صحيفة معاريف : يخيطون الخلافة الاسلامية
قدرة الرئيس الراحل السادات للصدام مع إسرائيل في حرب يوم الغفران رفعت قامة المصريين وفتحت الطريق لاتفاق السلام الذي وقع بعد ذلك. الاتفاق هو ما سمح بتوجيه المقدرات لغرض تقدم الاقتصاد في مصر، العملية التي استمرت منذ حكم السادات وحتى نهاية حكم مبارك.
ولكن اليوم تهب رياح جديدة من الجنوب، وينبغي الانصات بعناية شديدة للاصوات التي تنطلق من مصر والدعوات من جانب نشطاء الاخوان المسلمين المتطرفين المنادين باسقاط حكم الضباط برئاسة الجنرال طنطاوي واقامة خلافة إسلامية بدلا منه بدايتها في مصر وواصلتها في باقي الدول العربية.
الاصوات التي تنطلق سواء على لسان نشطاء حزب الوفد المعتدل ظاهرا أم على لسان الاخوان المسلمين متماثلة في عدائها وكراهيتها لدولة اسرائيل. الشعارات معروفة: 'اسرائيل تجند الجواسيس لاعمال تآمرية في مصر'، 'اسرائيل تستعد لحرب مع مصر' و 'سنقتل كل اليهود'.
الربط بين حماس في غزة وبين الاخوان المسلمين في مصر، الذين لا ريب انهم سيكونون عاملا حاسما في إقامة الحكومة المصرية الجديدة، ينبغي أن يبعث على قلق شديد. سيناء اصبحت منطقة سائبة، وارساليات السلاح الى القطاع تحولت من تنقيط الى طوفان. غزة اصبحت مخزن سلاح هائلا سيوجه لاسرائيل في المواجهة القريبة القادمة، والقطاع سيصبح قاعدة متقدمة في الطريق لخلق خلافة إسلامية.
ومع أنه لا يوجد أي قاسم مشترك بين حماس وفتح ومع أن 'المصالحة' هي في هذه اللحظة مصلحة مشتركة للحركتين يبدو أنها مجرد مسألة وقت حتى تطوف الرواسب القديمة والمواجهة بين حماس وفتح تستأنف.
في الاردن أيضا يوجد قلق شديد. هناك أيضا يرون في الاتفاق بين حماس والسلطة حقنة تشجيع لتعزيز الاخوان المسلمين الذين يهددون حكم الملك. حتى لو كانت المصالحة بين فتح وحماس وهمية، واجب على اسرائيل أن تشرح للعالم بان ارتباط السلطة الفلسطينية بحماس هو خطوة لا يمكن لاسرائيل أن تسلم بها.
يحتمل أن يكون هذا هو الوقت لاستغلال العلاقة القوية بين مصر وحماس لاجل القطع النهائي للروابط بين البنى التحتية الفلسطينية واسرائيل. يمكن التفكير بقطع تدريجي لشبكات الكهرباء والمياه، في ظل إقرار جدول زمني لانهاء العملية. فك ارتباط كهذا هو مصلحة إسرائيلية.
في مقابلة أجريتها مؤخرا مع رئيس القائمة العربية الموحدة النائب ابراهيم صرصور، زعيم الجناح الاسلامي الجنوبي، تحدث صراحة عن رغبة عرب إسرائيل في 'الوحدة بين كل الدول العربية وإقامة دولة عربية واحدة كي نتمكن من الحديث بصوت واحد ونمارس كل قوتنا من أجل المصلحة العربية المشتركة' (ولاجل النزاهة، نشير الى أنه تحدث أيضا عن دولة اسرائيل الى جانب دولة عربية).
قارنوا أقوال النائب صرصور بأقوال النائب مسعود غنايم، هو ايضا من القائمة العربية الموحدة الذي يطالب بدولة عربية واحدة في كل مناطق بلاد اسرائيل واعادة 7 مليون لاجيء، فيما 'يهدئ' من روعي في أنه لن يحصل لليهود الذين يعيشون في اسرائيل أي ضُر، 'فقط سيتعين عليهم أن يسيروا في خط مستقيم حسب الأغلبية (الفلسطينية) بالطبع'.
السلام المرغوب فيه من جانب أبو مازن، هنية والنواب العرب هو واحد ـ دولة خلافة إسلامية في كل الشرق الاوسط. كلما فهمنا ذلك في وقت مبكر أكثر، احسن.
