إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لو تكلم الموتى.................

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لو تكلم الموتى.................

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله القائل ( كُل نفس ذائقة الموت ) والقائل ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) والقائل { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } والقائل { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } .. والصلاة والسلام على القائل ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) رواه البخاري



    يا من بدنياه اشتغل .. وغره طول الأمل
    الموت يأتي بغتة .. والقبر صندوق العمل


    أخي الكريم : هل تأملت قصر الحياة وتقارب الزمان .. الأسبوع والشهر والسنة جميعها متقاربة جدا .. هل تأملت هذه السرعة والأيام تطوى .. يبدأ اليوم وينتهي ويبدأ الثاني وينقضي .. وينتهي الأسبوع ومن الجمعة إلى الجمعة كأنها والله دقائق وليست أيام .. بل هل تتذكر دخول رمضان الفائت ومرارة خروجه .. وفرحة العيد .. والله يا أخوان إنها جميعاً مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكون السنةُ كالشهر ، والشهرُ كالجمعة ، وتكون الجمعةُ كاليوم ، ويكون اليومُ كالساعةِ ، وتكون الساعةُ كالضَّرْمةِ من النار ) رواه الترمذي .. والمصيبة أننا نعلم أنها تذهب من أعمارنا ونبقى على معاصينا .
    ألم تقرأ { أَلْهَكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }

    جاء في تفسير ابن عثيمين رحمه الله تعالى لهذه السورة : أي شغلكم حتى لهوتم عن ما هو أهم من ذكر الله تعالى والقيام بطاعته، والخطاب هنا لجميع الأمة إلا أنه يخصص بمن شغلتهم أمور الآخرة عن أمور الدنيا وهم قليل . وأما قوله: { التكاثر } فهو يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر

    وتأمل قول الحبيب عليه الصلاة والسلام " مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها " صحيح الجامع ... لقد أشغلتنا الفانية عن الباقية .. فالكثير يهتم بجمع الأموال والقليل يهتم بجمع الحسنات .. ولو أننا حرصنا على آخرتنا كما حرصنا على دنيانا والله لرأينا الأثر عاجلاً كما قال ابن تيمية رحمه الله ( أنا جنتي في صدري )

    تأمل قول العزيز سبحانه ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.



    الموت في كل حين ينشر الكفنا .. ونحن في غفلة عما يراد بنا
    لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها .. ولو وشحت من أثوابها الحسنا
    أين الأحبة والجيران مافعلوا .. أين الذين هم كانوا لنا سكنا
    ساقهم الموت كاسا غير صافية .. فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا


    اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لن اللهم ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ونسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك نعيما لا يبيد ونسألك قرة عين لا تنقطع ونسألك الرضى بعد القضاء ونسألك برد العيش بعد الموت ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين , اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر .. اللهم آمين


    هذا التوقيع افتراضيا لأى عضو جديد لذا يمكنك تغييره من لوحة التحكم او بالضغط على الصورة بأعلى
    \رحماك يا رب العباد رجائي
    و رضاك قصدي فاستجب دعائي
    :akbr:

  • #2
    رد: لو تكلم الموتى.................

    نعم أخي الحبيب وجزاك ربي خيرا على التذكرة
    فاللهم لا تأخذنا بغتة ولا تتركنا في غفلة ولا تجعلنا من الغافلين
    هذا الميت .........
    يتمنى لو تعاد له الحياة ليصلّي ولو ركعتين
    طيب وأنا عرفت منين يعني معايا دليل أقول نعم بفضل الله فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍ فقال: ((من صاحب هذا القبر؟)) فقالوا: فلان، فقال: ((ركعتان أحبّ إلى هذا من بقية دنياكم)) رواه الطبراني وصححه الألباني، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدها هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم)).

    فغاية أمنية الميت المقصر أن يُمدَّ له في أجله ليركع ركعتين يزيد فيها من حسناته ويتدارك ما فات من أيام عمره في غير طاعة.

