إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نعمق أواصر الأخوة ؟؟؟ " متجدد ان شاء الله "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نعمق أواصر الأخوة ؟؟؟ " متجدد ان شاء الله "



    كيف نعمق أواصر الأخوة ؟




    إخوتاه ..

    لا بد من نية صالحة كما تعاهدنا ننوي أن نحقق هذا المعنى العظيم معنى الأمة في حياتنا ، نريد توثيق عروة الأخوة ، نريد إحياء روح الأخوة ، نريد أن نكون بالفعل متحابين حتى تقوم للإسلام أمة ، وعلى الدرب خطوات ، فأول ذلك :

    أولاً : حسن الظن وقبول الظاهر .

    الظن ـ إخوتاه ـ من أكبر العقبات التي تحول بين ترابط المسلمين فيما بينهم فإياك وإياه .
    يقول الله جل وعلا : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " [الحجرات /12]

    قال علماؤنا : إن الغيبة من الكبائر ، وهي من أعظم المحرمات عند الله ، وغيبة المسلم تنشأ عن التجسس عادة ، وسبب التجسس الظن فهي مراتب بعضها فوق بعض .
    مثلاً : بعض الناس يمضي في طريقه فإذا به يرى من يختبئ وراء الجدار ، فتستشرف نفسه الدخول فيما لا يعنيه ، فيعود ويتلصص لينظر ماذا يصنع هذا الرجل فربما يرى ما يسوء ، أو ما قد يعجز عن تفسيره فيقع في الغيبة.هكذا سد الباب من البداية فمن حسن إسلام المراء تركه ما لا يعنيه ، وإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ، لذلك كان الأصل في الإسلام أن تحسنَ الظن بأخيك ، وتُسيء الظن بنفسك ، وهذا عكس ما هو حاصل في هذه الأيام ، فتجد من يحسن الظن بنفسه إلى أٌقصى درجة وكأنه المعصوم ، ويسيء الظن بإخوانه لأقل شاردة أو واردة ، لأجل هذا دبت الفرقة ، وعمت البغضاء والشحناء بين إخوة الإسلام.



    إخوتاه ..


    أحسنوا الظن بإخوانكم ، فنفسك الأمارة بالسوء هي التي توقعك في هذه المهالك ، ترى من يستأذن أخاه ليتكلم على انفراد بشخص ما لأي سبب كان ، فتبدأ الوساوس والهواجس تلعب دورها فيتخيل أنه يتكلم عنه وأنه يقع فيه أو .. أو .. الخ ، فيحاول أن يتجسس ، ويسأل غيره عما يدور بين الرجلين ، وشيئاً فشيئاً يبدأ في اغتيابه.



    إخوتاه ..


    سوء الظن لا يحل استعماله في الدين ، فلا تدع المحكم من المنقول والصريح لما تشابه عندك ، هذا تالله شأن كل مبطل ، الأحرى بك أن تكون وقافاً عند الشبهات ، تتقي الوقوع فيها " فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه "
    عليك أن تؤول كلام أخيك على مدلوله الخير إذا كان اللفظ يحتمله ، فإن النفس الطيبة لا تبصر إلا ما كان طيباً ، والنفس الخبيثة هي التي تقف عند كل خبيث لا تكاد تبصر غيره.



    إخوتاه


    الإسلام دين الجمال والكمال ، وقد حرص على صيانة عرض المسلم غاية الصيانة من الظن المجرد عن الدليل ، الظن الذي لم ينبنِ على أصل وتحقيق نظر ؛ لذلك أمرنا الله بالتثبت .
    قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " [الحجرات /6] وفي القراءة الأخرى "فَتَثَبَّتُوا" . قديماً كنت لا أفهم هذه الآية على وجهها ، فأقول : إذا جاءني عدلٌ فأخبرني بشيء ما عن أخٍ لي فليس هو بداخل في هذه الآية ، فقال لي بعض مشايخنا : لا إن الله سمى النمام فاسقاً ، فكل من جاءك بنبأ يترتب عليه إفساد ذات البين فهو فاسق ، سماه الله فاسقاً ابتداءً فوجب التثبت والتبين في كل ما حمله من أخبار ، لما سوف ينتج عن هذا من إفساد بين المسلم وأخيه.

