ان العالم اليوم يسجل اعظم احداث التاريخ المعاصر فتظاهرات وول ستريت واندلاع الف تظاهرة في 80 بلد حول العالم وثورة الامة التى انطلقت باحتراق البعزيزي في مطلع العام المنصرم ،فاحترق معه وجدان جماهير المسلمين ومنذ ذلك التاريخ والامة في حالة من الممانعة والمدافعة والرفض لكل انواع الظلم والقهر . كل هذا يجعلنا نقول انها ثورة لن تقف عند هذا الحد بل ستمتد اثارها الى عقود واجيال مقبلة سلباً او ايجاباً. ذلك انها اصبحت ثورة عالمية اممية ضد بارونات المال وحكام الجور ممن يتحكمون في اقوات الامم والشعوب .والذي يعنينا هنا ما سوف تؤول اليه الاحداث في المنطقة العربية والاسلامية ،وما نراه من فوز الاسلاميين في الانتخابات التى اجريت في العديد من البلدان الثائرة ،وللوصول الى معرفة ما سوف تؤول اليه الثورة الحالية من واقع سياسي لا يمكن ان يفهم بمعزل عن تحركات القوة الدولية الفاعلة وذلك لسبب موضوعي وهو ان المنطقة الاسلامية تشكل مرتع خصب ومعين لا ينضب من الثروات التي يسيل لها لعاب الغرب وبارونات المال الذين يتحكمون في مجريات السياسية الدولية .فكيف ينظر الغرب الرأسمالي الى الثورات المندلعة في البلاد الاسلامية ؟ وما حقيقة ما يسمى بالاسلاموفوبيا التى يعاني منها الغرب واعوانه ؟ وهل سيسمح الغرب من وصول الجماعات التى تدعوا الى الانعتاق والتحرير من تبعيته الى سدة الحكم ؟ وكيف ننظر الى نتائج الانتخابات التى جرت مؤخراً في العديد من البلاد العربية ؟ هل هي فاتحة خير للامة الاسلامية !! أم انها شكل من اشكال التحايل الحضاري السياسي الذي يمارسه الغرب الرأسمالي ضد دعاة الانعتاق من شعوب المنطقة.
اما نظرة الغرب للاسلام والمسلمين فهي نتاج تراكمات ثقافية وحضارية تكونت عبر قرون .. تعود الى فترة الحروب الصليبية يوضح ذلك (ديفيد بلانكس) و(مايكل فراستو) في مقدمة كتاب لهما صدر عام 1999م عن ( رؤية الغرب للاسلام في العصور الوسطي) يقولا فيه: ( أن جذور رؤية الغرب الراهنة للاسلام والمسلمين تعود الى القرن الحادي عشر الميلادي الذي شهد بداية الحروب الصليبية والمراحل الاولى لنشأة الهوية الغربية الحديثة ) ويقول الكاتبان :( إن الاوروبيين في تلك الفترة كانوا محاصرين بحضارة اكثر قوة وتقدماً وهي حضارة الاسلام وأنهم فشلوا في هزيمة هذه الحضارة خلال الحروب الصليبية كما رفضوا فهمها لكنهم شعروا دائماً بتهديدها الحضاري والديني لهم لذا لعب الاسلام دوراً اساسياًفي تشكيل الهوية الاوروبية ومن ثم الغربية الحديثة ) ويرى الكاتبان ان الاسلام لعب دوراً شبهاه (بنقتيف الصورة في تشكيل رؤية الأوروبي المسيحي المثالية لنفسه ، إذ عمد الاوروبيين الى تشويه صورة منافسيهم (المسلمين) كأسلوب لتقوية صورتهم الذاتية عن انفسهم وبناء ثقتهم في مواجهة عدو اكثر قوة وتحضراً) . وقد انتقلت صورة الاسلام المشوه كما يرى (جون إسبوزيتو ) أستاذ دراسات الاديان والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الامريكية في كتابه التهديد الاسلامي .. حقيقة أم اسطورة الصادر عام 1992م انتقلت هذه الصورة المشوهة الى بعض اهم قادة الاصلاح الفكري والديني في أوروبا وعلى رأسهم زعيم حركة الاصلاح البروتستانتيى مارتن لوثر الذي نظر الى الاسلام على أنه (حركة عنيفة تخدم اعداء المسيح لا يمكن جلبها للمسيحية لأنها مغلقة أمام المنطق ولكن يمكن فقط مقاومتها بالسيف ) . واستمرت هذه النظرة المنحرفة للاسلام لدى مفكري الغرب ومع دخول عصر النهضة الاوروبية في القرن الخامس عشر الميلادي بدأت نظرة الغرب الى الاسلام تأخذ بعداً آخر اشار اليه الكاتب إدوارد سعيد في مؤلفاته وعلى رأسها (الاستشراق ) الصادر في العام 1978م يقول فيه :(ان معرفة الغرب للاسلام في عصر النهضة كانت بغرض السيطرة عليه وليس فهمه وتعاونت مؤسسات المعرفة والفكر الاوروبية مع مؤسسات الاستعمار الرسمية بهدف مدها بالمعرفة اللازمة للسيطرة على المجتمعات المستعمرة ) . واستمرت نظرة الغرب للاسلام بوصفه دين لا يمكن التعايش معه بحسب تعبير الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت والذي قال في 1907من المستحيل ان نتوقع اى تقدم أخلاقي وفكري ومادي أينما يسود المحمديون ) . وقد استعانت الادارة الامريكية بالمستشرق ( برنارد لويس) لعرض افكاره عن الاسلام على العاملين في البيت الابيض تلك الافكار التى يلخصها (لويس) في كتابه الصادر عام 2003م بعنوان (ماذا حدث خطأ؟..الصراع بين الاسلام والحداثة في الشرق الاوسط) والذي يقول فيه :( أن نظرة المسلمين للغرب والولايات المتحدة في الفترة الراهنة يحكمها شعورهم بالمهانة الدولية بعد سقوط حضارتهم وهذا يجعلهم يحقدون على الغرب) . اما تقسيم جورج دبليو بوش العالم الى (خير)و(شر) والى عالم (متحضر) وآخر ( غير متحضر) وحديث رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني في سبتمبر 2001م الذي تحدث فيه عن (سمو الحضارة الغربية مقارنتة بالحضارة الاسلامية ) كل هذا يكشف النفسية الغربية المريضة والمعبأة بافكار البغض تجاه الاسلام واهله .
