إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

    عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..
    السلام عليكم وحمة الله وبركاته
    قرأت في أحد المواقع هذا الموضوع واعجبني لذا نقلته هنا لكي ينتفع به كل من قرأه
    أبو زيد

    ما أجملكِ يا دنيا الأحبة ..
    حياة سعيدة ..
    وروضة غناء ..

    تسير بين جنباتها لتنعم بالرخاء والهناء .. وتشرب من ماءها الصافي عذبا زلالا .. وتستنشق هواءها العبق فترجع إليك روحك نقية صافية ..

    فما أهنأك من حياة ..
    وما أعبقك من روضة ..

    :(ضحك):
    ----------------------

    في تلك الروضة .. عشنا سويا .. عشنا أجمل أيام الحياة .. بين صحب .. خلت أنهم قد خرقوا المثل العربي : " ثلاثة تذكرها العرب ولم ترها : العنقاء والغول .. والخل الوفي " ..
    أين أنتم أيها العرب .. أين أنتم يا سادة الضاد .. هاقد وجدنا الأخلاء الأوفياء ..

    لم تكن تلك الأخوة رهينة اللقاء ..
    بل لقد امتدت واتسعت ..
    فحبرت الأوراق ..
    وزوقت الكلمات ..
    ونمقت العبارات ..
    وأحيت اللقاءات ..
    بل .. لقد شملت :
    رسائل الجوال ..
    وبطاقات الاتصال ..
    وهدايا وأقوال ..

    --------------

    مرت سنين بالوصال وبالهنا .. فكأنها من سعدها أيام
    ثم انثنت أيام هجر بعدها .. فكأنها من طولها أعوام
    ثم انثنت تلك السنون وأهلها .. فكأننا وكأنهم أحلام

    ------------

    لكن ..
    وتلك هي السنة الإلهية ..
    لابد للقاء من فراق ..
    ولابد للوفاء من جفاء ..
    لتؤكد لنا الحياة .. صدق مقولة العرب تلك .. (( والخل الوفي ))..



    ----------

    وفي هذا الموضوع ..


    قررت أن أسطر شيئا من تلك القصص ..
    التي بكيت ساعتها ..بكاء مؤلما ..

    ربما .. لم نحزن للفراق ..
    لكن .. لطريقة الفراق ..
    نعم .. لطريقة الفراق ..

    وسأذكر قصصا حدثت لي .. حدثت .. وعٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..
    سأذكرها بتفاصيلها .. وربما تفاصيل لم أذكرها لأحدٍ قبلُ ..
    لكن .. لن أذكر الأسماء .. وسأكني عنها بأسماء أخر ..

    فسطر يا قلم بمداد الفؤاد ..

    ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !


  • #2
    رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

    ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

    وتنكب العداء ..

    عبد الرحمن ..
    صديق عزيز ..
    يصغرني بعدة سنوات ..
    التحق بحلقتنا في المرحلة المتوسطة ..

    -------------------

    كانت بداية معرفتي به في رحلة مشتركة بين الثانوي والمتوسط ..
    سلمت عليه ..
    ثم قلت - كعادتي - : الاسم الكريم ..
    فقال : عبد الرحمن ..

    قلت : أنت الذي دعوت مدرسيك بالأمس إلى الإفطار في منزلكم - وكنت قد سمعت ذلك من بعض الشباب - ..
    قال - متعجبا - : نعم ..
    ابتسمت ..:(ضحك): .. ثم سرت لأكمل السلام على بقية الشباب ..

    -----------------

    كان ذلك أول لقاء لي معه ..
    وبعد سنة ..
    التحق ذلك الشاب بالمرحلة الثانوية ..
    فتعرفت عليه عن قرب ..
    لا أخفيكم ..
    فقد كان ينظر لي نظرات توقير ..
    لا أدري. . ربما للفارق السني بيننا ..

    ----------------

    كان عبد الرحمن .. طالبا متميزا في الحلقة ..
    تطور أداؤه تطورا ملحوظا رغم قصر الفترة التي مرت عليه في المرحلة الثانوية ..
    كان محل إعجاب لدى الشباب ..

    --------------

    مرت على عبد الرحمن .. عقبات كثر .. وقصص متعددة ..
    ربما لم تمر على أحد من الشباب كما مرت عليه ..
    وليس هذا بمستغرب ..
    فـعبد الرحمن .. يمتلك عقلية فذة .. وأسلوبا متميزا في كسب العلاقات ..

    -------------

    كان بيني وبين عبد الرحمن .. علاقات خاصة ..
    رسائل أخوية ..
    ونصائح قلبية ..

    لكن ..
    كنت أشعر أن بيني وبينه غشاء من التصانع .. مما جعل تلك الصداقة تتوقف عند حد الأخوة المعتاد ..
    ومع ذلك .. فلقد كان لـعبد الرحمن .. أصدقاء وخلان .. فصديقه الحميم : عبد الله .. كان خير أخ له .. وأوفاهم ..

    ------------

    لم نستمر طويلا .. افترقنا ..
    لكن .. استمر الاتصال بيننا ..
    كنت ألتقي به مرة بعد مرة .. أحيانا مصادفة .. وأحيانا بشكل مرتب ..
    ولم أكن أعلم ما تخبئ الأيام لـعبد الرحمن .. ..

    ------------

    نسيت شيئا ..
    فلقد كان عبد الرحمن .. مفوها .. صاحب لسان وبيان ..
    يلقي الكلمة بعد الصلاة دون تحضير .. فربما لا تملك دمعك -أحيانا - من أثرها عليك ..
    وما إن ينتهي منها حتى تسمع عبارات الشكر من السامعين .. مما يشعرك بشدة متابعتهم لها ..

