إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)





    الصحوبية بين الشباب والبنات ...



    {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}..[1]


    صديق ... أهذا هو الطريق؟؟


    قالت إحداهن: تعرفت عليه ، بدأ يبادلني كلمات الحب والغزل كل يوم، وتطورت العلاقة بيننا وأخذت أحلم به زوجًا للمستقبل، واتفقنا يومًا على اللقاء فقابلته، وفي اليوم التالي دعاني على العشاء فذهبت، وركبت معه السيارة، وبدأ يتجه بي إلى مكان بعيد وأنا خائفة ومترددة ولكن ماذا أقول، وأنا التي سلمتُ له نفسي منذ أول لحظة حادثته فيها.


    وفجأة توقف الشاب في مكان فركب معه شاب آخر وفهمت سوء نيتهما، وبدأتُ أقاوم ولكن دون جدوى حتى أغمى علي، وأخذاني وتركاني بعد أن ....... وتركوني مرمية في إحدى المزارع البعيدة.


    فهل تتوقعين فتاتي هذه النهاية لقصة الحب المزعوم؟


    وأخرى تقول: أحببت شابًا وأنا في سن السادسة عشر عامًا، ولقد فضلتُ صديقتي على أمي بهذا السر .. ومازلتُ إلى الآن أحبه وأخفي سري ولا أعرف ما السبب؟



    وثالثة تقول: عزلتني أمي عن الجميع فعدتُ إلى حبي القديم. رغم سني الصغير ـ أربعة عشر عامًا ـ إلا أنني أحببتُ شابًا .. لم يمر وقت طويل حتى كشفتْ والدتي الأمر فعزلتني عن الجميع، وحرمتني من كل شيء ومن صديقاتي وأهلي ونقلتني من المدرسة .. وتحت هذه الضغوط عدتُ لحبي القديم، أتحدث معه فهو الوحيد الذي يسمعني ويواسيني ويراعي مشاعري فماذا أفضل؟


    وهذه تقول: أنا في الخامسة عشرة من عمري تعرفتُ على شاب يكبرني بخمس سنوات أقابله باستمرار دون علم أهلي، وهو يطلب مني أشياء تتنافى مع الآداب العامة، وأرفض بالبداية ثم أرضخ لرغبته حيث إنه يهددني بالانفصال عني، وقد تعودت على وجوده في حياتي وأخاف أن أنزلق معه لأكثر من هذا، لقد قررتُ إخبار أهلي بأمري ولكنني أخاف من ردة فعل والدي ووالدتي .. فماذا أفعل؟


    عزيزتي الفتاة المسلمة:


    لا يطارد الإسلام المحبين، ولا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الود والاشتياق ولكنه كعادته ـ في كل شأن من شؤون التشريع ـ يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام ويقع المرء في الحرام الهلاك.


    ـ لقد ارتبط في أذهان الكثير من الفتيات أن يمارسن الحب خارج البيوت، وأن ينسجوا خيوط العشق وطرائق الغرام بعيدًا عن الزواج الحلال من باب أن الممنوع مرغوب.


    فهل نقبل بما يسمى بـ 'حرية الحب' في مجتمعنا الإسلامي؟



    لقد ترددت على ألسنة المراهقات عبارات الحب التي شوهت أفكارهن ومنها قولهن: الحب من أول نظرة، الزواج بدون حب فاشل، الحب يصنع المعجزات، الحب عذاب، الزواج مقبرة الحب، ومن الحب ما قتل.


    وأعلم أن مشاعر الميل الجنسي لآخر في هذا السن طبيعية ولكن هل هذا مسوغ ومبرر للاندفاع وراء هذه المشاعر؟ وهل هذا مبرر لإقامة مثل هذه العلاقات بين الفتاة والشاب.


