إنه ليس من العيب أن نفتح قضية الشهوة ونطرق بابها الموصد بمزلاج العرف ونلج ساحها المحاط بسياج الكتمان ، خاصة إذا لمسناها بلطف وأوغلنا فيها برفق ، يحدونا في ذلك المنهج الرباني القويم والهدي النبوي الكريم، واللذان لا تكاد تجد فيهما ما يمس الذوق أو يخدش الحياء ولا ما يهيج كوامن النفوس مع تعرضهما البليغ لكل ما يتعلق بالشهوة والغريزة وما يتصل بهما في دائرة العلاقات الإنسانية. وإنما العيب كل العيب أن نغض الطرف عن هذه القضية في زمن لا يكاد يعلو فيه صوت فوق صوت الغريزة الطاغية ، وأزيز الرغبات المحمومة، بينما تنهش فيه ذئاب الشهوات المسعورة قلوب الناس وتكاد نيرانها المشبوبة أن تأتي على ما تبقى من إيمانهم وتذهب بثمرات طاعاتهم وتفسد علاقتهم بربهم. والناس في قضية الشهوة لهم شأن عجيب فهم يتوجسون من ذكرها أشد التوجس ويتحرزون من كل لفظة تخصها أشد التحرز في محاولة للوصول للتطهر والقدسية ـ ولو ظاهرياً ـ وهرباً من العيب والمنقصة، يوءثمهم حينئذ ظن خاطيء بتحريم الشريعة لكل ما يتعلق بهذا الموضوع جملة وتفصيلاً ولو وعظاً وإرشاداً، ويسيطر عليهم موروث صارم من أعراف ما أنزل الله بها من سلطان تصم بالعار كل سالك لهذا الطريق ولو معبداً ومصلحاً ، بينما لا يستنكف كثير منهم التمرغ في أوحال المعصية ومقارفة الآثام أو يتلبطون في مزالق الهوى ودركات الرذيلة ، ولا تسمع لهم حينئذ إلا همس في الزوايا المظلمة يتناجى به الأخلاء و الندماء. وكل ما سبق يضفي على القضية جواً من الغموض والإثارة ربما يغري بالاجتراء والتجربة خاصة في السر والخلوات ويربي في النفوس الناشئة الشوق لهذا المنال الشائق البعيد أو ما يمكن أن يسمى بعقدة الشهوة وهي حالة نفسية يمثل فهمها المفتاح الحقيقي لحل هذه القضية. وبهذا فقد اجتمع لهذه القضية ـ قضية الشهوة ـ صفة التاريخية فهي قديمة بقدم البشرية نفسها وبعيدة بعد الخلق الأول للذكر والأنثى، كما أنها تدخل في حيز المحظور ـ المرغوب في كثير من الأحيان ـ مع كونها تقع في دائرة الغامض والمثير ، كذلك فإنها متقدمة في الترتيب بالنسبة لسلم أولويات المطالب والحاجات البشرية الملحة ، وإذ اجتمعت لها هذه الصفات كلها القدم والحظر والغموض والأولية وإذا كانت هذه الصفات هي أبرز صفات الأسطورة فإنه حق لنا أن نسميها:
بارك الله فيكم أخانا الفاضل و نفع بكم قال الله عز وجل { ونفسِ وما سواها * فألهما فجورها وتقواها } .
أي أن النفس البشرية فيها قابلية كل شيء حسننا كان أو قبيحا و قد ذكر الامام ابن القيم: " فإن النفس البشرية تجمع الكثير والكثير من الأوضار والأمراض والعلل والأدواء .. كما قال : وكل ذلك يهذبه الإيمان وتعالجه الاستقامة على طاعة الله عز وجل " . ومن لم يكن كذلك ؛ فإن شهوات نفسه تزداد سعاراً ، وتتأجج ناراً ، وتهوي به في مهاوي الردى ، وتلبسه لباساً أسوء وأشر من لباس الحيوانات والبهائم التي تحركها غرائزها وليس لها عقول تضبطها ، ولا شرائع تحكمها ، والله - عز وجل - قد كرّم بني أدم وفضلهم على كثيرٍ من الخلق بنعمة العقل والإدراك ، ثم بما منّ الله - عز وجل - به عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وما ختمت به الشرائع بدين الإسلام ، فمن أعرض عن مقتضى العقل السليم وعن مقتضى الفطرة النقية وعن مقتضى الشرع المستقيم ؛ فإنه - لا شك - يكون قد تجاوز ذلك كله بسبب نداء الشهوة وسعارها وميله إلى موافقتها يتخطى بذلك فطرته وإنسانيته ويلغي بذلك عقله وحكمته ويخلف شرع الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
إنَّ الشهوةَ نارٌ لا يشتدُّ أوارها إلا بالتساهلِ في أسبابها ومُوقداتها فكيف يسلمُ من داءِ الشهوةِ من يتساهلُ في مُشاهدةِ الأفلامِ والمسلسلات أو متابعةِ القنواتِ بحُجةِ الأخبارِ والمناظرات؟! وكيفَ ينجو من نارِ الشهوةِ من يسمعُ الغناءَ أو يرتادُ أماكن تكثر فيها النساء؟! وكيفَ يسلمُ من داءِ الشهوةِ من يُقلبُ المجلاتِ الهابطة أو يُشاهدُ القنواتِ الساقطة؟!
يا إخوتاااااااااااااااااااه لا تغتروا بالتزامكُم، ولا تُعجبوا بأعمالكم، ولا تأَمنوا مكرَ الله، فأولُ داءٍ يسري إلى نُفوسِ الصالحين هو العجبُ والغرورُ بالطاعةِ، فإذا استحكمَ هذا الداءُ فهو علامةٌ على تسلطِ شهوةِ حبِ النفسِ، ونذيرُ خطرٍ بأنَّ هذهِ الشهوةِ الخفيةُ تُمهدُ الطريقَ لتسَلطِ الشهواتِ الأخرى.
لقد تساهلَ شبابٌ صالحون بالنظرِ إلى النساءِ عبرَ القنواتِ الفضائية، وتساهلَ آخرونَ في مُشَاهدةِ مواقعَ الإنترنت الفاضحة، وتساهلَ فئةٌ في قراءةِ صحفٍ ومجلاتٍ ساقطة، كلُّ ذلك اعتمادًا على قاعدةِ الالتزام، ولعمرُو اللهِ، ذاكَ بابٌ خطير ومزلقٌ عظيم، تساقطَ فيه أخيارٌ، وزلَّ فيه عُبادٌ أطهار، إنَّهُ لا يأمنُ مكرَ اللهِ إلاَّ القومُ الخاسرون، ومن حامَ حولَ الحمى يُوشكُ أن يقعَ فيه.
وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ
ماشاء الله اخى العزيز اسم الموضوع موفق جدا ومقدمته شيقة جدا ونتمنى ان تكون على حلقات مفهرسه فى اول الموضوع لسهولة الاطلاع على الموضوع والاستفاده القصوى لها باذن الله تعالى
ماشاء الله اخى العزيز اسم الموضوع موفق جدا ومقدمته شيقة جدا ونتمنى ان تكون على حلقات مفهرسه فى اول الموضوع لسهولة الاطلاع على الموضوع والاستفاده القصوى لها باذن الله تعالى
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
وفقكم الله لما يحب ويرضى ولبى الله شوقكم إلى الجنة
تعليق