    -----------

    وفي رمضان الماضي ..
    جاءنا عبد الرحمن .. لوداعنا قبل انطلاقنا لمكة المكرمة ..
    فلم يتمكن من مشاركتنا لظروفه الخاصة ..
    ولم أكن أعلم .. ما تخبئ لنا الأيام بعد رمضان ..

    -----------

    وفي شوال :
    وفي يوم السبت ..
    كنت في ذلك المحل الصغير - البوفيه - أتناول وجبة الإفطار مع أحد الأحبة ..
    سألته .. ما آخر الأخبار ؟؟
    قال : لا جديد .. إلا قضية عبد الرحمن .. ..
    قلت : وما شأنه ؟؟
    قال : انتكس ..
    قلت : ماذا ؟؟
    قال : تغيرت حاله كثيرا .. وقرر ترك الشباب ..
    قلت : وكيف ذلك ..
    قال : كلنا متعجبون .. لكنه يقول : إنني لست مثلكم .. فلدي معاص .. وأنا غير مناسب للاستمرار مع رفقة صالحة مثلكم ..
    قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. وهل يظن أن ترك للأخيار سيجعل الحرام حلالا .. أو سيجعله مرتاح الضمير ..

    --------------

    الله ..
    إنها الأيام ..
    عبد الرحمن .. ..
    لا زلت أذكر حين جلسنا سويا .. أكثر من ساعة .. نتناقش في أمور تخصنا ..
    لا زلت أذكر حين اتصلت بي عندما غبت يوما عن الحلقة ..
    لا زلت أذكر حين صعدت المنبر فألقيت كلمتك عن المعاصي والخلوات .. كانت كلمة مؤثرة ..
    لا زلت أذكر حين صحبتنا إلى المقبرة عند وفاة زميلنا خالد ..


    أيام وأيام .. عشناها سويا ..

    عبد الرحمن .. ..
    لا تلمني .. حين أسبل الدمع لذكراك .. فلقصتك أحداثها التي لا تنسى ..

    عبد الرحمن .. ..
    كم أنا متفائل بعودتك للطريق .. لاستقامة تامة ..

    -----------

    لا إله إلا الله ..
    نعوذ بالله من الحور بعد الكور ..

    -----------

    ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !


    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

      بارك الله فيك يا حبيب ونفع بك

      اللهم إعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك
      وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
      وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
      صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

        المشاركة الأصلية بواسطة dr_Muslim مشاهدة المشاركة
        بارك الله فيك يا حبيب ونفع بك

        اللهم إعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك
        امييين وجزاك الله خيرا اخي الحبيب على المرور الطيب

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..


          ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

          ..يا ويلتى..

          (( وفي لفظ لمسلم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " )) ..

          سبحان الله .. تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء .
          اللـــــه .. كل هذا ..فضل للوضوء ..
          إنه لحريٌ بي أن أسبغ الوضوء .. وأحرص عليه ..
          بل ..
          ولأبلغ أهلي وإخوتي .. وأبي ..
          ماذا ؟؟
          أبي ..

          لكن أبي لا يصلي .. ولم أره يتوضأ ..!!
          تُـرى ؟؟
          ألن تكون لأبي حلية ؟؟

          وهنا أسبل ياسر دمعات
          .. وهو يردد : ألن تكون لأبي حلية ؟؟ ..

          يااه .. ما أشد الألم على القلب .. حين يكون لك قريب لا يصلي ..!
          فكيف بأقرب الأقربين ..


          أخذ ياسر يردد الحديث ..
          (( وفي لفظ لمسلم : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " )) ..

          فهو وصاحبه [ عمر ] يحفظان عمدة الأحكام ..
          وفي المساء .. يُـسمّعان ما حفظا عند [ فهد ] .. ومن ثم يشرحه لهما ..

          فـفهد .. طالب علم .. يدرس في كلية الشريعة .. وملازم لبعض كبار العلماء المشهورين بالرياض ..

          كان ياسر آنذاك في بداية المرحلة المتوسطة ..
          تتضح في ملامحه علامات النبوغ ..
          كانت أمه حريصة على تربية ابنها تربية صالحة ..
          كم هي سعادتها .. عندما علمت أن ابنها : ياسر قد انضم إلى الحلقة المجاورة لبيتهم ..
          ترفع يديها .. لتدعو :
          (( اللهم أصلح ياسراً .. اللهم اكفه شر كل ذي شر )) ..

          نشأ ياسر .. في بيت لا يعرف الله ..
          أبوه لا يصلي ..
          وإخوته كذلك ..
          وينشأ ناشئ الفتيان فينا .... على ما كان عوده أبوه

          لكن ياسر .. كان شيئا آخر ..

          كان ياسر يسمع من شيخه فهد وهو يشرح كتاب الصلاة من عمدة الأحكام .. يسمع فضل الصلاة .. وأهميتها .. وكفر تاركها .. وما أعده الله من الأجر لمن حافظ عليها ..
          يسمع .. ما هم به الرسول صلى الله عليه وسلم من تحريق بيوت من لا يشهد الصلاة ..
          ويسمع حديث أبي موسى : " من صلى البردين دخل الجنة " ..
          ويسمع حديث : " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله " ..
          ويسمع حديث : " الذي يترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " ..

          ليقف مع نفسه موقف مقارنة ..
          أمن هؤلاء أكون ؟؟
          أم من هؤلاء ؟؟
          ليصدر القرار الشجاع ..

          السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
          أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله ..
          اللهم أنت السلام .. ومنك السلام .. تباركت ياذا الجلال والإكرام ..

