ثقافة (تويتر) وبني عشيرته!!
فالح بن محمد الصغير
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل زمن سماته، وظواهره، وثقافته الشائعة صائبة كانت أو خاطئة.
وعليه تستلزم المشاركة في دراسة هذه السمات، والظواهر وتعزيز ما هو إيجابي، وتخفيف ما هو سلبي.
ومن سمات هذا العصر انتشار التقنية بشكل تنافسي كبير، وبخاصة تقنية التواصل مثل المواقع الالكترونية المتنوعة، والتسابق لإخراج الجديد، واستخدامه بمختلف الاستخدامات المفيدة وغير المفيدة.
ويخص بالذكر ما ينتشر هذه الأيام وهو ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص (تويتر).
هذه التقنية محدودة الألفاظ، سريعة الانتشار أصبحت محلاً للتنافس بين المستخدم والمتلقي مع خلوٍ من الضوابط الدينية أو السياسية أو الاجتماعية، فهي سوق مفتوح يُجلب فيه كل بضاعة، وما كانت هذه حاله فالبضائع مختلفة، فيه السمين الطيب، وفيه الغث الذي لا يضر ولا ينفع، وفيه الضار الكثير.
هذا (تويتر) غلا فيه أقوام في ضرورة استعماله والاستفادة منه لنشر ما لدى الإنسان، أو للتلقي منه بما يحويه من تنوع الثقافة.
وتردد فيه أقوام آخرون غير آبهين به لما يتسم به من ضياع الأوقات، واختلاط الثقافات، وعدم وجود ضوابط للتميز بين المفيد وغير المفيد.
ولمزيد من النظر فيه يلحظ المتابع عدة ملاحظ ربما تكون مفيدة في هذا السياق، ومنها:
- أنه الجديد الآن في التواصل.
- أنه محدود الحجم في الرسالة الواحدة (التغريدة) حتى لا يتسع لأكثر من (140) حرفًا، وهذا يتطلب اختصارًا دقيقًا لمرسل أي رسالة يريد نشرها.
- وعليه لا يمكن التفصيل في الرسالة الواحدة.
- وهذا قد يسبب اختزال المعلومة التي تتطلب تفصيلاً مفيدًا.
- سرعة الانتشار بحيث يمكن أن يطلع على الرسالة آلاف البشر، وهذا قد يوصل المعلومة المهمة إلى عدد كبير لا يمكن الوصول إليهم بغير هذه الطريقة.
- هذا الموقع مغري لطالبي الشهرة، أو وجود اسم في عالم الثقافة العامة، أو لمن يشار إليه بأنه متابع لجديد النت.
- وما كان كذلك فبطبيعة الحال أكثر ما يوجد إما شخصي يحكي ثقافة هذا المستخدم الشخصية، أو معلومات غير موثقة لأن التوثيق يتطلب اتباع قواعد التوثيق وهذا ما لا تستوعبه المساحة المعدة إلا بالإحالة إلى المراجع وهذا قليل.
- وأيضًا لا يمكن أن يعبر عن ثقافة مؤصلة وإنما أقرب ما تكون إلى انطباعات وخواطر لا تحكي ثقافة متكاملة.
- وهذا يؤثر سلبًا على التكامل الثقافي المنشود، ومن ثم يقلص العمق الثقافي في الأمة المستخدمة (بنهم) لهذه المواقع.
- وفي محال التسابق أيضًا جرى هذا إلى الاستخدامات الشرعية كالتوجيه العام.
- وأخص منها: استخدامه في الفتاوى، وحيث كانت سريعة وغير مدعمة بالدليل فلا شك أنها محل اضطراب، أو تساؤل، أو محلاً للأخذ والردّ.
- تلك سمات تقنية، وسمات استخدامية تستدعي التأمل فيما يخص ثقافتنا، وصياغة أخبارنا، ونشر المعلومات.
- ولعلّ من محلّ التأمل أن يطرح هنا بعض الاستفهامات التي أترك للقارئ الحصيف تحديد موقفه، ونوعية
استخدامه:
1- ما طبيعة ثقافتنا التي يجب أن تؤصل فينا؟
2- ما مصدرية الثقافة المتكاملة، والتي تحدد هويتنا؟
3- وهل هذه المواقع التواصلية هي مصدر ثقافة؟ أو هي مجال لإبراز شخصية ثقافية!!
