السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة حتى أتاه اليقين، ونحن على ذلك يا ربنا من الشاهدين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، وبعد:
أخي الكريم أيا كنت: أبا، ابنا،أخا، زوجا، عما، خالا، جدا...
أختي الكريمة أيا كنت: أما، بنتا، أختا، زوجة، عمة، خالة، جدة …
أختي الكريمة أيا كنت: أما، بنتا، أختا، زوجة، عمة، خالة، جدة …
قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ". سورة التحريم، الآية: 6
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فالإمام راعومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على بيتزوجها وولده ومسئولة عن رعيتها ، والولد راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته ، والخادمراع في مال سيده ومسئول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"متفق عليه.
بهذه الآية الكريمة، وهذا الحديث النبوي الشريف أستهل حديثي معك يا عزيزي الغالي ويا أختي الكريمة عسى الله أن يفتح علي بما يرضيه ويرتاح له كل من قرأه ذكرا كان أو أنثى، اللهم آمين.
أخي الحبيب.. أختي الكريمة
إن الإنسان بطبعه يسعي وراء تحقيق هدف أو أهداف معينة، ويستعد لذلك حسب المستطاع، ولكن الإستعداد الناجح هو ما كان يهدف ويضع في أولوياته النتيجة الحتمية، بمعنى أن المرء يكد ويجتهد من أجل الوصول إلى منصب معين، على سبيل المثال:" بناء بيت، الزواج، توفير الأمور المادية الضرورية والكمالية أيضا... "،وكل ذلك ليس حراما، إلا أنه ليس نتيجة حتمية سيصل المرء إليها لا محالة، ذلك أنه ربما يجتهد للوصول إلى تلك الأهداف بالوسائل التي تغضب الله تبارك وتعالى، ورغم كل تلك المجهودات فقد لا يصل إليها، فيحول الموت بينه وبين تحقيقها.
أظن أنكم قد فهمتم ما الذي أعنيه بكلامي، إنني أقصد أن المرء لا بد أن يضع نصب عينيه النتيجة الحتمية التي هي الموت، وأن يجتهد ويكد لتحقيق ما يريد شريطة أن يكون ذلك الإستعداء والإجتهاد هو في حد ذاته استعدادا واجتهادا لما بعد الموت، فهل منا من لن يموت أبدا؟؟ بل كل شيء هالك إلا الله، فهو الحي الذي لا يموت، سبحانه وتعالى عما يشركون. قال تعالى:"كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنةفقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاعالغرور ) آل عمران 185.
وقال أيضا في سورة الزلزلة:" يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)".
أخي الغالي، أختي الفاضلة
إن الدنيا مجرد دار للإمتحان لا داعي للإغترار بها والإبتعاد بسببها عن الله الواحد الديان، كما أنها دار ابتلاء أيضا، نسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات من الصابرين عند الإبتلاء، آمين. قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" البقرة:155. وقال أيضا في سورة العنكبوت:" الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"الآيات: 1 – 3.
أخي الكريم، أختي الكريمة
إن الموضوع شامل جدا، ولكني بإذن المولى تبارك وتعالى سأناقشكم في نقطة لا تخلو من الأهمية البالغة، وهي عبارة عن سمة اخبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن المتصف بها لن يدخل الجنة، نسأل الله باسمه الأعظم ألا يجعلنا منهم، إنها سمة الديوثية.
قال عليه الصلاة والسلام:"((ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجلة من النساء، والمدمن الخمر))، قالوا: يا رسول الله: أما المدن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: ((الذي لا يبالي من دخل على أهله))، قلنا: فما الرجلة؟ قال: ((التي تتشبه بالرجال))".رواه الطبراني
سأوجه الخطاب بعون الله تبارك وتعالى في الفقرة الأولى إليك يا أخي الكريم، وسأخصص الكلام عن علاقتك بأهلك من الإناث، وما يمكن أن يوجه منه إلى الذكور فهو للجنسين معا. أما في الفقرة الثانية سأوجه الخطاب إليك يا أختي الكريمة، فأعيروني قلوبكم حفظكم الله ورعاكم، وعلى طريق الهدى ثبتني وإياكم، آمين.
أخي الحبيب
إن سألتك قائلا: هل تحب الخير لأهلك وللمسلمين والمسلمات؟ ربما ستهزأ مني بهذا السؤال، ولكن يا حبيبي أرجوك لا تستعجل لعلك ستتفق معي في آخر الحديث.
