الأيام تمر والموت يطلبنا فمتى نستفيق ؟
قال : ماذا أموال ؟! أم ذهب أم فضه ... أم ؟ أم ؟ وأخذ يعدد ذوات الأثمان ...
قلت إلى هذه الدرجة ملهوف .. وقد أخذتك المئات والألوف .. وأصبحت بحب الدنيا ملفوف .. وحول شهواتها ولذاتها بقلبك تطوف .. أوليست جدران السعير بمثلها محفوف ..
يا أخا القبر إنها الأوقات .. كم راحت منك ساعات .. ذهبت وتصحبها فرص سانحات .. أما تسأل عن ضياع أيام وسنوات ؟ .. أما أنذرك مشيب أحرق الشعيرات .. أو موت أخذ من حولك الأصحاب والصاحبات ؟ ..
يا الله الموت يطلبنا .. وقبورنا كل يوم تبنا .. والوعاظ في ضمائرنا تصيح فينا تعاتبنا .. ونحن عن صياحهم لفتنا والوجوه ونصبنا .. هلا نظرنا فيما تزودنا وكسبنا .. !!
يالقلة الزاد .. ويالقرب الميعاد .. ولن تنفعنا الأنداد .. ولا التقلب في البلاد .. ولا فئتنا ولو كانت آساد .. فمن يفوق ملائكة غلاظ شداد .. وفوق ذلك قهر رب العباد .. يا مسكين لو تدري عظمة يوم التناد ؟ .. وما أعد لأهل السعير من شداد .. من ثياب وغواش ومهاد .. أقلع يا ابن الموت عن الفساد .. فقد أضل من قبلك وما أفاد .. أمالك عبرة في الأجداد ؟ .. وقد أهلك الموت ما بنوا من أمجاد .. ومرت الأيام ونسيهم الأهل والأولاد .. أيها المنسي غدا ولو طال الحداد .. لا تقل إنني بذلت لأولئك الأكباد .. فمن قبلك فعل مثلك فالأمر غير مراد ..
تب إلى الله فقد آن .. وتيقظ أيها النومان .. فالموت قريب منك أيها الإنسان .. وما بعده إما حفرة من النيران أو روضة من الجنان .. أيا أخا الموت من يعوضك عن جنتين ذواتا أفنان ؟ .. فيهما تجاور العدنان .. وترى فيها وجه الرحمن .. تالله لا تساوي لذاتها الأكوان .. يا رب لا تحرمنا اللقاء فأنت خير من رفعت إليه يدان ...
بقلم
عمرو بن صالح
تعليق