5- هل تأملنا في أثرها؟
6- وهل هي تستحق شغل فراغ الشباب والفتيات؟ وهل درسنا نسبة الوقت الذي يقضيه شبابنا وفتياتنا معها؟
7- ما مدى مساحة الجدل المحمود؟ والجدل المذموم فيها؟
8- هل قبل استخدامه دُرست إيجابياتها وسلبياتها واتخذ الطريق المناسب في الاستخدام؟
9- وهل استشار المستخدم لها قبل أن تستهويه؟
10- وهل تعطى قياسًا صحيحًا لأي قضية ثقافية؟
11- ما مدى استفادة أعدائنا في قياس ثقافتنا من خلالها؟ ومدى تأثيرهم في صياغة هذه الثقافة.
12- وهل هذه الاستفهامات هي تعقيد يجب الابتعاد عنه أو هي موضوعية يؤدي جوابها إلى نتائج إيجابية.
13- وإذا جاز استخدامها في جزئيات ثقافتنا فهل يجوز استخدامها لنشر الفتاوى؟ وهل يتعارض مع منهجية الفتوى الصحيحة؟
14- وهل لهذا الاستخدام أثر في إضعاف مصادر الثقافة المؤصلة؟
15- وماذا بعد؟ هل سيعود شبابنا وفتياتنا للمصادر الحقيقة للثقافة أم أنهم سيبحثون عن جديد آخر أكثر سرعة وانتشارًا واختزالاً للمعرفة؟
وأخيرًا هي دعوة للنظر والترشيد، والاستخدام الأمثل، والاستفادة الحقة، وعدم الانحراف مع كل جديد إلا بوضوح رؤية.
ولعلّ في الختام أُذكّر بنقاط أتمنى أن لا تكون غائبة حال استخداماتنا لهذه التقنية وغيرها مما يجّد حتى نتبصر الدرب، ولا نضل الطريق، أو نتيه في عالم التقنية دون معالم مرشدة، وأوتاد مثبتة لثقافتنا وهويتنا، ولعلها معالم تفيد في المشاركة على تلك الأسئلة.
أولاها: أظن أن كثيرين من المطالعين والمستخدمين لهذه التقنية يدركون أنها لا تغني عن الكتاب المطبوع فهو الباقي، وعشاقه لازالوا مع عشقهم بل يزداد، وإن سطعهم لمعان التقنية، وقادتهم عجلة الكلمة السريعة، حتى لا تسرق معارفهم، ولا تخترق ثقافتهم، وللأستاذ الأديب الفاضل حمد بن عبد الله القاضي محاضرة طبعت في كتيب سماه: (الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي) وأحسب أنه من الملازمين الكتاب، وعاشقي الكلمة الأصيلة، والتأصيل المؤسس.
(فتويتر) وإخوانه وبنو أعمامه مهما غزوا لمعرفة فلا يغنو عن الأصل.
وثانيها: الكلمة نفيسة وأثرها عظيم، وسعرها غالٍ هكذا تعلمنا، وهكذا تأسسنا من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول سبحانه: ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن المرء ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفًا).
والنصوص لا يحصيها هذا المقام والمراد هنا الإشارة مع إيجاز العبارة.
فهل (تويتر) وأقرباؤه سيرخصون ثمن الكلمة، ويصبغون أثرها حتى اشتغلت أوقات كثيرين في سطحية المعاني، وقضايا الشخصيات، في ذهابهم وإيابهم، وسفرهم وإقامتهم، وأكلهم وشربهم، ومسامرتهم لأهلهم، وكذا في اختزال القضايا حتى الفتاوى، فرخصت في سوق التقنية ومن ثم ضعف أثرها المحمود، أو تضفي من آثارها السلبية حتى على علاقات الناس الشخصية.
وثالثها: ما بال بعض المفكرين والمثقفين والدعاة يكاد يطغى عليهم لمعان (تويتر) وأقاربه دون أن يتأملوا المواضع الإيجابية مع عدم الانهزام أمامه فيفيدوا من إيجابياته دون أن ينغمروا في طوفانه، ويخلعوا جلباب الحياء من تهمة عدم التعامل مع الجديد، فيعطوا القدوة الحقة كما يكونون في مواضع أخرى.
وعلى هذا فالمنتديات العلمية، والثقافية، واللقاءات، والحوارات يجب أن تصمد لتعيد للثقافة تأصيلها، ويبقى الرواد هم أهل العلم والفكر.