    إن فترة المراهقة مرحلة من مراحل العمر، ولا يعني ذلك أبدًا تبرير الانحراف، والتغاضي عن إهمال التكاليف الشرعية، وإنما يعني أن فترة المراهقة هي مرحلة لها خصائصها التي تميزها جسميًا وجنسيًا وانفعاليًا وعقليًا شأنها شأن أي مرحلة من مراحل العمر، وما علينا إلا أن نتعامل مع خصائص مرحلة المراهقة على أسس شرعية ونفسية وعلمية والنمو الجنسي في مرحلة المراهقة قد لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات، ولكن النظم الاجتماعية الحديثة هي المسئولة عن أزمة المراهقة.


    إن ما يسمى بـ 'الحب' الذي تعيشه الفتيات اليوم فيه من الشطط والمعابة ما يجعله لهوًا ولعبًا فلا ترى له هدفًا، ولا نتلمس له ضوابط ومعايير، بل تراه خفيًا مستترًا أو بارزًا متبحجًا يلتقي مع السراب في كثير من الحالات ويترك هذا الحب جراحًا تدوم إلى الأبد ونادرًا ما ينتهي بالزواج، هذا إن كان حبًا عفيفًا وعلاقة شريفة، فما بالك بالحب غير العفيف والعلاقات غير الشريفة.




    ومن الأعراض التي تظهر على الفتاة مع تعرضها لهذا النوع من العلاقات:


    [1] انخفاض المستوى الدراسي إن كانت من الدارسات.


    [2] السرحان الدائم والسباحة في عالم الخيال [أحلام اليقظة].


    [3] تبتدع الفتاة الأكاذيب الدائمة على أهلها للخروج ولقاء الحبيب.


    [4] الخوف المستمر من معرفة الأهل والقلق والتوتر.


    [5] وأيضًا تأنيب الضمير إذا خلت بنفسها.


    عزيزتي الفتاة:


    من خلال قراءتنا للكثير من القصص فإنني وضعتُ يدي على كثير من الآثار المترتبة على مثل هذا النوع من العلاقات منها:


    1ـ خوف الفتاة المستمر من ترك الحبيب لها أو الانحدار معه إلى الهاوية، فهي علاقة مزيفة وعالم خيالي لا ينتهي إلا بالأخطاء والندم.


    2ـ وقد تقع الفتاة ضحية الابتزاز والتهديد والفضيحة وإخبار الأهل إن قررتْ ترك الشاب الحبيب المزعوم.


    3ـ قد تتعرض لصدمة نفسية ومحنة كبيرة واضطرابات عصبية ونفسية، ألم نرَ من أصيبوا بالجنون بعد ابتعاد الحبيب عنهم.


    4ـ انكسار قلب الفتاة إذا لم تستمر هذه العلاقة وتنتهي بالزواج.


    5ـ وإذا تم الزواج فقد يحدث الطلاق بعد الزواج بسبب كثرة الشكوك بين الزوجين {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة:109].


    6ـ المشاكل الدائمة بين الفتاة وبين الأسرة.


    7ـ وقد يترتب على هذه العلاقة انحراف وعلاقة غير شرعية قد يكون ثمرتها الحمل [الكارثة الكبرى].


    8ـ فقد الفتاة لسمعتها وفقدها لثقة الآخرين.


    9ـ فقد الفتاة لمستقبلها، وقد تفقد حياتها ثمنًا لمثل هذه العلاقات.


    آنستي ... هنا أقف وأسألكِ إلى أين هذه العلاقة؟ ولماذا لا ترى النور؟ وسأترك الإجابة لكِ


    ولماذا لا يتقدم هذا الشاب للزواج ويدخل البيت من الباب لا من الشباك؟


    الحب إخلاص وصفاء ونقاء، الحب عهد ورسالة، والحب سر الحياة، وهو فطرة فطر الله الناس عليها وهو ضرورة من ضروريات الحياة.


