الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
قال الفيروزاباديّ- رحمه الله تعالى: الاعتذار على ثلاثة أضرب: أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، والثّالث أن يقول: فعلت ولا أعود، ونحو هذا.
وهذا الثّالث هو التّوبة، وكلّ توبة عذر، وليس كل عذر توبة
--------------------------
في زمان أصبح المعلم لا يعمل ، والداعي لا يؤمن بما يدعو به ، ومن ينشر الخير ينسى أن يدفع بنفسه ضمن من شملهم الخير !!
أيها الأكارم إنها ثقافة الاعتذار ، والرجوع إلى الحق ، والإصلاح لما بدر من الخطأ ...
كم نحتاج إليها وبشدة ، وهو أمر من الدين ، وحث عليه الشرع ، بل وفضل الله أهله ..
لكن اعتذار دون اعتذار ... فبعض أهل الاعتذار أهل كذب وخيانة ، وغش وخداع ... ولذلك قال ابن عباس : رحم الله المعذّرين ولعن الله المعذّرين .
أما المرحومون فهم قوم أرادوا الحق وأخلصوا في طلبه وبذلوا ليصيبوه ثم هم وقعوا في الخطأ فبادروا إلى الاعتذار ...
أما الآخرون فهم قوم كذبوا عمدا ، وخالفوا قصدا ، وبادروا إلى الخطأ بملكهم وإرادتهم ومعرفتهم ... ثم هم يعتذرون يحاولون المخادعة ويمارسون المراوغة فأولئك عليهم من سبيل فالسبيل على الذين يظلمون الناس ، والله جل وعلا زكى أهل الكرامة الذي يأبون الدنية ويرفضون الاستذلال " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " ...
فأما المرحومون .. أولئك يجب أن يقبل عذرهم ، بل من المروءة أن يكون ، وينبغي أن يكرموا ويحترموا ويعذروا ....
ولا أجمل من أن تقر الأعين بهذا الخبر ...: فعن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه مغضبا، فاتّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال أبو الدّرداء:
ونحن عنده- فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا صاحبكم فقد غامر» ، وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقصّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الخبر. قال أبو الدّرداء: وغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إنّي قلت: يا أيّها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا. فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت» البخاري ومسلم ...
فينبغي على من عنده مروءة أن يقبل الأعذار ، ولا يعين على أخيه الأشرار ، ويحترم في المعتذر ترك الإصرار ، وكيف أنه عرف للناس الفضل والإكبار ، ولم يحجمه كبره عن الإعترف بالخطأ والإظهار ، ولم يحمله الخوف من لوم الناس على الإضمار ، فحري أن يقبل عذره وأن يوضع مع ذوي الأقدار ...
اعتذر رجل إلى الحسن بن سهل من ذنب كان له، فقال له الحسن: تقدّمت لك طاعة، وحدثت لك توبة، وكانت بينهما منك نبوة، ولن تغلب سيّئة حسنتين ....
وقال الخرائطيّ- رحمه الله تعالى-:
أنشدني محمّد بن إسماعيل الإسحاقيّ:
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ... وكان الّذي لا يقبل العذر جانيا
فيا من يتولون الحكم على الناس بإصدار الأحكام ، ويامن تبذولون وتمارسون الكبر على الأنام ، وأما تريدون مغفرة رب الأنام ، وعفوه عما ارتكبتم من الذنوب والأثام .... "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَّا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم "
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
عمرو بن صالح ...
قال الفيروزاباديّ- رحمه الله تعالى: الاعتذار على ثلاثة أضرب: أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، والثّالث أن يقول: فعلت ولا أعود، ونحو هذا.
وهذا الثّالث هو التّوبة، وكلّ توبة عذر، وليس كل عذر توبة
--------------------------
في زمان أصبح المعلم لا يعمل ، والداعي لا يؤمن بما يدعو به ، ومن ينشر الخير ينسى أن يدفع بنفسه ضمن من شملهم الخير !!
أيها الأكارم إنها ثقافة الاعتذار ، والرجوع إلى الحق ، والإصلاح لما بدر من الخطأ ...
كم نحتاج إليها وبشدة ، وهو أمر من الدين ، وحث عليه الشرع ، بل وفضل الله أهله ..
لكن اعتذار دون اعتذار ... فبعض أهل الاعتذار أهل كذب وخيانة ، وغش وخداع ... ولذلك قال ابن عباس : رحم الله المعذّرين ولعن الله المعذّرين .
أما المرحومون فهم قوم أرادوا الحق وأخلصوا في طلبه وبذلوا ليصيبوه ثم هم وقعوا في الخطأ فبادروا إلى الاعتذار ...
أما الآخرون فهم قوم كذبوا عمدا ، وخالفوا قصدا ، وبادروا إلى الخطأ بملكهم وإرادتهم ومعرفتهم ... ثم هم يعتذرون يحاولون المخادعة ويمارسون المراوغة فأولئك عليهم من سبيل فالسبيل على الذين يظلمون الناس ، والله جل وعلا زكى أهل الكرامة الذي يأبون الدنية ويرفضون الاستذلال " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " ...
فأما المرحومون .. أولئك يجب أن يقبل عذرهم ، بل من المروءة أن يكون ، وينبغي أن يكرموا ويحترموا ويعذروا ....
ولا أجمل من أن تقر الأعين بهذا الخبر ...: فعن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه مغضبا، فاتّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال أبو الدّرداء:
ونحن عنده- فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا صاحبكم فقد غامر» ، وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقصّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الخبر. قال أبو الدّرداء: وغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إنّي قلت: يا أيّها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا. فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت» البخاري ومسلم ...
فينبغي على من عنده مروءة أن يقبل الأعذار ، ولا يعين على أخيه الأشرار ، ويحترم في المعتذر ترك الإصرار ، وكيف أنه عرف للناس الفضل والإكبار ، ولم يحجمه كبره عن الإعترف بالخطأ والإظهار ، ولم يحمله الخوف من لوم الناس على الإضمار ، فحري أن يقبل عذره وأن يوضع مع ذوي الأقدار ...
اعتذر رجل إلى الحسن بن سهل من ذنب كان له، فقال له الحسن: تقدّمت لك طاعة، وحدثت لك توبة، وكانت بينهما منك نبوة، ولن تغلب سيّئة حسنتين ....
وقال الخرائطيّ- رحمه الله تعالى-:
أنشدني محمّد بن إسماعيل الإسحاقيّ:
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ... وكان الّذي لا يقبل العذر جانيا
فيا من يتولون الحكم على الناس بإصدار الأحكام ، ويامن تبذولون وتمارسون الكبر على الأنام ، وأما تريدون مغفرة رب الأنام ، وعفوه عما ارتكبتم من الذنوب والأثام .... "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَّا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم "
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
عمرو بن صالح ...
تعليق