    إخوتاه


    سوء الظن في علم التربية مثل الحامض الذي يُذيب ما يوضع فيه، فسوء الظن كذلك يذيب الحب من القلوب .
    انظر لهذه الصورة المشرقة من حياة سلفنا الصالح ، شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لما عانى الأمَرّين بسبب مخالفته للأعراف والعادات والتقاليد التي تصطدم مع تعاليم الشرع ؛ لذلك كانت الدنيا تقوم عليه ولا تقعد ؛ لمجرد مخالفته لأعراف الناس حينئذٍ في مسألة من المسائل .
    الشاهد أنَّ بعض الناس تحايل على شيخ الإسلام ، واستعدى عليه السلطان فسجنه في قلعة دمشق ، وعرف شيخ الإسلام أنَّ فلاناً كان السبب وراء ذلك ، فأرسل إليه تلاميذُه رسالة يطلبون منه الرأي في كيفية التصرف معه.انظر كيف كان رد شيخ الإسلام حتى تتعلم كيف كانت أخلاق هؤلاء الأكابر.قال لهم : وأول ما أبدأ به من هذا الأصل ما يتعلق بي ، فتعلمون ـ رضى الله عنكم أنِّي لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين فضلاً عن أصحابنا.
    ( يعلمنا هنا درساً غالياً ، إنه يسمى الرجل الذي وشيء به صاحباً ، فهو عنده شيخ داعِ إلى الله ، فلا يرضى أن يؤذيه أحد ، كيف وهو لا يرضى أن يؤذى أحد العامة حتى هؤلاء الذين يقعون في عرضه ، فكيف بالعلماء والدعاة ) .
    ثم يقول : لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين بشيء لا باطناً ولا ظاهراً ، ولا عندي عتب على أحد منهم ، ولا لوم أصلاً ، بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كلٌ بحسبه ، ولا يخلو أن يكون الرجل إما أن يكون مجتهداً مصيباً ، أو مخطئاً أو مذنباً ، فالأول مشكور مأجور ، والثاني : مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له ، والثالث : يغفر الله لنا وله ولسائر المسلمين ، قال : فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل .
    آهٍ .. أي رجل كان شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ يقول : علينا أن نترك الكلام الذي يتعارض مع هذا الرجل كأنْ يقال : فلان قصَّر ، فلان ما عمل شيئاً لنصرة الشيخ ، فلان أوذي الشيخ بسببه ، فلان وراء هذه القضية ونحو هذا من الكلمات التي يُذم فيها بعض الأصحاب والإخوان ، فهو لا يسامح من يؤذيهم في هذا الباب ، فمثل هذا يعود على قائله بالملام إلا أن يكون له من حسنة ماحية والله يغفر له إن شاء.
    هذه الروح الجميلة لو سرت فينا لقامت أمة الإسلام من جديد ، فلا تجد ضغينة ، ولا تباغض ، ولا تعارك .



    إخوتاه


    اتقوا الله في الدعاة والعلماء ، إن شرذمة من الناس تحب أن تشيع الضغائن في قلوب الدعاة والعلماء بعضهم من بعض .حدث مرة أن اختلف أحد الدعاة مع أخيه فتدخلت لحل الخلاف ، والمشكلة كانت يسيرة ، لكن أحد الأخوة أخذ يقول : لا يا شيخ ، لا يمكن أن تقبل ، هذا دين .. كيف .. ؟!!
    مثل هذا يريد أن يشعلها ناراً ، يا أخي فلتقل خيراً أو لتصمت ، وهذه مصيبة النقل في عصرنا فاللهم إليك المشتكى
    إخوتاه
    قبل أن ننتقل إلى سبب آخر لتعميق أواصر الأخوة ، أحب أن نقف مع كلمات جليلة لشيخ الإسلام.
    يقول : فسبحان الناشر على الخاطئين جناح ستره ، والكاشف الضر الذي بيده عاقبته، والمجيب الدعاء برحمته التي بالتوفيق أنطقت ، والمنعم قبل الاستحقاق بنعمته سبحانه.
    سبحانه كم سيئةٍ قد أخفاها حلمه حتى دخلت في عفوه ، وكم حسنةٍ ضاعفها فضله حتى عظمت عليها مجازاته ، ورحم الله عبداً وقف على سهو أو خطأ من أخيه فأصلحه عاذراً لا عازلاً ، ومنيلا لا نائلاً ، فليس المرء بعيداً عن الخطأ إلا من وقى الله سبحانه وعصم فلا إله إلا الله ، ولا معبود بحق سواه نسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوب المسلمين
    ولعل هذه الكلمات خير تلخيص لمسألة " حسن الظن " فأسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الظن بالمسلمين ، وأن يمنَّ علينا بفضله فلا ترى أعيننا إلا خيراً .

