رسالة إلى صاحب الدش
أيها الأخوة في الله : هذه رسالة عاجلة أبعثها لأتحاور مع بعض إخواننا في موضوع ليس جديدا عليهم ،بل إني أخشى ما أخشاه أن يكون مما ألفته أعينهم ، فلم يعد يثيرهم ، أو ينبه مشاعرهم ..إنه الدش ، ذلك الطبق الأسود الذي كثر التحذير منه دون أي أثر يذكر ..
أيها الأخ المبارك ..لا أريدك أن تفر بسمعك أو بقلبك عن حديثي ، فإن المؤمن المحب لله تعالى قريب من الحق ، وإن كان مراً في مذاقه ، فأعني على نفسك بحسن الاستماع ، فإني لأعتقد أن للقلوب أبوابا ، ربما طرقت مرارا فلم تفتح ، حتى مل الطارقون ، فإذا عاد الطرق إليها في لحظة مشرقة من لحظات حياتها ، تفتحت بإذن الله أقفالها ، وأشرقت شمس الطاعة في ساحها ، وإني لطامع في هذا اليوم المبارك والساعة المباركة ، أن ينشرح لي صدرك وينفتح لي قلبك ..
أخي العزيز ..لاشك أن هذا الصحن آلة يمكن أن تستعمل في الخير كما يمكن أن تستعمل في الشر ، ولكني أسأل من اقتناه بالذي يعلم خطرات قلبه ويحصي نسائم أنفاسه في أي الأمرين يستعمله الآن ؟
هل في استقبال القرآن والمواعظ والدروس النافعة ؟ أم أن غالب استعماله له أو ربما كله في استقبال الأغنيات الماجنة ،والأفلام الداعرة ، والمناظر الفاتنة ؟
أم أنه سيشترك في الدعوى التي أضحت مشجب أهل الحياء ممن تورطوا في اقتناء الدش ، فراحوا يعتذرون للناس عن وجوده في منازلهم بأنهم حريصون على تتبع الأخبار العالمية أولاً بأول !! فأسأله مرة أخرى هل هذه الأخبار خالية من صور الفتنة ، والأصوات المحرمة ؟ بل وهل أمن مكر أهلها وهم في الغالب ليسوا من قومنا أو من أهل ديننا ؟ وهل ما فيها من الزيادة عن الأخبار التي ينقلها الأثير من كل بلاد الدنيا عبر إذاعة بلده أو الإذاعات العالمية ما يجعله يتشبث بهذه الحجة الواهية ؟
أخي إن للشيطان خطوات ..فالبداية أخبار ، والنهاية هتك أستار ، مع أن صاحب الدش لو صدق مع الله أولاً ، ثم مع نفسه ثانيا لقال : إنني لم أشتر هذا الجهاز من أجل عيون الأخبار ، ولكن من أجل عيون الصبايا ..
أتلقف اللذات غير محاذر وأعب في الزلات والآثام
أخي الكريم : أرضيت أن تستحل اقتناء هذا الجهاز بحجة أنه آلة تستخدم للخير والشر وأنت تقرأ قوله تعالى :} يسألونك عن الخمر والميسر ، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ، وإثمهما كبر من نفعهما { فإذا سلمت لك بأن في هذه البرامج منافع ، فاصدقني يا مؤمن :
أليس إثمهما أكبر من نفعهما ؟! وقد علمت بأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ..
ثم يا أخي العزيز ..ربما قلت إنني أجد ضغطا من أسرتي وإلحاحا ، فأقول لك قال الله تعالى } يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم ولا أولادكم عدوا لكم فاحذروهم { وتذكر } يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه {
وتذكر يوم أن تستجدي ولدك وزوجك بل وأمك حسنة واحدة فلا يجودون لك بها ..