بعد هذه السياحة التاريخية في وجدان مفكري الغرب والاشارة الى نظرتهم للاسلام والمسلمين لابد لنا من معرفة ما يدور في اذهان صناع السياسة اليوم، وخاصة الادارة الامريكية الحالية وكيف تنظر الى وصول الاسلام الى الحكم ! ومن اين تستمد هذه النظرة ؟ تستمد الادارة الامريكية الحالية نظرتها للاسلام والمسلمين من مجموعة الدراسات التى يقوم باعدادها مركز (راند) والمطلع على بعض اعمال هذا المركز يستطيع ان يقول وبسهولة انها مؤسسة استخباراتية تعمل تحت غطاء مدني كخط خلفي للقيادة السياسية والعسكرية الامريكية وتجرى الابحاث والدراسات اللازمة لعمليات وضع القرار الامريكي ..وطبقاً لدراسة اعدها آنجل راباسا أحد كبار الباحثين في مؤسسة (راند) اوصى فيها الادارة الامريكية بعدة اجندة من اهمها :
1/ إن امريكا وحلفائها يستطيعون تكوين علاقات مع العالم الاسلامي عن طريق دعم وتقوية التيارات الليبرالية والوسطية الحليفة في العالم الاسلامي للقضاء على مصادر الاسلام الراديكالي .
2/ تعرف الدراسة الاسلام الراديكالي وجماعاته بانهم الذين يستندون في فهمهم للاسلام على القرآن والسنة ويتخذون من النبي (صلي الله عليه وسلم) محمد قدوة أخلاقية ويعادون الغرب ويسعون لتوحيد الأمة وتأسيس دولة الخلافة .
3/ دعم جماعات المجتمع المدني المسلم يعتبر من اهم أولويات السياسة الامريكية في العالم الاسلامي ووجود إسلام سياسي معتدل من شأنه ان يقلل من المطالبة بالحكم الثيوقراطي أو بالخلافة الاسلامية .
4/ من القضايا الصعبة في عملية تطوير ديمقراطيات اسلامية إقناع الاحزاب الاسلامية في الدخول والمشاركة السياسية كجماعة الاخوان المسلمين في مصر وهذا من شأنه أن يعمل على ترويض التهديدات داخل الانظمة ويشجع على الاعتدال في المدى البعيد
5/ يحث التقرير الولايات المتحدة على استغلال الاختلافات داخل العالم الاسلامي لدعم مصالحها وإستراتجيتها ومن أهم هذه الاختلافات
أ/ الاختلافات بين السنة والشيعة .
ب/ الاختلافات داخل المجتمعات الأثنية ،والقبائل ،والعشائر وذلك من أجل صياغة الواقع العرقي والقومي والطائفي وفق تركيبة تتناسب والمخططات الامريكية التى تهدف الى تحقيقها .