    يتبع ان شاء الله

    السبب الثاني لتعميق أواصر الأخوة

    الإغضاء وعدم الاستقصاء .






  • #2
    رد: كيف نعمق أواصر الأخوة ؟؟؟ " متجدد ان شاء الله "

    جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ونفع بكم
    وجعلنا جميعا اخوة متحابين
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

    تعليق


    • #3
      رد: كيف نعمق أواصر الأخوة ؟؟؟ " متجدد ان شاء الله "



      اللهم آمين

      جزاك الله خيرا اخي أبو مصعب على مرورك الطيب

      أسأل الله أن ينفع بك




      تعليق


      • #4
        رد: كيف نعمق أواصر الأخوة ؟؟؟ " متجدد ان شاء الله "




        السبب الثاني لتعميق أواصر الأخوة

        الإغضاء وعدم الاستقصاء .



        والمقصود بهذا أن تغض طرفك عما تجد من عيوب إذا كان الفضل أعظم ؛ لأنَّه ما من إنسان إلا وفيه عيب ، والمعصوم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء ، أما بقية البشر فليسوا بمعصومين ، بل لا بد لهم من خطأ وزلل.



        قال الله تعالى : " ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا " [طه/115] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطاء "[1] .



        ويقول سعيد بن المسيب (سيد التابعين) : ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وُهِبَ نقصه لفضله .



        وهذه من القواعد المهمة التي ينبغي أن نلتزمها وتربى عليها الأجيال ليكون القرن القادم هو قرن الإسلام بإذن الله تعالى ، وذلك أنه ينبغي أن نتحلى بالحكمة فنضع كل شئ في محله فبدايةً : علينا أن نكون أصحاب أصول وثوابت ومنطلقات وقواعد فلا نكون كل يوم برأي وكل سنة بمنهج ، وإذا لم يكن ذلك فسوف نتخبط وسط الآراء والخلافات ، ولا يتضح الصواب من الخطأ ، ولا الحق من الباطل ، وحينئذٍ قد يحيد بعض أصحاب الفضل عن أحد هذه الأصول أو الثوابت ، فهذا عندنا لا يشينه ولا يقلل من قدره ، بل نهب نقصه إلى فضله وتنتهي القضية.



        فالمسائل المجمع عليها ، ومسائل العقيدة ، والمسائل التي تعتمد على سد الذرائع ، أو التي هي في الأصل لدرء المفاسد . هذه ينبغي ألا نبحث فيها، فتلك ليست قضيتنا ، وإلا إذا مَيّعنا جميع القضايا فلن تثبت قدم ، بل ستزل الأقدام بعد ثبوتها ، وتقع في دائرة الشك الذي لا نهاية له .



        من هذه الثوابت تبجيل السلف وتقديمهم فلا نسمح بالطعن في أحدٍ منهم ، نقول : أن الذين يسبون الصحابة ضُلال ، كيف وقد نهانا رسول الله عن سب أصحابه فقال : "لا تسبوا أصحابي " (1) فنقول : إن علياً ومعاوية كانا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز إلا إحسان الظن بهما ، وإن كنا نقدم عليا رضي الله عنه ونوقن بأنه أفضل من معاوية رضي الله عنه، ولكن هذا لا ينقص من فضل معاوية رضي الله عنه ، ولا يجيز الطعن عليه .

        نقول : إن الذين يتهمون أبا هريرة هم الكذابون الأفاكون ، وإن الذين يتنكرون لسنة المصطفي صلى الله عليه وسلم من المبتدعة الضُّلال ، وهم على شفا هلكة والعياذ بالله .



        ثم علينا ثانياً : أن نكون منصفين فلا نجاوز الحد ، فإذا أخطأ أحد الأفاضل في مسألة ما ، وقد يكون مخالفاً لأحد هذه الثوابت المستقرة عندنا فنقول : فضله يغلب نقصه وزلَله ، فمن الناس من لا ينبغي أن يذكر عيبه لما له من فضل ، مثلاً فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله له فضل ومكانة عظيمة ، وقد نفع الله المسلمين به طيلة عمره ، وكان كالحصن الحصين على ثغرة من ثغرات الإسلام ، لكن عندما جاءت مسألة الاستعانة بالكفار قلنا : أخطأ ، ولكن للرجل تقديره وشأنه الذي لا ينبغي أن يتزعزع في صدور المسلمين ، لما له من أيادٍ عظيمة .. وانتهت القضية.



