عجبت منك أيها القنوط!!
عجبت من قوم انقطع رجائهم ، وملأ اليأس قلوبهم ، وطعن القنوط صدورهم ، فيا ويحهم ثم يا ويحهم !! كيف يفعلون ؟ أما دروا أن اليأس من أكبر الكبائر ، وأنه مما يتصف به الكافر ، أو الإنسان الفاجر ؟
كيف غاب عنهم أن الله رحيم ودود ، وأنه من أقبل عليه منيبا فإنه غير مردود ، وأن عطاءه غير مجذوذ ولا محدود ، وأنه لا يمنع رحمته لا قوة ولا سدود ؟؟
فيا أيها القنوط !! دع عنك ما يمليه الشيطان ، وما يدعوك إليه من الخذلان ، ورد كيده وادفعه بعون الرحمن ، واذكر دعوة الله إليك أقبل أيها الإنسان ، وأحسن يا عبد الله تجد الإحسان ، ألست ولدت أحمرا بلا قشر ولا غطاء فرزقت من المنان ؟ ، أليس قد وعد الله أنه يغفر الذنب ولو بلغ العنان ؟ ، أليس قد تاب على عبده إذ رفعت اليدان ، ودمعت العينان ، ولهج بالذكر اللسان ، فدع عنك هما أثقل المنكبان ، وانطلق إلى سعة رحمة ربك تجد الغفران ...
اصبر واعمل صالحا فأولئك صنفان من اليأس مستثنيان ... "وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ "
بقلم
عمرو بن صالح
بقلم
عمرو بن صالح
تعليق