معاريف 7/12/2011
قدرة الرئيس الراحل السادات للصدام مع إسرائيل في حرب يوم الغفران رفعت قامة المصريين وفتحت الطريق لاتفاق السلام الذي وقع بعد ذلك. الاتفاق هو ما سمح بتوجيه المقدرات لغرض تقدم الاقتصاد في مصر، العملية التي استمرت منذ حكم السادات وحتى نهاية حكم مبارك.
ولكن اليوم تهب رياح جديدة من الجنوب، وينبغي الانصات بعناية شديدة للاصوات التي تنطلق من مصر والدعوات من جانب نشطاء الاخوان المسلمين المتطرفين المنادين باسقاط حكم الضباط برئاسة الجنرال طنطاوي واقامة خلافة إسلامية بدلا منه بدايتها في مصر وواصلتها في باقي الدول العربية.
الاصوات التي تنطلق سواء على لسان نشطاء حزب الوفد المعتدل ظاهرا أم على لسان الاخوان المسلمين متماثلة في عدائها وكراهيتها لدولة اسرائيل. الشعارات معروفة: 'اسرائيل تجند الجواسيس لاعمال تآمرية في مصر'، 'اسرائيل تستعد لحرب مع مصر' و 'سنقتل كل اليهود'.
الربط بين حماس في غزة وبين الاخوان المسلمين في مصر، الذين لا ريب انهم سيكونون عاملا حاسما في إقامة الحكومة المصرية الجديدة، ينبغي أن يبعث على قلق شديد. سيناء اصبحت منطقة سائبة، وارساليات السلاح الى القطاع تحولت من تنقيط الى طوفان. غزة اصبحت مخزن سلاح هائلا سيوجه لاسرائيل في المواجهة القريبة القادمة، والقطاع سيصبح قاعدة متقدمة في الطريق لخلق خلافة إسلامية.
ومع أنه لا يوجد أي قاسم مشترك بين حماس وفتح ومع أن 'المصالحة' هي في هذه اللحظة مصلحة مشتركة للحركتين يبدو أنها مجرد مسألة وقت حتى تطوف الرواسب القديمة والمواجهة بين حماس وفتح تستأنف.
في الاردن أيضا يوجد قلق شديد. هناك أيضا يرون في الاتفاق بين حماس والسلطة حقنة تشجيع لتعزيز الاخوان المسلمين الذين يهددون حكم الملك. حتى لو كانت المصالحة بين فتح وحماس وهمية، واجب على اسرائيل أن تشرح للعالم بان ارتباط السلطة الفلسطينية بحماس هو خطوة لا يمكن لاسرائيل أن تسلم بها.
يحتمل أن يكون هذا هو الوقت لاستغلال العلاقة القوية بين مصر وحماس لاجل القطع النهائي للروابط بين البنى التحتية الفلسطينية واسرائيل. يمكن التفكير بقطع تدريجي لشبكات الكهرباء والمياه، في ظل إقرار جدول زمني لانهاء العملية. فك ارتباط كهذا هو مصلحة إسرائيلية.
في مقابلة أجريتها مؤخرا مع رئيس القائمة العربية الموحدة النائب ابراهيم صرصور، زعيم الجناح الاسلامي الجنوبي، تحدث صراحة عن رغبة عرب إسرائيل في 'الوحدة بين كل الدول العربية وإقامة دولة عربية واحدة كي نتمكن من الحديث بصوت واحد ونمارس كل قوتنا من أجل المصلحة العربية المشتركة' (ولاجل النزاهة، نشير الى أنه تحدث أيضا عن دولة اسرائيل الى جانب دولة عربية).
قارنوا أقوال النائب صرصور بأقوال النائب مسعود غنايم، هو ايضا من القائمة العربية الموحدة الذي يطالب بدولة عربية واحدة في كل مناطق بلاد اسرائيل واعادة 7 مليون لاجيء، فيما 'يهدئ' من روعي في أنه لن يحصل لليهود الذين يعيشون في اسرائيل أي ضُر، 'فقط سيتعين عليهم أن يسيروا في خط مستقيم حسب الأغلبية (الفلسطينية) بالطبع'.
السلام المرغوب فيه من جانب أبو مازن، هنية والنواب العرب هو واحد ـ دولة خلافة إسلامية في كل الشرق الاوسط. كلما فهمنا ذلك في وقت مبكر أكثر، احسن.
معاريف 7/12/2011
تعليق