وما يعنينا هنا في هذا التقرير هو عملية وصول الاسلاميين الى الحكم في البلاد الاسلامية وهذه العملية ستكون اشبه بعملية تبييض الاموال الغير مشروعة ، فالولايات المتحدة تريد تغيير المنطقة وتعلم أن القوى الاسلامية هي المسيطرة على وجدان الشارع العربي وبالتالي لا يمكن القيام باى تغيير يحظى بالمصداقية والاستمرارية إلآ اذا تم الحصول على ختم الاسلاميين عليه من اجل شرعنته . وعليه فإن اميركا تعمل على استغلال من تدعوهم بالمعتدلين من أجل تمرير مخططاتها – ويدخل في مصطلح المعتدلين الاخوان المسلمين والصوفية والشيعة - على اعتبار ان التقرير يعرف الاسلام التقليدي بانه يضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلاله مواجهة وصد الاسلام الاصولي ، ومن هنا سعت الولايات المتحدة للتواصل مع الاخوان المسلمين ومنذ وقت ليس بالقصير وفقاً لنص كلمة ألقاها في مايو 2008م (فرانسيس ريتشاردرني) السفير الامريكي السابق لدى مصر قال فيها : ( انه كان هناك في الثمانينات اتصالات علانية بين دبلوماسيين أمريكيين كانوا يذورون مصر للالتقاء بأعضاء بينهم المرشد العام)
لقد تمخضت صناديق الانتخابات في كل من مصر وتونس عن تأييد كبير لكل من يحمل شعار الاسلام مما يشير بوضوح الى ان المنتخبين قد صوتوا لشعار الاسلام وأنهم يتطلعون الى حكم على اساس الاسلام، وهو مؤشر يتوافق مع استطلاعات للرأى سبق أن قامت بها مؤسسة (فالوب) الامريكية التى كشف استطلاعها عام 2007م أن اكثر من 90% من الشعب المصري يؤيد تحكيم الشريعة الاسلامية وأن حوالى ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع . من الواضح أن دلالة شعار الثورة “الشعب يريد إسقاط النظام” لا تنحصر ضمن حدود إسقاط أشخاص الرؤساء وتنصيب حكام “إسلاميين”، بل هي تعني أيضا إسقاط كل ما ارتبط به الرؤساء المُسقَطون من سياسات وعلاقات، وبالتالي، فإن الشعوب التي أسقطت الأنظمة تتوقع من “الحكام الجدد” أنظمة بديلة تماماً –وان كان هذا المعني للشعار غير مبلور في ازهان الناس – نعم انظمة تنقلب على “طريقة العيش” الفاسدة التي فرضتها الأنظمة التي سقطت، وتعيد صياغة طريقة العيش على أساس إسلامها الكامن في أعماقها، والذي أشعل فيها الثورة، مع اشتعال النار في جسد البوعزيزي ولذلك، فإن التغيير المنشود من قبل من يصوتون “للإسلاميّين”، ومن قِبل من اشتعلوا ثورة ضد الأنظمة السابقة، يتطلب تغيير الدساتير على أساس الإسلام –وحده!- وحل المشكلة الاقتصادية، وإنهاء حالة الهيمنة الغربية على مصالح ومقدرات الأمة، وتحرير البلاد التي رزحت تحت الاحتلال لعقود طويلة، ومسح الخطوط التي خربشتها تلك الهيمنة على خارطة المسلمين، وإعادة الاعتبار لقيم الأمة في الاجتماع وفي الإعلام وفي التعليم وفي الفن وفي السياحة … وفي كل مناحي الحياة، ومن هنا كان التعبير المتمثل في “تغيير طريقة العيش” هو الجامع لهذا التغيير المنشود على أساس الإسلام. ومن الطبيعي أن من يصوّت للإسلام يريد أيضا أن يحمل الإسلام رسالة خير عالمية (كما حمل الغرب الديمقراطية رسالة شر عالمية!)، وبالتالي يتطلع إلى صياغة أسس السياسة الخارجية لتصبح قائمة على هذا الحمل للخير كمصلحة مبدئية، كما صاغت الرأسمالية سياستها الخارجية على أساس مصالحها المبدئية في حمل الديمقراطية للعالم، وكما تحاول اليوم محاصرة هذه الثورات ضمن حدود رسالتها “الديمقراطية” هذه.
إن الدولة المدنية-العلمانية- التي أسّسها الغرب على أنقاض الحكم الكنسي الديني، قد آلت اليوم إلى مجموعة من الأزمات الاقتصادية حتى غدت سمة هذا العصر، وتلك الأزمات قد تمخضت عن –وترافقت مع- مشاكل سياسية تهدد اليوم بقاء الاتحاد الأوروبي، وتنذر بتحركات جماهيرية قد تتصاعد في أمريكا، كما طفا على شاشات الإعلام في مشهد يشبه ميادين التحرير، مما يؤكد أن نموذج الدولة المدنية، لا ينجح في حل مشاكل الإنسان، هذا عدا عن إفلاسه الحضاري والثقافي والاجتماعي كما تشير الإحصاءات الغربية حول حالات الاغتصاب، وكما تدلل تشريعات الزواج المثلي، وحروب النفط، ومعتقلات غوانتانامو، ومنع مظاهر اللباس التي تذكّر بالإسلام في فرنسا.
إن تمثّل شعار الدولة المدنية لدى بعض “الإسلاميين” المنتخبين، رغم ما آلت إليه عند من ابتدعها كحل للهيمنة الكنسية في أوروبا، يكشف عن حالة مرضية في التفكير لدى بعضهم وانهزام فكري، حيث باتوا كأنهم يدعون إلى إعادة إنتاج مسلسل التيه الذي عاشه الغرب على أساس الدولة المدنية، متناسين أن الأمة تمتلك الحل الأصيل –ولا نقول البديل- لمشاكل الإنسان.
وإضافة لذلك فإنهم في تلك الحالة يكونون قد تخلّوا عن حمل الإسلام كبديل حضاري يُعيد صياغة الأنظمة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية وحالات السلم والحرب، بل حملوا رسالة الغرب الديمقراطية، ومن ثم فمن الممكن أن يتحولوا إلى “ساسة-دراويش” تتلاعب فيهم القوى الدولية، وتُسقطهم فيما سقطت فيه من أوحال، ومن ثم يسقطون في أعين الناس، ويفشلون في تجاوز الأزمات الاقتصادية، مما يخلق لهم أزمات سياسية وداخلية لا قبل لهم بها.
