السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد"_صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه.. وبعد.
حياكم الله إخوانى الأحباء إلى قلبى ...
اعتاد بعض الناس على التغاضي عن أخطائهم ، والحرص الشديد على تسويغها ، والْتماس المعاذير لدفنها والسكوت عنها .. بل قد يتجرأ بعضهم في الدفاع عنها وتحويلها إلى مكاسب وحسنات ، كما اعتاد بعضهم النظر إلى الناقد -أيًّا كان هدفه أو أسلوبه- بعين الريبة والشك ، ومن ثم : التهميش والإهمال .. ! وإلى الله المشتكى !!!!
ربما يكون سبب ذلك : ضعف في التربية والتكوين النفسي للفرد ؛ مما يجعله يخاف من الاعتراف بالخطأ ، وربما يظن أن اعترافه بالخطأ يسقط من قدره ومكانته !!!!
وربما يكون سبب ذلك : التعصب والتحزب الذي يقود إلى الهوى الذي يعمي ويصم ، وربما تكون هناك أسباب أخرى ، تختلف باختلاف الناس ،والأحوال ... ! ولكن لعل ما ذكرت أهمها.
وتزداد هذه الظاهرة بروزاً عندما يكون الخطأ منسوباً لأحد الأشياخ المتبوعين أو لإحدى التجمعات الدعوية ؛ فيظن بعض الأتباع أن نقد الشيخ أو التجمع قدح وذم في إمامهم أو تجمعهم ، ولهذا يكون الدفاع عنه أكثر تشنجاً وتعسفاً !!!!
وإلى هذا يشير العلامة (المعلمي)_ذهبىَ هذا العصر_رحمه الله_ بقوله : (من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل : ومن أمضى أسلحته : أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم) .
هكذا اعتاد بعض الناس ، ولكن القرآن الكريم يربينا على منهج آخر ، إنه منهج المراجعة والمحاسبة وتدارس الأعمال بكل صدق وتجرد ، ومن ثم :المصارحة والمكاشفة التي تتلمس مواضع النقص والعيب ، لا لتضخيمها وازدراء النفس من أجلها ، ولكن من أجل تدارك الحال وتقويمه .
انظر إلى الصحابة (رضي الله عنهم) في غزوة أحد بعد أن أصابهم ما أصابهم من اللأواء ، والعنت والمشقة ، يتنزل عليهم قول الله (تعالى) واضحاً جليّاً :
] إنَّ الَذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [ [آل عمران : 155] ،
ثم قال الله (تعالى) لهم :] أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [
[آل عمران : 165] .
وفي غزوة حنين يعاتب الله (تعالى) المؤمنين بقوله :
( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [ [التوبة : 25] .
غاية في الوضوح والصراحة التي تبني الثقة في نفس الإنسان ، وتجعله يستثمر هفواته وأخطاءه في تقويم النفس وتزكيتها ، وإعادة بنائها ، وأما المجاملة والمداورة والمهادنة ، فكما أنها ترسخ من الخطأ وتنميه وتسقي جذوره حتى يظهر أثره في الأجيال اللاحقة ، فهي أيضاً تنفخ في الذات الإنسانية حتى تظن أنها قد بلغت الكمال أو قاربت .. ! !
والمصارحة في بيان الأخطاء تعني : التناصح وتسديد المعايب بمحبة ورحمة وإشفاق .
ولا تعني : التفاضح ، والتراشق بالتهم للتشفي والانتقام ، وتتبع الهفوات للتقليل من أقدار الناس وإسقاطهم . وبين الحالين خيط رفيع لا يحسنه إلا من هداه الله (تعالى) إلى نور الحكمة وزكاة النفس .
والإنصاف من الأخلاق النبيلة العزيزة .. !
والحمد لله رب العالمين
فستذكرون ما أقول لكم .. وأفوض أمرى إلى الله... إنَ الله بصيرٌ بالعباد.