أي أُخي : إنك لو سمعت بفتاة ضاقت بها حيل الصبر عن صراخ الشهوة في صدرها بعد مشاهدتها لأفلام الجنس والدعارة فخرجت تتشوف في الطرقات لشاب ساقط الدين والخلق لتصحبه إلى دور العهر والجريمة ، أراك حين تسمع بذلك يحمر وجهك ، وتحوقل وتسترجع غيرة منك على محارم المسلمين ، وخوفا على عرينك أن يدنس ، فماذا سيفعل ، وماذا سيقول صاحب الدش حين أتجرأ وأسأله : أترضى أن تكون تلك ابنتك ؟ أترضى أن تكون أختك ؟ سيقول بملء فيه : لا وربما ضرخ بها في وجهي ، وحق له هذا ..ولكن المقدمات هي في بيته الآن ، بيده وضعها وكأن الله يعنيه بقوله : } يخربون بيوتهم بأيدهم {
فيا من ظننت بأنك بررت أولاك بهذا الجهاز : ماذا تنتظر منهم وقد شغلتهم ليلا ونهارا بإغراء لا ينتهي ، ولا سبيل لتحقيقه ، تتمزق نفوسهم بين قنوات الفساد الأخلاقي الهابط ؟ فهل سيكونون من أهل الصلاح ؟ هل سيقبلون على الصلاة والعبادة ؟ هل سينجحون في حياتهم العملية والعملية ؟ هل سيكونون في راحة نفسية وهم يواجهون تلك الأعباء المرهقة من الإثارة الجنسية المضنية ، إنك ستنشئ شبابا وشابات يحيطهم الهم والألم ، ويقلق حياتهم الأرق والإحساس بالكبت والضيق والتبرم بكل شيء أو سينفسون بالطرق المحرمة لا قدر الله.
أخي المسلم يا من ابتلي بالدش ..إني كلما تذكرت أنك شغلت به أهل بيتك بعضهم عن بعض حتى فقدوا دفء الأسرة وحنان الوالدين ، فلم يعد لأحد أن يفرغ لأحد ، وتذكرت كيف أسهرت ليلك حتى أثر على أدائك لعملك ،وأنت بين يدي معصية عظيمة ، أشفقت عليك من أمور :
أشفقت عليك من مثاقيل الذر من السيئات التي يحصدها ناظراك ، وهما يتنقلان بين عشرات القنوات ..وقد غفلت عمن لا يغفل عنك } يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور { وقد أمرك بقوله : } قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم {
أشفقت عليك من أن تقبض روحك وأنت على هذه الحال ، ورسولنا r يقول في الحديث الصحيح : } من مات على شيء بعث عليه "
أشفقت عليك من عواقب الاستماع إلى الغناء المحرم وقد سمعت قول عبد الله بن مسعود t : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الربيع البقل "
فاتق الله يا رعاك الله واتقي يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا تقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون …
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..
الخطبة الثانية :
يا صاحب الدش ..إني أحدثك عن مفاسد هذه القنوات التي تصطبح بهمها وتغتبق بكدرهما ، وأنت أعلم بها مني ..ألم تر كيف يعرض الكفر الصراح عبر قنوات التنصير ، التي بذل فيها الفاتيكان بلايين الدولارات ، و التي أنشئت أخيرا لتغزو عقيدة هذه الأمة المغلوبة على أمرها وفكرها ومكتسباتها الثقافية ؟ أم تر كيف تهون المعصية في النفس بكثرة النظر إليها وهي تقترف دون خشية من الله ، حتى تألفها العين ، ولا ينكرها القلب عياذا بالله تعالى ؟
أم تر كيف تعرض القنوات الأجنبية حياة الكفرة والملحدين لتغير من أسلوب حياة المسلمين بتأثير بطيء ولكنه فعال وملموس ، ودونك أسواق النساء ، وصالات الأفراح ، وتصرفات بعض السياح المسلمين ..تأمل فيها لتكشف صدى إعجابهم بما عرض عليهم في حياتهم وسلوكهم ، بل وحتى تحية بعضهم بعضا !! بل قد علمت بأن خطر البث المباشر تجاوز التأثير السلبي على الفرد إلى التأثير على المجتمع ككل ، بل على أبرز ضروراته وهو الأمن ؛ فإن الإحصاءات التي أجريت في بعض الدول تدل على أن 39% من الأحداث المنحرفين قد اكتسبوا أفكار العنف والإرهاب من مشاهدة الأفلام وبرامج الرعب العدوانية ..