          والتفت الإمام ..ليجلس مقابل المصلين ..
          أخذ الإمام يتفقد جماعته ..
          وهكذا هو الإمام .. حريص على جماعته .. فهو ضامن لهم .. ومرشد لأمورهم ..

          لاحظ الإمام وجود شاب صغير في الصف الأول من المسجد ..
          لم يكن ذلك أمرا مستغربا ..
          فالمسجد يطرقه من المارة وأقارب أهل الحي الكثير ..

          ومرت أيام ..
          وياسر محافظ على صلاة الجماعة ..
          بل حتى صلاة الفجر .. أخذ يكابد النفس للقيام لها ..

          ومع الأيام ..
          لاحظ الإمام مواظبة ياسر على المسجد ..
          وكان الأمر مثار تساؤل لديه..

          فمن هذا الشاب ؟؟
          وابن من هو ؟؟
          ولِم لا يرافقه أحد إلى المسجد ..؟؟

          تساؤلات .. أثارت الإمام .. ولم تجد لها لديه جوابا ..

          لا أخفيكم سرا ..
          فلم ألتق بياسر إلا مرتين ..
          ولم تكن لي به علاقة كبيرة ..

          لكن الصادق مع الله .. ترتاح له النفس من أول لقاء ..
          إنسان .. يبدو على ملامحه نور الإيمان ..
          وتظهر على قسمات وجهه سعادة المؤمن ..

          كان جالسا معنا في درس مع أحد المشايخ ..
          فلأول مرة يحضر الدرس ..
          وربما كانت آخر مرة ..
          ولم أكن أعلم .. من هو ياسر ؟؟ وما أخباره ؟؟

          لاحظ والد ياسر .. كثرة خروجه من البيت ..
          فليست مرة ولا مرتين يوميا ..
          بل تتابع الخروج ..
          وبشكل يومي ..

          ولم يكن الأمر خفيا ..
          فهاهو ياسر .. يتوضأ للصلاة ..
          ثم يمسح الماء عن وجهه بمناديل معدة لذلك ..
          ثم يلبس ( شماغه ) .. ويخرج إلى المسجد ..

          لكن والد ياسر .. لم يكن ككل أب .. يفرح حين يرى حرصا من ابنه على طاعة الله .. والاعتصام بحبله المتين ..
          لم يكن والده كآباء من تعرفون ..

          اشتاط والد ياسر غضبا ..
          كيف لياسر أن يخرج إلى المسجد ؟؟
          من أذن له ؟؟
          من وجهه لذلك ؟؟
          ماذا ؟؟ (( مطاوعة )) ..
          (( المطاوعة .. المطاوعة .. وراءنا في كل مكان !! )) ..

          ثم أطلقها الأب مدوية : (( ياسر .. لا أشوفك طالع للمسجد )) ..

          كان ياسر محتارا في أمره ..
          ربي يأمرني ..
          وأبي ينهاني ..

          أطيع من ؟؟

          أعصي الله .. فيضيع ديني ؟؟
          أم أعصي أبي .. فتضيع دنياي ؟؟

          مفاضلة .. واضحة النتيجة ..

          ------------------

          لم يستمع ياسر لكلام أبيه ..
          فليهدد ما يهدد ..
          لن أقطع حبل الله حين وصلته ..

          وأخذ يردد ..
          لن أقطع حبل الله حين وصلته ..
          لن أقطع حبل الله حين وصلته ..

          --------------------

          لاحظ الأب .. أن ياسر لم يزدد بعد التهديد إلا إصرارا ..
          كل ما هددته .. مال .. سيارة .. بيت .. لم ينفع ..!

          أخذت الشياطين تؤز أبا ياسر إلى الشر أزا ..
          تطرح عليه طرقا وحلولا لم تخطر له على بال ..
          حلول .. قد حفظها إبليس في أرشيفه .. من خبرته الطويلة ..
          ليوصله إلى الحاجز العظيم ..

          ---------------------

          اتجه أبو ياسر مباشرة .. إلى أم ياسر ..
          أم ياسر ..
          كلمتان .. ونتيجتها واضحة ..
          (( إن لم يترك ياسر الذهاب إلى المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
          (( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! )) ..

          ---------------------

          كلمة موجعة ..
          (( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))

          أخذت الأم ترددها .. وتقلبها في ذهنها ..
          (( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))
          (( إن لم يترك ياسر المسجد .. فورقة الطلاق بين يديك !! ))

          -----------------------

          كانت أم ياسر أمام مفترق طرق ..
          ياسر .. من سعدت بصلاحه .. وقرت عيني بانطلاقه للخير ..
          وأبي ياسر ..

          هل أهدم بيتي .. لأصلح ولدي ؟؟
          أم أضيع ولدي .. ليبقى بيتي ؟؟

          خيار صعب .. والنتيجة مؤلمة في الحالين ..

          ----------------------------

          (( وخلق الإنسان ضعيفا )) ..
          وهكذا هو الضعف .. ملازم للإنسان ..

          لم تستطع أم ياسر أن تصمد أمام الخيارين ..

          ذهبت إلى ياسر ..
          وأخبرته الأمر ..
          (( تكفى يا ولدي .. لا تخرب بيتنا )) ..

          انصدم ياسر ..
          مفاجأة .. لم تكن في الحسبان ..

          لم يحتمل ياسر هول الصدمة .. وانطلق غلى غرفته ..
          دخل ياسر غرفته .. وارتمى على سريره ..
          ليبكي بحرارة .. بكاء .. وربما دماً ..

