ثم ماذا .. ؟؟
هذا أخطر ما يكون ..
ثم ماذا ؟؟
وهنا تفترق الطرق بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر والعصيان ، أثمَّ حياة أخرى أم لا ؟ أثم نعيم وعذاب في القبر أم لا ؟ أهناك بعث ونشور وحساب وجزاء يوم تقوم الأشهاد أم لا ؟ أجنة هي موعود المؤمنين ونار هي جزاء الكافرين أم لا ؟
فأهل الإيمان يؤمنون بأن هذه الحياة إلى زوال ثم ينتقل الإنسان إلى الحياة الأخرى السرمدية ، فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار الجزاء ، ويؤمنون بأن في القبر نعيما وعذابا ، ثم يبعث الله الناس من قبورهم يوم القيامة ذلك اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فيوفيهم حسابهم فيدخل الجنة المؤمنين برحمته ويوفيهم أجورهم والله ذو الفضل العظيم ، ويدخل النار الكافرين بعدله وبئس مثوى الكافرين .
أيها الأخوة …
خرجت الروح ، ووضع الجسد في التراب حيث القبر أول منازل الآخرة ، وأول مراحل البداية لحياة أخرى ، غيب يا لهوله !!!
ومن مقتضيات الإيمان أن نتفكر في هذا الأمر ، وإلا فليتهم كل منا نفسه فالتفكر أول طريق الاستعداد فجديرٌ بمَنْ الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده ، والجنة أو النار مورده ، ألا يكون له فكر إلا في الموت ، لا ذكر إلا له ، ولا استعداد إلا لأجله ، ولا تدبير إلا فيه ، ولا تطلع إلا إليه ، ولا اهتمام إلا به ، ولا انتظار وتربص إلا له.
وحقيق بمن أراد الفوز والنجاة أن يعد نفسه في الموتى ، ويراها في أصحاب القبور ، ولكن قست القلوب فأعرضت عن ذكر هذا الخطر العظيم ، ومن يذكره يذكره بقلب فارغ ، بل بقلب مشغول بشهوة الدنيا فازدادت القلوب قسوة على قسوة .
فلماذا هذا الصدود والإعراض عن سبيل الله جل وعلا ؟
لماذا إخوتاه
قست قلوبنا فلم تعد تنجع فيها المواعظ المتتالية والدعوات المستمرة ، مع كل هذه الوسائل المختلفة في دعوة الناس لدينهم لماذا يحيدون ولا يلتزمون بشريعة ربهم ؟
أهي الدنيا قد اجتالت الناس عن دينهم فعبدوها من دون الله ؟
فلا همَّ ولا شغل للإنسان إلا شهواته وقد علم أنَّ نعيم الدنيا منغص لأنها ليست بدار الخلود ، إذ السلامة فيها ترك ما فيها .
أيها الأخوة …
إنني أخاطب الآن من يريد الله والدار الآخرة أحاول أن أوقظه أحاول أن أجذبه بقوة قبل أن يهلك تحت القبضان أريده أن يركب سفينة الإيمان ولا يكن مع الهالكين .
وسأصف لك ـ أخي ـ وصفة ناجعة عساك تنتفع بها ، فجرد الإخلاص أولا واصحبني ساعة واحدة من عمرك لعلك تظفر بها طيلة حياتك .
إخوتاه
بداية ينبغي أن نتأمل ذلك الخطر العظيم الذي يحول بينك وبين طريق الآخرة ، لعلك تعرف أن الطريق إلى الله لا تقطع بالأقدام بل تقطع بالقلوب ، فإذا كان القلب يعاني من القسوة والجمود فلا بأس أن نصف له الدواء ، ومن جملته ما نحن بصدد الحديث عنه من أهوال القبور ، فاستعن بالله ولا تعجز ، وابدأ من الآن في كتابة الجرعات التي ستحافظ عليها حتى يحيا قلبك .
يتبع ان شاء الله
علاج قسوة القلوب
تعليق