    إنَّ ما تطلقه الفتيات على هذه العلاقة 'بالحب' إنما هو وهم وخيال، فليس هناك حب قبل الزواج، والحب الحقيقي هو الذي ينمو ويكبر في مؤسسة الزواج الشرعي،أما ما عدا ذلك فليس حبًا بل هم وغم بالليل والنهار.


    لداعيه الشباب / هانى حلمى


  • #2
    رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)


    لماذا تشرع الفتاة بهذه المشاعر؟ وما دوافع العلاقات العاطفية لدى الفتاة؟


    هناك أسباب ودوافع لهذه العلاقة العاطفية منها:


    1ـ الفراغ وتسلية الوقت: فليس لديها ما يشغلها من هوايات وأهداف كافية لشغل وقت الفراغ، ولوقت الفراغ ضرر رئيس وهو المنشأ الأساس لأحلام اليقظة، ونتيجة للاندماج في أحلام اليقظة كثيرًا ما يتحول الواقع إلى خيال والخيال إلى واقع، ويختلط هذا بذاك وتكون النتيجة أن تعيش الفتاة قصة حب وهمية.


    2ـ البحث عن الحب الحقيقي.


    3ـ الزواج.


    4ـ الشهوة غير المنضبطة: فقد تكون لدى الفتاة طاقة جسمية غير مستغلة فتفكر في مثل هذه العلاقات.


    5ـ الفراغ العاطفي: فلدى الفتاة قدرة على العطاء العاطفي للآخرين كما أنه لديها الرغبة في سماع بعض الكلمات الرقيقة، وحرمان الفتاة من الحنان والعطف قد يدفعها إلى مثل هذه العلاقات التي قد تدفع عمرها ثمنًا لها.


    6ـ ضعف الوازع الديني والخوف من الله لدى الفتاة.


    7ـ ضعف علاقة الأم بابنتها وإهمالها وعدم الاستماع لمشاكلها قد يدفع الفتاة للبحث عن بديل.


    8ـ رفقة السوء والتأثر بتجارب الفتيات الأخريات.



    عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي


    9ـ ومن الأسباب الرئيسية لهذه العلاقة الانفتاح الإعلامي:


    فكلمات ومشاهد الحب والغرام والعشق تغزونا من كل جهة فتفتحت الأبصار وتفتقت الأذهان إن الإعلام بكل صوره لا يصور الحب بمعناه الصافي النبيل، فالإعلام الغربي يصور الحب على أنه قبلات وعلاقات جنسية مشبوهة وغير مشروعة بين الرجل والمرأة، ويحاكيه الإعلام العربي ناقلاً لنا لهذه القيم المنفلتة، وتسمية الزنى حبًا والفن الهابط حبًا، كما تصور الكثير من المشاهد الفنية، فإن ذلك يعد خروجًا عن الفطرة ونزولاً نحو الهاوية ونحو الانحراف الأخلاقي.


    يقول الدكتور/ حمزة زوبع: 'ما تروجه المشاهد العربية والغربية تحت شعار الحب في حقيقتها استغلال سيئ ومنحط لأسمى قيم إنسانية وهي الحب، وما يشيعه الإعلام من نظريات التحرر والانفتاح والاختلاط بين الجنسين دون قيود، هو انسلاخ من قيم وهوية المجتمع' [مجلة الفرحة].



    دراسة وتحليل


    إلى المربي والمربية الفاضلة أقول:


    هل صحيح أن الحب والغرام إنما يغلب على فترة المراهقة؟


    وأن الحب والهيام والتعلق بالجنس الآخر هو ظاهرة المراهقة وقل من لا يمر بها فمقل ومستكثر؟


    لماذا يتمكن انفعال الحب والتعلق عند المراهق فيستولي على فكره ومخيلته؟


    ولماذا أحلام اليقظة والجنوح إلى الخيال؟


    ولماذا تسرح الفتاة كثيرًا؟


    يجيبنا علم النفس عن هذه الأسئلة فتقول د/عبد العزيز النغيمشي أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود: إن المراهق في مرحلة المراهقة يحس بحاجة إلى الجنس الآخر أشد ما يكون الإحساس بخلاف أي حاجة أخرى ويكون مشغول التفكير، مضطرب المشاعر كثير التخيل حول هذا الموضوع.


