لا أبالي ..
من أعظم الأحاديث القدسية قول الله تعالى :" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على مكان فيك ولا أبالي ...."
شدني في هذه الأحاديث أمورٌ كثيرة لكن استوقفتني كلمة " ولا أبالي " هذه الكلمة التي متى وقعت على الخاطر وقرعت الأحاسيس الصادقة انهمرت الدموع وسالت !!
لا أبالي .. يعني لا يعجزني ذلك ولا ينقص من ملكي شيئا .. قال الله في الحديث القدسي " يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب عبد منكم، لم يزد ذلك في ملكي شيئا ..."
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم دلنا أنه في الدعاء لا نعلق ولكن فلنعزم ففي الحديث " إذا دعا أحدكم، فليعزم في الدعاء، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له "
فالله تبارك وتعالى عطائه جزيل وفير غير مجذوذ ولا محدود ولا يبالي سبحانه وتعالى .. ولا تنفعه طاعة العالمين أجمعين كذلك فلا يضره أن يجتمع الإنس والجن على معصيته ...
بكى الحسن، فقيل: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي ....
هي هي " لا يبالي " سبحانه .. وقع الكلمة عظيم لو تخيلت ، ومرماها كبير لو تأملت ..
فاعلم أيها العاقل ، وانتبه لنقل الناقل ، فإن الله لا يضره ما أنت عامل ، ولا ينفعه إن كنت للخير فاعل ، أليس له سبحانه وتعالى ملك الآواخر والأوائل ؟ ، أليس لو شاء اهتدى كل صائل ، واعتدل كل مائل ، ورزق كل سائل ؟؟ " ولو شاء لهداكم أجمعين "
" لا يبالي " أعد القراءة واستدعي التدبر يرحمك الله لعله حجر مناسب لتقذف به ضميرا ميتا وقلبا قاسيا فلعله وقت اليقظة .. يا من ذهبت توقع المعاصي وتظن أنك استطعت الخداع واقتدرت على الفرار ها هو الجواب لك .. أنت .. اجعله عنوان حياتك واصطحبه إلى مماتك واشغل به أوقاتك " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "
بقلم
عمرو صالح
تعليق