لا تظن يا عزيزي أن بغية الخير لأهلك تقتصر على مجرد توفير ما يتطلبونه من ماديات الحياة الدنيا من:" طعام، لباس، منزل، وسائل النقل، وسائل الترفيه، الأموال..." لا يا أخي، إن الخير ليس في الحرص على تحقيق المتطلبات المادية فقط، وإنما الخير في توفير الجو الملائم لعبادة الله الذي لا رب غيره ولا معبود سواه، فلتكن كل تلك الماديات معينا على عبادة الله، ولتكن مذكرة لأنعم الله عليك وعليهم، ولتكن سببا في الإحساس بالإفتقار إلى الله جل علاه، لا إلى العلو والتبختر والتكبر على عباد الله، سيقول قائل: وكيف ذلك؟ وما الذي تريد قوله، هيا إختصر، فلا داعي لكل هذه المقدمة؟؟ أقول وبإذن الحق تبارك وتعالى: مهلا يا حبيبي، أطل معي نفسك قليلا عسى الله أن يجعلني وإياك وجميع المسلمين والمسلمات ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة، آمين.
أخي الفاضل
إن أهلي وأهلك هم عرضي وعرضك، هم شرفي وشرفك، هم كرامتي وكرامتك، أليس كذلك؟ والله عز وجل أمرنا أن نقي أهالينا من النار، ونبعدهم عن الغرق في الأسباب التي تؤدي إلى دخول جهنم، وهذا نوع من الغيرة، فيجب أن نغار عليهم من أن تلمس النار جسدهم، نغار عليهم من أن يبتعدوا عن طريق الحق تبارك وتعالى.
إلى هذه النقطة يبدو أنك تتفق معي يا عزيزي الكريم أليس كذلك؟؟؟
أخي الكريم ... الذكر وليس الرجل
يا سبحان الله، أأنت رجل أم مجرد ذكر؟ أين هي غيرتك على أهلك؟ ربما ستقاطعني قائلا: ومن قال لك إنني لا أغار على أهلي، أأنت تعلم الغيب أم ماذا؟
طيب يا حبيبي لا تنزعج مني، فقط دعني أضع لك نقاطا، وستعرف بإذن الله أين أنت من الغيرة المحمودة التي أخبرنا عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام.
تنبيه هام : عندما أذكر (الرجل مع النساء أو الأهل)، فإنني أعني المحرمات منهن عليه، ك: )الأم، الأخت، الزوجة، البنت، العمة، الخالة...(
* كثير من الذكور يسمحون للنساء بالخروج وهن متبرجات، بل ربما يكون ذلك بمرافقتهم.
* كثير من الذكور يطلبون من النساء أن يذهبن عند فلان أوعلان من غير محارمهن ليسألنه عن شيء معين بدلا من أن يسألونهم بأنفسهم.
* كثير من الذكور يطلبون من النساء أن يبلغن سلامهم إلى الرجال ممن ليسوا بمحارمهن.
* كثير من الذكور يقدمون زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم و...للأصدقاء بدون أي إحراج وراء غطاء التقدم والإنفتاح.
* كثير من الذكور لا ينتابهم أي إحساس إن وجدوا أهليهم يتحدثن مع غير محارمهن لغير ضرورة معينة.
* كثير من الذكور لا ينتابهم أي إحساس إذا صافحت نساؤه من لا يحل لهن مصافحتهم.
* كثير من الذكور يشجعن نسائهم على الضحك مع زملائهم والخروج معهم ومكالمتهم، بل والجلوس إلى جوارهم بلباس أقرب ما يكون إلى لباس الفراش، إن لم يكن هو نفسه، فيااا سبحان الله، عفوك يا الله.
* كثير من الذكور يوفرون لنسائهم مختلف الأشرطة الغنائية ويتركوهن يستمعن لما تحتويه من كلام فاحش لا يحل لهن أن يسمعنه إلا من أزواجهن.