        نعم ـ إخوتاه ـ الإغضاء وعدم الاستقصاء

        يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتق الله عز وجل – ولا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، وإياك والمخيلة فإنَّ الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة ، وإنْ امرؤ شتمك وعَيَّرك بأمر يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه ، فيكون لك أجره ، وعليه إثمه ، ولا تشتمن أحداً "(1)



        سبحان الله لو حفظنا أولادنا من سن الرابعة مثل هذه الأحاديث لخرج فينا جيل متأدب بآداب النبوة .



        والحديث فيه فوائد عظيمة ، بداية من الحث على فعل الطاعات مهما قل شأنها في عين البشر ، فهذا يعطي أخاه كوب ماء ويؤثره على نفسه فيكتب الله له الأجر لمعروفه هذا.

        وفيه نهي عن الكبر والخيلاء لما فيه من عبودية للمظاهر " تعس عبد الدرهم والدينار والقطيفة والخميصة "(2)



        ثم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأدب العظيم وهنا محل الشاهد فلو سَبَّك شخص أو عَيّرك فعليك أن تتغاضى عن مثل هذا حتى لا تقع في الوزر إذا أردت أن تتشفى لنفسك فتعيره بما هو فيه من العيوب والخلل.

        وقد كان أبو بكر رضي الله عنه جالس فأخذ رجل يسبه ويشتمه ، وما يزيده جهل هذا الرجل إلا حلماً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، فلما زاد الرجل في جهله أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يرد على الرجل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخبره بعد ذلك أن الله بعث ملكاً كلما كان الرجل يسب أبا بكر رضي الله عنه كان يقول : بل أنت ، وكان أبو بكر كلما سبه الرجل يقول له : يغفر الله لك فكان الملك يقول لأبى بكر بل أنت وأنت أحق به ، فلما همَّ بالرجل انصرف الملك وحل محله الشيطان(1)



        إننا نريد هذا السلوك القويم " التغاضي عن جهالات الناس " لأنَّك لا تعاملهم بل تعامل ربهم ، وربك لا يحب أن تغضب لنفسك ، وعلى الجملة يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم سب أي إنسان كائناً من كان.

        إنك لن تجد إنساناً كاملاً فلا بد له من عيب ، وإذا استقصيت في البحث عن مثل هذا فلن تظفر به في الوجود ، فليس بمعصوم إلا من عصمه الله ، والكمال المطلق لله وحده.

        من هنا فليس المقصود أن يكون أخوك من تكاملت صفاته الظاهرة والباطنة ، بقدر ما يكون المطلوب أن تتوافر فيه الصفات التي تصلح بها المعاشرة ، أعني شروط صحة الأخوة ، فتنتفي بوجودها أسباب الملل والقطيعة ، فإنَّ توافر الخير كله في إنسان عزيز قليل الوجود ، والنادر لا حكم له ، فلا يكاد يوجد إلا في الموفقين وهم قلة قليلة.

        اللهم اجعلنا من عبادك الموفقين ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى .

        [1] أخرجه الترمذي (2499) ك صفة القيامة وقال : حديث غريب ، وابن ماجه (4251) ك الزهد ، باب ذكر التوبة ، والإمام أحمد (2/198) والحاكم في المستدرك (4/244) وصححه ، وتعقبه الذهبي فقال: بل فيه لين، وقال في موضع آخر: فيه ضعف، وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء : فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري اهـ. لكن انتصر ابن القطان لتصحيح الحاكم، وقال ابن مسعدة: صالح الحديث وغرابته إنما هي فيما انفرد به عن قتادة ، والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه (3428)
        (1) أخرجه البخاري (3673) ك المناقب ، باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً - واللفظ له - ومسلم (2540) ك فضائل الصحابة ، باب تحريم سب الصحابة.
        (1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/63) ، وابن حبان في صحيحه (2/279) ، وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله _ في الصحيحة (770) وصحيح الجامع (98) .
        (2) جزء من حديث ، أخرجه البخاري (2887) ك الجهاد والسير ، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله.
        (1) أخرجه أبو داود (4896) ك الأدب ، باب في الانتصار ، والإمام أحمد (2/436) وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (2376) .







        تعليق

        يعمل...
        X