          ثم يهدأ قليلا ..
          ليتذكر : (( تكفى يا ولدي .. لا تخرب بيتنا )) ..
          ليعاوده الألم .. ويعاوده البكاء ..

          لم يكن ياسر يبكي على لعبته التي ضاعت ..
          ولا على سيارته التي أخذها منه والده ..
          ولا على جواله الذي سرق ..

          كان يبكي على شيء أعظم ..
          على دينه ..
          على صلاته ..
          على حياته .. مع ربه ..

          ------------------

          رفع ياسر سماعة الهاتف ..
          ومن غير شعور .. اتصل على زميله .. وحبيب قلبه : [ محمد ] ..
          كانت مكالمة مؤثرة ..
          وحديث نصفه بكاء ..

          لم يستطع ياسر أن يكمل المكالمة ..
          ليعتذر إلى محمد .. ويستأذن منه ..

          ----------------

          أنهى ياسر دراسته الثانوية ..
          وتخرج ..

          كان ياسر قد بدأت حالته تتغير بعد ذلك اليوم ..
          حاول الصمود .. ولم يستطع ..
          حاول. . لكن أباه كان يؤزه إلى الضلال أزا ..
          سلط عليه سبل الفتن .. وطرق الفساد ..
          ليتخرج من المرحلة الثانوية ..
          وقد تغير ياسر .. فليس هو صاحبنا ..

          -----------------

          لم تكتمل فرحة أبي ياسر بتخرج ابنه من الثانوية .. حتى بعث به إلى الخارج للدراسة ..
          إغواء تلو إغواء ..
          وإضلال يعقبه إضلال ..
          ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

          ------------------

          في العام الماضي ..
          توفي والد ياسر ..
          وانتقل إلى أول منازل الدار الآخرة ..
          وترك وراءه ياسر وإخوته ..
          ترك وراءه أولائك الفتية .. وقد سلكوا سبيل الغواية ..
          تركهم بحالهم تلك .. ليفقد تلك المزية النبوية : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية .. أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " ..
          توفي .. وقد أفضى إلى ما قدم ..

          لا إله الإ الله ..
          إنها الموازين العوجاء ..
          اللهم اجعلنا هداة مهتدين .. لا ضالين ولا مضلين ..

          -------------------

          أحبتي ..
          ما أشد أن يكون الإنسان طريق ضلالة .. وسبيل غواية للغير .. وعقبة في وجه الخير ..
          ما أبأسه من إنسان ..
          وما أضنك حياته ..

          أحبتي ..
          لنعد النظر في حياتنا ..
          ولنكن مع الله ..
          وفي سبيل الله ..
          أسأل الله أن يهدينا .. ويرزقنا بالذرية الصالحة ..

          يتبع.....

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

            جزاك ربى الفردوس الأعلى وجعله فى ميزان حسناتك يوم لا ينفع مالا ولا بنون
            اللهم اجعلنا ممن ييتمعون القول فيتبعون احسنه

            هتوب امتى ؟؟؟؟؟؟؟؟مش خايف تموت وانتا على معصية
            لو عايز ومش قادر ادخل واحنا هنساعدك

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

              جزاك ربى الفردوس الأعلى وجعلهفى ميزان حسناتك يوم لاينفع مالا ولابنون
              وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

              هتوب امتى ؟؟؟؟؟؟؟؟مش خايف تموت وانتا على معصية
              لو عايز ومش قادر ادخل واحنا هنساعدك

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                المشاركة الأصلية بواسطة راجى الجنة مشاهدة المشاركة
                جزاك ربى الفردوس الأعلى وجعله فى ميزان حسناتك يوم لا ينفع مالا ولا بنون


                اللهم اجعلنا ممن ييتمعون القول فيتبعون احسنه
                امين وجزاك الله خيرا وبارك فيك اخي الحبيب

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                  ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

                  ..عـند النهايــة..

                  ست سنوات متواصلات .. قضيتها في أرجاء تلك المدرسة التي تعاقب عليها إخوتي واحدا واحدا ..
                  تلك هي فلسفة الوالد - حفظه الله - .. فالمرحلة الابتدائية لابد أن تكون في مدرسة أهلية .. فهي أكثر اهتماما بالنشء وتأسيسا له .. بعيدا عن المدارس الابتدائية الحكومية ، والتي يدرس فيها من قارب على التقاعد وأخذ منه الزمن ما أخذ ..

                  لا تلوموني .. فتلك هي نظرة الوالد .. وهو مدرس وخبير بالمدارس .. ولسان حاله المثل الشعبي المعروف ..: ( العود من أول ركزة ) ..

                  بعد انتهائي من المرحلة الابتدائية .. قرر والدي نقل ملفي للدراسة في المدرسة الحكومية الواقعة في حيّـنا .. وكان أخي الأكبر قد سبقني بالدراسة فيها .. والتخرج منها ..
                  لا أخفيكم .. فلقد كانت تجربة ممتعة .. ومغامرة رائعة .. قررت بعدها هجر المدارس الأهلية .. وبت طلاقها ..