إن ا لتخلص من أشخاص الحكام الفاسدين يمكن أن يؤدي إلى طبقة من الحكام “الشرفاء”، ولكنه لا يمكن إن يؤدي إلى حكم رشيد على أساس الإسلام يحقق تطلعات الناس. فهل يلتفت هؤلاء “الإسلاميون” الذين يتأهبون لصياغة الدساتير إلى مبدئهم الإسلامي ويستندون إليه وحده ؟ وهل يطبقون نظرته الإسلامية التي تقلب النظرة الاقتصادية وتصوغ المشكلة الاقتصادية على حقيقتها وهي أنها مشكلة توزيع الثروات بين الناس ؟ وهل يغيّرون وجه الدولة والمجتمع ؟
إن “الإسلاميين” المنتخبَين على مفترق طرق: إما أن يصرّوا على تجريب المجرّب، وإما أن يلتزموا مفاهيم الأعماق التي تتفجر في أنفسهم وتطفوا على السطح في بعض المناسبات الجماهيرية والإعلامية، كما حصل مع الجبالي –رئيس الوزراء التونسي المرتقب- عندما بشّر بخلافة سادسة، وكما حصل مع الشيخ حازم صلاح مرشح الرئاسة المصرية المحتمل، عندما صدع بشرعيّة عودة الخلافة في لقائه قبل أيام مع فضائية مصرية .
ان وصول الاسلاميين الى الحكم لا يعني باى حال من الاحوال وصول الاسلام وهي تجربة محكوم عليها بالفشل وذلك لاسباب موضوعية ، الم ترى الى برلمان 2005م بمصر كان به 88 عضواً تحت اسم الاخوان المسلمين في عهد المخلوع مبارك الذي كانوا يشاركونه في هذه العظمة في المجالس التشريعية مما يعني ان الثورة قد اندلعت وهم يشكلون جزء لا يتجزء من النظام الذي يعمل الشعب على اسقاطه ، اما تصريح وزيرة الدولة الفرنسية للشباب (جانيت بوغريب ) ففيه رد لازع لإخوان العسكر وسلفية كام ديفيد ولكل دعاة الديمقراطية ، حيث قالت خلال حديث لها لصحيفة (لوباريسيان) : (لا أعرف اى اسلام معتدل، والشريعة الاسلامية لا تقبل الحلول الوسط) واستنكرت دخول تيارات الاسلام في العملية الديمقراطية . نعم هذه الوزيرة بتخصصها الدراسي في القانون ادركت تلك الحقيقة الناصعة والفرق الشاسع بين الاسلام كفلسفة تفصيلية ، وبين الديمقراطية الليبرالية نختم بتلكم الحقيقة التى أفزع ( جلين بيك) فيخوف العالم بها .. وما ادراك ما جلين بيك !! فهو احد الرجال القلائل الذين يساهمون في تشكيل وصناعة الرأى العام الغربي، ضد قضايا معينة، او لصالحها ، وهو الرئيس التنفيذي ل ( مير كيري راديو أرتس ) وهي شركة اعداد المحتوى للإذاعة والتلفذيون ،والنشر،والمسرح والانترنيت . في برنامجه الذي يبث من قناة فوكس نيوز بتاريخ 29/ 6/2011م حاول الرجل (تشريح) الثورة العربية وقال انها ثورة اسلامية من اجل طلب النصرة وإقامة الخلافة الاسلامية .. في بداية البرنامج وقف مقدم البرنامج وخلفه شاشة تلفزيونية بحجمه كتب عليها الخلافة الاسلامية القادمة –كعنوان للبرنامج- وظهرت على الشاشة خريطة العالم الاسلامي .. وكانت اول كلماته التى قالها ليقدم لبرنامجه قال : ( سوف احدثكم عن اسوء السناريوهات وهذا قد لايحدث ولكن هو الهدف الاساسي الذي يسعى اليه الذين يطلبون النصرة ،هكذا ستقوم الخلافة )(الكلمات بين القوسين لقلين بك أدخل يوتويوب لترى الأمر كما فعل (إنترنت) يقول: (اذا اضاءة دولة على الخارطة فهذا يعني انها قد ضمت الى دولة الخلافة ) يتجه الى الخارطة فتضىء تونس –كنقطة ارتكاز- يقول :(الفقراء والغاضبون يطالبون بالتغير لكن اسوء شىء ان تقوم قوة تطبق الشريعة الاسلامية فيها ) يقول :(الامر ذاته ينطبق على مصر فهي ايضاً ضعيفة ..ويتحدث عن سوريا فيقول سوريا حاكمها عبارة عن دمية متحركة ، ويتحدث عن جميع بلاد المسلمين وامكانية ضمها لدولة الخلافة الوليدة .. فيقول :( ماذا سيحدث الآن ؟ جميع الدول ضعيفة امام المد الاسلامي يا الله يا الله الخلافة ستقوم الخلافة ستقوم الخلافة ، ثم تقوم الخلافة فتحكم بدستور الشريعة المنطقة برمتها) ثم ينتقل الى المغرب فيقول:(اذا سقطت المغرب ستقوم الدولة الاسلامية القائمة على اسبانيا والبرتقال ويمكن ان يغلق مضيق جبل طارق ،وقد كانت اسبانيا دولة اسلامية عريقة في السابق وهي الان في خطر ..