ورابعها: وهي تابعة لما قبلها بمعنى هل يستطيع المفكرون وأهل العلم وبخاصة من يعيش مع (تويتر) وبني عمه أن يصيغوا فكرًا سليمًا، وثقافة رصينة بعيدة عن (الأنا) و(التعليق في الأبراج العاجية) و(العمومية المفرطة)، (والشخصية البحتة).
هذا هو المؤمل لكي نبرهن فعلاً على حسن الاستفادة، وسلامة الاستخدام لهذه التقنية ويكون سباقنا في ميدانه الصحيح، لا أن يكون - كما هو – صراخًا فيه الجيد والرديء – وهو أكثر -.
وهكذا أحسب متفائلاً أن يتعب أهل الرأي والعلم والتوجيه فكرهم لكي يعمروا تلك الصفحات بغزير المفيد، ويسنوا سننًا حسنة تكون جارية لهم إلى يوم القيامة.
وخامسها وهو آخرها هل يمكن تطهير هذه التقنية من الفتاوى الشاذة، والأحاديث الموضوعة، والحكايات الغريبة؟ وهذه بلا شك من أعظم المسؤوليات ففيها الذب عن الدين، وعن السنة، وفيها صحة العقول وسلامة الفكر، والوعي المطلوب لا أن يكون ميدانًا لتلك الأشياء التي تغزو ثقافتنا وفكرنا فتندمج مع الصحيح فتضعفه، وتختلط بالصالح فتفسده، وهذا من المؤمل أيضًا بل هو أعظم.
تلك إشارات وخطرات لاقتفاء منهج صحيح للتعامل مع (تويتر) وجميع أقاربه، وما يولد بعده.
شكرًا أخي القارئ على تكليف نفسك قراءة هذه الكلمات التي أرجو ألاّ يفهم منها هجر (تويتر) وأقاربه مطلقًا، بل المراد حسن التعامل الذي أمر به الإسلام مع جميع الأشياء.
والله من وراء القصد
بعد هذا المقال الرائع ما رئيك اخي في الاسلام وما هو تعليقك هل ستجيب على الاسئلة الموجودة هل سنحسن جميعا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك .. الخ لنكون دعاة الى الاسلام ونحسن صورة الاسلام وننشر دعوه الله
الله اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
فالح بن محمد الصغير
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل زمن سماته، وظواهره، وثقافته الشائعة صائبة كانت أو خاطئة.
وعليه تستلزم المشاركة في دراسة هذه السمات، والظواهر وتعزيز ما هو إيجابي، وتخفيف ما هو سلبي.
ومن سمات هذا العصر انتشار التقنية بشكل تنافسي كبير، وبخاصة تقنية التواصل مثل المواقع الالكترونية المتنوعة، والتسابق لإخراج الجديد، واستخدامه بمختلف الاستخدامات المفيدة وغير المفيدة.
ويخص بالذكر ما ينتشر هذه الأيام وهو ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص (تويتر).
هذه التقنية محدودة الألفاظ، سريعة الانتشار أصبحت محلاً للتنافس بين المستخدم والمتلقي مع خلوٍ من الضوابط الدينية أو السياسية أو الاجتماعية، فهي سوق مفتوح يُجلب فيه كل بضاعة، وما كانت هذه حاله فالبضائع مختلفة، فيه السمين الطيب، وفيه الغث الذي لا يضر ولا ينفع، وفيه الضار الكثير.
هذا (تويتر) غلا فيه أقوام في ضرورة استعماله والاستفادة منه لنشر ما لدى الإنسان، أو للتلقي منه بما يحويه من تنوع الثقافة.
وتردد فيه أقوام آخرون غير آبهين به لما يتسم به من ضياع الأوقات، واختلاط الثقافات، وعدم وجود ضوابط للتميز بين المفيد وغير المفيد.
ولمزيد من النظر فيه يلحظ المتابع عدة ملاحظ ربما تكون مفيدة في هذا السياق، ومنها:
- أنه الجديد الآن في التواصل.
- أنه محدود الحجم في الرسالة الواحدة (التغريدة) حتى لا يتسع لأكثر من (140) حرفًا، وهذا يتطلب اختصارًا دقيقًا لمرسل أي رسالة يريد نشرها.
- وعليه لا يمكن التفصيل في الرسالة الواحدة.
- وهذا قد يسبب اختزال المعلومة التي تتطلب تفصيلاً مفيدًا.
