لو استقبلت من أمري ما استدبرت!!
(سلسلة تصحيحية تعالج مراحل حياتنا حسب تصنيف مسؤولياتنا في كل مرحلة)
الحلقة الأولى
(الشباب)
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لما صاحبت إلا متديناً، ولما ضيعت زهرة عمري مع أصدقاء السوء، الذين استنفدوا جهدي وما لدي من مال، بل والكثير من صحتي فيما لا ينفع، بل يضر بحياتي وآخرتي!! ولكن حمداً لك اللهم على أن جعلت في التوبة سبيلاً لمحو السيئات وغفران الخطايا، وما علي الآن إلا تعويض كل ذلك بالمزيد من فعل الخيرات، وترك المنكرات؛ عسى ربي أن يعوضني ما فاتني من عمل الصالحات!!
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لما أهلكت نفسي بممارسة العادة السرية التي تدمر تحت وطأة الشهوة صحتي، وتتسبب في احتمال تشويه الأجنة، حال رغبتي في الذرية الصالحة بعد إعفاف النفس بأمر الله!!
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لما توهمت إمكانية بناء علاقات عاطفية سواء بطريقة مباشرة أو من خلال شبكة الإنترنت، لبناء أسرة في المستقبل!! حيث تبين لي في نهاية المطاف أنها مجرد أوهام، أسفرت عن وجهها الحقيقي؛ ليتضح لي أنها ما كانت سوى شباكاً نصبها الشيطان لسلب نور الإيمان من قلوب الشباب الضائع الولهان؛ تحت مسميات فارغة؛ نجح الشيطان من خلالها في تعويدي على انتهاك الحرمات في الخلوات، وكأن الله بعظمته صار أهون الناظرين إليَّ عياذاً بالله!! وعليه فلو كنت صادقاً في طلب النجاة قبل فوات الأوان، فعلى المسارعة لقطع هذه العلاقات كلياً وعلى الفور!! حيث أن الله لا يهتك ستر العبد من أول مرة؛ وإنما يمهله لعله يتوب أو يرجع؛ فإن تمادى وجبت عليه الفضيحة وهتك الستر!! نسأل الله العفو والعافية.
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لجعلت من الثلث الأخير من الليل قاعة اجتماع مغلقة بيني وبين ربي!! ولم أتخلف عنها يوماً، مهما كانت المعوقات؛ حيث إنها فرصتي الثمينة لتأصيل العلاقة بيني وبين الله عز وجل؛ الذي بيده ملكوت كل شيء؛ عسى أن أتبوأ عنده المنزلة التي تؤهلني لحفظه ورعايته وتوفيقه، فتهنأ بي ولي الحياة!!
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لما قصرت أبداً في تلبية احتياجات والديَّ، ولما أظهرت لهما التبرم لحظة في أداء ما طلباه مني!! فهما جسر عبوري إلى جنات الله!! وهما الطريق الأسرع نحو رضوان الله!!
· لو استقبلت من أمري ما استدبرت . . لما تركت صلاة الجماعة فرضاً واحداً، فهي سفينة عبوري على الصراط يوم يشفق الأنبياء على أنفسهم من شدة غضب الله!!
تعليق