ولا تقل :مادام أن فيه كل تلك المضار فإني رجل أثق بنفسي ، وسوف أحجزه عن أولادي ، فإن هذه خطوة كذوب تعقبها خطوات ، وما الذي جعلك تزكي نفسك بأنك إذا خلوت به سوف تسيطر على إرادتك ولن تختار من بثه إلا خيرا ، وهل ضمنت حياتك لحظة واحدة حتى تمد لنفسك حبل الأمل الكذوب ، فمالك إذا أورثته أولادك ، أو قبضت وأنت منطرح عنده تقلب قلبك وحسك فيما يعرضه عليك من المعاصي ؟؟
أخي.. متى ستمتحن شهامتك أمام من يرغب في استمرار هذه المعصية في دارك ؟
أخي ..متى ستقدر أبوتك قدرها ، وتخشى الله في أولادك ومن استرعاك الله عليهم ؟
أما علمت أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها : عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، فهل ستواجه الجبار وتقول : أنفقته في شراء آلة أعصيك بها ليلا ونهارا سرا وإعلانا ..واخجلتاه !! واخجلتاه !! واخجلتاه !!
إدرك نفسك فلن ينفعك أحد يوم القيامة إلا عملك الصالح .
أدرك نفسك واتق الله في أولادك ، وأعزم الآن على تحطيم جهاز السوء وبؤرة الفساد ورمي حطامه في إحدى المزابل ، فهي أولى به من سطح بيتك الطاهر ، } وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا {
واحمد الله الذي أنقذك وأنقذ من تحت ولايتك من هذه الفتنة الحمراء ..
أخي أجعل أول عمل تقوم به بعد أدائك لهذه الصلاة أن تستجيب لله تعالى في ترك شيء تشتهيه نفسك ،ويهواه قلبك ..
وتذكر أنه لا يتم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به محمد r
وتذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وأن دينك وأولادك أغلى من الثمن الذي بذلته في هذه الدش ..وتذكر أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله الجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وأنه لا قيمة لهذه السعادة المتوهمة من قنوات الفسق والمجون ؟ وقد سمعت قول حبيبك r في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه : " يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؛ هل مربك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب " نعم لقد تبخرت كل أوهام النعيم الملطخ بالمعاصي في الدنيا ، ولم تبق إلا ناره المحرقة أجارنا الله وإياك وإخواننا المسلمين منها .
بارك الله فيك وأعانك على نفسك ، وأجزل لك المثوبة بطاعة ربك ، وأسأل الله تعالى أن أبشر بخروج الدش من منزلك محمولا على نعشه إلى الجحيم ، كما ساءني نبأ دخوله عندك معززا مكرما واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم والمرشد الكريم
أيها الأخوة في الله : هذه رسالة عاجلة أبعثها لأتحاور مع بعض إخواننا في موضوع ليس جديدا عليهم ،بل إني أخشى ما أخشاه أن يكون مما ألفته أعينهم ، فلم يعد يثيرهم ، أو ينبه مشاعرهم ..إنه الدش ، ذلك الطبق الأسود الذي كثر التحذير منه دون أي أثر يذكر ..
أيها الأخ المبارك ..لا أريدك أن تفر بسمعك أو بقلبك عن حديثي ، فإن المؤمن المحب لله تعالى قريب من الحق ، وإن كان مراً في مذاقه ، فأعني على نفسك بحسن الاستماع ، فإني لأعتقد أن للقلوب أبوابا ، ربما طرقت مرارا فلم تفتح ، حتى مل الطارقون ، فإذا عاد الطرق إليها في لحظة مشرقة من لحظات حياتها ، تفتحت بإذن الله أقفالها ، وأشرقت شمس الطاعة في ساحها ، وإني لطامع في هذا اليوم المبارك والساعة المباركة ، أن ينشرح لي صدرك وينفتح لي قلبك ..
أخي العزيز ..لاشك أن هذا الصحن آلة يمكن أن تستعمل في الخير كما يمكن أن تستعمل في الشر ، ولكني أسأل من اقتناه بالذي يعلم خطرات قلبه ويحصي نسائم أنفاسه في أي الأمرين يستعمله الآن ؟
هل في استقبال القرآن والمواعظ والدروس النافعة ؟ أم أن غالب استعماله له أو ربما كله في استقبال الأغنيات الماجنة ،والأفلام الداعرة ، والمناظر الفاتنة ؟
أم أنه سيشترك في الدعوى التي أضحت مشجب أهل الحياء ممن تورطوا في اقتناء الدش ، فراحوا يعتذرون للناس عن وجوده في منازلهم بأنهم حريصون على تتبع الأخبار العالمية أولاً بأول !! فأسأله مرة أخرى هل هذه الأخبار خالية من صور الفتنة ، والأصوات المحرمة ؟ بل وهل أمن مكر أهلها وهم في الغالب ليسوا من قومنا أو من أهل ديننا ؟ وهل ما فيها من الزيادة عن الأخبار التي ينقلها الأثير من كل بلاد الدنيا عبر إذاعة بلده أو الإذاعات العالمية ما يجعله يتشبث بهذه الحجة الواهية ؟
أخي إن للشيطان خطوات ..فالبداية أخبار ، والنهاية هتك أستار ، مع أن صاحب الدش لو صدق مع الله أولاً ، ثم مع نفسه ثانيا لقال : إنني لم أشتر هذا الجهاز من أجل عيون الأخبار ، ولكن من أجل عيون الصبايا ..