- سرعة الانتشار بحيث يمكن أن يطلع على الرسالة آلاف البشر، وهذا قد يوصل المعلومة المهمة إلى عدد كبير لا يمكن الوصول إليهم بغير هذه الطريقة.
- هذا الموقع مغري لطالبي الشهرة، أو وجود اسم في عالم الثقافة العامة، أو لمن يشار إليه بأنه متابع لجديد النت.
- وما كان كذلك فبطبيعة الحال أكثر ما يوجد إما شخصي يحكي ثقافة هذا المستخدم الشخصية، أو معلومات غير موثقة لأن التوثيق يتطلب اتباع قواعد التوثيق وهذا ما لا تستوعبه المساحة المعدة إلا بالإحالة إلى المراجع وهذا قليل.
- وأيضًا لا يمكن أن يعبر عن ثقافة مؤصلة وإنما أقرب ما تكون إلى انطباعات وخواطر لا تحكي ثقافة متكاملة.
- وهذا يؤثر سلبًا على التكامل الثقافي المنشود، ومن ثم يقلص العمق الثقافي في الأمة المستخدمة (بنهم) لهذه المواقع.
- وفي محال التسابق أيضًا جرى هذا إلى الاستخدامات الشرعية كالتوجيه العام.
- وأخص منها: استخدامه في الفتاوى، وحيث كانت سريعة وغير مدعمة بالدليل فلا شك أنها محل اضطراب، أو تساؤل، أو محلاً للأخذ والردّ.
- تلك سمات تقنية، وسمات استخدامية تستدعي التأمل فيما يخص ثقافتنا، وصياغة أخبارنا، ونشر المعلومات.
- ولعلّ من محلّ التأمل أن يطرح هنا بعض الاستفهامات التي أترك للقارئ الحصيف تحديد موقفه، ونوعية
استخدامه:
1- ما طبيعة ثقافتنا التي يجب أن تؤصل فينا؟
2- ما مصدرية الثقافة المتكاملة، والتي تحدد هويتنا؟
3- وهل هذه المواقع التواصلية هي مصدر ثقافة؟ أو هي مجال لإبراز شخصية ثقافية!!
5- هل تأملنا في أثرها؟
6- وهل هي تستحق شغل فراغ الشباب والفتيات؟ وهل درسنا نسبة الوقت الذي يقضيه شبابنا وفتياتنا معها؟
7- ما مدى مساحة الجدل المحمود؟ والجدل المذموم فيها؟
8- هل قبل استخدامه دُرست إيجابياتها وسلبياتها واتخذ الطريق المناسب في الاستخدام؟
9- وهل استشار المستخدم لها قبل أن تستهويه؟
10- وهل تعطى قياسًا صحيحًا لأي قضية ثقافية؟
11- ما مدى استفادة أعدائنا في قياس ثقافتنا من خلالها؟ ومدى تأثيرهم في صياغة هذه الثقافة.
12- وهل هذه الاستفهامات هي تعقيد يجب الابتعاد عنه أو هي موضوعية يؤدي جوابها إلى نتائج إيجابية.
13- وإذا جاز استخدامها في جزئيات ثقافتنا فهل يجوز استخدامها لنشر الفتاوى؟ وهل يتعارض مع منهجية الفتوى الصحيحة؟
14- وهل لهذا الاستخدام أثر في إضعاف مصادر الثقافة المؤصلة؟
15- وماذا بعد؟ هل سيعود شبابنا وفتياتنا للمصادر الحقيقة للثقافة أم أنهم سيبحثون عن جديد آخر أكثر سرعة وانتشارًا واختزالاً للمعرفة؟
وأخيرًا هي دعوة للنظر والترشيد، والاستخدام الأمثل، والاستفادة الحقة، وعدم الانحراف مع كل جديد إلا بوضوح رؤية.
ولعلّ في الختام أُذكّر بنقاط أتمنى أن لا تكون غائبة حال استخداماتنا لهذه التقنية وغيرها مما يجّد حتى نتبصر الدرب، ولا نضل الطريق، أو نتيه في عالم التقنية دون معالم مرشدة، وأوتاد مثبتة لثقافتنا وهويتنا، ولعلها معالم تفيد في المشاركة على تلك الأسئلة.