    ويمكن أن نحدد طبيعة المراهق حول هذا الموضوع في النقاط التالية:


    1ـ عدم الاستقرار.


    2ـ إلحاح الغريزة.


    3ـ ضعف الشعور بالنوع.


    4ـ الفراغ النفسي وعدم الاكتمال.


    وتؤكد الدراسات النفسية والتربوية أن التحولات الجنسية التي يعشها المراهق تؤثر على الاستمرار والنظام الحياتي، ويدخل المراهقون في دوامة التفكير والتخيل الجامح أحيانًا، وفي حال من القلق والمشاعر النفسية المضطربة حول جسده وعواطفه ومستقبله، وحول كيفية إشباع غريزته واتخاذ شريك حياته.


    ويظهر الاضطراب ليس على نفسية المراهق فقط، بل يتعدى ذلك إلى الجوانب العملية في اتخاذ الهوايات وبرامج قضاء وقت الفراغ وطبيعة الرفقة المختارة، وأنواع التعامل مع الناس حيث تظهر العجلة واللامبالاة والتطرف في السلوك واستعراض القوة.


    وهنا أقف عزيزتي الفتاة وأسأل:


    أين أنتِ من الآية الكريمة {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}؟ وما معنى أخدان؟


    ما موقف الشرع من العلاقات العاطفية بين الفتيات والشباب؟ وهل من حل ومخرج من هذا المأزق؟

    {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}..[2]


    قالت لي: هل من حل؟ قلتُ :لعل!!




    كلمات تتردد على ألسنة الكثير من الفتيات: 'لا أحد في البيت يحبني أو يفهمني أو يشعرني بالتقدير والاحترام ... أبحث عمن يبادلني الحب فلا أجده … الجميع مشغول عني والكل يعاملني بقسوة ويحادثني بحدة ... أمي تعاملني كطفلة وأبي يشك في تصرفاتي .. وأخي يهزأ بي .. لقد سئمت هذه الحياة إنهم لا يحبونني'.


    لداعيه الشباب / هانى حلمى

    تعليق


    • #3
      رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)


      عزيزتي الفتاة المسلمة:


      إن كنت فعلاً تقعين تحت ضغوط في بيتك وتفتقدين الحب والعطف والحوار الهادئ مع الأهل فهل هذا مسوغ ومبرر للبحث عن هذا المفقود خارج المنزل؟


      يجيبنا الله تبارك وتعالى عن هذا بقوله في سورة النساء:{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان} [النساء:25] قال ابن عباس: ومتخذات أخدان يعني أخلاء، وقال الحسن البصري: يعني الصديق [تفسير القرآن العظيم لابن كثير]. فأين أنت آنستي من هذه الآية الصريحة في موضوع اتخاذ الأصحاب والأصدقاء من الرجال؟


      إن وجود الصداقة بين الفتاة والشاب لا يخلو من الوقوع في براثن: النظرة الحرام، واللمسة الحرام، والخطوة الحرام، والخلوة الحرام، والكلمة الحرام. وزني ذلك كله بميزان قول الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].


      وأيضًا ميزان الله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]. وأيضًا زني حالك بميزان: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن} [النور:31]. وزني علاقتك العاطفية بميزان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:'ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما' فانظري أين تضعين قدمك وأين تذهبين؟ وتأكدي أنه بعد انتهاء هذه العلاقة تذهب اللذات وتبقي الحسرات:


      تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الذل والعارُ


      تبقى عواقب سوءٍ في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النارٌ



      أعلم آنستي أن الحب من أهم مظاهر الحياة الانفعالية للفتاة في هذه الفترة من العمر، ويتوقف تحقيق الصحة النفسية للفتاة على إشباع الحاجة إلى الحب، وعند البلوغ يتحول الحب والألفة إلى الجنس الآخر وتسبق الفتاة الفتى في هذا الميل نظرًا لبلوغها قبله.