أتلقف اللذات غير محاذر وأعب في الزلات والآثام
أخي الكريم : أرضيت أن تستحل اقتناء هذا الجهاز بحجة أنه آلة تستخدم للخير والشر وأنت تقرأ قوله تعالى :} يسألونك عن الخمر والميسر ، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ، وإثمهما كبر من نفعهما { فإذا سلمت لك بأن في هذه البرامج منافع ، فاصدقني يا مؤمن :
أليس إثمهما أكبر من نفعهما ؟! وقد علمت بأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ..
ثم يا أخي العزيز ..ربما قلت إنني أجد ضغطا من أسرتي وإلحاحا ، فأقول لك قال الله تعالى } يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم ولا أولادكم عدوا لكم فاحذروهم { وتذكر } يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه {
وتذكر يوم أن تستجدي ولدك وزوجك بل وأمك حسنة واحدة فلا يجودون لك بها ..
أي أُخي : إنك لو سمعت بفتاة ضاقت بها حيل الصبر عن صراخ الشهوة في صدرها بعد مشاهدتها لأفلام الجنس والدعارة فخرجت تتشوف في الطرقات لشاب ساقط الدين والخلق لتصحبه إلى دور العهر والجريمة ، أراك حين تسمع بذلك يحمر وجهك ، وتحوقل وتسترجع غيرة منك على محارم المسلمين ، وخوفا على عرينك أن يدنس ، فماذا سيفعل ، وماذا سيقول صاحب الدش حين أتجرأ وأسأله : أترضى أن تكون تلك ابنتك ؟ أترضى أن تكون أختك ؟ سيقول بملء فيه : لا وربما ضرخ بها في وجهي ، وحق له هذا ..ولكن المقدمات هي في بيته الآن ، بيده وضعها وكأن الله يعنيه بقوله : } يخربون بيوتهم بأيدهم {
فيا من ظننت بأنك بررت أولاك بهذا الجهاز : ماذا تنتظر منهم وقد شغلتهم ليلا ونهارا بإغراء لا ينتهي ، ولا سبيل لتحقيقه ، تتمزق نفوسهم بين قنوات الفساد الأخلاقي الهابط ؟ فهل سيكونون من أهل الصلاح ؟ هل سيقبلون على الصلاة والعبادة ؟ هل سينجحون في حياتهم العملية والعملية ؟ هل سيكونون في راحة نفسية وهم يواجهون تلك الأعباء المرهقة من الإثارة الجنسية المضنية ، إنك ستنشئ شبابا وشابات يحيطهم الهم والألم ، ويقلق حياتهم الأرق والإحساس بالكبت والضيق والتبرم بكل شيء أو سينفسون بالطرق المحرمة لا قدر الله.
أخي المسلم يا من ابتلي بالدش ..إني كلما تذكرت أنك شغلت به أهل بيتك بعضهم عن بعض حتى فقدوا دفء الأسرة وحنان الوالدين ، فلم يعد لأحد أن يفرغ لأحد ، وتذكرت كيف أسهرت ليلك حتى أثر على أدائك لعملك ،وأنت بين يدي معصية عظيمة ، أشفقت عليك من أمور :
أشفقت عليك من مثاقيل الذر من السيئات التي يحصدها ناظراك ، وهما يتنقلان بين عشرات القنوات ..وقد غفلت عمن لا يغفل عنك } يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور { وقد أمرك بقوله : } قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم {
أشفقت عليك من أن تقبض روحك وأنت على هذه الحال ، ورسولنا r يقول في الحديث الصحيح : } من مات على شيء بعث عليه "
أشفقت عليك من عواقب الاستماع إلى الغناء المحرم وقد سمعت قول عبد الله بن مسعود t : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الربيع البقل "
فاتق الله يا رعاك الله واتقي يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا تقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون …
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..