أولاها: أظن أن كثيرين من المطالعين والمستخدمين لهذه التقنية يدركون أنها لا تغني عن الكتاب المطبوع فهو الباقي، وعشاقه لازالوا مع عشقهم بل يزداد، وإن سطعهم لمعان التقنية، وقادتهم عجلة الكلمة السريعة، حتى لا تسرق معارفهم، ولا تخترق ثقافتهم، وللأستاذ الأديب الفاضل حمد بن عبد الله القاضي محاضرة طبعت في كتيب سماه: (الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي) وأحسب أنه من الملازمين الكتاب، وعاشقي الكلمة الأصيلة، والتأصيل المؤسس.
(فتويتر) وإخوانه وبنو أعمامه مهما غزوا لمعرفة فلا يغنو عن الأصل.
وثانيها: الكلمة نفيسة وأثرها عظيم، وسعرها غالٍ هكذا تعلمنا، وهكذا تأسسنا من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول سبحانه: ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن المرء ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفًا).
والنصوص لا يحصيها هذا المقام والمراد هنا الإشارة مع إيجاز العبارة.
فهل (تويتر) وأقرباؤه سيرخصون ثمن الكلمة، ويصبغون أثرها حتى اشتغلت أوقات كثيرين في سطحية المعاني، وقضايا الشخصيات، في ذهابهم وإيابهم، وسفرهم وإقامتهم، وأكلهم وشربهم، ومسامرتهم لأهلهم، وكذا في اختزال القضايا حتى الفتاوى، فرخصت في سوق التقنية ومن ثم ضعف أثرها المحمود، أو تضفي من آثارها السلبية حتى على علاقات الناس الشخصية.
وثالثها: ما بال بعض المفكرين والمثقفين والدعاة يكاد يطغى عليهم لمعان (تويتر) وأقاربه دون أن يتأملوا المواضع الإيجابية مع عدم الانهزام أمامه فيفيدوا من إيجابياته دون أن ينغمروا في طوفانه، ويخلعوا جلباب الحياء من تهمة عدم التعامل مع الجديد، فيعطوا القدوة الحقة كما يكونون في مواضع أخرى.
وعلى هذا فالمنتديات العلمية، والثقافية، واللقاءات، والحوارات يجب أن تصمد لتعيد للثقافة تأصيلها، ويبقى الرواد هم أهل العلم والفكر.
ورابعها: وهي تابعة لما قبلها بمعنى هل يستطيع المفكرون وأهل العلم وبخاصة من يعيش مع (تويتر) وبني عمه أن يصيغوا فكرًا سليمًا، وثقافة رصينة بعيدة عن (الأنا) و(التعليق في الأبراج العاجية) و(العمومية المفرطة)، (والشخصية البحتة).
هذا هو المؤمل لكي نبرهن فعلاً على حسن الاستفادة، وسلامة الاستخدام لهذه التقنية ويكون سباقنا في ميدانه الصحيح، لا أن يكون - كما هو – صراخًا فيه الجيد والرديء – وهو أكثر -.
وهكذا أحسب متفائلاً أن يتعب أهل الرأي والعلم والتوجيه فكرهم لكي يعمروا تلك الصفحات بغزير المفيد، ويسنوا سننًا حسنة تكون جارية لهم إلى يوم القيامة.
وخامسها وهو آخرها هل يمكن تطهير هذه التقنية من الفتاوى الشاذة، والأحاديث الموضوعة، والحكايات الغريبة؟ وهذه بلا شك من أعظم المسؤوليات ففيها الذب عن الدين، وعن السنة، وفيها صحة العقول وسلامة الفكر، والوعي المطلوب لا أن يكون ميدانًا لتلك الأشياء التي تغزو ثقافتنا وفكرنا فتندمج مع الصحيح فتضعفه، وتختلط بالصالح فتفسده، وهذا من المؤمل أيضًا بل هو أعظم.
تلك إشارات وخطرات لاقتفاء منهج صحيح للتعامل مع (تويتر) وجميع أقاربه، وما يولد بعده.
شكرًا أخي القارئ على تكليف نفسك قراءة هذه الكلمات التي أرجو ألاّ يفهم منها هجر (تويتر) وأقاربه مطلقًا، بل المراد حسن التعامل الذي أمر به الإسلام مع جميع الأشياء.
والله من وراء القصد
بعد هذا المقال الرائع ما رئيك اخي في الاسلام وما هو تعليقك هل ستجيب على الاسئلة الموجودة هل سنحسن جميعا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك .. الخ لنكون دعاة الى الاسلام ونحسن صورة الاسلام وننشر دعوه الله
الله اعننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
تعليق