلم يضرب من جديد؛ فجذوره ما زالت تنمو وإن لم يرها قاصرو النظر، وإن كان إزالة الظالم أمراً محموداً في ذاته ومطلوباً شرعاً وعقلاً.
ولكن يجب أن نتعقل الثورة كما نتعقل الحرب, ولتعلموا ياشباب أنه ليس هناك شيء دون مقابل، إن الثورة -أي ثورة- حتى تنجح وتؤتي أكلها فلا بد من أن تبذل من دماء أبنائها الغالي والرخيص، إن ثمن الحرية جد عزيز وثمنها الدماء والأشلاء والصبر حتى الموت.
والحرية التي ننشدها ونسعى لها هي أن نكون عباداً لله لا نعبد سواه، يخضع لحكمه الجميع, عندها فقط يتساوى البشر تحت ظل حكمه، فالحرية هي الانعتاق من عبودية العباد والدخول في عبادة الإله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، هذه هي الحرية وهذه هي حقيقتها لمن يعقل.
إن الظلم حين يبلغ أقصى مداه ولا يبقى للإنسان ما يخسره عندها ينتفض على جلاديه, فإما أن ينال الذي يريد أو تلفظه الحياة, فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها.
لقد تميزت الثورات الأوروبية على مدار الزمان بأنها تأخذ المستبد الظالم من حكامها أخذاً لا تبقي معه ولا تذر، فهي تقلعه من جذوره فلا تبقي مستبداً أو ظالماً أو ركناً من أركان الظلم أو حتى جندياً من أعوان المستبد الأكبر إلا أتت عليه وجعلته عبرة لمن يعتبر، فهذه الثورة الفرنسية فاتحة الثورات الأوروبية التي يتشدق بها الغرب ماذا فعلت بالملك لويس السادس عشر والنبلاء والأشراف وكبار رجال العصر الملكي الفرنسي؟
لقد حملت رؤوسهم على أسنة الرماح وأحرقتهم أحياء.
وهذه الثورة البلشفية الملحدة في روسيا أتت على عشرات الملايين من أنفس البشر حتى استكملت شروط النجاح، بغض النظر عن ماهيتها هي وسابقتها في الكفر الثورة الفرنسية.
إن طبيعة الرجل الغربي كما قال الكواكبي في طبائع الاستبداد أنه إذا أخذ على يد ظالمه فلا يفلته حتى يشلَّها، بل حتى يقطعها ويكوي مقطعها. اهـ
فإذا كان هذا حال الغربي الكافر المنحل من كل مبدأ والغارق في الانحلال، فما بالنا نحن المسلمين العرب أمة القلم والسيف، وموطن العز والكرامة، ورمز الفخر والشهامة، ألسنا أحق بهذا من هؤلاء؟!
ألسنا أحق بالحرية والكرامة والعزة من هؤلاء الذين لا يطيب ذكرهم لولا مقتضى الحال؟!
ألسنا أحق بالأخذ على أيدي الطغاة المستبدين وأوليائهم وأذنابهم وكل من كان عوناً لهم في يوم من الأيام وقطع أيديهم وكويها بالنار بعد القطع حتى لا تنبت أبد الدهر؟!
إن حكم أبي بكر الصديق وأصحابه -رضوان الله عليهم- في التائبين من أهل الردة أن لا يحملوا سلاحاً ولا يركبوا خيلاً ولا يولّوا إمارة بل يتبعون أذناب البقر في المزارع وهم مسلمون تائبون، وذلك عقوبة لهم واحتياطاً من غدرهم، فما بال هؤلاء الطواغيت -وهم من هم- ما زالت الكلمة هي كلمتهم والحكم هو حكمهم!
إن هذه القشور أو الفتات وبواقي الموائد التي يرمونها بين الحين والآخر لإرضاء الثوار وامتصاص غضبهم ونقمتهم، كالانتخابات، والمحاكمات الهزلية لرموز النظام اللامبارك، وحل المجالس البلدية وغير ذلك من القشور يرمونها ليفرح بها العامة ويستمتعوا بها، لأن الناس لا ينسون فضل من لا يتوقعون منه سوى الشر، ولو تعرّض الثوار للقضايا الحساسة كمعاهدة السلام مع إسرائيل، والمعتقلين السياسيين صناع الثورة على الحقيقة، وتصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل، وفتح الحدود مع قطاع غزة، وأمن الدولة العبرية، ومحاكمة قتلة الثوار، لعرف حقاً الشعب المصري حقيقة ثورته وما حققت وماذا بقي مما لم يتحقق بعد.
وبالرغم من كل ما كتبت أقول للشباب عامة وبخاصة المؤيدين للاستاذ حازم صلاح ابو اسماعيل :
براكين الغضب تشل العقل عن التفكير أحيانا
" ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح "
لذلك نحتاج للتريث والتفكير العميق في المآلات والعواقب وحساب ردود الأفعال .
نحتاج أن نستثمر الغضب ونوجهه لا أن يوجهنا .
من منكم يتصور التمكين بغير ابتلاءات ، إنها لحظات المفاصلة فقد تبدت الأمور على حقيقتها " ليميز الله الخبيث من الطيب "
كلنا يحلم بتطهير البلاد من الأوغاد ولكن مضت هذه الشهور ولم يحسم الأمر ، وأول المعادلة " تطهير " " تخلية " حتى يتبعها " تأهيل " ثم يأتي التغيير .
إن غدا لناظره قريب ، ولكني أقول للماكرين للمرة الألف
" فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم "
نحتاج لليقين والثبات وحسن الظن بالله والتوكل أشد ما يكون .
نحتاج لعباد ركع تستمطر بهم الرحمات .
نحتاج لأنين التائبين والمتضرعين لتفتح أبواب السماء .
نحتاج لرجال اللحظة الذين لا يخافون في الله لومة لائم .
اللهم لأجل شريعتك لأجل نصرة دينك:
" خذ من دمي حتى ترضى "
تعليق