في النار لا يكون
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
في انفرادي داهمني وجع ضرسي فجعلت أتلوى منه ولا تفارقني كلمة " يا رب " و " الحمد لله " و" أستغفر الله " فلما أذن الصبح فقابلت الناس ذهب عني بفضل ربي ما وجدت ..
فقلت سبحان الله !! انظر يا رحمني الله وإياك الإنسان إذا وجد المواساة هدأ وسكن الهم أو قارب في السكون ، ويزداد السكون ويكاد يبلغ المدى إذا كان المواسي أصابه نفس المصاب ..ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " فإذا تذكرت مصيبة موت النبي بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم خف وقع ما أصابك وانطفأت نار الهم التي اشتعلت في الصدر ...
قال الحويني :
فلو كان في كل بيت حزن وعويل فإنك لا تحزن كثيراً على ميتك! بخلاف ما لو كنت أنت الوحيد المصاب، فعندما ترى المصيبة عند الكل تخف عليك المصيبة، هذا هو معنى: (خلق التسلي والتأسي)
...اهـ
وها هي الخنساء يوم أن مات من عز عليها فراقه أنشدت تُعْلمنا بما جعلها تهدأ وتمسك عن الانفعال الشديد الذي يبلغها إزهاق روحها بيدها
ولَوْلا كثرةُ الْبَاكِينَ حَوْلي *** عَلَى قَتْلاهم لقتلتُ نَفْسي
وَمَا يَبْكُون مثلَ أَخِي وَلَكِنْ *** أُسَلِّي النفسَ عَنْهُ بالتأسِّي
فمن جميل ما تفعل إذا رأيت من يبكي هما أو ظلما وأردت التخفيف عنه فتشبه به إما أن تبكي لبكائه أو تحزن لحزنه ولا تخالفه في الشعور ولا تغايره في الحالة حتى إذا وجدت من ذهاب بعض ما حل ، وخفة بعض ما نزل ذكره بما تريد .. لله در المرأة من الأنصار التي دخلت على عائشة كما في حادثة الإفك ولم تنسها عائشة من الذكر :" فظللت ثلاثة أيام بلياليهن أبكي حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فدخلت تبكي معي " !! إنها الفطنة والذكاء .
ولكن !! اعلم يا حفظك الله ورعاك هذا يقتصر على الدنيا ، أما في الجحيم ونار السعير تلك الدار السوداء التي قطعت لأهلها ثياب من نار وجعل لهم الزقوم طعام والصديد والماء الحميم شراب إلى غير ذلك من ألوان العذاب لمن تجرأ وبغى ، وتكبر وطغى فإنه لا ينفع الواحد من سكان جهنم أن يجتمع بأقرب الأصدقاء ، بل لو اجتمع بكل الرفقاء ، وسائر الأحباء ، ولا حتى يذهب عنه ما يجده بحوار الأعداء ، ولا يسيغ الصديد شيء من المراء .. ألم تسمع قول الله :" وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ " قال الحويني متعنا الله بطول بقائه : يعني: اشتراككم في العذاب لا ينفعكم، ولا يخفف عليكم المصيبة، فكل واحد سيُحاسب بمفرده، وكل إنسان يشعر بعذابه وحده ...
فاللهم أجرنا من النار وأسكنا الجنة مع المختار صلى الله عليه وسلم
بقلم
عمرو صالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
في انفرادي داهمني وجع ضرسي فجعلت أتلوى منه ولا تفارقني كلمة " يا رب " و " الحمد لله " و" أستغفر الله " فلما أذن الصبح فقابلت الناس ذهب عني بفضل ربي ما وجدت ..
فقلت سبحان الله !! انظر يا رحمني الله وإياك الإنسان إذا وجد المواساة هدأ وسكن الهم أو قارب في السكون ، ويزداد السكون ويكاد يبلغ المدى إذا كان المواسي أصابه نفس المصاب ..ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " فإذا تذكرت مصيبة موت النبي بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم خف وقع ما أصابك وانطفأت نار الهم التي اشتعلت في الصدر ...
قال الحويني :
فلو كان في كل بيت حزن وعويل فإنك لا تحزن كثيراً على ميتك! بخلاف ما لو كنت أنت الوحيد المصاب، فعندما ترى المصيبة عند الكل تخف عليك المصيبة، هذا هو معنى: (خلق التسلي والتأسي)
...اهـ
وها هي الخنساء يوم أن مات من عز عليها فراقه أنشدت تُعْلمنا بما جعلها تهدأ وتمسك عن الانفعال الشديد الذي يبلغها إزهاق روحها بيدها
ولَوْلا كثرةُ الْبَاكِينَ حَوْلي *** عَلَى قَتْلاهم لقتلتُ نَفْسي
وَمَا يَبْكُون مثلَ أَخِي وَلَكِنْ *** أُسَلِّي النفسَ عَنْهُ بالتأسِّي
فمن جميل ما تفعل إذا رأيت من يبكي هما أو ظلما وأردت التخفيف عنه فتشبه به إما أن تبكي لبكائه أو تحزن لحزنه ولا تخالفه في الشعور ولا تغايره في الحالة حتى إذا وجدت من ذهاب بعض ما حل ، وخفة بعض ما نزل ذكره بما تريد .. لله در المرأة من الأنصار التي دخلت على عائشة كما في حادثة الإفك ولم تنسها عائشة من الذكر :" فظللت ثلاثة أيام بلياليهن أبكي حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فدخلت تبكي معي " !! إنها الفطنة والذكاء .
ولكن !! اعلم يا حفظك الله ورعاك هذا يقتصر على الدنيا ، أما في الجحيم ونار السعير تلك الدار السوداء التي قطعت لأهلها ثياب من نار وجعل لهم الزقوم طعام والصديد والماء الحميم شراب إلى غير ذلك من ألوان العذاب لمن تجرأ وبغى ، وتكبر وطغى فإنه لا ينفع الواحد من سكان جهنم أن يجتمع بأقرب الأصدقاء ، بل لو اجتمع بكل الرفقاء ، وسائر الأحباء ، ولا حتى يذهب عنه ما يجده بحوار الأعداء ، ولا يسيغ الصديد شيء من المراء .. ألم تسمع قول الله :" وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ " قال الحويني متعنا الله بطول بقائه : يعني: اشتراككم في العذاب لا ينفعكم، ولا يخفف عليكم المصيبة، فكل واحد سيُحاسب بمفرده، وكل إنسان يشعر بعذابه وحده ...
فاللهم أجرنا من النار وأسكنا الجنة مع المختار صلى الله عليه وسلم
بقلم
عمرو صالح
تعليق