الخطبة الثانية :
يا صاحب الدش ..إني أحدثك عن مفاسد هذه القنوات التي تصطبح بهمها وتغتبق بكدرهما ، وأنت أعلم بها مني ..ألم تر كيف يعرض الكفر الصراح عبر قنوات التنصير ، التي بذل فيها الفاتيكان بلايين الدولارات ، و التي أنشئت أخيرا لتغزو عقيدة هذه الأمة المغلوبة على أمرها وفكرها ومكتسباتها الثقافية ؟ أم تر كيف تهون المعصية في النفس بكثرة النظر إليها وهي تقترف دون خشية من الله ، حتى تألفها العين ، ولا ينكرها القلب عياذا بالله تعالى ؟
أم تر كيف تعرض القنوات الأجنبية حياة الكفرة والملحدين لتغير من أسلوب حياة المسلمين بتأثير بطيء ولكنه فعال وملموس ، ودونك أسواق النساء ، وصالات الأفراح ، وتصرفات بعض السياح المسلمين ..تأمل فيها لتكشف صدى إعجابهم بما عرض عليهم في حياتهم وسلوكهم ، بل وحتى تحية بعضهم بعضا !! بل قد علمت بأن خطر البث المباشر تجاوز التأثير السلبي على الفرد إلى التأثير على المجتمع ككل ، بل على أبرز ضروراته وهو الأمن ؛ فإن الإحصاءات التي أجريت في بعض الدول تدل على أن 39% من الأحداث المنحرفين قد اكتسبوا أفكار العنف والإرهاب من مشاهدة الأفلام وبرامج الرعب العدوانية ..
ولا تقل :مادام أن فيه كل تلك المضار فإني رجل أثق بنفسي ، وسوف أحجزه عن أولادي ، فإن هذه خطوة كذوب تعقبها خطوات ، وما الذي جعلك تزكي نفسك بأنك إذا خلوت به سوف تسيطر على إرادتك ولن تختار من بثه إلا خيرا ، وهل ضمنت حياتك لحظة واحدة حتى تمد لنفسك حبل الأمل الكذوب ، فمالك إذا أورثته أولادك ، أو قبضت وأنت منطرح عنده تقلب قلبك وحسك فيما يعرضه عليك من المعاصي ؟؟
أخي.. متى ستمتحن شهامتك أمام من يرغب في استمرار هذه المعصية في دارك ؟
أخي ..متى ستقدر أبوتك قدرها ، وتخشى الله في أولادك ومن استرعاك الله عليهم ؟
أما علمت أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها : عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، فهل ستواجه الجبار وتقول : أنفقته في شراء آلة أعصيك بها ليلا ونهارا سرا وإعلانا ..واخجلتاه !! واخجلتاه !! واخجلتاه !!
إدرك نفسك فلن ينفعك أحد يوم القيامة إلا عملك الصالح .
أدرك نفسك واتق الله في أولادك ، وأعزم الآن على تحطيم جهاز السوء وبؤرة الفساد ورمي حطامه في إحدى المزابل ، فهي أولى به من سطح بيتك الطاهر ، } وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا {
واحمد الله الذي أنقذك وأنقذ من تحت ولايتك من هذه الفتنة الحمراء ..
أخي أجعل أول عمل تقوم به بعد أدائك لهذه الصلاة أن تستجيب لله تعالى في ترك شيء تشتهيه نفسك ،ويهواه قلبك ..
وتذكر أنه لا يتم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به محمد r
وتذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وأن دينك وأولادك أغلى من الثمن الذي بذلته في هذه الدش ..وتذكر أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله الجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وأنه لا قيمة لهذه السعادة المتوهمة من قنوات الفسق والمجون ؟ وقد سمعت قول حبيبك r في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه : " يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؛ هل مربك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب " نعم لقد تبخرت كل أوهام النعيم الملطخ بالمعاصي في الدنيا ، ولم تبق إلا ناره المحرقة أجارنا الله وإياك وإخواننا المسلمين منها .
بارك الله فيك وأعانك على نفسك ، وأجزل لك المثوبة بطاعة ربك ، وأسأل الله تعالى أن أبشر بخروج الدش من منزلك محمولا على نعشه إلى الجحيم ، كما ساءني نبأ دخوله عندك معززا مكرما واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم والمرشد الكريم