انه اسوأ كابوس للغرب لكنه افضل ماتتمناه الاحزاب الاسلامية التى تنظم المعارضين وتطالب بالقوة والنصرة ،نحن لا نتكلم عن عامة الناس وانما نتكلم عن الاشخاص الذين يطلبون النصرة والقوة وكل هذا يمكن ان يتحقق .. انكم لا تسمعون الحقيقة كاملة ..انهم يضللونكم انهم لا يريدون الحرية ..انها ليست مطالب بالديمقراطية بل هم يطالبون بدولة اسلامية )انتهى نعم الخلافة قائمة شاء قلين بيك ام غضب وارتعب فهي قادمة وبخطوات ثابتة نحو قيادة البشرية من ظلم الفلسفات الوضعية الى عدل المحجة الاسلامية،، والله متم نوره ولكن اكثر الناس لايعلمون ..ندوة التحرير الشهرى بالخرطوم لجنة الإتصالات المركزية
اما نظرة الغرب للاسلام والمسلمين فهي نتاج تراكمات ثقافية وحضارية تكونت عبر قرون .. تعود الى فترة الحروب الصليبية يوضح ذلك (ديفيد بلانكس) و(مايكل فراستو) في مقدمة كتاب لهما صدر عام 1999م عن ( رؤية الغرب للاسلام في العصور الوسطي) يقولا فيه: ( أن جذور رؤية الغرب الراهنة للاسلام والمسلمين تعود الى القرن الحادي عشر الميلادي الذي شهد بداية الحروب الصليبية والمراحل الاولى لنشأة الهوية الغربية الحديثة ) ويقول الكاتبان :( إن الاوروبيين في تلك الفترة كانوا محاصرين بحضارة اكثر قوة وتقدماً وهي حضارة الاسلام وأنهم فشلوا في هزيمة هذه الحضارة خلال الحروب الصليبية كما رفضوا فهمها لكنهم شعروا دائماً بتهديدها الحضاري والديني لهم لذا لعب الاسلام دوراً اساسياًفي تشكيل الهوية الاوروبية ومن ثم الغربية الحديثة ) ويرى الكاتبان ان الاسلام لعب دوراً شبهاه (بنقتيف الصورة في تشكيل رؤية الأوروبي المسيحي المثالية لنفسه ، إذ عمد الاوروبيين الى تشويه صورة منافسيهم (المسلمين) كأسلوب لتقوية صورتهم الذاتية عن انفسهم وبناء ثقتهم في مواجهة عدو اكثر قوة وتحضراً) . وقد انتقلت صورة الاسلام المشوه كما يرى (جون إسبوزيتو ) أستاذ دراسات الاديان والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الامريكية في كتابه التهديد الاسلامي .. حقيقة أم اسطورة الصادر عام 1992م انتقلت هذه الصورة المشوهة الى بعض اهم قادة الاصلاح الفكري والديني في أوروبا وعلى رأسهم زعيم حركة الاصلاح البروتستانتيى مارتن لوثر الذي نظر الى الاسلام على أنه (حركة عنيفة تخدم اعداء المسيح لا يمكن جلبها للمسيحية لأنها مغلقة أمام المنطق ولكن يمكن فقط مقاومتها بالسيف ) . واستمرت هذه النظرة المنحرفة للاسلام لدى مفكري الغرب ومع دخول عصر النهضة الاوروبية في القرن الخامس عشر الميلادي بدأت نظرة الغرب الى الاسلام تأخذ بعداً آخر اشار اليه الكاتب إدوارد سعيد في مؤلفاته وعلى رأسها (الاستشراق ) الصادر في العام 1978م يقول فيه :(ان معرفة الغرب للاسلام في عصر النهضة كانت بغرض السيطرة عليه وليس فهمه وتعاونت مؤسسات المعرفة والفكر الاوروبية مع مؤسسات الاستعمار الرسمية بهدف مدها بالمعرفة اللازمة للسيطرة على المجتمعات المستعمرة ) . واستمرت نظرة الغرب للاسلام بوصفه دين لا يمكن التعايش معه بحسب تعبير الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت والذي قال في 1907من المستحيل ان نتوقع اى تقدم أخلاقي وفكري ومادي أينما يسود المحمديون ) . وقد استعانت الادارة الامريكية بالمستشرق ( برنارد لويس) لعرض افكاره عن الاسلام على العاملين في البيت الابيض تلك الافكار التى يلخصها (لويس) في كتابه الصادر عام 2003م بعنوان (ماذا حدث خطأ؟..الصراع بين الاسلام والحداثة في الشرق الاوسط) والذي يقول فيه :( أن نظرة المسلمين للغرب والولايات المتحدة في الفترة الراهنة يحكمها شعورهم بالمهانة الدولية بعد سقوط حضارتهم وهذا يجعلهم يحقدون على الغرب) . اما تقسيم جورج دبليو بوش العالم الى (خير)و(شر) والى عالم (متحضر) وآخر ( غير متحضر) وحديث رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني في سبتمبر 2001م الذي تحدث فيه عن (سمو الحضارة الغربية مقارنتة بالحضارة الاسلامية ) كل هذا يكشف النفسية الغربية المريضة والمعبأة بافكار البغض تجاه الاسلام واهله .