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد"_صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه.. وبعد.
حياكم الله إخوانى الأحباء إلى قلبى ...
اعتاد بعض الناس على التغاضي عن أخطائهم ، والحرص الشديد على تسويغها ، والْتماس المعاذير لدفنها والسكوت عنها .. بل قد يتجرأ بعضهم في الدفاع عنها وتحويلها إلى مكاسب وحسنات ، كما اعتاد بعضهم النظر إلى الناقد -أيًّا كان هدفه أو أسلوبه- بعين الريبة والشك ، ومن ثم : التهميش والإهمال .. ! وإلى الله المشتكى !!!!
ربما يكون سبب ذلك : ضعف في التربية والتكوين النفسي للفرد ؛ مما يجعله يخاف من الاعتراف بالخطأ ، وربما يظن أن اعترافه بالخطأ يسقط من قدره ومكانته !!!!
وربما يكون سبب ذلك : التعصب والتحزب الذي يقود إلى الهوى الذي يعمي ويصم ، وربما تكون هناك أسباب أخرى ، تختلف باختلاف الناس ،والأحوال ... ! ولكن لعل ما ذكرت أهمها.
وتزداد هذه الظاهرة بروزاً عندما يكون الخطأ منسوباً لأحد الأشياخ المتبوعين أو لإحدى التجمعات الدعوية ؛ فيظن بعض الأتباع أن نقد الشيخ أو التجمع قدح وذم في إمامهم أو تجمعهم ، ولهذا يكون الدفاع عنه أكثر تشنجاً وتعسفاً !!!!
وإلى هذا يشير العلامة (المعلمي)_ذهبىَ هذا العصر_رحمه الله_ بقوله : (من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل : ومن أمضى أسلحته : أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم) .
هكذا اعتاد بعض الناس ، ولكن القرآن الكريم يربينا على منهج آخر ، إنه منهج المراجعة والمحاسبة وتدارس الأعمال بكل صدق وتجرد ، ومن ثم :المصارحة والمكاشفة التي تتلمس مواضع النقص والعيب ، لا لتضخيمها وازدراء النفس من أجلها ، ولكن من أجل تدارك الحال وتقويمه .
انظر إلى الصحابة (رضي الله عنهم) في غزوة أحد بعد أن أصابهم ما أصابهم من اللأواء ، والعنت والمشقة ، يتنزل عليهم قول الله (تعالى) واضحاً جليّاً :
] إنَّ الَذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [ [آل عمران : 155] ،
ثم قال الله (تعالى) لهم :] أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [
[آل عمران : 165] .
وفي غزوة حنين يعاتب الله (تعالى) المؤمنين بقوله :
( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [ [التوبة : 25] .
غاية في الوضوح والصراحة التي تبني الثقة في نفس الإنسان ، وتجعله يستثمر هفواته وأخطاءه في تقويم النفس وتزكيتها ، وإعادة بنائها ، وأما المجاملة والمداورة والمهادنة ، فكما أنها ترسخ من الخطأ وتنميه وتسقي جذوره حتى يظهر أثره في الأجيال اللاحقة ، فهي أيضاً تنفخ في الذات الإنسانية حتى تظن أنها قد بلغت الكمال أو قاربت .. ! !
والمصارحة في بيان الأخطاء تعني : التناصح وتسديد المعايب بمحبة ورحمة وإشفاق .
ولا تعني : التفاضح ، والتراشق بالتهم للتشفي والانتقام ، وتتبع الهفوات للتقليل من أقدار الناس وإسقاطهم . وبين الحالين خيط رفيع لا يحسنه إلا من هداه الله (تعالى) إلى نور الحكمة وزكاة النفس .
والإنصاف من الأخلاق النبيلة العزيزة .. !
والحمد لله رب العالمين
فستذكرون ما أقول لكم .. وأفوض أمرى إلى الله... إنَ الله بصيرٌ بالعباد.
تعليق