      وأعلم أن الفتاة تتحول من حالة انفعالية إلى حالة أخرى بسرعة، فهي تتأرجح بين التهور والجبن والمثالية والواقعية والتدين وعدم التدين. يعني باختصار نجد أن شخصية الفتاة تكون مضطربة قلقة غير مستقرة.


      وأعلم كذلك أن للفتاة في هذه المرحلة مطالب اجتماعية ونفسية متعددة أهمها تكوين علاقات إيجابية مع الجنس الآخر، ولكن لو ترك الإنسان بلا قيود ولا ضوابط لكان حالنا كحال الحيوانات التي ليس لها ضوابط ولا قيود في علاقاتها.



      ولقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم} [الإسراء:70] والضابط والقيد الذي يحمينا حتى من أنفسنا هو ضابط الدين والخوف من الله، فإذا قال لنا الله تعالى: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} فهو أمر من الله بعدم اتخاذ الفتاة والمرأة عمومًا لصديق أو صاحب، والذي أمرنا بذلك هو أعلم منا بحالنا ولا يشرع لنا إلا ما يصلحنا وتصلح به حياتنا {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].


      فتعالي معي لنعرف ماذا يريد الله بمثل هذه الحدود والضوابط؟


      قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً[27]يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:27ـ28]. تكشف هذه الآية القصيرة عن حقيقة ما يريده الله للناس بمنهجه. فماذا يريد الله بالناس حين يبين لهم منهجه ويشرع لهم شرعه؟ وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات؟



      لداعيه الشباب / هانى حلمى

      تعليق


      • #4
        رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)


        أما ما يريده الله بالناس فهو:


        1ـ يريد أن يتوب على الناس.


        2ـ يريد أن يهديهم.


        3ـ يريد أن يجنبهم المزالق.


        4ـ يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمة.


        5ـ يريد تطهير المجتمع ورسم الصورة النظيفة التي يحب الله أن يلتقي عليها الرجال والنساء، وتحريم ما عداها.



        ـ وأما ما يريده الذين يتبعون الشهوات فهم:


        1ـ يريدون أن يميلوا ميلاً عظيمًا عن المنهج الراشد والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم.


        2ـ يريدون أن يطلقوا الغرائز من كل عقال ديني أو أخلاقي أو اجتماعي.


        3ـ يريدون أن ينطلق السعار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح، فلا يقر معه قلب ولا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عرض، ولا تقوم معه أسرة.


        كل هذا الفساد وهذا الشر باسم الحرية، وهي لست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة. {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28]. واعلمي آنستي أنه لو كان هناك مصلحة من هذه العلاقات العاطفية بين الجنسين لما حرمها الله، ولكن الله يراعي اليسر فيما يُشرع لعباده، وإرادة التخفيف واضحة وتتمثل في: الاعتراف بدوافع الفطرة وتنظيم الاستجابة لها وتصريف طاقتها في المجال الطيب المثمر المأمون [مؤسسة الزواج].



        ' وكثيرون يحسبون أن التقيد بمنهج الله ـ وبخاصة في علاقات الجنسين ـ شاق مجهد والانطلاق مع الذين يتبعون الشهوات ميسر مريح وهذا وهم كبير.


        فإطلاق الشهوات من كل قيد، وتحري اللذة ـ وحدها ـ في كل تصرف، وقصر الغاية من التقاء الجنسين في عالم الإنسان على ما يُطلب من مثل هذا الالتقاء في عالم البهائم، والتجرد في علاقات الجنسين من كل قيد أخلاقي، ومن كل التزام ديني، إن هذه كلها تبدو يسرًا وراحة وانطلاقًا، ولكنها في الحقيقة مشقة وجهد وثقلة، وعقابيلها في حياة المجتمع ـ بل في حياة كل فرد ـ عقابيل مؤذية مدمرة ماحقة.


        والنظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي تحررت من قيود الدين والأخلاق والحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرعب في القلوب لو كانت هناك قلوب .

        وهنا نصل إلى عنوان المقال: هل من حل؟

        فأقول: لعل.

        فقد وضعت يدي على حلول شافية بإذن الله تعالى وهي في اتجاهين:

        الأول: خاص بالفتاة.

        الثاني: خاص بالأسرة وخصوصًا الأم الفاضلة.

        وسأبدأ بما يخص الأسرة والأم الفاضلة:

        1ـ لا يكفي أيتها الأم الفاضلة أن تكوني أمًا للفتاة ولكن كوني لها صديقة محبة، فالتغيرات التي تطرأ على الفتاة في هذه المرحلة من تغير في جسدها وتطور في تفكيرها وتحول في عواطفها وانفعالاتها تقتضي تحولاً في طريقة المخاطبة والمعاملة مع الفتاة، وهذا التحول يقتضي التعرف على حاجات الفتاة والاعتراف بهذه الحاجات لاتخاذ الأسلوب المناسب والصحيح في حل مشكلاتها.

        'من أفضل السبل الناجعة للمربي أن يكون صديقًا لمن يربيه، يعايشه ويلاحظه دون إفراط ولا تفريط ولا قسوة ترهبه، ولا تدليل يميعه، وأن يجعل الصلة التي تربطه بالمنزل أقوى من الصلة التي تربطه بالمجتمع، وأن تكون صلة المودة بين الفتاة وأمها كافية للمكاشفة، والمصارحة لإشعارها بالمشاركة والمعاونة وعلى أساس من تبادل التجربة، وتحمل المسئولية، واستخدام العقل والحكمة' [تربية المراهق في رحاب الإسلام].


        2ـ تربية الابنة من الصغر في ظل العقيدة والإيمان بالله، وإغلاق منافذ الشر عليها سبيل أكيد لحماية النفس من الوقوع في الخطأ يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6].

        3ـ تعويد الفتاة منذ الصغر على الصلاة والصوم والحجاب وآداب التعامل مع الجنس الآخر.

        4ـ النضج المبكر يقتضي الإشباع المبكر ويكون ذلك بالزواج المبكر، لتحقيق الإشباع النفسي والجسمي للفتاة بطرق سوية ومشروعة. عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء' [أخرجه البخاري ومسلم].

        5ـ الرقابة الواعية: فعلى الأم أن تكون ذات عيون مفتوحة وآذان صاغية وعقل متنور دقيق الاستدلال، لتراقب تصرفات ابنتها، ولكي تكون قادرة على توجيهها وإنقاذها في الوقت المناسب.

        6ـ تقوية علاقات الحديث والتفاهم والحوار الهادف الهادئ مع المرونة، وتقوية العلاقة العاطفية بين الأم وابنتها، فالإحساس بالمودة والحب هو كل ما تحتاجه الفتاة من أمها.

        يجب أن تعامل الفتاة على أساس أنها أصبحت آنسة راشدة ولم تعد صغيرة وتنال من المنزل والوسط الاجتماعي العناية والاحترام كما تناله الكبيرات كما يقول علماء النفس.


        لداعيه الشباب / هانى حلمى

        تعليق


        • #5
          رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)

          [2] الاتجاه الآخر وهو خاص بالفتاة فأقول لها:

          1ـ افتحي مجال الحوار مع أمك فهي بالنسبة لك طوق النجاة وقولي لها: أمي هل تقبلين صداقتي؟ فهناك عدة نواحٍ مشتركة بين الأم وابنتها، وخبرات الأم تمثل أكبر موسوعة علمية في تجارب الحياة.