فما الفرق يا أخي الكريم بين أن تسمع المرأة لكلام الحب والغرام من مغني عبر شريط غنائي سمعي أو مرئي وبين أن تسمعه في الشارع من طرف شخص ما؟ فكيف لا ترضى أن ترى بعينيك أو تسمع بأذنيك أحدا يتغزل في أهلك، وفي نفس الوقت تسمح لهن بسماع أغاني الغزل والفحش؟ أتظن أن تلك المرأة عديمة الإحساس والمشاعر يا أخي الكريم؟ أأنت وحدك الذي تحس وتشعر وتتأثر بسماع مثل ذلك الكلام؟ أليست لك غيرة؟؟ أم تحسب أن المرأة جمادا بدون مشاعر؟؟
لماذا لا تكن أنت من يغدق على أهلك بتلك الكلمات ومثيلاتها، فذلك من حقهن عليك، كيف تأتي لهن بمن يسمعهم مثل ذلك الكلام العاطفي، وتقول إن أهلي متحضرون،عصريون، متفتحون غير متزمتون؟؟
لا يااااا حبيبي (الرجل)، فهناك بعض الذكور إذا خرجوا مع أهاليهم وسمعوا أحدا يلقي إليهن كلاما ما، أو ينظر إليهن نظرة شهوة أو غيرها، فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، فأين كانوا قبل أن يخرجوا معهن، أنأكل السم ثم نقول لماذا مرضنا؟؟؟؟؟ أين كنت يا أخي قبل ذلك؟ فق من غفلتك قبل أن يفوت الأوان، وأحرص أهلك قبل أن يقع الفأس في الرأس، فتندم على ما فات منك من تفريط في الحرص على صيانة عفة أهلك؟؟؟؟
والأعجب من ذلك أنه يأتي لهن بفيديو كليبات ماجنة، أو يسمح لهن بشرائها، وقد يشاهدونها جماعة، فيا أخي، إن كنت ممن يقوم بذلك، فلا داعي لأن تلوم من يتغزل بأهلك في الطرقات ما دمت تقبل للمغني أن يتغزل بهن ويسمعهن الكلام الذي هن في أمس الحاجة إلى سماعه منك لا من غيرك، ولكنك لا تعير لذلك أي اهتمام بل ربما تكون جافا معهن في ذلك المجال. ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة، فقد كان ينادي أمنا عائشة ب: " يا عائش، ويا حميراء"، كما انه عليه الصلاة والسلام أعلن عن حبه لها اكثر من مرة. فما المانع من أن تفعل ذلك أنت أيضا يا حبيبي الغالي؟؟
أخي الكريم، والله إن هذه النقطة بالذات كثيرا ما أفكر في خباياها، ولكن لا أدري هل أنت فكرت فيها يوما ما أم لا؟؟
فكيف ترضى لأهلك أن يستمعن للأغاني؟ ألا تريد لهن الجنة؟ ألا تريدهن أن يتحلين بالعفة؟ ألا تريد أن تحف الملائكة بيتك، بل يدخلونه؟
أخي الكريم، لو كنت فعلا تريد الخير لأهلك ما فتحت أبواب بيتك للشيطان، ولو كنت فعلا تريد الخير لأهلك ما أغلقت أبواب بيتك في وجه ملائكة الرحمان؟؟
أتعلم أن الملائكة لا يحضرون الأماكن التي تحتوي على ما يغضب رب العباد؟؟
كثير من أشباه الرجال من يخرجون مع الأم، الأخت، الزوجة أو البنت أو.....أو مع إحداهن وهي كاشفة لشعرها، كاشفة صدرها أو بعض من جسدها... وربما يفتخرون بذلك ... وااا أسفااااه على عفتاااااه يا إخوتاااااه ؟ أأجساد أهاليكم رخيصة عندكم إلى هذه الدرجة؟؟ أين أنتم من الرجولة؟؟؟ أترضون ألا يكون لكم من الرجولة مجرد الإسم؟؟ أين هي المبادئ؟ أين هي الرجولة؟ أين هي الغيرة؟
ولله در القحطاني حيث قال في نونيته:
إن الرجال الناظرين إلى النساء مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحومَ أسودُها أُكِلت بلا عوض ولا أثمـان
اخي الحبيب
أترضى أن يقبض ملك الموت روح أمك، أختك، زوجتك، بنتك... أو إحداهن وهي على هيئة عري أو شبه عري، أو تستمع إلى الأغاني أو تشاهدها؟
هل إذا قبضت روح إحداهن على حالة لا يرضاها الله تبارك وتعالى، فهل يسرك الحال يا أخي في الإسلام؟ ستجيبني قائلا:" طبعا لا، يا له من سؤال؟ وهل هناك من يرضى لأهله ذلك؟؟؟
أقول لك: الحمد لله، إن في قلبك الخير، لكن، هيا أخرج ذلك الخير الآن، طبقه الآن، ولا تسوف، فالموت يأتي بغثة.