    ألم تسمعوا وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو يقول لنا معشرَ الأحياء: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليكثر))؟!

    لقد عاين ذلك الميت وهو في قبره ثوابَ الصلاة، ورأى بأمّ عينه فائدة الصلاة، فتأسف على أيام أمضاها في غير طاعة، على ساعات مضت أمام شاشات اللهو والمجون، لم يجن منها سوى الحسرة والندامة، وها نحن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجم لنا أمنية ذلك الميت وهو في قبره، يتمنى أن يصلي، يتمنى أن يعود إلى الدنيا لدقائق معدودة ليركع ركعتين فقط لا غير، لا يريد من الدنيا إلا ركعتين، لأنهما الآن أصبحتا عنده تعدل الدنيا بما فيها، وماذا عسى أن تساوي الدنيا عنده وقد خلّفها وراء ظهره وارتهن بعمله؟!


    اغتنـم في الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكونَ موتك بغتة


    كم صحيح رأيتَ من غير سُقم ذهبتْ نفسه الصحيحة فلتة


    فغاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة، بل دقيقة
    يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعمل صالح
    أما نحن أهل الدنيا فمفرّطون في أوقاتنا بل في حياتنا، نبحث عما يقتل أوقاتنا لتذهب أعمارنا سدى في غير طاعة، ومنا من يقطعها بالمعاصي، ولا ندري ماذا تخبئ لنا قبورنا من نعيم أو مآسي، نسمع المنادي ينادي إلى الصلاة، ولكن لا حياة لمن تنادي.

    نعم إخي في الله........

    فإذا زرت المقبرة قف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق، وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد، وقد أحاطك القبر بظلمته ووحشته، فلا ترى إلا عملك.


    فماذا تتمنى يا ترى في هذه اللحظة؟

    ألا تتمنى الرجوع إلى الدنيا لتعمل صالحا، لتركع ركعة، لتسبّح تسبيحة، لتذكر الله تعالى ولو مرة؟!
    ها أنت على ظهر الأرض حيًّا معافى فاعمل صالحا قبل أن تعضَّ على أصابع الندم وتصبح في عداد الموتى، تتمنى ولا مجيب لك. فإذا وسدت في قبرك فلا أنت إلى دنياك عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.

    قال إبراهيم التيمي رحمه الله: مثَّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟
    قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا، قال: فقلت: أنت في الأمنية فاعملي. [حلية الأولياء (4/211)].

    نعم إخوتاه

    فلو علمتَ ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك
    فاحذر زلل قدمك، وخف طول ندمك، واغتنم وجودك قبل عدمك.

    إنها قد تكون لحظات، فما ترى نفسك إلا في عداد الأموات
    فانهل ـ يرحمك الله ـ من الحسنات قبل الممات.
    بادر إلى التوبة ما دمت في مرحلة الإمهال، قبل حلول ساعة لا تستطيع فيها التوبة إلى ربك، قبل أن يأتيك الموت بغتة فيحال بينك وبين العمل فتقول: يا ليتني قدمت لحياتي.
    اعلم أن الدقيقة التي تمر من حياتك يتمنى مثلها ملايين الموتى ليستثمروها في طاعة الله، ليحدثوا لله توبة، ليذكروا الله فيها ولو مرة، فلا تصرف دقائق عمرك في غير طاعة، لئلا تتحسر في يوم لا ينفع فيه الندم.

    أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:56-61].


    نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا للاستعداد ليوم الرحيل، ولا يجعلنا في قبورنا من النادمين.

    ومرة أخرى جزاك ربي خيرا وبإذن الله سأكتب سلسلة في الوعظ أسأل الله أن يرزقنا السداد.
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق


    • #3
      رد: لو تكلم الموتى.................

      جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرهيييييييييييييب


      لداعيه الشباب / هانى حلمى

      تعليق

      يعمل...
      X