                  ................................
                  في فصلنا الجديد ..
                  كان عدد الطلاب 28 طالبا ..
                  ولك أن تتخيل أولى السنوات في كل مرحلة .. كيف تكون ؟؟
                  وكما هو المعتاد ..
                  مر الأسبوع الأول -كعادته - : تعارف ..
                  كل مدرس يدخل .. يعيد نفس المسلسل الذي طرحه سابقه ..
                  ترحيب .. ثم تعارف .. ثم تهديد ووعيد ..
                  فلا عجب .. في زمن مات فيه الإبداع ..
                  بل ربما .. حتى التفكير في الإبداع ..
                  ولا عجب ..
                  فأنت تواجه عقولا مغطاة .. لا تخرج لهم بفكرة إبداعية جديدة .. إلا وتجد الكبت والتحطيم .. وربما التسفيه ..
                  وأقرب مثال لذلك .. الأطفال .. فلدى الأطفال حس إبداعي كبير جدا ..
                  لكننا نقتله بضحكنا عليهم .. وسخريتنا بهم .. وكبتنا لأفكارهم الجديدة ..
                  لا علينا ..
                  في فصلنا .. كان أحمد يجلس في آخر الفصل ..
                  وبالتحديد في الركن الأيمن منه ..
                  كان أحمد معيدا في فصلنا ..
                  عفوا .. فليست الإعادة هي كما نعرفها في الجامعة .. ويسعى الطلاب -لاهثين- لأجلها ..
                  بل الإعادة تلك .. هي أن تدرس نفس ما درسته العام الماضي .. في هذا العام .. لتكون ثابتا على المبدأ لسنتين متواليات .. وتردد .. أنا أحب الصف الأول متوسط ..
                  لا أكون مبالغا .. إن قلت : إن أحمد كان يكبرني بأكثر من خمس سنوات .. فله مع الإعادة صولات وجولات .. وإقبال وإدبار ..
                  كان أحمد مشجعا متابعا للدوري السعودي .. متابع لكل جديد حول ناديه المفضل .. متعصب.. بل ربما سطر أمام اسمه : ........
                  حتى الموت ..
                  لم يكن اهتمام أحمد بالرياضة قاصرا على نفسه .. بل كان يثير ذلك أمام زملائه .. فيفخر بفريقه .. ويهزأ بفريق ذاك .. ويسخر من لاعبي الفريق المفضل لطالب آخر ..
                  وربما ارتفعت الأصوات .. واحتد النقاش .. وبدأت المناوشات .. (( والسبب .. كرة !! )) ..
                  لا تتعجب .. فأنت في زمان العجائب ..
                  --------------
                  دق الجرس .. معلنا بداية الحصة الثالثة ..
                  استنفار تام في الفصل .. واصطفاف سريع في الممر .. وانطلاق إلى الطابق الأرضي ..
                  تتعجب عندما ترى ذلك الحرص من الطلاب للنزول مبكرا .. وبشكل يبهرك كثيرا ..
                  لكن تعجبك يزول حين تعلم أن تلك الحصة : حصة تربية بدنية ..
                  كان أحمد لاعبا موهوبا ..
                  يمتلك سرعة فائقة ومهارات عالية ..
                  وكان فريق الفصل يعتمد عليه كثيرا في الدوري المدرسي ..
                  -------------
                  كان أحمد يمارس عادة سيئة ..
                  وللأسف .. أنها عادة قد انتشرت بين الشباب ..
                  تتألم .. عندما تعلم أن ذلك الشاب قد وقع فيها .. إذ ما من واقع فيها إلا ويصعب عليه تركها .. فهي على اسمها : عادة ..
                  إنها التدخين ..
                  ---------------
                  وفي ذلك اليوم ..
                  كان طلاب فصلنا كعادتهم في نشاطهم وحماسهم ..
                  لكن ..
                  كان في آخر الفصل سكون غير معتاد ..
                  كان أحمد ساكنا هادئا .. قد أسند رأسه إلى يده اليسرى واضعا يده على الطاولة .. مطيلا النظر في جدار الفصل ..
                  تشعر من نظرة إليه أنه مهموم .. أو أنه قد أصيب بموقف غير معتاد ..
                  تفكير بعيد .. وسرحان .. وغياب تام عن ما يحدث داخل الفصل ..
                  كان منظر أحمد مثيرا لزملائه .. تسمع همسات هنا وهناك ( أحمد .. وش فيه اليوم؟؟)) ..
                  هدوء ..
                  لكنه .. كان هدوءا .. يسبق العاصفة ..
                  -----------------------
                  بعد صلاة الظهر ..
                  كان المصلى المدرسي قد امتلأ بالطلاب ..
                  لم يكد الإمام يسلم .. حتى قام أحمد أمام الطلاب ..
                  بدأ أحمد في كلمة رنانة هزت أرجاء ذلك المصلى الصغير ..
                  ربما لا أذكر شيئا مما قاله أحمد في كلمته .. لكنه كان موقفا عجيبا ..!!
                  وتستوحي ذلك من همسات الطلاب فيما بينهم ..
                  أحمد .. يتوب ؟؟
                  أحمد .. يتغير ؟؟
                  سبحان الله ..
                  سبحان من يُغـيّر ولا يتغير ..
                  سبحان من يحيي العظام وهي رميم ..
                  سبحان الله ..
                  --------------------
                  وبعد انتهاء الكلمة ..
                  وفي فصلنا ..
                  كان أحمد يعيش نوعا من المتناقضات ..
                  فواحد يشكره .. ويمدحه ..
                  وآخر يضحك عليه ساخرا ..
                  وثالث .. يسأله متعجبا ..
                  ورابع .. ساكت مشدوه ..
                  --------------------
                  كانت قصة أحمد بعدها .. الحديث السائد في غرفة المدرسين ..
                  عبرة وعظة ..
                  وتساؤل وتعجب ..
                  ونقد وتحليل ..
                  وفي خضم تلك النقاشات ..
                  كان الأستاذ محمد .. المشرف على جماعة التوعية الإسلامية شاردا بذهنه يفكر ..
                  لحظات .. ثم كانت المجازفة ..
                  لقد قرر الأستاذ محمد أن يقدم مجازفة .. وخطوة غير مسبوقة .. لكن .. في سبيل الدعوة إلى الله ..
                  نعم .. في سبيل الدعوة إلى الله ..
                  لكنها مجازفة واضحة النتائج ..