بعد هذه السياحة التاريخية في وجدان مفكري الغرب والاشارة الى نظرتهم للاسلام والمسلمين لابد لنا من معرفة ما يدور في اذهان صناع السياسة اليوم، وخاصة الادارة الامريكية الحالية وكيف تنظر الى وصول الاسلام الى الحكم ! ومن اين تستمد هذه النظرة ؟ تستمد الادارة الامريكية الحالية نظرتها للاسلام والمسلمين من مجموعة الدراسات التى يقوم باعدادها مركز (راند) والمطلع على بعض اعمال هذا المركز يستطيع ان يقول وبسهولة انها مؤسسة استخباراتية تعمل تحت غطاء مدني كخط خلفي للقيادة السياسية والعسكرية الامريكية وتجرى الابحاث والدراسات اللازمة لعمليات وضع القرار الامريكي ..وطبقاً لدراسة اعدها آنجل راباسا أحد كبار الباحثين في مؤسسة (راند) اوصى فيها الادارة الامريكية بعدة اجندة من اهمها :
1/ إن امريكا وحلفائها يستطيعون تكوين علاقات مع العالم الاسلامي عن طريق دعم وتقوية التيارات الليبرالية والوسطية الحليفة في العالم الاسلامي للقضاء على مصادر الاسلام الراديكالي .
2/ تعرف الدراسة الاسلام الراديكالي وجماعاته بانهم الذين يستندون في فهمهم للاسلام على القرآن والسنة ويتخذون من النبي (صلي الله عليه وسلم) محمد قدوة أخلاقية ويعادون الغرب ويسعون لتوحيد الأمة وتأسيس دولة الخلافة .
3/ دعم جماعات المجتمع المدني المسلم يعتبر من اهم أولويات السياسة الامريكية في العالم الاسلامي ووجود إسلام سياسي معتدل من شأنه ان يقلل من المطالبة بالحكم الثيوقراطي أو بالخلافة الاسلامية .
4/ من القضايا الصعبة في عملية تطوير ديمقراطيات اسلامية إقناع الاحزاب الاسلامية في الدخول والمشاركة السياسية كجماعة الاخوان المسلمين في مصر وهذا من شأنه أن يعمل على ترويض التهديدات داخل الانظمة ويشجع على الاعتدال في المدى البعيد
5/ يحث التقرير الولايات المتحدة على استغلال الاختلافات داخل العالم الاسلامي لدعم مصالحها وإستراتجيتها ومن أهم هذه الاختلافات
أ/ الاختلافات بين السنة والشيعة .
ب/ الاختلافات داخل المجتمعات الأثنية ،والقبائل ،والعشائر وذلك من أجل صياغة الواقع العرقي والقومي والطائفي وفق تركيبة تتناسب والمخططات الامريكية التى تهدف الى تحقيقها .
وما يعنينا هنا في هذا التقرير هو عملية وصول الاسلاميين الى الحكم في البلاد الاسلامية وهذه العملية ستكون اشبه بعملية تبييض الاموال الغير مشروعة ، فالولايات المتحدة تريد تغيير المنطقة وتعلم أن القوى الاسلامية هي المسيطرة على وجدان الشارع العربي وبالتالي لا يمكن القيام باى تغيير يحظى بالمصداقية والاستمرارية إلآ اذا تم الحصول على ختم الاسلاميين عليه من اجل شرعنته . وعليه فإن اميركا تعمل على استغلال من تدعوهم بالمعتدلين من أجل تمرير مخططاتها – ويدخل في مصطلح المعتدلين الاخوان المسلمين والصوفية والشيعة - على اعتبار ان التقرير يعرف الاسلام التقليدي بانه يضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلاله مواجهة وصد الاسلام الاصولي ، ومن هنا سعت الولايات المتحدة للتواصل مع الاخوان المسلمين ومنذ وقت ليس بالقصير وفقاً لنص كلمة ألقاها في مايو 2008م (فرانسيس ريتشاردرني) السفير الامريكي السابق لدى مصر قال فيها : ( انه كان هناك في الثمانينات اتصالات علانية بين دبلوماسيين أمريكيين كانوا يذورون مصر للالتقاء بأعضاء بينهم المرشد العام)
لقد تمخضت صناديق الانتخابات في كل من مصر وتونس عن تأييد كبير لكل من يحمل شعار الاسلام مما يشير بوضوح الى ان المنتخبين قد صوتوا لشعار الاسلام وأنهم يتطلعون الى حكم على اساس الاسلام، وهو مؤشر يتوافق مع استطلاعات للرأى سبق أن قامت بها مؤسسة (فالوب) الامريكية التى كشف استطلاعها عام 2007م أن اكثر من 90% من الشعب المصري يؤيد تحكيم الشريعة الاسلامية وأن حوالى ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع . من الواضح أن دلالة شعار الثورة “الشعب يريد إسقاط النظام” لا تنحصر ضمن حدود إسقاط أشخاص الرؤساء وتنصيب حكام “إسلاميين”، بل هي تعني أيضا إسقاط كل ما ارتبط به الرؤساء المُسقَطون من سياسات وعلاقات، وبالتالي، فإن الشعوب التي أسقطت الأنظمة تتوقع من “الحكام الجدد” أنظمة بديلة تماماً –وان كان هذا المعني للشعار غير مبلور في ازهان الناس – نعم انظمة تنقلب على “طريقة العيش” الفاسدة التي فرضتها الأنظمة التي سقطت، وتعيد صياغة طريقة العيش على أساس إسلامها الكامن في أعماقها، والذي أشعل فيها الثورة، مع اشتعال النار في جسد البوعزيزي ولذلك، فإن التغيير المنشود من قبل من يصوتون “للإسلاميّين”، ومن قِبل من اشتعلوا ثورة ضد الأنظمة السابقة، يتطلب تغيير الدساتير على أساس الإسلام –وحده!