          2ـ الاستعفاف امتثالاً لأمر الله تعالى:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:33].

          والعفيفة يستحقها العفيف، وتذكري قصة هذا الشاب الذي فضل السجن على الاستجابة لدعوة المرأة للفاحشة فقال:{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}[يوسف:33] وهذا الشاب هو يوسف.

          3ـ هناك أمران أساسيان وهما: أـ الخوف من الله، ب ـ ونهي النفس عن الهوى، فقد قال تعالى:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات:40ـ41].

          هذان الأمران يساعدان على البعد عن كل ما حرم الله.


          4ـ اشغلي وقت فراغك بكل مفيد وجديد واشبعي هواياتك فقد قال الشاعر:

          إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

          5ـ اتركي أصحاب السوء واملئي حياتك بصديقات جديدات صالحات فالجليس الصالح لا يأتي من وراءه إلا كل الخير كحامل المسك.

          6ـ عيشي الواقع لا الخيال، فكثير من القصص التي تناقش على الشاشة أو بين الفتيات لا أساس لها، بل هي غالبًا من نسج الخيال فلا تدمري واقعك بسبب خيال الآخرين، وفكري في المستقبل بشيء من الواقعية والعقلانية.


          7ـ كوني شجاعة واتخذي القرار لا تترددي وكوني من الذين قالوا:{رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت:30] واستبدلي الانحراف بالاستقامة والأرصفة بالمساجد والملاهي بحلق القرآن والأغاني بالذكر والتسبيح. يقول تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَق} [الحديد:16] قولي بلى يا رب الآن الآن، وادعي الله أن يهديك ويعينك على الاستقامة فمن وحده يرجى العون، قال الشاعر:

          إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

          واستمعي إلى البشارة من الغفور الرحيم وهو يقول لكِ: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:70]. وتذكري الموت وأنك ستسألين عن شبابك فيما أبليتيه؟ فكل عمل تكرهين الموت من أجله اتركيه ثم لا يضركِ متى متِ. أسأل الله لكِ العون والاستقامة والقبول.


          هذا ااموضوع من افضل ما وجدت على المواقع و المنتديات من ضمن عده مواضيع شتى تتحدث عن الصحوبيه و الحب بين الشباب و البنات ... و هذا الأمر كخطوه اولى فى حل هذه المشكله الضخمه ... و التى ستتوالى الحلقات تباعا لمعالجه هذا الخطر الجارف و تجنب عواقبه .. و شكرا لكم جميعا..!!.ا













          الشباب والحب (يوسف و إمرأة العزيز) لـالدكتور حازم شومان - موقع الطريق إلى الله













          مجرد علاقــة بريئة لـالدكتور حازم شومان - موقع الطريق إلى الله









          الشباب والجامعة لـالدكتور حازم شومان - موقع الطريق إلى الله







          http://www.manhag.net/ola/details.php?file=110





          لداعيه الشباب / هانى حلمى

          تعليق


          • #6
            رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)

            بارك الله فيكم و جزاكم خيرا
            نسأل الله أن يهدينا جميعا
            .................................................. ..

            يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
            انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

            تعليق


            • #7
              رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)

              بارك الله فيك أخي الحبيب احمد عطية

              موضوع جيد ، تقبل مروري .

              { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

              أخــي ستنـيـر الـدمـاء الـظــلام ... وتـزرعــه رحــمــة وســــلام
              فيا سحب غطّـي شعـاع الهـلال ... سيـشـرق بـعـدك بـــدر الـتـمـام

              تعليق


              • #8
                رد: الشباب و الصحوبيه ... الحلقه الأولى من سلسله مشاكل الشباب...(1)

                شكرا لكم اخوتى و جزاكم الله خيرا


                لداعيه الشباب / هانى حلمى

                تعليق

                يعمل...
                X