هيا، ضع عفة وشرف وكرامة أهلك على رأسك ونصب عينيك، وكن على يقين إن خرجت زوجتك، أمك، بنتك، أختك... وهن محجبات، عفيفات، طاهرات، فيعني ذلك أنك أنت عفيف طاهر محترم، إن أهلك هم في غالب الأحيان صورة لك ولأخلاقك، فهل إستوعبت ذلك يا أخي؟
أخي الكريم
لماذا تحرص على أن تسعد أهلك ماديا ولا تحرص على إسعادهم معنويا؟ هل السعادة مقتصرة على ما هو مادي فقط؟
لماذا نزعت الغيرة من قلبك؟ لماذا ترضى بالذل والإهانة لأهلك؟
ألا تعلم أن كل الذل والإهانة في الإبتعاد عن طريق الحي الذي لا يموت؟
قد يقول قائل: ولماذا أغار على أهلي وأنا أثق بهم؟ فما دمت واثقا بهم فلا داعي للغيرة؟
يا سبحان الله، ألا تعلم أن الغيرة نوعان: غيرة محمودة وأخرى مذمومة؟ وأنا لا أتكلم هنا عن الغيرة التي لا يحبها الله، قال الرسول عليه الصلاة والسلام:"إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله.فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة". رواه أبو داود والنسائي.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم:"إن الله يغار و المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ".رواه البخاري .
طيب، فياااااا أخي المحترم:
* إن كنت تغار على أهلك من أن يخرجن سافرات متبرجات، فهل هذا يعتبر شكا؟
* وإن كنت تغار على أهلك من مشاهدة وسماع ما يغضب الله تبارك وتعالى، فهل هذا يعتبر شكا؟
* وإن كنت تغار على أهلك من أن يصافحن من لا يحل لهن مصافحتهم، فهل هذا يعتبر شكا؟
* وإن كنت تغار على أهلك من أن يتكلمن مع غير محارمهن لغير ضرورة، فهل هذا يعتبر شكا؟
لا يا أخي الحبيب... بل عليك أن تغار عليهم، في مثل هذه المواقف، لأن مثل هذه الغيرة لا تعني أنك تشك بهم، بل تدل على قوة حرصك عليهم، وحب الخير لهم، والغيرة هي بمثابة الجدار الواقي الذي يتصدى لهدم البيوت، بمعنى أنه إن كنت حقا تغار على الأهل من الوقوع في ما يغضب الله عز وجل جلاله، فذلك يدل على أنك تقف في وجه الشيطان، وكلما ابتعد الشيطان عن مكان ما كلما عمت المحبة والسكينة والمودة ذلك المكان، قال الله تعالى: "يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم باللهالغرور، إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"فاطر: 5ـ6.
أختي الكريمة
إن ما قلته بالنسبة للرجل في علاقته مع المرأة، فهو ينطبق تماما على للمرأة في علاقتها مع الرجل، قال عز وجل:"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة" البقرة/228.
فمن حقك أنت أيضا أن تغاري على أهلك من الوقوع في ما يغضب الله، فليست الغيرة مقتصرة على الرجل فحسب، ومن حقك أن تغاري على زوجك، كيف لا وقد غارت أمنا عائشة رضي الله عنها على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام؟ فقد جاء في حديث عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأىما أصنع، فقال: مالك يا عائشة أغرت؟ فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟ رواه مسلم.
أختي الكريمة
إن بعض النساء يحسبن أن الرجل بغيرته عليهن، فهو يقلل من شأنهن، ويضيق عليهن من حريتهن، وهذا التفكير لا يمت إلى الصواب بأية صلة يا أمة الله، لأن المرأة الملتزمة التي تخاف ربها لا تحس بالراحة مع الرجل إلا إذا شعرت وأحست بغيرته على دينها وعفافها وكرامتها وشرفها وحرصه التام على أن تكون إمرأة طاهرة عابدة لله.
* فإذا كان الرجل لا يرضى أن ينظر إليك أي أحد من غير محارمك، فهذا اعتزاز وافتخار بك يا أمة الله.
* إذا كان الرجل لا يرضى أن تتكلمي وتجالسي وتصافحي أحدا من غير محارمك، فهذا شرف لك يا أمة الله.
* إذا كان الرجل لا يرضى أن تغضبي الله في أقوالك وأفعالك، فهذا يدل على أنه يحبك ويسعى إلى سعادتك في الدنيا والآخرة.