- وحل المشكلة الاقتصادية، وإنهاء حالة الهيمنة الغربية على مصالح ومقدرات الأمة، وتحرير البلاد التي رزحت تحت الاحتلال لعقود طويلة، ومسح الخطوط التي خربشتها تلك الهيمنة على خارطة المسلمين، وإعادة الاعتبار لقيم الأمة في الاجتماع وفي الإعلام وفي التعليم وفي الفن وفي السياحة … وفي كل مناحي الحياة، ومن هنا كان التعبير المتمثل في “تغيير طريقة العيش” هو الجامع لهذا التغيير المنشود على أساس الإسلام. ومن الطبيعي أن من يصوّت للإسلام يريد أيضا أن يحمل الإسلام رسالة خير عالمية (كما حمل الغرب الديمقراطية رسالة شر عالمية!)، وبالتالي يتطلع إلى صياغة أسس السياسة الخارجية لتصبح قائمة على هذا الحمل للخير كمصلحة مبدئية، كما صاغت الرأسمالية سياستها الخارجية على أساس مصالحها المبدئية في حمل الديمقراطية للعالم، وكما تحاول اليوم محاصرة هذه الثورات ضمن حدود رسالتها “الديمقراطية” هذه.
إن الدولة المدنية-العلمانية- التي أسّسها الغرب على أنقاض الحكم الكنسي الديني، قد آلت اليوم إلى مجموعة من الأزمات الاقتصادية حتى غدت سمة هذا العصر، وتلك الأزمات قد تمخضت عن –وترافقت مع- مشاكل سياسية تهدد اليوم بقاء الاتحاد الأوروبي، وتنذر بتحركات جماهيرية قد تتصاعد في أمريكا، كما طفا على شاشات الإعلام في مشهد يشبه ميادين التحرير، مما يؤكد أن نموذج الدولة المدنية، لا ينجح في حل مشاكل الإنسان، هذا عدا عن إفلاسه الحضاري والثقافي والاجتماعي كما تشير الإحصاءات الغربية حول حالات الاغتصاب، وكما تدلل تشريعات الزواج المثلي، وحروب النفط، ومعتقلات غوانتانامو، ومنع مظاهر اللباس التي تذكّر بالإسلام في فرنسا.
إن تمثّل شعار الدولة المدنية لدى بعض “الإسلاميين” المنتخبين، رغم ما آلت إليه عند من ابتدعها كحل للهيمنة الكنسية في أوروبا، يكشف عن حالة مرضية في التفكير لدى بعضهم وانهزام فكري، حيث باتوا كأنهم يدعون إلى إعادة إنتاج مسلسل التيه الذي عاشه الغرب على أساس الدولة المدنية، متناسين أن الأمة تمتلك الحل الأصيل –ولا نقول البديل- لمشاكل الإنسان.
وإضافة لذلك فإنهم في تلك الحالة يكونون قد تخلّوا عن حمل الإسلام كبديل حضاري يُعيد صياغة الأنظمة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية وحالات السلم والحرب، بل حملوا رسالة الغرب الديمقراطية، ومن ثم فمن الممكن أن يتحولوا إلى “ساسة-دراويش” تتلاعب فيهم القوى الدولية، وتُسقطهم فيما سقطت فيه من أوحال، ومن ثم يسقطون في أعين الناس، ويفشلون في تجاوز الأزمات الاقتصادية، مما يخلق لهم أزمات سياسية وداخلية لا قبل لهم بها.
إن ا لتخلص من أشخاص الحكام الفاسدين يمكن أن يؤدي إلى طبقة من الحكام “الشرفاء”، ولكنه لا يمكن إن يؤدي إلى حكم رشيد على أساس الإسلام يحقق تطلعات الناس. فهل يلتفت هؤلاء “الإسلاميون” الذين يتأهبون لصياغة الدساتير إلى مبدئهم الإسلامي ويستندون إليه وحده ؟ وهل يطبقون نظرته الإسلامية التي تقلب النظرة الاقتصادية وتصوغ المشكلة الاقتصادية على حقيقتها وهي أنها مشكلة توزيع الثروات بين الناس ؟ وهل يغيّرون وجه الدولة والمجتمع ؟
إن “الإسلاميين” المنتخبَين على مفترق طرق: إما أن يصرّوا على تجريب المجرّب، وإما أن يلتزموا مفاهيم الأعماق التي تتفجر في أنفسهم وتطفوا على السطح في بعض المناسبات الجماهيرية والإعلامية، كما حصل مع الجبالي –رئيس الوزراء التونسي المرتقب- عندما بشّر بخلافة سادسة، وكما حصل مع الشيخ حازم صلاح مرشح الرئاسة المصرية المحتمل، عندما صدع بشرعيّة عودة الخلافة في لقائه قبل أيام مع فضائية مصرية .