                  وانظم أحمد إلى جماعة التوعية الإسلامية ..
                  ---------------------
                  كان أحمد شخصية قيادية ..
                  وداعية فذا ..
                  وناصحا وموجها ..
                  كما كان ذا قدر عال من اللطافة والظرافة ..
                  مما جعل أ. محمد يزداد إعجابا بـأحمد ..
                  -------------------
                  انتهى ذلك العام ..
                  وانتقلنا إلى الصف الثاني المتوسط ..
                  وانتقل جميع طلاب فصلنا إلى الفصل الجديد ..
                  سلام حار .. ولقاء من جديد .. وسعادة كبيرة بأول الأيام الدراسية في العام الجديد ..
                  أما أحمد .. فكان شيئا آخر ..
                  لقد حل أحمد عقدة لازمته .. عقدة الصف الأول متوسط .. وانتقل مع زملائه إلى فصلهم الجديد ..
                  لكن .. كان له مع تلك السنة حوادث جديدة ..
                  --------------------
                  ها هو أحمد .. يجلس كعادته في آخر الصف ..
                  كان قد وضع شماغه على طاولة الفصل ..
                  فلقد أصبح ذلك اللباس عدوه اللدود ..
                  عذرا .. فلم أخبركم بالأمر ..
                  لقد تغير أحمد ..
                  انقلب فجأة ..
                  عاد لحياته السابقة ..
                  وربما أسوأ ..
                  وعاد للتدخين من جديد ..
                  لكن .. تغير فيه شيء وحيد عن حاله الأولى ..
                  لقد أصبح أحمد يشجع الفريق المنافس لفريقه السابق ..
                  عذرا .. أعلم أن مقامكم أعلى من تلك الترهات ..
                  لكنها العقول الضيقة ..
                  تلك التي تتعصب لفريق .. وتجعل الحياة كلها حوله ..
                  يتابع مجريات السير فيه بشغف وحماس ..
                  يصاحب لأجله .. ويخاصم لأجله ..
                  يوادد لحبه .. ويعادي لحبه ..
                  ما أتفهها من عقول .. تلك التي جعلت التشجيع ملؤها وحياتها ..
                  ترى .. وتقرأ .. وتسمع .. فيردد لسانك : (( الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به .. وفضلنا على كثر ممن خلق تفضيلا )) ..
                  --------------------
                  كان السبب الرئيس لانتكاسة أحمد .. هو ولعه بالكرة .. لعبا وتشجيعا ..
                  لم يصبر عنها .. فاختلط بأهلها .. وصاحب زملاء .. حياتُهم فيها ..
                  ثم التحق بفريق المدرسة .. واحتواه لاعبو الفريق - وكانوا من أقل الطلبة دينا وخلقا - .. في حين غفلة من أهل الخير ..
                  فلم يلبث أن عاد لحاله ..
                  وكما قيل : ( الصاحب ساحب ) ..
                  -------------------
                  ومرت الأيام ..
                  و أحمد على حاله ..
                  إعراض منه .. يقابله إعراض من أهل الخير ..
                  وصدود منه أمام صدود من دعاة الخير ..
                  ورغم هذا ..
                  فكان المقربون إلى أحمد يحسون أنه غير راض عن حاله ..
                  يحسون بما هو فيه من الضيق والنكد .. والألم والحسرة ..
                  وتلك .. هي بدايات العودة ..
                  -----------------
                  كان أ. محمد .. المشرف على جماعة التوعية الإسلامية متضايقا من تغير حال أحمد بتلك السرعة ..
                  حزن وأسى ..
                  وألم وهم ..
                  وكان ذلك بداية التغيير ..
                  -------------------
                  فكر أ. محمد .. كيف يمكن أن يعيد أحمد إلى حاله ..
                  ثم سأل نفسه : لماذا أعرضنا عن أحمد عندما أعرض ؟؟هل هذا هو التصرف الصحيح مع مثل تلك الحالة ؟؟
                  راجع أ. محمد حساباته .. وقرر احتواء أحمد بأي طريقة ..
                  وفعلا ..
                  أصبح أحمد يحضر اليوم الرياضي لجماعة التوعية بدعوة من أ. محمد .. رغم تركه للجماعة من فترة طويلة ..
                  وبعد أيام .. بدأ أحمد يتناول فطوره في جماعة التوعية ..
                  وهكذا ..
                  ومع حسن في التعامل والمعشر .. عاد أحمد إلى حاله .. بل وأحسن ..
                  وهنا .. وبتنسيق مع إدارة المدرسة .. حدث تدخل من وكيل المدرسة ..
                  ---------------------
                  قرر أ. عبد الله .. وكيل المدرسة .. تعيين أحمد نائبا له .. ورئيسا لجماعة النظام ..
                  خاصة وأن أحمد شخصية قيادية حازمة .. ويمتلك مقدرة على السيطرة على الطلاب وضبطهم ..
                  وأصبحت لدى أحمد صلاحيات مقاربة لصلاحيات وكيل المدرسة .. والمسؤولية الأولى عن متابعة الطلاب في المصلى وترتيبهم قبل صلاة الظهر ..
                  ----------------------
                  نعم ..
                  لقد نجح الأستاذ محمد في إعادة أحمد لدرب الهداية ..
                  ونجح الأستاذ عبد الله في احتواء أحمد بعد انضمامه للركب ..
                  والحمد لله .. فلقد استمر أحمد على استقامته حتى تخرج من المرحلة المتوسطة ..
                  وكان مثالا في الخلق واللطف وحسن التعامل ..
                  كما كان مؤثرا على بعض زملائه ممن كان مقصرا في حق الله تعالى ..
                  إنها الدعوة الناجحة ..
                  -------------------------
                  أحبتي ..
                  ما أحوجنا إلى الصبر في الدعوة إلى الله ..فليست الهداية بيدنا ..
                  وما أحوجنا إلى التفاؤل وإحسان الظن بالله ..
                  كم تتعجب .. حين تقرأ ما كانت العرب تقوله قبل إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
                  " لو أسلم حمار الخطاب ما أسلم عمر " ..