أختي الفاضلة
إن كثيرا من النساء- غفر الله لي ولهن ولجميع المسلمين والمسلمات- لا يقدرن القيمة التي حباهن الله بها، فيتمردن على أنفسهن بالتشبه بالرجال، التبرج، العري، السفور، العلاقات غير الشرعية، الإستماع إلى ما يغضب رب العباد، مشاهدة ما لا يرضاه الله... وغير ذلك من الأمور السلبية، ويحسبن أنهن على خير.
لا يا أخت الإسلام، فليس الخير في تلك الطريق، وإنما الخير كله في الطريق المستقيم، وفقني الله وإياك وجميع المسلمين والمسلمات لإتباع الصراط المستقيم، اللهم آمين.
أختي الكريمة
أنظري إلى تلك العفيفة الطاهرة المحجبة، أنظري كيف سترت نفسها على أعين الناس، هل نقص منها شيء؟ هل تحولت إلى غير أنثى؟ لاااااااا يا أختاااااااه، بل إزدادت عفة وكرامة وطهارة وعزا وسموا بعفافها وحجابها، فما الفرق بينك وبينها ياااااا أمة الله؟
يا أخت الإسلام، إن كنت تريدين الإقتداء بغيرك، فلا تقتدي بمن تأخذ بيديك إلى بحر الذل والمهانة، لا تقتدي بالمغني ولا المغنية، لا تقتدي بالممثل ولا الممثلة، بل إقتدي بمن تأخذ بيديك إلى بحر العز والكرامة.
* إقتدي بالصحابيات الجليلات الطاهرات العفيفات.
* إقتدي بأمهات المؤمنين والمؤمنات رضوان الله عليهن.
* إقتدي بخديجة العفيفة الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها.
* إقتدي بفاطمة وعائشة رضي الله عنهما وأرضاهما.
* إقتدي بكل إمرأة صالحة تسعى إلى إرضاء ربها تبارك وتعالى.
فأنت هي شرفنا، أنت هي كرامتنا، أنت هي عزنا...
* فمتى ترفعين راية العز والشرف والعفة والطهر يا أمة الله؟؟
* متى تسترين جسدك كما أمرك الله الذي خلقك فسواك فعدلك؟
* متى تلجئين إلى ربك بقلب خاشع، تائب، نادم، منيب؟
* متى تدمنين على سماع القرآن الكريم والدروس والمحاضرات الإسلامية، وتكرهين سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تخل بالحياء الإسلامي وبالعفة والحشمة؟
* متى تدمنين على قراءة القرآن الكريم والكتب النافعة، وتكرهين قراءة المجلات الغرامية ومشاهدة صور العري والتبرج؟
* متى تشعرين مجتمعك وتثبتين أنه لا زالت بنات خديجة العفيفة الطاهرة.
* متى تثبتين للعامة أن النساء لا يزلن يحملن في أحشائهن الفتيات العفيفات الطاهرات، الغيورات على كرامتهن وأعراضهن وشرفهن؟
* متى تثبتين للعامة أنك عفيفة طاهرة، لا ترضين بالذل والمهانة والإستغلال.
* متى ذلك يا امة الله؟
أختي الغافلة عن قيمتك وكرامتك
* الله الله في دينك؟
* الله الله في عفتك؟
* الله الله في شرفك؟
* الله الله في كرامتك؟
* الله الله في نفسك؟
* الله الله مجتمعك؟
قال الله تبارك وتعالى:"((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) الأنبياء:47،
وقال عز وجل في سورة فصلت؛ (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون، حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعلمون، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيءٍ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) الآيات 19-21
و عنأنسرضي الله عنهقال"كنا عند رسول اللهصلى الله عليه وسلمفضحك , فقال : هل تدرون مم أضحك ؟ قلنا الله ورسوله أعلم , قال من مخاطبة العبد ربه فيقول : يا رب ألم تجرني من الظلم , يقول بلى , فيقولإني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني , فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيباوالكرام الكاتبين شهودا , قال فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله , ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل"رواه مسلم.
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. والصلاة السلام على أشرف خلق الله ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.
هذا، وما كان من خطا فمني ومن الشيطان والله ورسوله عليه الصلاة والسلام منه براء، وما كان من صواب فمن الله وحده لا شريك له، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون به إلى الجنة ويلقى به في نار جهنم، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم في الله... محمد من المملكة المغربية
تعليق