فَضُرِبَ بينهم بسورٍ له باب!!
تستشعر النفس معاني الإيمان النقي الطاهر، وتجد لروحانياته أثراً بليغاً عليها حسب قوة مصداقيتها في هذا الإيمان!!
غير أن أقل وصفٍ يمكننا التعبير به عن مثل هذه الحالة - باختلاف مراتب المصداقية فيها - أنها حالةٌ من تذوق حلاوة برد الإيمان الذي يمسح الله به على قلب العبد؛ فيُسلي به نجوى شكواه عما يواجهه في هذه الدنيا من مشاق!!
ويهون عليه المسير بما يزداد في قلبه يوماً بعد يوم من الشوق للجنان، ولقيا الأحبة بعد طول اشتياق!!
هذا هو عالم الصالحين، وهذه أجواؤه!! وهذا زادهم الذي يبلغهم الله به المسير رغم شدة الفاقة وقسوة الخلق عليهم!!
وعليه . . فلا يمكن لكافر أو منافق البتة أن يعقل مهية مثل ذلك الزاد الذي لا يرزقه الله أبداً إلا لمؤمن!!
ليبق السؤال : متى يمكن أن تتضح مهية هذا الزاد جلية، لكل العالمين؟! المؤمنين منهم والمنافقين؟!
إنه فقط حين يميز الله بين الخلائق بصدق إيمانهم!!
فمن استمتع بالليل يناجي ربه، سيعرف كم كانت لذته أعظم من ذاك الذي قضاها عبثاً أمام أجهزة الفساد والإفساد؟!
ومن اختلى بنفسه يشكو إلى الله سوء حاله وتقصيره في جنب الله .. ففاضت عيناه من خشية الله، سيعلم، أي الأنسين كان أعظم؟! ءأنسه بالله أم أنسه بمخالطة الخلق؟!
ومن سعى في حاجة أخيه سراً؛ لا يبتغي بذلك إلا وجه الله تعالى؛ سيعلم أي السعيين كان أعظم؟! أسعيه لعمار آخرته؟! أم سعيه للحصول على المزيد من متاع دنياه الزائل؟!
إن الأعمال المتولدة عن توهج حرارة الإيمان في قلب العبد، لهي وحدها – بعد رحمة الله – المهيئة لنيل العبد منزلة الأمان يوم القيامة!!
فهو في أمان حين يفزع الفازعون!!
وهو في أمان حين يُسحب على وجوههم المجرمون!!
وهو في أمان حين يضرب الصراط بين ظهراني جهنم؛ فيتهاوى من عليه المذنبون!!
وذلك لأن الله جعله بإيمانه، وما نما عن ذلك الإيمان من العمل الصالح في جنبه المأمون!!
فطاب والله مآله، وحسن والله مقامه!!
فطاب والله مآله، وحسن والله مقامه!!
فاحذر على نفسك يا عبد الله، فإنما هو والله باب واحد!!
يطرح في ساحة واحدة، هي ساحة القيامة!!
ولكن شتان ما بين جهتيه!! وشتان ما بين منزلة فريقيه!!
فجهة فيها الأمن والنعيم بما كان من الإيمان والعمل الصالح!!
وجهة فيها العذاب والسعير بما كان من النفاق والجرم الفادح!!
وما هما إلا فريقان . . فريق في الجنة وفريق في السعير!!
فحدد لنفسك من الآن في أي الجهتين سيكون موقفك؟!
ومع أي الفريقين سيفضي بك المآل؟! . . وذلك قبل أن . .
يُضرَبُ بينهم بسورٍ له باب!!
تعليق