ان وصول الاسلاميين الى الحكم لا يعني باى حال من الاحوال وصول الاسلام وهي تجربة محكوم عليها بالفشل وذلك لاسباب موضوعية ، الم ترى الى برلمان 2005م بمصر كان به 88 عضواً تحت اسم الاخوان المسلمين في عهد المخلوع مبارك الذي كانوا يشاركونه في هذه العظمة في المجالس التشريعية مما يعني ان الثورة قد اندلعت وهم يشكلون جزء لا يتجزء من النظام الذي يعمل الشعب على اسقاطه ، اما تصريح وزيرة الدولة الفرنسية للشباب (جانيت بوغريب ) ففيه رد لازع لإخوان العسكر وسلفية كام ديفيد ولكل دعاة الديمقراطية ، حيث قالت خلال حديث لها لصحيفة (لوباريسيان) : (لا أعرف اى اسلام معتدل، والشريعة الاسلامية لا تقبل الحلول الوسط) واستنكرت دخول تيارات الاسلام في العملية الديمقراطية . نعم هذه الوزيرة بتخصصها الدراسي في القانون ادركت تلك الحقيقة الناصعة والفرق الشاسع بين الاسلام كفلسفة تفصيلية ، وبين الديمقراطية الليبرالية نختم بتلكم الحقيقة التى أفزع ( جلين بيك) فيخوف العالم بها .. وما ادراك ما جلين بيك !! فهو احد الرجال القلائل الذين يساهمون في تشكيل وصناعة الرأى العام الغربي، ضد قضايا معينة، او لصالحها ، وهو الرئيس التنفيذي ل ( مير كيري راديو أرتس ) وهي شركة اعداد المحتوى للإذاعة والتلفذيون ،والنشر،والمسرح والانترنيت . في برنامجه الذي يبث من قناة فوكس نيوز بتاريخ 29/ 6/2011م حاول الرجل (تشريح) الثورة العربية وقال انها ثورة اسلامية من اجل طلب النصرة وإقامة الخلافة الاسلامية .. في بداية البرنامج وقف مقدم البرنامج وخلفه شاشة تلفزيونية بحجمه كتب عليها الخلافة الاسلامية القادمة –كعنوان للبرنامج- وظهرت على الشاشة خريطة العالم الاسلامي .. وكانت اول كلماته التى قالها ليقدم لبرنامجه قال : ( سوف احدثكم عن اسوء السناريوهات وهذا قد لايحدث ولكن هو الهدف الاساسي الذي يسعى اليه الذين يطلبون النصرة ،هكذا ستقوم الخلافة )(الكلمات بين القوسين لقلين بك أدخل يوتويوب لترى الأمر كما فعل (إنترنت) يقول: (اذا اضاءة دولة على الخارطة فهذا يعني انها قد ضمت الى دولة الخلافة ) يتجه الى الخارطة فتضىء تونس –كنقطة ارتكاز- يقول :(الفقراء والغاضبون يطالبون بالتغير لكن اسوء شىء ان تقوم قوة تطبق الشريعة الاسلامية فيها ) يقول :(الامر ذاته ينطبق على مصر فهي ايضاً ضعيفة ..ويتحدث عن سوريا فيقول سوريا حاكمها عبارة عن دمية متحركة ، ويتحدث عن جميع بلاد المسلمين وامكانية ضمها لدولة الخلافة الوليدة .. فيقول :( ماذا سيحدث الآن ؟ جميع الدول ضعيفة امام المد الاسلامي يا الله يا الله الخلافة ستقوم الخلافة ستقوم الخلافة ، ثم تقوم الخلافة فتحكم بدستور الشريعة المنطقة برمتها) ثم ينتقل الى المغرب فيقول:(اذا سقطت المغرب ستقوم الدولة الاسلامية القائمة على اسبانيا والبرتقال ويمكن ان يغلق مضيق جبل طارق ،وقد كانت اسبانيا دولة اسلامية عريقة في السابق وهي الان في خطر ..انه اسوأ كابوس للغرب لكنه افضل ماتتمناه الاحزاب الاسلامية التى تنظم المعارضين وتطالب بالقوة والنصرة ،نحن لا نتكلم عن عامة الناس وانما نتكلم عن الاشخاص الذين يطلبون النصرة والقوة وكل هذا يمكن ان يتحقق .. انكم لا تسمعون الحقيقة كاملة ..انهم يضللونكم انهم لا يريدون الحرية ..انها ليست مطالب بالديمقراطية بل هم يطالبون بدولة اسلامية )انتهى نعم الخلافة قائمة شاء قلين بيك ام غضب وارتعب فهي قادمة وبخطوات ثابتة نحو قيادة البشرية من ظلم الفلسفات الوضعية الى عدل المحجة الاسلامية،، والله متم نوره ولكن اكثر الناس لايعلمون ..ندوة التحرير الشهرى بالخرطوم لجنة الإتصالات المركزية
تعليق