                  أحبتي ..
                  مزيدا من التفاؤل ..
                  ومزيدا من التخطيط ..
                  ومزيدا من الصبر ..
                  ومزيدا من الاحتواء ..
                  في منهجنا في الدعوة إلى الله ..

                  وتذكروا .. أن هذا الدين منصور .. فهل سيكون لنا شرف المشاركة في نصرته ..

                  إنها الأمنية ..

                  -----------


                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                    ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

                    -----------

                    نعم .. حكايات .. أثرت فيّ كثيرا .. وحق لي أن أبكي عندها ..

                    لكن .. وختاما لهذا الموضوع ..

                    هي مواقف تحتاج إلى وقفات ..
                    وقصص لأخذ العظات ..
                    فلو رجعنا جميعا لنقلة كل منتكس .. لوجدنا أن ثمة أسباباً وعلات .. وهكذا كل واقعة لها دوافع ومبررات ..
                    ولو تأملنا في ذلك المنتكس .. وسألنا : لم انتكس ؟؟ وما سبب انتكاسته ؟؟ لوجدنا أن من أبرز تلك الأسباب ما يلي :

                    1- الشهوة :
                    وهو سبب خطير جدا ، بل لا أبالغ إن قلت إنه السبب الرئيس للانتكاسة ،، وليس الشهوة محصورا في شهوة [النساء] .. لكنها تتعدى إلى شهوة [المال] و [الجاه] و[القبول بين الآخرين] و [ الإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين ]، ولو أعدنا النظر لقصصنا السابقة .. وضممنا إليه قصص من نعرف ، وقصص من سبق : كجبلة بن الأيهم الذي غره جاهه ، وقارون الذي أطغاه ماله ، وأعشى قيس الذي فتنه خمره ونساؤه ، وبلعام بن باعورا الذي أغراه القبول عند الآخرين لأيقنا بخطر هذا السبب ، وما له من تأثير على أحبتنا .. مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا عليهم ..

                    2- مواقف عابرة :
                    فتجد بعض أحبتنا يستقيم على طريق الله ثم تحدث له مشكلة مع صاحب له من الأخيار أو مع مجموعة ، فينقلب على عقبه عداء لأولائك وغضباً لنفسه ، وما علم أن ارتكاسه إنما هو ضرر على نفسه أولاً وأخيرا ، فهذا جبلة بن الأيهم كان نصرانيا فأسلم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - ثم جاء للحج ، فبينا هو يطوف إذا وطئ أعرابي إزاره فانكشف بعض عورته فلطم ذلك الأعرابي ، فاشتكى الأعرابي إلى عمر فدعا جبلة ..
                    فقال له : إما أن يعفو عنك الأعرابي أو يلطم خدك ..
                    فأبى الأعرابي إلا القصاص ولطم خده..
                    فقال جبلة : كنت أظن أني سأكون في الإسلام أعز مني في النصرانية ..
                    فقال عمر : دعك من هذا .. فلابد أن يقتص..
                    فقال جبلة : إذاً أتنصر ..!
                    قال : إذا ارتددت قتلناك .
                    قال : فأمهلني إلى الغد ..

                    فلما كان من الليل جمع بعض حاشيته ولحق بالنصارى .. وارتد بسبب موقف عابر
                    ..
                    3- التعلق بالأشخاص والصاحب السوء : والتعلق في مبدئه أمر طبيعي ، فليس بمستغرب أن نجد شخصاً يحب آخر أكثر من غيره ، لكن المشكلة عندما يكون ذلك الصاحب متبعاً لصاحبه حيثما توجه .. ثم تنقلب الموازين ويتغير ذلك الصاحب وينتكس فيتبعه صاحبه ..
                    يحكي لي أحد الأحبة : أن اثنان من الأخيار كانا مضرب المثل في الأخوة وكان بينهما برنامج علمي في طلب العلم ، لكن كان فيهما نوع من الخيلاء واحتقار الآخرين [ وهذا من أنواع الشهوة وأضرارها ] ..
                    يقول الراوي : فرأيتهما بعد ذلك في مطعم وهما ( يدخنان ) ..! فسبحان الله : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا # يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا # لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " .. وقديما قالوا : الصاحب ساحب .

                    4- البيئة والمجتمع المحيط به : فللأهل والأقارب والمجتمع تأثيرهما البالغ في صلاح المرء وفساده ، فهذا عامل فليبيني أقبل على الإسلام وقرر ان يسلم ، وقبل إسلامه بيوم اتصل على زوجته وأخبرها ، فغضبت وهددته بالفراق وصدته ، فتردد وتأخر .. ولا زال على وضعه - أسأل الله له الهداية والرشاد - .
                    وهذا آخر كان من خيرة الشباب ، بل إن من يراه يبضر نورا في وجهه من طاعته وقيامه لليل ، وكان من عائلة مترفة ومنفتحة ، فواجه صعوبات معهم ، وتغيرت حاله بعد مدة ثم أخذ يبحث عن العذر له وضل عن الطريق ، لكنه ولله الحمد عاد بعد سنوات للاستقامة - نسأل الله لنا وله التثبيت والسداد - .

                    5- الابتعاد عن المعين والرفقة الصالحة
                    : فكما في الأثر : " إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " .

                    6- المعاصي ، وخصوصا معاصي السر .. فاحذر نفسك ..

                    خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
                    واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
                    لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

                    وعلى العكس فمن أعظم أسباب الثبات : عبادات الخلوات ..

                    7- ضعف الاستقامة ..
                    فهو هش الدين ضعيف النفس خامل الروح كالشجرة الجوفاء يعجبك حسنها ولا شيء في داخلها ، فلا تصمد أمام الريح ، وما تلبث أن تراها وقد سقطت مع أضعف رياح تمر ، وهذا إما أن يكون على دين آبائه فلم يشعر بلذة الإيمان ، وإما أن يكون استقام لسبب ما كوفاة صديق أو والد أو نحوه ، ثم ضعف ذلك السبب فابتعد عن الطريق ، أو نحو ذلك .

                    8- طول الأمل ، وقسوة القلب .

                    -----------

                    يتبع ان شاء الله للتعرف عن بعض الحلول للوقاية من الانتكاسة تابعونا.......

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                      لنعد النظر في حياتنا ..
                      ولنكن مع الله ..
                      وفي سبيل الله ..
                      أسأل الله أن يهدينا .. ويرزقنا بالذرية الصالحة ..

                      جزاك الله خير أخي الحبيب

                      { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

                      أخــي ستنـيـر الـدمـاء الـظــلام ... وتـزرعــه رحــمــة وســــلام
                      فيا سحب غطّـي شعـاع الهـلال ... سيـشـرق بـعـدك بـــدر الـتـمـام

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..


                        ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا ... والناس حولك يضحكون سرورا

                        فاعمل أن تكون إذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكا مسرورا


                        بارك الله فيك يأخي و جزاك كل خيرا
                        نحن في انتظار المزيد ان شاء الله
                        .................................................. ..

                        يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــارب
                        انصر المسلمين في كل مكــــــــــــــان

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                          المشاركة الأصلية بواسطة (فارس الإسلام) مشاهدة المشاركة


                          جزاك الله خير أخي الحبيب
                          المشاركة الأصلية بواسطة way2islam مشاهدة المشاركة

                          ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا ... والناس حولك يضحكون سرورا


                          فاعمل أن تكون إذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكا مسرورا


                          بارك الله فيك يأخي و جزاك كل خيرا
                          نحن في انتظار المزيد ان شاء الله

                          بارك الله فيكم اخواني ونفع بكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            ونستكمل ان شاء الله هذه السلسلة مع اخر جزء حول (السبيل للوقاية من الانتكاسة)
                            ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

                            -----------

                            بعد ما رأينا بعضا من أسباب الانتكاسة والضلال .. ولذلك وحتى يكتمل العقد ، وحتى نحرزهم من هذا الداء أطرح عدة أمور للوقاية من الانتكاسة :
                            أ- اليقظة .. فكم أضاعت الغفلة والإفراط في حسن الظن والمبالغة في التزكية من هم تحتنا وبين أيدينا .. وهنا أدعوك لتخرج ورقة وتسجل من هم تحت يدك وضمن إطار تربيتك .. وتسجل الأخطار التي يمكن أن تحيط بهم سواء شاهدنا ذلك فيهم أم لم نشاهده، بحيث نكون على حذر من كل شهوة تحيط بهم .

                            ب- طرح مواضيع تخص الأخطار المحيطة بهم وقصصاً لذلك مع المناقشة وإثراء الحوار بين الجميع .

                            جـ . إحياء روح دعوة الآخرين في الشاب والفتاة ، فكما يقال : خير وسيلة للدفاع الهجوم .

                            د. تعاهد أحبتك وأصحابك وطلابك بالموعظة ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السآمة منهم ..

                            هـ . حسن الخلق للشاب المستقيم مع أصحابه ، فكم من شاب قد أحب الخير واستقام على الطريق بحسن خلق أهله ، وما انتشار الإسلام في أندونيسيا والفلبين إلا شاهد عيان على ذلك ..

                            و . الدعاء لأصحابك وطلابك بالهداية والاستقامة ، فهذا إبراهيم عليه السلام يدعو الله : " رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " .. وما أعظمها سهام الليل ..

                            ز . إحياء روح المحبة في الله ولله .. لا للنفس والشيطان .. وتعاهد النفس لذلك ..

                            ولو تأملنا .. لاستخرجنا وسائل وقائية كثيرة ، لكن هذه أهمها .. وأكثرها وقوعا .. ولكن قد تختلف بعض القضايا .. فيكون لكل حادث حديث ..
                            -----------

                            ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !

                            -----------

                            ختاما ..
                            حكايا وآهات .. ووقفات مبكيات .. وقفت عليها .. وأشعر بالحزن والأسى حين أذكرها .. طرحتها بين يديكم لنتشارك الهم .. ولنتعظ بها .. لنعيش هاجسا دعويا مع أحبتنا .. وننقذهم من أمواج الشيطان المتلاطمة .. لنستبدل : ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. ! .. بـ : ** وطـُـار القـلـبُ فـرُحـا ** ..
                            :(ضحك):
                            -----------

                            ! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !


                            اسال الله العظيم ان يجعل عملناهذا خالصا لوجهه

                            اللهم يامقلب القلوب تبت قلبي على دينك
                            وجزاكم الله خيرا اخواني
                            احبكم في الله

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ ..

                              جزاكم الله خيرا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X